الاثنين 20 شوال 1445 - 29 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2016-12-27 الساعة 14:16:47
استقبال شهر رمضان المبارك
الشيخ أحمد سامر القباني

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون، ولو كره المشركون والملحدون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.

اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

إِلَهِي لا تُعَذِّبنِي فَإِنِّي
وَمَا لي حِيلَةٌ إِلا رَجَائِي
وَكَمْ مِن زَلَّةِ لِذِي الخَطَايَا
إِذَا فَكَّرتُ في نَدَمِي عَلَيهَا
أَهِيمُ بِزَهرَةِ الدُّنيَا فُتُوناً
وَلَو أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيهَا
يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيرَاً وَإِنِّي

 

مُقِرٌّ بِالذِي قَدْ كَانَ مِنِّي
لِعَفوِكَ إِنْ عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنِّي
وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضلٍ وَمَنِّ
عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَعَرْتُ سِنِّي
وَأَقْطَعُ طُولَ عُمرِي بِالتَّمَنِّي
قَلَبْتُ بِأَهلِهَا ظَهرَ الْمِجَنِّ
لَشَرُّ الخَلقِ إِنْ لم تَعْفُ عَنِّي

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما لا أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

أعذني ربي من حَصَر وعيٍّ

 

ومن نفس أعالجها علاجاً

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: فكما تعلمون أن لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فليس كل شيء متساوياً في جانب الحضرة الإلهية، يَشترك الخلق كلهم في قوله صلى الله عليه وسلم: ((الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أكثرهم خِدمة لِعباده))، ولكن لله عز وجل خواص بعد هذا الاشتراك في الأزمنة والأمكنة والأشخاص:

أما الأشخاص: فالملائكة المقربون الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وكالشهداء ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[آل عمران: 169]، والأنبياء والمرسلين الذين عصمهم الله عز وجل عن الخطأ والزلل، وأوحى إليهم بشريعة ليبلغوا الناس شرع ربهم، وغير ذلك من الأشخاص، كالأولياء والصالحين الذين لهم خصوصية عند رب العزة والجلال، وآل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام أجمعين.

وأما الأمكنة: فمكة والمدينة، والشام واليمن، وما اختصه الله عز وجل من هذه الأمكنة.

وأما الأزمنة: فنحن على أبواب زمن عظيم وشهر مبارك اختصه الله عز وجل بمزايا، والأزمنة التي اختص الله بها عباده كثيرة، فمنها العشر الأوائل من ذي الحجة، التي  أقسم الله  عز وجل فيها  في محكم تنزيله، بقوله: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر﴾ [الفجر: 1-2]، فجمهور المفسرين على  أن هذه العشر هي عشر ذي الحجة، ومن هذه الأزمنة يوم عرفة، الذي يغفر الله عز وجل فيه لخلقه الذين يحجون بيته، والذين يصومون في ذلك اليوم ((من صام يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه))، من هذه الأزمنة أيضاً الأشهر الحرم، ومن هذه الأزمنة شهر رمضان المبارك، الذي يقول فيه رب العزة والجلال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

هذا الشهر العظيم الذي قال فيه سيد الخلق محمد  صلى الله عليه وسلم في حديث سيدنا سلمان الفارسي عند ابن خزيمة: ((جَعل الله أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار)).

هذا الشهر العظيم الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم: ((الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مُكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).

هذا الشهر العظيم الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم أنَّه إذا أتى ((فُتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)).

هذا الشهر العظيم الذي ورد فيه حَديث إذا لم نتمعَّنه ولم نتفكر فيه فنحن على خطر عظيم،  وإنما أقول على خطر عظيم لأن الداعي -نحن نلجأ إلى الصالحين، وإلى أولياء الله عز وجل،  الذين نحسبهم من الصالحين ولا نزكي على الله أحداً،  كما أمرنا رسول الله أن نقول ذلك  في هؤلاء الناس، نَذهب إلى واحد من الصالحين التماساً لبركة دعائه، نذهب إلى واحد من العلماء العاملين التماساً لبركة دعائه، لأننا نظن أن له خصوصية عند الله عز وجل، فكيف إذا كان  الذي يدعو جبريل، جبريل روح القدس، سيدنا جبريل اسمه روح القدس في كتاب الله عز وجل، هو الواسطة بين رب العزة والجلال وأنبيائه ومرسليه- الداعي سيدنا جبريل، والذي يقول: آمين سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الحديث عند الحاكم في مستدركه، يقول راوي الحديث: رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الدرجة الأولى من منبره، فقال: ((آمين))، قال: ثم رقي الثانية فقال: ((آمين))، ثم رقي الثالثة فقال: ((آمين))، ومنبر رسول الله ثلاث درجات، فلما خطب الناس ونزل جاءه صحابته، لقد سمعوا منه شيئاً لم يسمعوه من قبل، كان رسول الله  يرتقي الدرجات الثلاثة دون أن يقول: ((آمين))، أما هذه المرة قال: ((آمين))، فقالوا: يا رسول الله، ما آمين؟ كل دَرجة آمين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لما رقيت الدرجة الأولى جاء جبريل فقال: يا محمد -صلى الله على سيدنا محمد- يا محمد، بُعداً بُعداً لمن أدرك أبويه حَيَّين أو أحدهما أي حَيَّاً ثم لم يدخلاه الجنة))، إذا أدركت أبويك حَيَّين على قيد الحياة أو أحدهما أدركته حياً فلم يدخلك أبوك أو أمك الجنة فبعداً، قال شراح الحديث: أي بُعداً عن رحمة الله ومغفرته أو بُعداً عن الجنة، فالأب والأم بوابتان من أبواب الجنة تَدخل بهما -من خلال كلام جبريل وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم- تدخل الجنة بهما، ((بعداً لمن أدرك أبويه حَيَّين أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة)) فقلت: ((آمين))، قال: ((فلما رقيت الدرجة الثانية جاء جبريل وقال: يا محمد، بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يُغفر له)) بُعداً عن الجنة أو بُعداً عن مغفرة الله أو رحمة الله، لمن بُعداً؟ لمن أدرك رمضان، لذلك قلت لحضراتكم: هذا الحديث يجب أن نتمعنه تماماً، ((بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له)) فقلت: ((آمين)) رسول الله قال: ((آمين)) لماذا؟ قال علماؤنا: لأن شهراً ((أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتقٌ من النار))، لأن شهراً ((تفتح فيه أبواب الجنة وتوصد فيه أبواب النار وتصفد الشياطين))، لأن شهراً ((من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) و ((من قام ليله إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))، لأن شهراً هذا شأنه يتعرض الله فيه لخلقه بكل النفحات الإيمانية، بمغفرة الذنوب، بالعتق من النيران، بالرحمة، وكم نحن خطاؤون،  كم نحن خطاؤون أيها الأخوة، والله كم نحن بحاجة إلى هذه المواسم، مواسم الخير التي يعود فيها الإنسان ليحسن صلته بالله سبحانه وتعالى، وليحسن معاملته مع الخلق، كم نحن بحاجة إلى هذه النفحات، رمضان عرضٌ لا يتكرر إلا في  كل سنة مرة، ألا ترون إلى عروض الشركات التجارية التي يَخفضون فيها الأسعار ويقدمون فيها المزايا مِن أجل رِبحٍ دنيوي؟! كيف إذا قُدم لك العرض من أجلك، هل ينفع اللهَ عز وجل طاعتُنا؟ ألم يقل رب العزة والجلال في الحديث القدسي: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم))، لا ينقص شيء من ملك الله إذا عصى كل الخلق الله سبحانه وتعالى،  الله لا تنفعه عبادتنا ولا تضره معصيتنا، هذه العروض الإلهية مقدمة لنا وليس لله سبحانه وتعالى، لذلك ((بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يُغفر له)) فقلت: ((آمين))، قال: ((فلما رقيت الدرجة الثالثة قال: يا محمد بُعداً لمن ذُكرت عنده فلم يصل عليك)) اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، ((بُعداً لمن ذُكرت عنده فلم يصل عليك)) ((البَخيل مَن ذكرت عنده فلم يُصل عليّ)) اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

لذلك -أيها الإخوة- نرى أن القرآن الكريم عندما كان يتحدث عن شيء لمصلحتنا ومِن أجلنا  كانت تأتي الألفاظ فيه من أروع الألفاظ التي تدل على المنافسة، وإذا ذُكرت الدنيا ذُكرت بأدنى الألفاظ التي تدل على السعي لتحصيلها:

نقرأ في القرآن قوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ [آل عمران: 133-134] إلى آخر هذه الآيات، (وسارعوا) في سورة آل عمران.

ونقرأ سورة الحديد قول الله عز وجل: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21].

نقرأ قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [الذاريات: 50].

نقرأ قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26].

ولكن عندما تُذكر الدُّنيا يقول رب العزة والجلال: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ - ليس فِرُّوا ولا أسرعوا ولا سابقوا ولا نافسوا، وإنما: ﴿فامشوا في مناكبها﴾ في مناكب الأرض- ﴿وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾ [الملك: 15]، سبحانه وتعالى.

نعم أيها الإخوة، هذا شهر عظيم، إذا أردنا أن نستعرض ما كان عليه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه صحابته الكرام الأبرار رضوان الله تبارك وتعالى عليهم مِن التنافس في فعل الخير فلن يَكفنا خطبة ولا خطب، ذلكم لأنهم كانوا يُوجهون آذان قلوبهم إلى كتاب الله قبل أن يوجهوا آذان رؤوسهم، فكان الكلام يخرج من سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فيستقر في قلوبهم، ثم يُترجم بعد ذلك واقعاً عملياً في حياتهم اليومية، ونحن نُريد أن نستمع إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُريد أن نستمع بآذان القلوب:

ألم يقل سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: ((بادروا -لاحظ الألفاظ: سابقوا سارعوا نافسوا فروا بادروا- بادروا بالأعمال الصالحة سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مشداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر))، والحديث عند الترمذي في سننه.

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عند البخاري ومسلم: ((بادروا بالأعمال الصالحة، فستكون فتن كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويُصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا))، بادروا.

ولذلك -أيها الإخوة- نحن أمام موسم عظيم، الواحد فينا هو الذي يَحكم كيف سيُنفق هذا الوقت في طاعة الله عز وجل، كما يُنفق درهمه وديناره على كسائه وطعامه وشرابه ومنزله وأهله،  الواحد فينا هو الذي يَستطيع أن يَحكم كيف سيُنفق وقته في طاعة الله عز وجل، في شهر أوله رحمة أوسطه مغفرة أخره عتق من النار.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، استغفروا الله يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1004
تحميل ملفات
فيديو مصور