قال الله تعالى :يَقُوْلُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى :) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ([الحجرات/10]
وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (الْمُؤْمِنُ لِلمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً) إِنَّهَا أُخُوَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ أُخُوَّةِ النَّسَب ، وَرِبَاطٌ أَقْوَى وَأَشدّ مِنْ رِبَاطِ الجَاهِ وَالْمَالِ وَالحَسَب ، أُخُوَّةٌ تَجْمَعُ بَيْنَ الْمُسْلِمِيْن ، وَإِنْ تَبَاعَدَتْ أَقْطَارُهُمْ وَنَأَتْ دِيَارُهُم ، أُخُوَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَى الْمُشَارَكَةِ فِي الْمَبْدَأِ وَالعَقِيْدَة
إنَّ النَّبِيّ عليه السلام فَضْلاً عَنْ أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُضْعِفَ الأُخُوَّةَ الإِيْمَانِيَّة ، وَأَمَرَ بِكُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُمَتِّنَ أَوَاصِرَ هَذِهِ الأُخُوَّة ، وَمِنْ أَرْوَعِ صُوَرِ الأُخُوَّةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِين ، الْمُؤَاخَاةُ التِي كَانَتْ بَيْنَ الْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَار ، بَعْدَ الهِجْرَةِ إِلى الْمَدِيْنَة ، فَقَدْ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ اثْنَيْنِ اثْنَيْن ، مُهَاجِرٌّ وَأَنْصَارِيّ
وَلَقَدْ جَاءَ التَّشْرِيْعُ الإِلَهِيُّ ، يَحُضُّ عَلَى الحِفَاظِ عَلَى هَذِهِ الأُخُوَّةِ الإِنْسَانِيَّة ، وَالعَمَلِ عَلَى تَنْمِيَتِهَا ، مُنْطَلِقَاً مِنْ وَحْدَةِ البُنْيَةِ النَّفْسِيَّةِ لِبَنِيْ البَشَر ، وَمِنْ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَكَامَلُ فِي حَاجَاتِهِ الأَسَاسِيَّةِ وَالثَّانَوُيَّةِ مَعَ أَخِيْهِ الإِنْسَان