الجمعة 17 شوال 1445 - 26 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-06-05 الساعة 12:10:23
استقبال شهر رمضان المبارك
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 29 من شعبان 1438 هـ - 26 من أيار 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون ولو كره المشركون والملحدون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلَهِي لا تُعَذِّبنِي فَإِنِّي
وَمَا لي حِيلَةٌ إِلا رَجَائِي
وَكَمْ مِن زَلَّةِ لِذِي الخَطَايَا
إِذَا فَكَّرتُ في نَدَمِي عَلَيهَا
أَهِيمُ بِزَهرَةِ الدُّنيَا فُتُوناً
وَلَو أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيهَا
يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيرَاً وَإِنِّي

 

مُقِرٌّ بِالذِي قَدْ كَانَ مِنِّي
لِعَفوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنِّي
وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضلٍ وَمَنِّ
عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَعَرْتُ سِنِّي
وَأَقْطَعُ طُولَ عُمرِي بِالتَّمَنِّي
قَلَبْتُ بِأَهلِهَا ظَهرَ الْمِجَنِّ
لَشَرُّ الخَلقِ إِنْ لم تَعْفُ عَنِّي

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: في مثل هذا اليوم في آخر يوم من شعبان خَطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، كما ورد ذلك في حديث سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وألف ابن عقيل الظاهري رسالة خاصة في هذا الحديث سماها: "البرهان على تحسين حديث سلمان"، فأخرج ابن خزيمة في صحيحه، عن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخر يوم من شعبان، إذاً في مثل هذا اليوم، ولم يَكن في ذلك الوقت وسائل إعلام لا فضائيات ولا نت ولا إذاعات، كلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعطيهم أمراً جديداً مِن أمور الدنيا والأخرة، كلما نزل عليه شيء جديد فأراد أن يُبلغهم به، كلما حدث حدثٌ عظيم... كان يَطلب أن يُؤذن في الناس، أن أحضروا المنبر -كما ورد في روايات الحديث- أحضروا المنبر يَعني نجتمع الآن، يقول مثلاً شخص لرفيقه: نجتمع في الساحة الآن، أحضروا المنبر فيحضر كل الناس، المنبر في غير صلاة الجمعة، فيخطب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك))، (أظلكم) ما معنى أظلكم؟ كيف يكون ظل الإنسان قريباً منه؟ فهنا أظلكم أي صار قريباً مِنكم جداً كظلكم، ((قد أظلكم شهر عظيمٌ مبارك))، أي شهر رمضان، ((شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر))، وهي ليلة القدر، وجمهور العلماء على أن ليلة القدر في شهر رمضان، ودليلهم على ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال: [شَهرُ رَمَضَانَ الذِي أُنزِلَ فِيهِ  القُرآن]، إذاً أُنزل القرآن في شهر رمضان، وربنا يقول في سورة القدر -وكلكم يحفظها-: [إِنَّا أَنزَلنَاهُ] يعني القرآن [في لَيلَةِ القَدر]، فإذاً أُنزل القرآن في ليلة القدر، وربنا يقول: [شَهرُ رَمَضَانَ الذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآن] معناها ليلة القدر في شهر رمضان، ((فيه ليلة خير من ألف شهر، شَهرٌ جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً))، التراويح التي هي أصل اسمها قيام رمضان، صلاة  قيام الليل في شهر رمضان، نقول عنها التراويح، سموها بالتراويح لأن كل أربع ركعات نَستريح، فيُقال عنها تَرويحة، أي استراحة، كل أربع ركعات نستريح، فسموها صلاة التراويح، هي اسمها صلاة قيام رمضان أو قيام الليل في شهر رمضان، فهل هي فَرض؟ لا، هي تطوع، وجُعل قيام ليل رمضان تطوعاً، ((مَن تقرب فيه)) أي في رمضان ((بخصلة)) أي بصفة أو فعل من أفعال الخير ((من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه)) أي الذي يُؤدي نافلة مندوبة، سنة في رمضان كأنه أدى فريضة في غير رمضان، لماذا؟ وهل ثواب الفرائض أكبر من ثواب النوافل؟ يعني أن الإنسان عندما يَفعل ما هو مُلزم به وما هو واجب عليه عُرفُ الناس أنه لا يُشكر، يقول لك: لا شُكر على واجب وهذا واجبي، فإذا كان عنده دوام ست ساعات، وجاء ودَاوَمَ الست ساعات تقول له: وظيفتك مُلتزم فيها, طالب عنده دوام بالمدرسة، التزم هذا الطالب، تقول: واجب عليه، فهل يأخذ أجراً على الواجب، وأجر الواجب أكبر مِن أجر النافلة، بَيَّنَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الصحيح، -عندما نقول حديث قدسي يعني هو عن الله سبحانه وتعالى، رسول الله يرويه ويقول فيه رسول الله: قال الله تعالى- فيقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه))، إذاً أحب شيء إلى الله أن تَلتزم بالفرائض، ومِن هُنا قال العلامة ابن عابدين في حاشيته رحمه الله، في باب الوتر قال: (أعظم الأجر أجر الفرائض إذا أديت على وجهها)، لما نُصلي صلاة  الظهر مُتقنة، العصر، المغرب، العشاء، الفجر، نَصوم رمضان كما أمر الله، هذا أعلى الشيء في الأجور، أعظم مِن هذا الحديث: ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه))، فأعظم الأجر هو أجر الفرائض، قال الله تعالى بعدها: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه))، فمن أدى خصلة مِن الخير فعل مِن الخيرات النافلة المندوبة السنن في رمضان كان كمن أدى فريضة في غير رمضان، إذاً الأجر والثواب مُضاعف، يقول رسول الله: ((ومَن أدى فريضة فيه)) في رمضان ((كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه)) لذلك المسلمون عامة وأهل الشام خاصةً يُخرجون زكاة أموالهم في رمضان، يعني الزكاة فرض يستطيع أن يخرجها الإنسان خارج رمضان في أي وقت يريد، لكن تجد مُعظم الأحيان يُخرجون زكاة مالهم في رمضان، مِن أجل أن يُضاعف لهم الأجر والثواب، مع أنه فرض، ولكن سيدنا رسول الله يقول: ((من أدى فريضة)) في رمضان ((كان كمن أدى كم سبعين فريضة فيما سواه)) فالأجر والثواب في رمضان، العبادات والطاعات مضاعفة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وهو شهر الصبر والصبرُ ثوابه الجنة، وشهر المواساة)) نُواسي الناس، يُواسي بعضهم بعضاً، هو رمضان كله -كما قلنا في الخطبة الماضية- هو دورة تدريبية للإنسان المؤمن، فهو شهر المواساة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأننا نُواسي الفقراء بأموالنا، ونشعر بشعورهم بصيامنا بامتناعنا عن الطعام والشراب، وشهرٌ -يقول عليه الصلاة والسلام-: ((وشهرٌ يُزاد فيه في رزق المؤمن)) وهذا الشيء مُجرب عند كل الناس، أنَّ ما يَرزقه الله لأي عبد في رمضان أكثر مما يرزقه في غير رمضان، ((مَن فَطَّرَ فِيه)) في رمضان ((صائماً كان مَغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار)) إذا فَطرت مُؤمناً في رمضان تُغفر ذنوبك وتُعتق رقبتك من النار، لذلك يُحب الناس أن يُفَطِّر بعضهم بعضاً في رمضان، ويَعدونه نوعاً من أنواع صلة الأرحام، يدعو بعضهم بعضاً، هذه العادة كادت تندرس إخواننا، يا أخي، ألا تُحب أن يغفر الله لك وأن يعتق رقبتك من النار؟ اِبحث عن أسباب ذلك، مِن الأسباب: ((مَن فَطَّرَ صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار)) أضف إلى ذلك فيها صِلة أرحام، فيها جبر خواطر، وخصوصاً إذا أكرمك الله وكان مَعك المال، لِذلك وكان له مثل أجره، ليس فقط تُغفر ذنوبه، وأخذ مثل أجر الصائم مِن غير أن يَنقص من أجره شيء، فقال الصحابة: يا رسول الله ليس كلنا يَجد ما يَفطر الصائم، ليس كل واحد مَعه ما يُفطر الصائم، فقال: ((يُعطي الله هذا الثواب مَن فطر صائماً على مذقة لبنٍ أو تمرةٍ أو شربة من ماء)) في أكرم مِن ربي، تَأخذ هذا الأجر ليس بشرط وجبة كاملة، إذا فَطَّرتَهُ على تمرة أو مذقة لبن -يعني حليب- شربة ماء، تأخذ هذا الأجر والثواب، تُغفر ذنوبك وتُعتق رقبتك من النار، لذلك أحد الأخوة الكرام كان يتأخر في عمله, فركبت مرَّة معه بالسيارة قبل الإفطار، فوجدت تمراً في السيارة، فقلت له: ما هذا؟ قال: والله أحياناً أتأخر في عملي عند أذان المغرب وأنا في الطريق، فأعطي مَن أجد في طريقي، أقف عند الإشارة فأناول تمراً للسيارات، يعني الله يجزيه الخير، هذا حِرصٌ مِنه، هذا ليس اجتهاد منه، هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((ولو على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء)) قال: ((ومن أشبع صائماً سقاه الله مِن الحوض)) هناك ((مَن فَطَّر)) هنا ((مَن أشبع صائماً سقاه الله من الحوض شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة)) ، ((وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار، مَن خفف فيه عن مملوكه)) كان في زَمانهم يُوجد عبيد وإيماء، فَيُخفف عنهم أعباء الخدمة وأعباء العمل، وكذلك هذا الكلام يندرج مَن عِنده منكم عمال وموظفون، يُخفف عنهم الدَّوام، يسامحهم في رمضان إذا أخطؤوا، ينظر في شؤونهم، إذا كان لا يستطيع أن يخفف ساعات العمل في عمله فليكرمهم، والله أنا عندي بالعكس عمل مضاعف في رمضان يَزيد الدوام: اجمعهم الآن في بداية رمضان وأخبرهم: راتبكم 30 ألف صار 50 ألف، راتبك 50 ألف صار 75 ألف، راتبك 100 ألف  صار 200 ألف، اجبر خاطرهم، سيعمل في شهر رمضان وهو صائم وهو مسرور، ((من خفف فيه عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار)) ما هذا الإكرام  من الله في شهر رمضان.

يا إخوانا: هذا عرفتم لماذا الصحابة كانوا قبل رمضان بستة أشهر يقولون: اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، قبل ست أشهر، ولما ينقضي رمضان ستة أشهر يسألون الله أن يتقبل منهم صيامهم وعبادتهم في شهر رمضان، مِن أجل هذا الإكرام الكبير مِن الله سبحانه وتعالى.

قال عليه الصلاة والسلام: ((فاستكثروا فيه)) في رمضان نُكثر من هذه الأشياء التي سيقولها رسول الله: ((فاستكثروا فيه)) أي في رمضان ((مِن أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان -يعني الصفتان اللتان أو الفعلان اللذان- أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم)) ما هما؟ قال: ((فشهادة لا إله لا الله وتستغفرونه))، نُكثر في شهر رمضان مِن قول لا إله إلا الله ومن الاستغفار، هذا ليس كلامي، كلام سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً الإنسان المؤمن في رمضان إنسانٌ ذاكرٌ دائماً، دائماً الذِّكرُ على لسانه، اتفقنا الأسبوع الماضي إنه يُحاول المؤمن أن يُغير أخلاقه في رمضان، ومفتاح هذا التغيير اتفقنا الصَّمت، لا يتكلم في رمضان إلا بالكلمة الضرورية، الصمت طريق إلى تحسين الأخلاق، كما رَويت لكم حديث سيدنا أبي ذر، أن رسول الله أوصاه: ((ألا أدلك على شيئين هما أَخف على الظَّهر مِن غيرهما؟)) قال: نعم يا رسول الله، قال: ((حُسن الخلق وطول الصمت)) رَبطهما رسول الله مع بعضهما، هذا فيه دلالة أن طول الصمت سبب لتحسين الخلق، وكذلك الذكر رسول الله يقول: ((خَصلتان ترضون بهما ربكم)) لا إله إلا الله والاستغفار، فرمضان شهر حفظ اللسان، لذلك يَدعون: "وأعنا فيه على الصيام والقيام وغض البصر -مواقع النت يا إخواننا- وحفظ اللسان"، ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الأخر –كلكم يحفظه، قال صلى الله عليه وسلم- فليقل خيراً أو ليصمت))، قال: ((وأما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألونه الجنة وتعوذون به من النار)) إذاً نُكثر مِن دعاء: اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها مِن قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها مِن قول أو عمل، اللهم أجرنا من النار، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، نُكثر مِن هذا الدعاء.

من خلال حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان المؤمن في رمضان يلتزم في صلاة قيام رمضان في مَسجد يُصلي ختم إن أمكنه ذلك، ما أمكنه ذلك بسبب انشغال أو أنه لا يستطيع بسبب صحته أنه إنسان مريض يُصلي خلف إمام لا يُصلي مثلاً جزء لكن يأخذ على عاتقه أن يقرأ ختماً، أو يُصلي ختماً في بيته يفتح المصحف أمامه ويقرأ من هذا المصحف، وكما سمعتم أن الأجر والثواب في شهر رمضان مضاعف، لذلك بعض الأخوة قال: سمعناكم كثيراً تَحثون الناس على قراءة القرآن في شهر رمضان، قلنا له: يا أخي هذا شهر القرآن، [شَهرُ رَمَضَانَ الذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآن] قال: حُضُّوا الناس وحُثوا الناس على تطبيق القرآن مُو على قراءة القرآن، دائماً نجد طرفين: إما أنه يريدنا ألا نقرأ القرآن، ويريد أن نطبق القرآن، وإما يظن أن الذي يَقرأ القرآن لا يُطبق القرآن، يا أخي: نَحن نجمع بين الاثنتين، وقراءة القرآن فيها من الأجر والفضيلة الكثير، هل قراءة القرآن مَطلوبة؟ طبعاً مطلوبة، تلاوة القرآن وقراءته سنة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله كان له به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام وحرف وميم حرف)) وكما تَعرفون أيضاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث عن حفظ القرآن، في أحاديث عن تلاوة القرآن: ((يُقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق، فمنزلتك عند آخر آية تقرأها)) فإذاً مطلوبة قراءة القرآن، لكن أحد الدعاة اقترح مرَّة اقتراحاً جميلاً جداً، قال: في شهر رمضان لَمَّا يَقرأ الإنسان الختم وحده، قال: يَعرض نفسه على كتاب الله، أعجبني هذا الكلام وأنقله لحضراتكم، كيف؟ يَعني يعرض نفسه على كتاب الله، قال: سبحان الله وهو يَسمع من الإمام في التراويح، أو وهو يَقرأ الختم، تَمُرُّ مَعه آيات، الأفضل للإنسان لَمَّا يَقرأ في المصحف يكون معه على هامش مصحفه تَفسير للكلمات، رُبما تمر على آية ما فهمتها، تَجد تفسيرها مباشرة أمامك في المصحف، حتى تفهم ما تقرأ، قال: يَعرض نفسه على كتاب الله، مثلاً وردت آية عن أكل مال اليتيم، مَثلاً نَضرب مثالاً ولا يشترط فيه الصحة: [إِنَّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَموَالَ اليَتَامَى ظُلمَاً إِنَّمَا يَأكُلُونَ في بُطُونِهِم نَارَاً وَسَيَصلَونَ سَعِيرَاً]، فإذا كان هو آكل مال يتيم يَعود فيستغفر الله ويتوب من ذنبه، ويُعيد الحقوق لأصحابها والأموال إلى الأيتام، [وَلا تَقرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلَاً] إذا كان يَقترف ذلك، يَعرض نفسه على كتاب الله، قال: يُدَوِّن هذه الملاحظات أثناء قراءته للقرآن، يُدون هذه الآيات التي تَمَسُّهُ في أخلاقه، في صفاته، في رمضان يُدونها على ورقة، لما يَنتهي مِن الختم يَعرض نفسه على كلام الله وعلى كتاب الله، إنَّه كم مِن القرآن أنا مُطبق، مَاذا أُشَكِّل أنا كمسلم مِن القرآن الكريم، فَبَعضُ الناس وجدوا أنهم يُشكلون شيئاً جيداً 80% من القرآن، أنا الحمد لله صفات القرآن تنطبق علي البعض 90%، البعض 50 %، يحتاج لعملية إصلاح شاملة، هذا عندما نَقرأ ختماً، لأننا ربما لا يتسنى لنا أن نقرأ القرآن كاملاً إلا في رمضان، وهذا مِن تقصيرنا، أضف إلى ذلك أن القرآن الكريم عِندما تَقرؤه -كما ورد في الحديث- الكثير مِن سور القرآن يُدافع عنك يوم القيامة، وما أكثر ذنوبنا، وما أحوجنا إلى أن يُدافع القرآن عنا، وهكذا نَجمع بين تلاوة القرآن وقراءة القرآن والختم، وأن نطبق ما في القرآن الكريم على أنفسنا.

للحديث تتمة، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1255
تحميل ملفات
فيديو مصور