الجمعة 17 شوال 1445 - 26 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2015-01-02 الساعة 22:15:23
صــاحــب الــذكـــرى رسول رب العالميــن مـحـمــد
فضيلة الشيخ : محمد الفحّام

وفي شبابه أظهر الله تعالى حفظه وعصمتَه من مثالبِ الجاهليه وأبرز كمالَ عقلِه ونورَ قلبِه إلى يوم البعثة ونزولِ الوحي إرهاصاً مُشيراً إلى سيادته وعمومِ رسالتِه المقبلة على العالمين

وعليه؛ فإن الاهتمام بيوم مولده صلى الله عليه وسلم إنما هو إلا للتذكير بفضل الله تعالى حيالَ هديته المباركة سبحانه, وكرامةً لكلِّ محبِّ اتَّبَعَ على نظام ذلك الحبِّ وتوليداً لطاقات ذلك الحب الخالص في رحاب قرعِ بابِ محرابِ مدارسةِ سيرته العطرة وشمائله المجيدة وشريعته الغراء ومواقفه الهادية كمنطلق دائم لتجديد العهد في رحاب ما جاء به صلى الله عليه وسلم من عقيدة وشريعة ومنهج.

هذا ومن جماليات تلك المظاهر الزاهرة عند أهل الشام أنهم يتقلبون في رياض الاحتفال بذكرى مولده الشريف السنةَ كلَّها عبرَ المناسبات متوِّجين إياها بذكره فيها, والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم من خلالها, وعرضِ شمائله في رحابها, ويجعلون أوجَ فرحِهم فرحَهم به عليه الصلاة والسلام وهم يذكرون ويذكِّرون أنفسهم بنعم الله وأفضاله والتي أعلاها النبي المختار, وعبر مظاهر شرعية آنسة راشدة تنهض بالحاضرين نهضةَ ذلك التجديد استمساكاً بحبل الله المتين  ونور هدي نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم. هي من الروائع التي تميَّز بها أهل الشام لعنصر الحبِّ كما أشرت كدلالة على صفاء التوحيد ونقاءِ العقيدة ترجمةً لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) أخرجه مسلم وغيره

لذا فلا يخفى على أيِّ عاقل أنَّ إعطاء النِّعَمِ حقَّها أمرٌ مشروع وعملٌ مبرور وأنَّ أعظم النعم ذلكم النبيُّ الأكرمُ صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور ومن الجهالة إلى العلم, ومن العِماية إلى ضياء الهدى والحق. إنها لقاءاتُ مدارسة لسيرته مبدوءة بتلاوة القرآن مزينة بالصلاة على سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام مُمتَّنَة بالعلم النافع محاطة بمظاهر التطبيق الرصين لأحكام الشرع المبين تزكيةً للقلب المحب من ران الغفلة عن تلك النعمة الجليلة التي جعلها الحق منبعَ الخيرات ومصدرَ النجاة ومنطلقَ العافية القلبية للعباد. ذلك أنَّ أعمال أمته معروضة عليه, وأنه هو الشفيع لها وهو صاحب الحوض الشريف والمشرف على اجتياز الصراط ورحم الله الإمام النبهاني الناظم في نظمه البديع؛

كم جَمَّعُوا في حبِّه الجُمُوعا          وفرَّقوا في   حبِّه    المجموعا

وزينوا     الديارَ   والربوعا           وأكثروا الأضواءَ والشمُوعا

وطيَّبوا الكلَّ بعَرْفْ الندِ

وفرحوا    بذكره     وطَرِبُوا             وأكلوا على  اسمِه   وشربوا

وابتهلوا    لربهم     وطلبوا             واستشفعوا  له  به  وانتسبوا

معتقدين نيلَ  كل قصدِ

كم عمَّر الله به     الديارا              ويسَّر السرور     واليسارا

إذْ بذلوا الدرهم   والدينارا               وذكروا  الرحمن  والمختارا

بين صلاة   ودُعا وحمدِ

ياهل ترى هذا يسوء أحمدا            أوهل تراه ليس يرضي الصمدا

        فدتك نفسي اعمل ولاتخشَ الردى      وكرِّرِ   المولد   ثم المولدا

تَعِشْ سعيدا وتَمُتْ في سَعْدِ

        ختاماً أخي المحب؛ احرص على  أن تلقى الله متلبساً بأنوار حبه وضياء حكمه وميزان شرعه ليشهد لك فيما عُرض عليه ويعرض من أعمالك زمن التكليف فإن أبرز مظهرِ أمانٍ يومَها أنْ يأخذ بيدك عند الحوض والميزان وعلى الصراط وحاذِر أنْ يعرض عليه عنك ما يُحزنُه فيكون ذلك سبباً لخطاب السَّحق أعاذنا الله تعالى

أما بعد؛ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)

(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1497
1  2  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *