السبت 18 شوال 1445 - 27 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2015-07-16 الساعة 22:26:18
مــن رمــضــان جــائـــزة الـعــيـــد
فضيلة الشيخ محمد الفحَّام

وعليه؛ فماذا بعد رمضان؟ هل عَوْدٌ إلى غفلاتٍ تُنسينا نفحاتِه وبركاتِه كيف ونحن نعلم أن مولانا سبحانه ربُّ رمضان وكلِّ الزمان؟, أم هل سيكون خروجُنا مِن محرابه فكاً  لوثيق العلاقة بين العبد وربِّه !!؟ أم هل سيكون عيدُنا وهو يوم الجائزة من ربنا باباً من أبواب الهبوط  والبُعد عن محراب الأدب في نظام العبودية للمعبود الذي أهدانا رمضان ؟؟

ألا فلنجعلْ من العيد شهوداً ليوم الجائزة بِشُكْرِ المنعم، ورابطاً بينها وبين اليومِ الموعود يوم الفوز الأكبر بحمل الكتاب باليمين، وليكن العيدُ مشهدَ الجمال الآسر لذوي الألباب والأفئدة وذلك بصلةِ الأرحام والرتْع في ساحة المكارم المعبِّرة عن سلامة العقيدة بزيادة الإيمان لاسيما حينما نّصِلُ ما قطع مِن أرحامنا ونحن نتمثل هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله:( ليس الواصل بالمكافئ ولكنَّ الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.

كذلك في نظام بيان الله الحق على المراقبة الهادية القائل  (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .

والقائل: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) .

وعلى المنهج النبوي الراشد القائل في الحديث القدسي: (أنا الرحمن وهي الرحم) والقائل في الحديث الشريف: (الرحم معلقةٌ بالعرش تقول: مَن وصلني وصلَهُ الله ومَنْ قطعني قطعه الله) متفق عليه.  وليكن العيد استجداء لفوائد الإحسان من الحنان المنان عبر الأعمال الصالحات، وليكن ما بعد العيد روضةَ الإثمار المُزهرة بين يدي العلاقات الإنسانية بأكملها على ميزان قول المولى سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً).

فإنَّ العامل ببيان الله عابدٌ موحِّدٌ, ومُحْسِنٌ واصل, و شفيقٌ راحم, وحافظٌ لبنيان المجتمع على مستوى الفرد والجماعة ثم _بإذن الله تعالى_ ضامنٌ العاقبةَ الحسنى ففي قوله تعالى: (اعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ) تطبيق للإسلام .

وفي قوله تعالى: (وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئا) تطبيق للإيمان

وفي قوله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...إلخ) صلة العبد بربه وتجليات الربِّ على العبد, والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه... إلخ .

فأَعِنَّا اللهمَّ على ما يرضيك عنا من العمل والقول في عافية الإيمان وسلامة العقيدة بإحسان غامر وفيضٍ عامر آمين يا رب العالمين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1623
1  2  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *