من الأسر القديمة في حي الأمين اشتهر أبناؤها بالتجارة والأعمال الخيرية، وقد تفرع من هذا البيت جماعة كثيرون في بيروت، وعكا ودمشق.

قيل: إن أصلهم من عشيرة (بيضون) البربرية التي تقطن قرب مدينة القيروان في تونس.

وقيل: إنهم من بني بياضة بطن من الأنصار من الخزرج، استقروا في دمشق ولبنان.

وممن نبغ واشتهر من أبناء الأسرة:

 الحاج يوسف بيضون (1258-1345هـ/1840-1927م): من أعيان التجار في دمشق وبيروت، ومن صلحائهم، اشتهر في عمل البر والإحسان، كان من كبار تجار حي الصدرانية في البزورية ، ثم هاجر سنة (1272هـ/1892م) إلى بيروت ونقل أعماله التجارية إليها في خان حمزة، وخان البربير، قام بعدد من الأعمال الخيرية المتميزة منها إنفاقه على عدد من طلاب العلم في دمشق وبيروت ممن تولوا فيما بعد مراكز هامة، كما كان من أهم الداعمين للسيد العلامة محسن الأمين ومشروعه النهضوي في دمشق، وفي عام (1342هـ/1923م) اشترى دار آل قزيها التي تزيد مساحتها على  (1000) متر مربع بثمن قدره (5000) ليرة ذهبية ووقفها لتكون مدرسة خيرية لتعليم فتيات المسلمين (المدرسة اليوسفية)، وبقي ينفق عليها طوال حياته، مات في بيروت ([1]).

ورشيد بن يوسف بيضون (-1391هـ/1971م): نائب بيروت والجنوب خلال السنوات (1927-1964م)، ووزير الدفاع الوطني، ووزير البريد والبرق، والصحة والعدل، ومن رواد العمل الخيري والتعليمي، مؤسس الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية ، والكلية العاملية في عام  (1923م) ([2]).

ورقية بنت يوسف بيضون (-1390هـ/1970م): سيدة فاضلة كانت مشرفة على أعمال والدها الخيرية، وزادت فيها، وقامت هي وأخوها محمد بتأسيس قسم للخياطة النسائية في المدرسة اليوسفية تعلم فيه عدد من الطالبات([3]).

ومحمد بن يوسف بيضون: من كبار رجال الأعمال في دمشق وبيروت، عضو الهيئة التأسيسية لشركة المغازل والنسيج مع كل من (حنين صحناوي، وخالد العظم، وبدر الدين دياب، وصالح الشامي، وعزة الدبس) ([4]).

 وحمزة بن يوسف: من تجار بيروت الأفاضل.

ومنهم: وجيه بن سليم بيضون (- 1389هـ/1969م): فاضل، من أعلام دمشق، نقيب الطباعيين، من رواد الطباعة والنشر، وأول من أدخل الطباعة بطريقة (الروتوغرافو)، بدأ عاملاً بسيطاً في مطبعة الترقي في القيمرية للسيد صالح الحيلاني سنة (1915م)، وكان ينشر المقالات الأدبية في مجلة (ألف – باء) تحت اسم مستعار، ثم أسس مطبعة ابن زيدون بدمشق سنة (1924م)، أصدر مجلة (الإنسانية) (1931 – 1936م)، ثم مجلة (كل جديد) (1944- 1948م)، جمع مقالاته الأدبية والاجتماعية في كتاب ( العبر) (1924م) وقلد فيه أسلوب المنفلوطي، فلقب بالمنفلوطي الصغير، من آثاره: (بين الصناديق، 50 عاماً في رحاب المطابع ومع أهل الفكر)، (ذكريات)، (الشيوعية في الميزان)، (عواطف ودموع)([5]).

وولده: لبيب بن وجيه ، ولد سنة (1357هـ/1938م): من مشاهير مدرسي الفيزياء في ثانويات دمشق، أديب، شاعر، مصنف، نال درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة غرانتيك في بولونيا، له عدد من المصنفات في المواضيع العلمية والأدبية، عضو عامل في أكثر من هيئة اجتماعية  ([6]).