وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ مَوسِمٌ عَظِيمٌ لِجَمِيعِ الْمُسلِمِين، فَلَا يَقُولَنَّ قَائِل: إِنَّ التَّمَتُّعَ بِهَذَا الْمَوسِمِ وَالحُصُولَ عَلَى هَذَا الفَضلِ الكَبيرِ خَاصٌ بِمَنْ شَدَّ الرِّحَالَ إِلى بَيتِ اللهِ لِأَدَاءِ الْمَنَاسِك، أَمَّا مَن قَعَدَ فِي بَلَدِهِ فَلَيسَ لَهُ في ذَلِكَ نَصِيب، وَلَئِنْ فَاتَ المقِيمَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِمَنَاسِكِ الحَج، فَلَنْ يَفُوتَهُ العَمَلُ الصَّالِحُ وَهُوَ في بَلَدِهِ وَبَيتِه، لِيَحظَى بِالْمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ وَالعِتقِ مِنَ النَّار، فَاللهُ تَعَالَى كَرِيمٌ حَلِيم، وَفَضلُهُ وَاسِعٌ عَظِيم، وَهُوَ بِالْمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيم.
يَا سَائرينَ إلى البَيتِ العَتيقِ لَقد *** سِرْتُم جُسُومَاً وَسِرْنَا نَحنُ أَرْوَاحَا
إِنَّا أَقَمْنَا عَلَى عُذْرٍ وقَدْ رَحَلُوا *** ومَنْ أَقَامَ عَلَى عُذْرٍ فَقَدْ رَاحَا