الجمعة 10 شوال 1445 - 19 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2015-01-02 الساعة 22:15:23
صــاحــب الــذكـــرى رسول رب العالميــن مـحـمــد
فضيلة الشيخ : محمد الفحّام

الحمد لله حمد الذاكرين الشاكرين والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى رحمة للعالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهٌ تفرَّد بالوحدانية, وتنزَّه عن النقائص بالقدوسية فأحسن َكلَّ شيء خلقَه ثم هدى, وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيُّه من بين الخلق وخليله أرسلَه على فترة من الرسل _والخلق في شرود ومَحْلٍ, وعمايةٍ بظلمةِ الجهل  ليخرج الناس من جَور الطغيان إلى عدلِ القرآن, ومن عبادةِ الأوثان إلى العبودية للديّان, فهداهم بسراجه المنير, ونوره المبين, هذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم الذي أيَّده بالخوارق و كلمة الصدق, وقوةِ الحجة وبيان, الحق, وبعد؛ ففي بيان الله تعالى أوفى مظاهرِ التكريم لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حيث عَظَّمَ سبحانه ذاته بكلامه القديم في معرض إبرازه رحمةً مُهداة للعالمين بفضله العميم وقوله المبين: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

هذا؛ وإنَّ الكلامَ عن صاحب الذكرى في رياض ربيعها إنما هو استحضارٌ لواقعِ الألق المتجدِّد في الأمة وتجْليةٌ لفيوضات جليلة وبركات وفيرة لا يَسَعُها إلا قلبُ مَن أحبَّه فاتَّبعه على نور ذلك الحبِّ الآسر ترجمةً لحقيقة الالتزام على هدى وهداية ومنهجٍ ودراية.

وإنه لمعلومٌ أنَّ صفحاتٍ يسيرةً لا يمكن أن تسع ذلك الاستحضار لذا فدونَك أيها المحبُّ هذا الغَيْضَ من فيضها, والقليلَ من كثيرها عبرَ جولة في واحات رياضها نستخلص الحكمة والعبرة ممن طوى الله في جوهره محامدَ ومكارمَ وَسِعَتِ العالمين وفاضت وأثمرت على الأمم أجمعين. ولعلَّ ذلك من أجلِّ أسباب اهتمام المحبين بسيد العالمين, ونبي الله صلوات الله عليه وآلِه وصحبه بيوم مولده الأغر لاسيما في بلادنا الشامية حرسها الله تعالى وزادها شرفاً آمين. أجَلْ؛ في بلادنا الشامية التي متَّعَها المولى سبحانه بشرف النسبة إليه صلى الله عليه وسلم ودعائه المبارك بنور حرفه الممتد (اللهم بارك لنا في شامنا) وهو شعور مستمرٌّ لدينا نحن أهلَ الشام لم لا؟ وقد متَّعنا الله تعالى بطَيْفِ ذلك ربيعاً أزهرَ عُمْرَنا كلَّه فلله الحمد والمنة.

ألا فليعلم كلُّ متسائل أنَّ الارتباط به صلى الله عليه وسلم موصولُ العقد والعهد عبر عرض سيرته من الولادة إلى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ..) أنَّ مولانا جعل رحمته ظاهرةً في هديته للعالمين منذ حمله, وعند ولادته, وحالَ رضاعه, ثم في لطائف نشأته, وحياته في شبابه, إلى أن بُعث نبياً هادياً للناس أجمعين. ففي حملِه كان عوناً لأمِّه ويُسراً لم تشعر يثقل ولا وَحَمٍ ولا تعب.. وفي ولادته لم تشعر بألمٍ ولا عُسْرٍ ولا شِدة.. وفي رضاعه بركةُ الرزق بِدَرِّ الضرع, ونبت الزرع وإمعارِ الأرض, وغزارة العشب في زمن الجدب.. وفي نشأته بركةُ الرزق للحاضرين وبين يدي المطعَمين فيشبعون مع بقاء فيضِ البركة ما يدفَعُ عمَّه أبا طالب أن يقول أشهد أنك نسمةٌ مباركة, قحطتْ مكةُ يوماً فاستسقى الناسُ حول الكعبة وخرج أبوطالب ومعه غلامٌ كأنه شمسُ دجىً تجلَّت عنه سحابة قتماء حول أُغَيْلِمَةٌ فأخذه أبوطالب فأَلْصَقَ ظهره بالكعبة ولاذَ الغلام _أي سيدنا محمداً_ بأصبُعه _إلى السماء كالمتضرع الملتجئ_ وما في السماء قَزْعَةٌ _قطعة من سحاب_ فأقبل السحابُ من هاهنا وهاهنا وأغدق واغدودق _كَثُرَ مَطَرُهُ_ وانفجر الوادي وأخْصَبَ النادي وفي ذلك يقول أبوطالب مادحاً النبي صلى الله عليه وسلم :

وأبيضُ يُسْتَسْقى الغمامُ بوجهه          ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ

يلوذُ به الهُلاّكُ مِن آلِ  هاشمٍ           فهم عنده في نعمةٍ  وفواضلِ

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1494
1  2  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *