الاثنين 20 شوال 1445 - 29 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2017-12-19 الساعة 13:49:23
القدس العاصمة الأبدية لفلسطين
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 27 من ربيع الأول 1439 هـ - 15 من كانون الأول 2017 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه وهدى ورحمة للعالمين أرسله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.

يقول رب العزة والجلال في محكم التنزيل: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].

حديثنا اليوم -أيها الإخوة- حديث ذو شجون، يُلامس شغاف القلوب، مِن خلال كلام الله عز وجل، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم.

حديثنا اليوم عن القدس الشريف، التي تحوي في جنباتها المسجد الأقصى، الذي كان منطلق المعراج إلى السماء، حيث كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحضرة القدسية، ويُمثل نهاية الإسراء مِن البيت الحرام.

حديثنا اليوم عن القدس الشريف، التي تحوي في جنباتها مسجد قبة الصخرة التي عُرج مِن فوقها بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الحضرة القدسية.

حديثنا اليوم عن القدس وعن المسجد العمري فيها، حيث كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند فتح القدس يُريد أن يصلي، فصلى في ذلك الموضع، فاتخذه الناس مسجداً.

حديثنا عن القدس التي كتب فيها سيدنا عمر بن الخطاب العهدة العمرية، حديثنا عن القدس التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، صلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام إلى بيت المقدس عاماً وقيل أكثر مِن عام، يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس، فبيت المقدس قبلتنا الأولى، ثم حُوِّلت القبلة إلى المسجد الحرام، فالقدس فيها مَسرى نبينا ومعراجه، والقدس فيها المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماماً، فيها المسجد الأقصى والقدس، فِيها الحرم الإبراهيمي، والقدس والقدس ...

ماذا أُحدثكم عن القدس، التي بات أولادنا اليوم لا يَعرفون شيئاً عنها، فضلاً عن شبابنا وعن فتياتنا.

أخرج الإمام أحمد في مسنده، عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يُصلي، فالتفت ثم التفت، فإذا النبيون أجمعون يُصلون معه، يُصلون بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، كل الأنبياء والمرسلين، فلما انصرف جِيءَ بِقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الملك الذي كان معه القدح: أصبت الفطرة، والشاهد أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم صَلَّى في المسجد الأقصى إماماً بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

وأخرج أحمد في مسنده، عن سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: سَألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي مسجد وُضع في الأرض أول؟ أول مسجد بني في الأرض، فقال عليه الصلاة والسلام: ((المسجد الحرام))، قلت ثم أي؟ قال: ((ثم المسجد الأقصى))، قلت: كم بينهما في البناء؟ كم سنة بينهما في البناء، فقال: ((أربعون سنة)).

إذاً أول مَسجد هو المسجد الحرام، وهو كلام الله عز وجل أيضاً في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96]، أي بمكة، ثم بعده بأربعين سنة بُني المسجد الأقصى، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم حيثما أَدركتَ الصَّلاة فصلِّ، فكلها مسجد))، وهو أيضاً يُؤيد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)).

وأخرج أحمد في مسنده، عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في مسجدي خير مِن ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الأقصى)).

وأخرج البيهقي في السنن الصغرى، وكذا أحمد وابن حبان وابن ماجة، عن سيدتنا أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: ((مَن أهل مِن المسجد الأقصى بعمرة أو حج غَفر الله له ما تقدم مِن ذنبه))، قال راوي الحديث الذي يَروي عن سيدتنا أم سلمة، فلما سمعت أم حكيم بنت أمية ذلك الحديث رَكِبَت وذَهبت إلى بيت المقدس وأهلت منه بعمرة، وزاد الدارقطني في سننه: ((غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ووجبت له الجنة)).

وأخرج البيهقي وغيره، عن سيدنا أبي الدرداء وعن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قالا: ((فَضلُ الصلاة -الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم- فَضلُ الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة)).

وقد أخرج البزار ثلاث روايات، وفي إحدى هذه الروايات أنَّ الصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة.

أحاديث كثيرة لو ذهبت تستقريها في سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن القدس وعن المسجد الأقصى لوجدت أن المسجد الأقصى بالنسبة لنا يَعني الكثير، ثم يأتي بعد ذلك -أيها الإخوة- هذا الرئيس الأحمق "ترامب" لكي يَمنح مَن لا يستحق شيئاً لا يملكه هو أصلاً، وما علاقة "ترامب" بالقدس وبالأرض الفلسطينية، هل هو يملكها حتى يمنح؟ ويمنح مَن لا يستحق، وليس له تاريخ، وهو مُغتصب ومحتل، بعد ذلك تقوم الدنيا وتقعد إعلامياً فقط، نحن مجتهدون بالكلام إعلامياً، تقوم الدنيا وتقعد، وتُعقد المؤتمرات، وينعقد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، ويضم أكثر من خمسين دولة، ويخرجون بعد ذلك بقرارات هَشَّة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، الذي يُطلب مِن كل مؤمن ومِن كل مسلم القيام به تجاه القدس والمسجد الأقصى، فعمر القدس ثمانية وثلاثون ألف سنة، وذهب بعض المؤرخين إلى أن عُمرها ستة آلاف سنة، والصحيح الأول، وفيها مُقدسات المسلمين والمسيحيين، وفيها مَشاعر المسلمين التي تتأجج من خلال تَدنيس القدس والأقصى مِن جنود الاحتلال الصهيوني، لم ترقَ هذه القرارات إلا على مستوى الشجب.

وكنا نقول للناس عندما بدأت هذه الفَوضى في البلاد العربية والإسلامية: إن كل ما يحصل اليوم هو خدمة لإسرائيل، وقد أعلنت عنه "كونداليزا رايز" وسمته الفوضى الخَلَّاقة، ونُفِّذَ المخطط الأمريكي الصهيوني في بلاد العرب والمسلمين بحذافيره مِن أجل تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ، والأنكى مِن ذلك -أيها الإخوة- الذي يحدو بنا إلى التَّفكير طويلاً أنَّ ما كان يَحدث في جنبات العالم العربي والإسلامي مُصيبة كبرى ذَكروها منذ أن خَرج الاستعمار مِن بلادنا الاستعمار البريطاني والفرنسي وغيرهما، احتلوا البلاد لفترات وسنوات طويلة، البلدان العربية والإسلامية خَسروا جنوداً كثيرة وعتاداً وعدداً ثم خرجوا مَهزومين، وكان الجلاء والنَّصر في معظم البلدان العربية والإسلامية، وها هنا تَغَيَّرت استراتيجية الغرب المتصهين، الذي يَدور في فَلَك الصهيونية، لأننا عندما نتكلم عن الغرب ففيه صنفان: صنف من الأحرار، وصنف من الغرب المتصهين، وعندما نَتكلم نتكلم عن القيادات، أما الشعوب في الغرب فأيضاً لا حول لها ولا قوة، انتقلوا إلى تكتيك جديد، هذا التكتيك هو أنهم لن يَبذلوا مِن الآن فصاعداً روح جندي مِن جنودهم على أرض غير أرضهم، كيف السَّبيل إلى السيطرة على الدول العربية والإسلامية، وكيف السَّبيل إلى أن تكون هذه الدُّول ضعيفة لا يُمكن أن تَرفع رأسها في يوم من الأيام، لتكون في مَصَافِّ الدول الحديثة المتطورة المتقدمة، وكان الجواب أنَّه يَجب أن نَشغل العرب والمسلمين بعضهم ببعض، فكان ما كان كما ترون، ولا أعتقد بعد هذه السنوات الطويلة أن هناك امرأ ساذجاً يُمكن أن يقول: إن ما حَصل في البلدان العربية والإسلامية جاء عفو الخاطر، وجاء اتفاقاً وصدفة، فإنك لا تكاد تجد إذا فَتحت القنوات الإخبارية دماراً وقسوة وعنفاً وقتلاً وتشريداً وهدماً للإنسان والبنيان إلا في الدول العربية والإسلامية، انظروا ماذا حَلَّ بِوطننا الجميل سوريا، التي كانت أجمل بلد وأرخص بلد وأعظم بلد في الدول العربية والإسلامية، انظروا ماذا حَلَّ بالعراق، وماذا حَلَّ باليمن، وماذا حَلَّ بليبيا وبالصومال، وقُسِّمَت السودان إلى قسمين، وما يحدث الآن في مصر، هل هُناك عاقل يقول: إن كل هذا جاء عفو الخاطر؟.

كُنَّا نقول للناس في بداية الأحداث: هذه خدمة لإسرائيل والمطلوب كبير، وكان الناس بعضهم يُصدق وبعضهم لا يُصدق، ولكن الآن اتضح الأمر، هل رأيتم -أيها الإخوة- كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية وأن الصهيونية العالمية ودول الغرب استثمروا اقتتال المسلمين والمؤمنين والعرب فيما بينهم عبر حُروب أرادوها طائفية وعرقية؟! هل رأيتم كيف استثمروا انشغالنا بأنفسنا لِيُعلنوا قراراً كهذا؟!.

والسؤال الثاني: هل تحسبون أن الأمر يتوقف ها هنا؟! هم أعلنوا أنَّ القُدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني، وأنهم سينقلون سفارتهم إليها ولكن بعد ثلاث سنوات، إنما أعلنوا هذا ليكون جَسَّ نبض للشارع العربي والإسلامي، جَسَّ نَبضٍ ماذا سنفعل، إذا لم نفعل شيئاً فالمطلوب هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل سليمان المزعوم الذي تزعمه الصهيونية، لأن المسجد الأقصى بُني على أنقاض هيكل سليمان، وهيكل سليمان مَقصود لذاته بالنسبة لهم ولغيرهم، فإنهم يقولون: إن الأموال الطائلة التي حصل عليها سيدنا داود عبر الجن مِن الذهب موجودة تحت المسجد الأقصى، وهم يَحفرون الأنفاق تِلو الأنفاق ليلاً ونهاراً، وأنتم تعلمون هذه المعلومات جيداً، وبقي الأمر مرهوناً الآن بالعرب والمسلمين، ماذا سيفعلون بعد أن أُعلنت القدس عاصمة للاحتلال والكيان الصهيوني، الحكام العرب ولا نعمم الأحكام فموقف سوريا كان مشرفاً، ولكن الحكام العرب اكتفوا بالشَّجب، ثم تَظهر بعض الدول الخليجية لِتَقول: إن أمريكا تَسعى حقيقة لإيجاد سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كيف يكون هذا السلام بأن نُسلم القدس للإسرائيليين، وبأن نترك المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمسجد العمري ومسجد قبة الصخرة، وأن ننسى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وما كان ليجرأ أمثال "ترامب" وغيره على مثل هذا القرار لولا أن هناك ضوءاً أخضر مِن تحت الطاولة، جاء من بعض الحكام العرب الذين رَضُوا لأنفسهم الذِّلة والمهانة.

هذه حقيقة، ربما تقولون هذه الخطبة سياسية، هي سياسية دينية توعوية، ماذا سنفعل، ولكن الحقيقة مُرَّة، أنتم تجدون مَن الذي يعطي الضوء الأخضر لـ "ترامب" ليقول مثل هذا الكلام، أصبحتم وبِتُّم تعرفون ذلك جيداً، ولكن -أيها الإخوة- لم يحصل بلاء على العرب والمسلمين بلاء كبير جداً بعد وعد بلفور أعظم مِن هذا البلاء، وهو أولاً: تدمير سوريا، وثانياً: إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ماذا يمكن أن نفعل؟.

إن شاء الله مِثل هذه الأمور يُبرِمُ بها قضاء مِن الله سبحانه وتعالى، لَمَّا تَعجز الأرض عن النُّصرة للمقدسات فيأتي الأمر مِن السماء، ولا تعرف لا أنت ولا أعرف أنا كيف سيتم الأمر، لِتدخل الجيوش العربية لتحرير القدس، لا نعرف كيف ومتى الله سبحانه وتعالى يُقدر ذلك في نفوس كثير مِن الناس من أصحاب القرار، ويأتي القرار مِن الله قبل أن يأتي من عبد الله، هذا أمر، ولكن أنت رَيثما يأتي هذا الأمر الإلهي ماذا تملك؟.

الأمر الأول: أن تُعَرِّف أهل بيتك وأن تُعرف أولادك بالقدس، وما تعنيه القدس، وما يَعنيه المسجد الأقصى.

الأمر الثاني: أن تَشرح لهم ما الذي حصل الآن، لأننا على مُفترق تاريخي خطير، إذا كان ابنك في البيت لا يَعرف ماذا حصل وابنتك في البيت لا تَعرف ماذا حصل، وإذا كان شَبابنا وفتياتنا لا يعرفون فهذه مشكلة كبرى، إذاً المشكلة ليست فقط عند عدونا، بل المشكلة فينا.

الأمر الثالث: وهو الآن يُعتبر عَصَب العالم اليوم، وهو موضوع مواقع التواصل الاجتماعي، هل قُمت باستنكارٍ؟ هل كتبت تَغريدة؟ هل قُمت بشجب؟ هل أَلَّفتَ مَقالة وأنزلتها على صحيفتك في الفيسبوك حول القدس؟ هل تتناولون أنت وأصدقاؤك حديث القدس عندما تجتمعون في السَّهرة مساءً؟ هل يتناول فتياتنا فيما بينهن هذا الموضوع الجلل إذا سهرن وإذا جلسن في جلسة فيما بينهن؟ هل هو حديثنا اليوم في المتاجر وفي المعامل وفي الشارع، أم أن الأمر مضى وانتهى، ومشاعرنا تجاه الأقصى ماتت، ورجعنا إلى عملنا نعمل كل يوم كما كنا نعمل، وننزل أيضاً إلى متاجرنا ونعمل في التجارة ما شاء الله أن نعمل، ونسينا قضيتنا.

ماذا نفعل، أنت يمكنك أن تفعل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الكثير، إذا كنت لا تدري فاسأل من يدري، إذا كنت لا تكتب فاسأل من يكتب وادعم من يكتب، عندما يكون هناك إحصائيات ويكون هناك أخذ لجدولةٍ مَا في أمر من الأمور فإنهم يَدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لِيَنظروا مدى الصَّدى لهذا الأمر، وبناء عليه تُعتمد هذه الإحصائيات، ونحن الآن الموجودون أو نحن الموجودين في المسجد كم مَقالة كتبنا عن القدس؟ وماذا فعلنا على مواقع التواصل الاجتماعي؟.

الجواب سأقوله لكم بكل أسف شيء قليل لا يَكاد يُذكر، ورجعنا إلى حياتنا اليومية وكأنَّ شيئاً لم يكن، على الأقل لِنَحمل هذه المشاعر، لِنَكن صادقين مع أنفسنا، لنتحرك في المجال والمساحة المتاحة لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لِنُجَهِّز أنفسنا إن شاء الله إذا أراد الله عز وجل أن تُفتح القدس على أن نَكون جُنوداً مخلصين مِن أجل تحرير القدس الشريف، ولنترك العداوة والبغضاء فيما بيننا، وليَنسَ بعضنا ما حصل، أرادوها أن يَقتل العربي العربي والمسلم المسلم، شغلونا ودمرونا، أخذوا مِنَّا كُلَّ شيء، أعادوا سوريا خمسين سنة إلى الوراء، وبعض الدول مائة سنة إلى الوراء، كل ذلك يجب أن نتركه وراء ظهورنا الآن، وأن تتجه قلوبنا ومشاعرنا إلى القدس، فأمر الله آت لا محالة، أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسؤال: هل أنت جاهز؟ يجيب كل واحد مِنَّا نفسه عن هذا السؤال.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 862
تحميل ملفات
فيديو مصور