يقع جامع عز الدين في دمشق القديمة خارج الأسوار , في منطقة السويقة على العقار رقم 52

حي بركة وحطاب في سوق باب سريجة , مواجه لحمام عز الدين.

وهو مشيّدة أثريّة من العهد المملوكي تحتوي على جامع كبير وتربة. كان يُعرف بجامع مسلوت , أي الجامع المنخفض .

ثمّ أصبح يُعرف بجامع عز الدين بعد أن دُفن فيه العارف بالّله الشيخ عبد العزيز , عز الدين الصناديقي سنة960ه/1553م ؛ والذي كان يصرف معظم أوقاته في الجامع المذكور فنُسب إليه. وقد جدّد هّذا الجامع السيد أحمد المعروف بزند الحديد في العهد العثماني سنة 1173ه/1759م , كما هو منقوش في اللّوحة الأثريّة الموجودة أعلى الباب الشمالي للجامع , على إثر تعرّض دمشق للزلزال المدمّر آنذاك , وغالباً أضاف له رواقي الصحن الموجودين حالياً ذوات الأعمدة المختلفة. وفي سنة1989م تم فك السقف الخشبي للجامع واستُبدل بسقف بيتوني مسلح , ونُفذت بالجامع بعض أعمال التّجديد والإضافات. وفي سنة2014م انتهت مديرية أوقاف دمشق من ترميم الجامع بجهود المتبرعين الكرام , فاسترجع الجامع حلّته الأصلية القشيبة.

تبلغ مساحة الجامع حوالى 830م2 , ويحتوي على مدخل شمالي رئيسي بجانبه المئذنة ثم غرفة القيّم , ومدخل غربي ، وصحن واسع ذي رواقين جنوبي وغربي ثم تربة شمالية ، وحرم ذي مسقط شبه منحرف يحوي غرفة الإمام في زاويته الشمالية الشرقية.

واجهة الجامع الغربية تتألف من قسمين: واجهة الحرم الغربية المبنية من مداميك الحجر الكلسي والتي تحوي شباكين مرتفعين ومتناظرين ومغطيين بمصبّغات معدنية ؛ وواجهة الرواق الغربي المبنية من مداميك سفلية حجرية تعلوها اللياسة والكلسة البيضاء , وهي تحوي شباكين مرتفعين للميضأة وفتحةٌ لطالع مياه ذّات إطار بازلتي أسود ، يعلو جميعها بروز بسيط لسقف الميضأة الخشبي. وينصّف هذا القسم مدخل الجامع الغربي المبنية واجهته من مداميك الحجر الكلسي ومدماك بازلتي أسود ، وهو معقود بعقد وتري يعلوه صف من المقرنصات الحجرية البسيطة , وتعلوها مظلة خشبية مستحدثة. ويوجد عن يمينه سبيل ماء حجري صغير معقود بعقد وتري. ويتضمن المدخل باب خشبي مستطيل ذي مصراعين مزخرفين بزخارف هندسيّة يفتح على الرواق الغربي المؤدي للصحن عبر عقد حجري نصف دائري يستند على دعامة وعمود أسطواني.

وأما الواجهة الشمالية فلا يظهر منها سوى المدخل الشمالي الرئيسي المبنية واجهته من مداميك الحجر الكلسي , وهو معقود بعقد حجري وتري تعلوه لوحة جدارية تأريخية ما نصها:

"جدّد هذا المكان المبارك لوجه الله السيد أحمد المعروف بزند الحديد في سنة1173".

ثم تعلوها مظلة خشبية مستحدثة. وللمدخل باب خشبي ذي مصراعين مزخرفين بزخارف هندسية يفتح على مدخل مسقوف بسقف خشبي , وله بسطة ثم ست درجات ينزل بها إلى بسطة ثانية فُتح في جدارها الشرقي باب يؤدي إلى المئذنة ، وباب آخر وشباك يطلّ على غرفة القيم , يعلوهما شباكين خشبيين زجاجيين صغيرين. ثم يُنزل بوساطة ثلاث درجات عبر عقد حجري نصف دائري إلى صحن الجامع.

وأما المئذنة فتتربّع عن يسار المدخل الشمالي على قاعدة مربعة حجرية , يصغر مسقطها فوق مستوى سطح المدخل عبر مثلثات حجرية ركنية كبيرة. ثم تنتقل إلى الجذع المثمن عبر مثلثات ركنية صغيرة. ثم يستمر الجذع المثمن , المبني من مداميك الحجر الكلسي التي يتوسطها مدماك بازلتي أسود ، صعوداً إلى مستوى شرفة المؤذن , ولا يزيّنه سوى فتحات معقودة ضيّقة لإنارة درج المئذنة الحلزوني الحجري الذي يُصعد به إلى شرفة المؤذن المثمنة والبارزة عن الجذع عبر إفريز بسيط من الحجر الكلسي والبازلتي بشكل متناوب.وللشرفة جذع حجري أبلق , مفتوح فيه باب جنوبي معقود بعقد وتري مخصص لخروج المؤذن ، ودرابزين معدني يحيط بها ، وأعمدة خشبية في أركانها تحمل المظلة الخشبية المثمنة والمغطاة بألواح الرصاص ، يعلوها جوسق حجري مثمن ينتهي بقلنسوة مخروطية كثيرة الأضلاع مغطاة بألواح الرصاص ومتوجّة بالهلال النحاسي.