بندق (مسجد) /دمشق/

Bondoq (Masjid) /Damascus/

أولاً- الموقع العام:

يقع في دمشق القديمة خارج السور، في المنطقة العقارية سوق صاروجا، حارة قولي، دخلة دولاب، خلف سوق الخجا الجديد غربي شارع الثورة.

ثانياً- تاريخ الإنشاء والترميمات:

مسجد تاريخي من العهد العثماني بتأثير مملوكي واضح، عُمّر خصّيصاً للشيخ محمد بندق حيث مرقده في الإيوان الشرقي، وذلك بمعرفة السيد حسن بن سليمان مأمور روزنامجة أردوعربستان.

أنشأ السبيل والمنارة إبراهيم بن محمد سنة 1204هـ/1789م ثم جدّد المسجد والسبيل عبد الله بن أحمد اغري بوز في شعبان سنة 1182هـ/1768م!

تعرض المسجد في العهد العثماني المتأخر إلى إضافة غرف على واجهة الصحن الغربية، مما أدى إلى تخلخل في أبعاد الصحن وفي محورية محراب المصلى الخارجي. وكذلك تم إنشاء دار سكنية على الجدار الشمالي الخارجي للمسجد حيث غطت على جزء هام من مدخل المسجد، مما أدى إلى تشويه واجهة الدخول والتعدي على خصوصية استعمال فراغ الدخول الخاص بالمسجد. ثم تمّ تحويل المسجد إلى دار سكن في منتصف القرن العشرين بدون أي مستند قانوني، ونُفذت إضافات وتعديلات أدّت إلى تشويه وتخريب كبير.

تمّ إعادة المسجد إلى وظيفته الأصلية بعد إزالة الإضافات والتعديلات وبعد تنفيذ أعمال الترميم والتأهيل، وتم افتتاحه سنة 1433هـ/2012م من قبل الأوقاف فاستعاد حلّته الأثرية القشيبة.

ثالثاً- الوصف المعماري:

مسقط المسجد شبه مستطيل أبعاده 16,70×10م واجهته الشمالية الرئيسية مبنية من أحد عشر مدماكاً من الحجر المزي والكلسي، معدل ارتفاع المدماك 33سم، يعلوها إفريز مقرنصات ذات حنية واحدة، وتنتهي بجدار من الطوب اللبني المليّس والمكلّس مشكلاً واجهة بارتفاع 6,70م، وفي قسمها الغربي ترتفع عنها أربعة مداميك حجرية مع إفريز المقرنصات لتشكل أعلى مدخل المسجد، والذي هو عبارة عن تجويف حجري يدخل عن سمت الواجهة بعمق 53سم، وينصّفه باب الدخول المؤطر بأحجار متناوبة من البازلتي الأسود والمزّي الضارب إلى الحمرة (أبلق) يعلوه ساكف حجري مزّي مستقيم ثم يعلوه خمسة مداميك متناوبة من الحجر البازلتي والمزي ينصّفها حشوة دائرية مزررة بالحجر البازلتي والمزي أيضاً، يعلوها عقد حجري مدبب بشكل حدوة الحصان، وينصف هذه الواجهة الشمالية بين المدخل وزاويتها الشرقية المشطوفة والمنتهية بحنية محرابية سبيل بارتفاع خمسة مداميك يتضمن فتحة السقاية في أسفله ولوحة كتابية في أعلاه منقوش عليها النص الكتابي: "بسم الله الرحمن الرحيم وسقاهم ربهم شراباً طهوراً أنشأ هذا السبيل الفقير إبراهيم بن محمد سنة 1204هـ" (1789م)^([1]). يعلوه عقد وتري مؤلف من ست صنجات وقفل حجري من الألوان الأسود والقرميدي والطحيني ذو الزخارف النباتية، يعلوه ست فتحات حجرية متدرجة صغيرة شبه هرمية ضمن ثلاثة مداميك حجرية تسمح للنور بالدخول إلى إيوان الضريح، ثم يعلوها لوحة من الحجر المزي منقوش عليها النص الكتابي:

"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر

جدد هذا المسجد والسبيل عبد الله بن محمد اغري بوز في شعبان سنة 1182هـ" (1768م).

ويعلو هذه اللوحة لوحة أخرى من الرخام الأبيض منقوش عليها:

"عمّر هذا المسجد الشريف العالي                 مرقد الشيخ محمد بندق الولي

بمعرفة السيد حسن بن السيد سليمان     مأمور روزنامجة أردوعربستان"

ويؤطر عقد السبيل والفتحات الصغيرة واللوحات الكتابية أعلاه احجار متناوبة من البازلتي والمزي.

وأما الواجهة الشرقية فتتماثل وجدارها اللبني العلوي مع الواجهة الشمالية، ويستمر إفريز المقرنصات بنفس الارتفاع، غير أنها تحتوي في قسمها الشمالي على فتحة شباك إيوان الضريح، وهي مستطيلة بارتفاع خمسة مداميك حجرية ذات إطار متناوب يعلوها ساكف حجري مزّي مستقيم يعلوه شريط حجري مزرر باللون القرميدي والطحيني. وتحتوي هذه الواجهة في قسمها الجنوبي على فتحة شباك حرم المسجد، وهي مستطيلة ذات عقد وتري، كلتا الفتحتان ذات مصبّعات معدنية. وتظهر آثار وجود فتحة بين الفتحتين باستدلال الساكف والإطار، وقد أُغلقت سابقاً بالحجر المزي والكلسي