الجمعة 24 شوال 1445 - 03 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-09-06 الساعة 10:24:09
قــل هــــل يــسـتوي الـــذين يعلمون والــذين لا يعلمون
الشيخ مأمون رحمة

 فواجب علينا في كل بلد يشن عليه حرب أن يتزود بسلاح العلم، ولا سلاح لنا أفضل من سلاح العلم، كيف نستطيع أن نصنع دبابة أو طائرة إذا كنا نجهل علم المادة وما يتعلق بالمادة وما ورائها؟ كيف نستطيع أن نتعامل مع هذا الكون الذي نعيش فيه إذا كنا لا نَعرف أسرار الكون الذي لفت الله أنظارنا إليه في كتابه الكريم؟ كيف نفعل ذلك؟

لا يتم الإعداد للقتلة والمجرمين والوقوف بوجوههم إلا من خلال العلم، فإن الله سبحانه وتعالى قال: )وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ( [الأنفال: 60] نحن نفخر بدولة روسيا العظمى، هذه الدولة العريقة الشامخة في سياستها الحادقة، في مواقفها التي تدعو الى حقن الدماء ولم الشمل العربي، نحن نفخر بدولة روسيا، لما نرى من آثار علمية واضحة أصبحت تٌجريها على الأرض هذا اليوم وقبل اليوم وبعد هذا اليوم، ونفخر بدولة الصين، هذه الدولة التي غزت العالم بصناعاتها المتطورة، ونفخر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ضاهت الغرب جميعاً بتفوقها العلمي والحضاري، ألا تعجب -أيها المسلم، أيها العربي- عندما تنظر في أحد القنوات والتي يسمونها التمدد الصفوي لهدم الكعبة، ألا تعجب أنهم يَشنون حرباً شعواء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه قنوات تمولها أموال آل سعود، يمولها أردوغان، يمولها الحاقدون على الإسلام والمسلمين والعروبة، ما رأينا قناة خرجت لتقول للعالم: التمدد الصهيوني لهدم الأقصى، ما رأيناهم فعلوا ذلك، إنهم يُحاربون إيران، لماذا؟ لأن إيران أحرقت قلوبهم، مزقت شملهم، فرقت جموعهم، بأي شيء؟ بعلمها، بحفاظها على العلم والعلماء، بهذا الأمر سادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية العالم اليوم، وغزت الفضاء.

ونحن كسوريين جدير بنا -يا سادة- أن نحذو حذو العلماء والعقلاء، لا أن نترك أوطاننا للأوربيين الذين يَتباكون علينا بدموع التماسيح، هذه "ميركل" وزيرة خارجية ألمانيا بكت علينا وقبحها الله، كم جيشت علينا وحرضت على قتلنا، هي وسياستها الآثمة، وكذلك فعل الأمريكيون والفرنسيون والبريطانيون، فهل نحن بعد هذا وذاك نترك سوريا، نترك هذا البلد الحضاري، هذا البلد العلمي؟ مَرة قلت لرجل يُقيم في المملكة السعودية وهو يَحمل جنسية ماليزية واستقر في المملكة السعودية، قلت له: لماذا تأتون إلى دمشق وتداوون أنفسكم في دمشق، قال لي عندها: نحن نأتي إلى دمشق لِنُطَبِّب الأسنان، فعندكم خبرة وثقافة وقدرة ورخص في الأسعار، أما عندنا غلاء في الأسعار وقلة في الخبرة والمهارة. كان أَكثر السعوديين، هم يَعرفون ذلك، هم الكذبة يعرفون ذلك، ولا يستطيعون أن يمكروا هذا الأمر أبداً، فسوريا مَعروفة بأطبائها، بقضاتها، بمحاميها، بمثقفيها، بمفكريها، لم قَتلوا العباقرة؟ لم قتلوا العبقرية؟ الطفل المراهق في بداية عمره في حمص لم قتلوه؟ خافوا من نباهته، خافوا من ذكائه، خافوا من قدراته العلمية الهائلة، هم لا يريدون علماً، لا يريدون حضارة، هم يُريدون أن يُدمروننا -أنسيت أيها المسلم، أنسيت أيها السوري- عيب عليك أن تنسى- عندما صَرَّح بندر بن سلطان عندما قال: نُريد أن نُرجع سوريا إلى العصر الحجري، فها هم قتلوا علمائها ومفكريها وقضاتها والعباقرة من أهلها، ويَدعون بعد أن فشلوا عسكرياً، وفشلوا من خلال أدواتهم المرتزقة أن ينتصروا على قوتنا، على صمودنا، على عزيمتنا، على الثبات على حقنا، يَدعونكم أيها السوريين لكي تتركوا أوطانكم وكرامتكم، لتذهبوا إلى بلادهم حتى تكونوا خدماً لهم.

معاشر السادة: النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((المؤمن كيِّسٌ فطِن)) وينبغي علينا أن نكون كيسون عاقلين، ((المؤمن كيِّسٌ فطِن))، ولم يقل: المؤمن كيس قطن أبداً، يَنبغي علينا أن نتحلى بالوعي والفهم والإدراك والثقافة.

وأُحب أن أختم هذه الخطبة بكلمة أوجه فيها رسالة إلى العالم بأسره، أقول للعالم بأسره: ألا ترون إلى آل سعود كيف فتحوا قنوات عندهم تتمثل بسباق الهجن، وتتمثل بالغناء والشعر الذي يأتي بكلمة من هنا وهناك، قناة الساحة، وقناة السيوف، وقناة سباق الهجن، كلها تدل إلى المستوى العلمي الذي وصل إليه آل سعود وأذنابهم، هذا هو السر -يا سادة- في محاربة الفكر الوهابي في الجهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، هذا هو مستواهم العلمي، لا يُوجد عندهم بحث علمي، لا يوجد عندهم منهج علمي، لا يفقهون أكثر من شاة ودابة وبعير يسرح في الصحراء الواسعة.

أيها السوريون: يا سوريون، آلامنا كثيرة، مصائبنا جليلة، أحزاننا أعمت قلوبنا وأبصارنا، واجب علينا -والله حرام وكفى- واجب علنيا أن نعقل، أن نفهم، أن ندرك ما يحاك لنا من مؤامرات خبيثة، ولا تخشى أحداً إلا الله، فأنت تدافع عن حقك، عن أرضك، عن وطنك، عن قيمك، عن شعبك، عن حضارتك في تدمر الحبيبة.

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1076
1  2  3  4  
تحميل ملفات
فيديو مصور