الثلاثاء 09 جمادى الثانية 1446 - 10 ديسمبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2014-08-13 الساعة 16:48:59
الـــقـــدس أمــــانـــة الـــلـــه فــي أعـنــاقــنــا
الشيخ محمد خير الطرشان

 القدس مدينة الأنبياء، مدينة الإسراء والمعراج، هي الأرض التي بارك الله فيها وحولها، واختارها مسرى لسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجمع له أرواح الأنبياء فصلّى بهم إماماً، فكانت مكانتها -ولا تزال- في ضمير كل مسلم مكانةً عظيمة.

الارتباط الوثيق بين "القدس" و"الرسل والأنبياء":

يقول الله تعالى: ]شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيب[ [الشورى: 13] فتؤكد عقيدتنا الإسلامية أن الرسل والأنبياء السابقين الذين بُعِثوا في أرض فلسطين وحول مدينة القدس جميعهم شرائعهم كشريعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؛ شرعها الله تعالى وأنزلها لتلك الأمم، إلا أنهم حرّفوا فيها وبدّلوا؛ فبدل "التوراة" التي أُنزِلت على سيدنا موسى ظهرت التوراة المحرّفة أو ما يُسمى عندهم بـ "التلمود"؛ وهو هَرطَقات وضعها بعضُ يهود العالم ليؤسسوا لفِكرٍ استعماري خبيث، وفكر استيطاني يقوم على هذه الأرض المقدسة، فالمعروف أن اليهود بعد أن طُردوا من بلاد العالم لم يجدوا أرضاً تُؤْوِيهم كما آوتهم أرض فلسطين، لكنهم أرادوا أن يَعيثوا فيها فساداً وخراباً، وأرادوا أن يَنشروا فيها الظلم والقهر، وأن يَسفكوا فيها الدماء، ويسيطروا على المقدسات الإسلامية وغير الإسلامية، فلم يُراعوا إلاًّ ولا ذمة، وهم -فضلاً عن ذلك- يعتقدون أنهم أصحاب حق في هذه الأرض، وهم في الحقيقة لا حق لهم فيها في التاريخ ولا يوجد أية وثيقة تثبت لهم ذلك.

الإسلام جاء مُصدّقاً للرسالات السماوية كلها؛ فالله تعالى يقول: ]نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَام[ [آل عمران: 3-4] فالقرآن يُقِرُّ بالإنجيل والتوراة كما أقرّ من قبل بالزبور وصُحُف إبراهيم وداود وغيرهم من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام، حتى أن في القرآن آية صريحة يقول فيها ربنا سبحانه: ]آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير[ [البقرة: 285] هذه الآيات القرآنية تأتي في إطار الدليل على أن العديد من الرسل والأنبياء ممن وردت أسماؤهم بالنص القرآني قد أقاموا في القدس، أو كانت لهم صلة بها بشكل أو بآخر، ومنهم إبراهيم ويعقوب وإسحاق وعيسى ويحيى وزكريا وصالح وموسى عليهم الصلاة والسلام، وهناك روايات تاريخية قديمة تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فتتحدث عن صلة بين مدينة القدس وسيدنا نوح، وبين سام بن نوح ومن قبل ذلك سيدنا آدم عليهم الصلاة والسلام، إذاً فهناك ارتباط للأنبياء والرسل بهذه المدينة المقدسة، فكيف يَزعم هَؤلاء اليهود الصهاينة أن لهم فيها حقاً تاريخياً؟! وكيف يَجرؤون على المطالبة بهذه المدينة المقدسة عاصمةً أبدية لهم؟! ويُريدون بذلك أن يَسلخوا هذه المدينة عن أصالتها الإسلامية، والتي بُعِث فيها وهاجر إليها كثير من الأنبياء، وجمع الله فيها أرواح الأنبياء عندما أُسري برسول الله عليه الصلاة والسلام ليصلي بهم إماماً، وليعطي للعالم بأسره إشارة وتوضيحاً على أن هؤلاء الرسل جميعاً على قلب رجل واحد، ليس بينهم فرقة أو اختلاف، إنما الخلافات والتفرقة ستكون من أتباعهم الذين يُحرّفون ويبدلون ما أنزل الله سبحانه وتعالى.

ومما يَزيد ارتباط القدس والمسجد الأقصى بالأنبياء عليهم السلام ما ورد في الأثر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: (بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه ملك) فهو يؤكّد هذه الحقيقة التي جاءت في القرآن الكريم، وهي أن كثيراً من الأنبياء والرسل زاروا المسجد الأقصى وصلّوا فيه، وأن كثيراً من الملائكة الذين خلقهم الله سبحانه وتعالى بأعدادهم الكبيرة صلوا في هذا المكان فأصبح مكاناً مباركاً.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1628
1  2  3  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *