الجمعة 17 شوال 1445 - 26 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-07-04 الساعة 09:43:35
فضائل ليلة القدر
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 21 من رمضان 1438 هـ - 16 من حزيران 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلهِي إِنْ يَكُن ذَنبِي عَظِيمَاً
فَمِمَّنْ أَرتَجِي مَولايَ عَطفَاً
تَرَكتُ النَّاسَ كُلَّهُمُ وَرَائِي
فَعَامِلنِي بِلُطفِكَ وَاعفُ عَنِّي

 

فَعَفوُكَ يَا إِلَهَ الكَونِ أَعظَمْ
وَفَضلُكَ وَاسِعٌ لِلكُلِّ مَغنَمْ
وَجِئتُ إِلَيكَ كَي أَحظَى وَأَنعَمْ
فَإِنْ تَغضَبْ فَمَنْ يَغفِر وَيَرحَمْ

اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة يا الله, وعمنا جميعاً بفضلك الكبير.

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: سؤال يتردد كثيراً ونسأله بين الفينة والأخرى وسُئلنا عنه قريباً، هذا السؤال هو: هل نَدخل الجنة بأعمالنا التي نَعملها أم ندخل الجنة بفضل الله ورحمته؟.

الآن في رمضان نحن نصوم النهار، ونحن نقوم الليل، ونقرأ القرآن الكريم، والبعض أنجز ختمة وختمتين وثلاثة، والبعض أكثر والبعض أقل، ونسجد بين يدي الله سبحانه وتعالى بالأسحار، ونقرأ قرآن الفجر وقرآن الفجر مشهود، إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة، من الصدقات والمبرات وصلة الأرحام، فهل نَدخل الجنة بأعمالنا هذه التي نعملها، أم ندخل الجنة بفضل الله ورحمته؟

القرآن يقول آيات كثيرة )وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( [الزخرف: 72]، إذاً يَكون دخول الجنة بالعمل، )ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ( [النحل: 32]، والباء للسببية، أي بسبب عملكم، هذه الآيات -وهي في القرآن كثيرة- تقول إن الإنسان يدخل الجنة بعمله، )إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا( [الكهف: 107]، آيات كثيرة، إذاً العمل الصالح يدخل الإنسان الجنة، لكن نَسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ((والله لن يدخل الجنة أحدكم بعمله))، فيقف الإنسان حائراً، الآية تقول (بعملكم)، الحديث يقول ((لن يدخل أحدكم الجنة بعمله))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا))، مع أنه يقوم الليل حتى تتفطر -تتشقق- قدماه، فتقول له السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: يا رسول الله، لم تُتعب نفسك، لم تجهد نفسك، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول لها: ((يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً))، فرسول الله كان عَمله وعبادته لله كثيرة، فاستغرب الصحابة، ((والله لن يدخل أحدكم الجنة بعمله))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته))، إذاً هذا الحديث يقول: نحن ندخل الجنة برحمة الله، فهل ندخلها بعملنا أم برحمة الله؟ قال علماؤنا: الأمر بسيط جداً، أحياناً الإنسان لا يفهم بشكل صحيح معاني النصوص، فالتعارض بين النصوص -كما قال علماء الأصول- يَكون تعارضاً ظاهرياً، ويكون أحد النَّصين مُفسراً للآخر، أو يكون محل كل نص مختلفاً عن محل أخيه، فهذا يحمل على كذا وهذا يحمل على كذا، فلا تعارض بين الآيات وبين هذا الحديث، كيف؟ قال: إذا جاء العبد يوم القيامة فوزنت أعماله في كِفة الأعمال الصالحة والأعمال غير الصالحة وزنت في كفة، فرجحت كِفة الحسنات يَدخل العبد الجنة بعمله، طيب الحديث يقول: (لا يدخل الجنة بعمله) بل برحمة الله، قال: نعم، لأن الله مِن كرمه سبحانه وتعالى أنَّه وَزَن أعمالنا فقط، وضع الأعمال الصالحة في كفة والأعمال غير الصالحة في كفة، لم يَضع سبحانه وتعالى نِعمه التي أنعم بها علينا لم يَضعها في الميزان، لو وضعت نعم الله في الميزان في كِفة ووضع العمل الذي عَمله الإنسان طِيلة حياته في كِفة سَوف ترجح كفة النعم مِن الله وتَطيش كفة الأعمال الصالحة، وحينئذ لا يدخل الإنسان الجنة، لأن نعم الله وزنت في الميزان، وحينئذ يَدخل الإنسانُ النار، لكن بفضل الله ورحمته دخل الجنة، قال: فهذا معنى: (والله لن يدخل أحدكم الجنة بعمله) بل ندخل بفضل الله ورحمته. إذاً إذا لم تُوزن نِعم الله في الميزان ندخل الجنة بعملنا، إذا وُضعت في الميزان لا أحد يدخل الجنة بعمله، يا أخي عملك لا يُساوي نعمة واحدة من نعم الله عز وجل عليك، هذا كلام العلماء في التوفيق بين هذه النصوص، هل لهذا الكلام دليل؟ نعم أيها الإخوة، سأروي لكم هذا الحديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، عن سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه، يقول سيدنا جابر: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((خرج مِن عندي آنفاً –الآن- خليلي جبريل، فقال لي: يا محمد، والذي بعثك بالحق، إن لله عبداً مِن عبيده عبد الله خمسمائة سنة، -كم عبد الله؟ ليس خمسين سنة وعشرين، خمسمائة سنة- على رأس جبل في البحر، عرضه وطوله -هذا الجبل- ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً، 30 م تقريباً بـ 30 م، والبحر محيطٌ به، أربعة آلاف فرسخ بحر، أي عبارة عن صخرة كبيرة في وسط المحيطات، عَبَدَ الله في هذا الجبل الصغير خمسمائة سنة، وانتبهوا إخواننا، نحن نروي لكم حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قصص السابقين، ليس مِن قصص ألف ليلة وليلة، حتى يقول الإنسان: والله وقائع هذا الحديث غريبة قليلاً، كأنه يوجد دراما، هذا حديث صحيح، انتبه، من قصص السابقين، الأمم السابقة، قال: وأخرج الله تعالى له عيناً عذبة بعرض الإصبع، تبُضُّ بماء عذب، فتستنقع في أسفل الجبل، وأخرج وأنبت له شجرة رمان، تُخرج له في كل يوم رمانة فتغذيه يومه، حتى إذا أمسى هذا الرجل نزل فشرب من هذا الماء وتوضأ، وأخذ رمانته فأكلها، وعَبَدَ الله عز وجل طِيلة يومه، بَقي على هذه الحالة خمسمائة سنة، كل يوم رمانة، وعنده ماء عذب في وسط محيط، أربعة آلاف فرسخ، نَعم، والفرسخ ثلاثة أميال، اضرب 4000 بـ 3 أميال،

إن البريد من الفراسخ أربع *** ولفرسخ فثلاثة أميال ضعوا

ثلاثة أميال، والميل 1,6 تقريباً مِن الكيلومتر، نعم طِيلة هذه السنوات الخمسمائة يَعبد الله بهذا الشكل، يقول سيدنا جبريل لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: فسأل الله عز وجل -هذا العبد الذي عبد الله خمسمائة سنة- سأل الله عز وجل أن يَقبضه ساجداً، قال له: يا رب أُريد أن أموت وأنا ساجد الله، لا يُوجد أجمل مِنها، يُحشر المرء على ما مات عليه، الله يرحم الشيخ سعيد الأحمر، تُوفي وهو ساجد الله، يَرحم سيدنا الشيخ عبد القادر أرناؤوط، توفي وهو ساجد في صلاة الفجر، الله يرحم سيدنا الدكتور مصطفى الخن، توفي في المسجد في خطبة الجمعة والخطيب يخطب، موتة حلوة والإنسان بطاعة الله، بينما يموت الإنسان في مكان فيه معاصي وآثام، أو يكون بعيداً عن الله سبحانه وتعالى، قال: فسأل الله تعالى عز وجل أن يقبضه وهو ساجد، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسد جسده، يأكله الدود وما شابه ذلك، ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً، يقول سيدنا جبريل: حتى بعثه الله وهو ساجد، استجاب الله له دعاءه، فيقول سيدنا جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، قبضه الله تعالى وهو ساجد الله، الملائكة تشاهده، قال سيدنا جبريل لرسول الله: فنجد له -لهذا الرجل الساجد الذي عبد الله خمسمائة سنة- فنجد له في العلم، قال شراح الحديث: أي في اللوح المحفوظ، أي قرأنا في اللوح المحفوظ أن هذا الرجل يُبعث يوم القيامة -هذا الرجل عبد الله خمسمائة سنة- فيُوقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، فيقول الله عز وجل لملائكته: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، قال جبريل لرسول الله: فيقول هذا العبد الصالح: يا رَبِّ بل بعملي، فيقول الله لملائكته: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، مرة ثانية، فيقول هذا العبد: يا رب بل بعملي، يريد أن يدخل الجنة بعمله، انظروا كم ربنا حليم، للمرة الثالثة قال: أَدخلوا عبدي الجنة برحمتي، انظروا كم ربنا حليم مع عباده، يَكفرون به ويرزقهم، هناك أناس يقولون: لا إله والحياة مادة، والدنيا كلها أسباب ونتائج، هكذا الله خالق الدنيا، (1+1=2)، أنا أسميهم المجانين، ويرزقهم سبحانه وتعالى ويمدهم بالصحة والعافية، لأنه كريم، يترك لهم فرصة للعودة إلى الله، نعم، مرة ثالثة قال: أدخلوا عبد الجنة برحمتي، فيقول هذا العبد: يا رب بل بعملي، مرة ثالثة يقول: بل بعملي، قال: فيقول الله عز وجل لملائكته: قيسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فيوضع الميزان، يقول رسول الله: فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة، وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه، وضعوا فقط نعمة البصر، ربي ما حاسبه على كل النعم، فقط نعمة البصر في كفة وعبادة خمسمائة سنة في كفة، فرجحت كفة نعمة البصر وطاشت كِفة خمسمائة سنة، فقال الله عز وجل لملائكته: أدخلوا عبدي النار، قال: فَيُجَرُّ إلى النار، فينادي هذا العبد الصالح فيقول: يا رب، برحمتك أدخلني الجنة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيقول الله عز وجل -انظر إلى ربي، كم هو كريم وعظيم- يقول: ردوه، فترده الملائكة، فيوقف بين يديه، فيقول الله عز وجل له: أي عبدي، مَن خلقك من قبل ولم تك شيئاً، فيقول: أنت يا رب، فيقول: أكان ذلك مِن قبلك أم برحمتي، أنني خلقتك ولم تك شيئاً، أنتم تعلمون الحيوان المنوي لا يظهر بالعين المجردة، الملايين منه تظهر في بقعة صغيرة، أما هو لا يُرى بالعين المجردة، خَلقتك من قبل ولم تك شيئاً، فيقول: أنت يا رب، فيقول: أكان ذلك مِن قبلك أم برحمتي؟ قال: بل برحمتك يا رب، قال: فيقول الله له: أي عبدي، مَن أوجدك في هذا الجبل وحولك الماء المالح وأنبت لك شجرة من رمان تُعطيك كل يوم رمانة، وهي في السنة تعطي رمانة، فيقول: أنت يا رب، يقول: أكان ذلك مِن قِبلك أم برحمتي؟ يقول: بل برحمتك يا رب، قال: مَن أخرج لك عيناً عذبة تشرب منها في وسط هذا الماء المالح، أكان ذلك من قبلك أم برحمتي؟ قال: بل برحمتك يا الله، وهنا الشاهد، قال: عبدي مَن أقدرك على عبادة خمسمائة عام، الذي أعطاك الصحة والعافية، وجعلك تُصلي خمسمائة سنة، يجب أن نشكر الله إخواننا، الآن أجسادنا معنا، تستطيع السجود، تضع جبهتك على الأرض، اشكر الله كثيراً، هناك أناس لا يستطيعون السجود، لأن الطبيب منعهم، اشكر الله، عبادتنا تحتاج إلى شكر لله، وشكرنا لله يحتاج إلى شكر، قال: يا عبدي مَن أقدرك على عبادة خمسمائة سنة؟ قال: أنت يا رب، قال: أكان ذلك من قبلك أم برحمتي؟ قال: بل برحمتك يا الله، قال: فيقول الله عز وجل: فذلك برحمتي، وبرحمتي أدخلك الجنة، أدخلوا عبدي الجنة، فيدخل هذا العبد إلى الجنة، قال: فلتفت جبريل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد، كل هذه الدنيا برحمة الله، إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد، والله كلنا نعيش بفضل الله ورحمته، نحن أعمالنا تصلح للعرض على الله؟ الشاهد في هذا الحديث وكنت أحضر خطبة عن ليلة القدر، لما قرأت هذا الحديث أبكاني أننا في هذه الدنيا أُجراء، (إنما مَثل هذه الدنيا كمثل راكب استظل في ظل شجرة ثم تركها) ، (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)، فمر معي هذا الحديث، كيف مر معي هذا الحديث وأنا أحضر عن ليلة القدر، قرأت كلام الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رضي الله تعالى عنه، يتكلم عن ليلة القدر، ما سبب أن ربي عز وجل أعطانا ليلة القدر؟ فيقول سيدنا مالك بن أنس إمام دار الهجرة: يقول أُطلع النبي صلى الله عليه وسلم وأُري أعمار الأمم السابقة قبل أمته، فوجد أعمارها طويلة، هذه الأمة كان يعيش الواحد ألفين سنة، الشخص الواحد ألفين سنة، تصور هذا الشخص 3000 سنة، هذا الشخص 4000 سنة، في أحاديث وهذا منها أنه عبد الله خمسمائة سنة، لكن لا نَدري كم عمره، ولكنه عبد الله خمسمائة سنة، ممكن كان عمره ألف قبل ما يَعبد الله، وسيدنا نوح قال عنه ربنا: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ([العنكبوت: 14]، 950 يدعوهم إلى الله، لكن لبث فيهم يدعوهم إلى الله فقط 950 سنة، الآن أعيش أنا وأنت كم؟ 60 / 70 / 80 سنة، الله يطول أعمارنا وأعماركم بطاعة الله، قولوا: آمين، نسأل الله أن يمتعنا وإياكم بأسماعنا وأبصارنا وأجسادنا وعقولنا وصحتنا وعافيتنا ما أحيانا، قولوا: آمين، كم يعيش؟ 80 سنة؟ هذا الإنسان الذي يعيش 60 / 70 / 80 سنة ثُلث عمره نائم، طار ثلث عمره، وثلث عمره في الطعام والشراب والعمل، طار الثلث الثاني، والثلث الثالث يُضيعه في غير طاعة الله، تَضيع الأعمار هكذا والأوقات هكذا، طيب يُفترض أنه استثمر كل أوقاته في طاعة الله، مِن وقت ولادته يَعبد الله إلى أن توفي، فعبد الله ثمانين سنة، طيب ثمانين سنة ماذا تساوي أمام هذا العبد الصالح الذي نقلت لكم حديثه في مستدرك الحاكم، حديث سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري، ماذا يُساوي أمامهم، وكيف يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: )كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ – كيف خير أمة أُخرجت للناس- تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ([آل عمران: 110]، طيب )وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا( [البقرة: 143]، قالوا: وسطاً يعني: أمة خيرة، أمة فضلاً، لأن وسط كل شيء أفضله، طيب كيف أحسن أمة وفي أكثر منا عبادة؟ يقول سيدنا مالك بن أنس: أري النبي صلى الله عليه وسلم أعمار الأمم قبله، فكانت طويلة الأمد، قال: فكأنه تقال أعمار أمته وأعمالهم، أنه قال: أنا أمتي بين ال 60 وال 70، (أعمار أمتي بين الـستين والـسبعين)، طيب متى يعبدون ربهم حتى يلحقوا بعبادتهم بقية الأمم؟ يقول: فأعطي ليلة القدر، كم ليلة القدر عظيمة يا أخي، يقول عنها رب العزة والجلال في القرآن الكريم: )لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ( [القدر: 3]، حتى إذا قُمنا ليلة القدر نُعوض بهذه الليلة عبادة سنوات طويلة للأمم السابقة قبلنا، وسيدنا مجاهد التابعي الجليل يقول: الرسول الله صلى الله عليه وسلم يروي للصحابة: كان فيمن كان قبلكم رجل مِن بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف عام، ما نزع سلاحه، ما نزع اللباس طبعاً، يجاهد في سبيل الله الجهاد الحقيقي، ليس يقتل المسلم المسلم والمؤمن المؤمن، لا، ألف عام، قال: فالصحابة الكرام في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ألف سنة يلبس السلاح؟ كم عمره؟ كم عاش؟ قالوا: ألف سنة، فاستغربوا، فأعطي رسول الله ليلة القدر فهي خير من ألف شهر، وكلكم يحفظ هذه الآيات.

متى ليلة القدر؟ يقول صلى الله عليه وسلم: ((التمسوها في العشر الأخير من رمضان في وتر منه))، وتر الـ 21-كان البارحة- بقي لدينا 32 / 25 / 27 / 29 .

ثواب ليلة القدر: خَيرٌ مِن ألف شهر، الدعاء فيها مستجاب، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1082
تحميل ملفات
فيديو مصور