السبت 18 شوال 1445 - 27 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2015-09-17 الساعة 15:00:00
عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا
الشيخ أحمد سامر القباني

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].


اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: فإن لله خواصَّ في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، في الخامس من ذي القعدة للسنة العاشرة للهجرة، توجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بأشهر من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وكانت الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الحجة الأخيرة، ولذلك سميت بحجة الوداع أو حَجة الوداع، لأنك إذا كسرت أخذت الهيئة حِجة، وإذا فتحت أخذت المرة، فحجة الوداع هي الحجة التي حجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنتم تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع، وقيل من جُمادى في السنة الحادية عشرة للهجرة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم توفي في السنة الحادية عشرة، وحَجَّ في السنة العاشرة للهجرة، وفي اليوم الثامن ذهب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى منى، فبات بها، وهو يوم التروية، ثم في اليوم التاسع بعد الفجر توجه إلى عرفات، فصلى الظهر والعصر بالناس إماماً جمع تقديم، كما هو الحج المعروف، في التاسع من ذي الحجة يوم وقفة عرفات، ثم بعد ذلك وقف وخطب الناس صلى الله عليه وسلم، فقال فيما قاله عليه الصلاة والسلام -وكانت خطبة طويلة معروفة بخطبة الوداع- قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يا أيها الناس، اسمعوني أبين لكم، فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

يا أيها الناس، إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم -هذا يوم عرفة- في شهركم هذا -شهر ذي الحجة، هذا تعظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم للشهر- في بلدكم هذا -البلد الحرام- فمن كانت عنده أمانة فليؤديها إلى من أتمنه عليها.

يا أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يُعبد في بلدكم هذا، ولكن رضي منكم مما تُحَقِّرون من الأمور)) الصغائر يَرضى بها، المهم أن تخالف ربك، يئس أن يُعبد الشيطان من دون الله طبعاً في بلدكم هذا في البلد الحرام، ولكن رضي منكم ما تحقرون من الأمور، الصغائر التي كنا نتكلم عنها.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1532
1  2  3  4  
تحميل ملفات
فيديو مصور