الخميس 23 شوال 1445 - 02 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2016-12-05 الساعة 09:27:16
انهيار الحضارة الغربية (دراسة غربية عن الوضع السكاني في الغرب)
الشيخ أحمد سامر القباني

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

إِلهِي إِنْ يَكُن ذَنبِي عَظِيمَاً
فَمِمَّنْ أَرتَجِي مَولايَ عَطفَاً
تَرَكتُ النَّاسَ كُلَّهُمُ وَرَائِي
فَعَامِلنِي بِلُطفِكَ وَاعفُ عَنِّي

 

فَعَفوُكَ يَا إِلَهَ الكَونِ أَعظَمْ
وَفَضلُكَ وَاسِعٌ لِلكُلِّ مَغنَمْ
وَجِئتُ إِلَيكَ كَي أَحظَى وَأَنعَمْ
فَإِنْ تَغضَبْ فَمَنْ يَغفِر وَيَرحَمْ

اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

أعذني ربِّ من حَصَر وعيٍّ *** ومن نفس أعالجها علاجاً.

وبعد أيها الأخوة المؤمنون: تكلمنا في خطب منصرمة عن ديننا العظيم دين الإسلام، ونقلت لحضراتكم ما يَقع الآن على كثير من الفضائيات غير الناطقة بالعربية، مِن تشويه لصورة هذا الإسلام العظيم، في هذه الآونة التي تُعاني فيها أمتنا العربية والإسلامية من التشرذم والتجزئة والتفرقة، فلا تكاد تفتح قناة فضائية إلا وتجد أن العنف وأن القتل وأن عدم الاستقرار وانعدام الأمن والفرقة والتباغض، لا تَكاد تجد هذه الأشياء مَوجودة في قنوات إخبارية إلا في العالم العربي والإسلامي، وطرحنا سؤالاً مهما: هَل تَظنون أن هذا يَحصل عبثاً؟ هَل هُناك عاقل يَشُكُّ أن ما حصل من التقسيم في الدول العربية والإسلامية، وأن انعدام الاستقرار وانعدام الأمن، وأن العنف الذي يحصل، هل هناك عاقل يشك أن هذا مُخطط كبير مِن الغرب ضد المسلمين؟ لماذا لا تسمع هذه الأحداث في الدول الأوربية والأمريكية، وفي دول أخرى؟ لماذا؟.

وقلت لحضراتكم: إن الساحة الإعلامية الآن مناسبة لنقل هذه الأحداث، يقومون بتصويرها، وهذا أنقله لكم بناء على دراسة، دراسة علمية ومتابعة حقيقية، لا أتكلم عن أمر مجازفة، قنوات سُخرت الآن في أوربا وفي أمريكا وفي شرق آسيا، سُخرت لتشويه صورة الإسلام عبر نقل ما يحدث في الدول الإسلامية والعربية، ويَقولون لغير المسلمين: هذا هو الإسلام، انظروا إلى المسلمين، انظروا إلى العرب، هؤلاء هم العرب والمسلمون.

شوهوا صورة إسلامنا، ولكن الحقيقة -كما قلت لحضراتكم في آخر خطبة- أن إسلامنا عظيم جداً، إنه دين عالمي، وليس ديناً محلياً، عندما نقرأ الفاتحة كل يوم عشرات المرات نقول كل يوم: )الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( [الفاتحة: 2]، ولا نقول: الحمد لله رب المسلمين، وعندما نتعوذ بالله دائماً، ونقرأ سورة الناس: )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَـهِ النَّاسِ( [الناس: 1-3]، كل الناس، وليس أعوذ بالله رب المسلمين، )وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِين( [الأنبياء: 107]، وليس رحمة للمسلمين.

ديننا دين عالمي له أسس، هذه الأسس التي بُني عليها نأخذها من كلام الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الأساس الأول: الرحمة، )وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِين(، ويَكفيك هذا الحصر بأداة النفي و(إلا)، أي يا محمد ما كان سبب إرسالك لهذا العالم إلا الرحمة.

الأساس الثاني: الفطرة.

الأساس الثالث: التسامح، يُجسده قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((بُعثت -يُبين سبب البعثة- بُعثت بالحنيفية السمحة)).

الأساس الرابع: الأخلاق، ((إنما بُعثت -إنما للحصر- إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، والرواية الأصح: ((صالح الأخلاق))، أي الأخلاق الصالحة.

الأساس الخامس: العلم، فأول ما نَزل في ديننا: )اقرأ(، وليس وحدوا الله، نزل: )اقرأ(، علماً بأن ديننا دين التوحيد، ثلاث عشرة سنة يدعو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة إلى وحدانية الله، إلى الأمور العقائدية، إلى العقيدة، ونبذ عبادة الأصنام والأوثان والشرك بالله عز وجل، ثلاث عشرة سنة، ومع ذلك لم تَكن أول كلمة نزولاً في القرآن: وحدوا الله، أو لا تجعلوا مع الله شريكاً آخر، كانت أول كلمة اقرأ.

هذه الأسس نحن بحاجة اليوم إلى تفعيلها، وإلى النَّظر فيما حصل، إلى تحليل ما يحصل الآن، وإلى إعادة ترتيب العقول، يَجب أن لا نُسلم أنفسنا إلى اليأس، يَجب أن نتحلى بالتفاؤل، لأن المستقبل ليس لك ولي، إنه لابني وابنك ولحفيدي وحفيدك، إذا بقيت هذه الأمة اليوم على ما هي عليه؛ فهذا يعني أن الأمة قد مَاتت، ويجب أن تَنهض بعد سبات طويل لكن إذا صحى المسلمون الآن والعرب، وبدؤوا بتحليل ما يحصل، لا تحليلاً قطرياً على مستوى دولة ما، ولا جزئياً على مستوى منطقة ما، أن يَجتمع الحكماء والعلماء والعقلاء لينظروا ما الذي حصل، ويضعوا الحلول المناسبة لهذه الأمة لتنهض من جديد، نحن مطالبون وكل فرد فينا مطالب بهذه الصحوة الإيمانية، وإلا فنحن لا نكترث لما يحصل لهذا الإسلام في العالم، نحن لا نكترث لهذا الدين العظيم، الذي ورثنا إياه أجدادنا من السلف الصالح، من آل بيت رسول الله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد أُريقت على أعتاب بلاد الشام دِماء أكثر من ثلاثين ألف صحابي، لينقلوا لنا هذا الإسلام، ويَجعلوه أمانة في أعناقنا، فهل نُضيع هذه الأمانة؟ هل تَذهب دماء هؤلاء الناس سدى؟.

ويقول قائل: ما الذي يُمكن أن أفعله؟ يَجب أن يَنهض كل إنسان بنفسه، وأن يَعلم أن كل مَا يحصل لا يخرج عن القوانين الإلهية، )ذلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم( [الأنفال:53]، هذه آية في سورة الأنفال، قانون دستور كوني بشري لا يتغير، )إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم( [الرعد: 11]، في سورة الرعد، دستور إلهي آخر، يَجب أن ننهض في المواقع الإلكترونية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كل على حسب طاقته، بِنَشر سماحة الإسلام، وهذه الأسس الخمسة التي قام عليها الإسلام: العلم، الأخلاق، الرحمة، التسامح، الفطرة. يجب أن ننقل ذلك لهذا العالم كل على قدر وسعه، من خلال تعاملنا الصحيح مع بعضنا البعض، من خلال إعادة هيكلة صلتنا بالله سبحانه وتعالى.

يا أيها الإخوة: كثير من المسلمين انعدمت صلتهم بالخالق، أَصبحت صلاتنا صلاة روتينية، نقف فيها فنقرأ قصار السور، لا يَخطر على بال وعلى فكر واحد منا أن يبدأ بحفظ سورة جديدة للأسف، ما هؤلاء المسلمون؟ لا يُفكر أحدهم في حفظ سورة جديدة يقرأها في الصلاة يا رجل، دائماً قصار السور، وأنتم تَعلمون أن الآلية العقلية إذا حفظ الإنسان شَيئاً وأتقنه فإن لسانه ينطق به وينشغل عقله في شيء آخر، أما إذا حفظ شيئاً جديداً سَيخشع في صلاته، لن يفكر في الأشياء الأخرى، لأنه سيفكر في هذه الآية قبل هذه الآية، وهذه الآية نهايتها لعلكم تتفكرون أو لعلكم تعقلون، وبالتالي فإن تفكيره يَنحصر في قراءة القرآن وحفظ القرآن، وليس في أشياء أخرى، يا رجل انعدمت الصلة بالخالق، اللهم إلا قليلاً من الناس، فتعميم الأحكام لا يصح في كل زمان وفي كل مكان وعلى كل الأشخاص، لا يجوز أن نعمم الأحكام، هذا الخير موجود في أمة رسول الله، لكنني أتكلم عن ظاهرة كبيرة جداً.

أيها الإخوة: ماذا تنتظر من أشخاص -منا نحن- ماذا تنتظر من أشخاص فقدوا لذة الصلة بالله سبحانه وتعالى؟ فقدوا طعم القرب من الله سبحانه وتعالى، فقدوا الصلاة بالأسحار والسجود بين يدي الله عز وجل؟ ماذا ننتظر من أناس أعرضوا عن كتاب الله عز وجل؟ )وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا( [الفرقان: 30]، ماذا ننتظر من سوء التعامل فيما بيننا؟ هل ننتظر أن ننهض بهذه الأمة نهضة حقيقية وسوء التعامل والدين المعاملة؟ فُقدت قيم الأخلاق، وديننا أحد ركائزه الخمسة هو الأخلاق.

أمامنا عمل طويل أيها الإخوة، لكن اسمحوا لي بأن أختم هذه الخطبة بهذا التقرير الذي تكلمت عنه في خطبة في مسجد آخر غير هذا المسجد في عام خمسة وتسعين، قرأته في تقرير لمجلة أمريكية، ثم فُقد مني وما زلت أبحث عنه، حتى وصلني مقروءاً مسموعاً ومترجماً للغة العربية، هَذا التقرير يُعطيك أنه يجب علينا أن نوسع آفاق تفكيرنا، أن لا ننظر إلى اللحظة الآنية، أن نفكر فيما يحاك ضدنا نحن المسلمين، هَذا التقرير كان قَد أُعِدَّ في عَام أربعة وتسعين، ثم جُدد هذا التقرير في عام ألفين وثمانية، مِن مراكز أبحاث متخصصة في التاريخ الإنساني ونشوء الحضارات وتدهور الحضارات، ثم موت الحضارات، مَراكز أبحاث غربية متخصصة تدرس كل حضارة، بأشخاصها بعلومها بثقافتها بتعاليمها، كيف نشأت، من بدأ آدم عليه السلام إلى يومنا الحاضر، وكيف انتهت هذه الحضارة، في عام ألفين وثمانية تم تجديد هذا التقرير بهذا الكلام، وسأودع نسخة مرئية مسموعة مترجمة منه عند أخي فضيلة الشيخ مروان لمن أراد أن يأخذه.

يقول التقرير: لا بد لكل حضارة تَريد أن تستمر لا بد لها أن يكون لها معدل تكاثر سكاني بمعدل: 2,11، وأي حضارة لا تَصل إلى هذه النسبة سوف تتضاءل ثم تنقرض، والنمو السكاني بمقدار: 1,9 يَكون بداية موت هذه الحضارة، والتكاثر بمعدل: 1,3 يعني الموت المؤكد لهذه الحضارة، وبالتالي ستحتاج مرة أخرى إلى ما بين: 80 سنة إلى 100 سنة لتستطيع الوقوف على قدميها من جديد، بمعنى لو قام الأب والأم بإنجاب طفل واحد سيكون معدل الأبناء نصف عدد الآباء، وبالتالي سيكون عدد الأحفاد نصف عدد الأبناء, هذه مقدمة لهذا التقرير عن الحضارات ونشوء الحضارات.

أيها السادة الكرام:

يقول التقرير: في عام 2007 كان معدل النمو في فرنسا 1,7، نسبة خطيرة جداً، الآن سأتكلم عن أوربا وأمريكا، التقرير يتكلم عن أوربا وأمريكا، لتعرفوا سبب عدائهم للإسلام، ولِتَعرفوا لماذا يسمحون أحياناً للهجرة إلى بلادهم، واختلاط المسلمين بهم، كانت حضارتهم مُهددة بالانقراض من عام 1994م مهددة بالانقراض، لو لم يأتوا بهجرة من المسلمين وغير المسلمين لنتهت أوربا وأمريكا، السبب واضح وهو إعجاز قوله صلى الله عليه وسلم: ((تناكحوا تكثروا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة))، تكثروا، الحضارة الأوربية حضارة عجوز، الحضارة الأمريكية حضارة عجوز، سنتكلم بالأرقام مِن كلامهم، ليس مِن كلامنا، نحن ترجمناه إلى اللغة العربية، عندهم أولاً: لا يوجد زواج إلا بعد سن متقدمة، وثانياً: ليس كل الناس يتزوج، نصف الأوربيين لا يتزوجون، نصف الأمريكان لا يتزوجون، فافهم، إذا ذهب نصف السكان بقي النصف الآخر من السكان، النصف الآخر من السكان يُقيم علاقات مشبوهة، ينشأ منها أولاد غير شرعيين في الطرقات والشوارع، وبالتالي هذا لن يكون عنصراً فاعلاً أو صالحاً في المجتمع، عدد حالات الزواج قليلة جداً في أوربا وفي أمريكا، وبالتالي النمو السكاني تراجع، وبالتالي هم مُهددون بالانقراض، وبالتالي يَجب أن يَعلم الإنسان المؤمن أن أمامه رسالة كبيرة في هذا.

دعوني أنقل لكم هذه الأرقام، ثم نختم هذه الخطبة إن شاء الله:

في عام 2007 كان معدل النمو في فرنسا:1,70، يعني اتفقنا أنه حتى تستمر الحضارة بأدنى مقوماتها 2,11، وفي انجلترا: 1,6، اليونان: 1,3، ألمانيا: 1,3، يعني موت الحضارة، إيطاليا: 1,2، إسبانيا: 1,1، مُعدل الزيادة الطبيعية في أوربا كلها -المعدل الوسطي-: 1,4.

يقول التقرير: أوربا التي نراها اليوم سوف تنقرض، للتعويض ماذا فعل الغرب منذ عشرين عاماً حتى الآن؟ فتح باب الهجرة.

يقول التقرير: وللأسف كانت هناك غلطة تاريخية، وهي بالسماح للمسلمين بالهجرة إلى أوربا وإلى أمريكا، انظروا: )وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ( [الصف: 8]، إذا أراد الله أن يُتِمَّ أمراً لا يسأل عن أحد سبحانه وتعالى، يجعل الأسباب من أجل أن يكون الإسلام هو الدين، لأن مقوماته المقومات الصحيحة التي تَحكم البشرية، الله يَأذن بالأسباب، قالوا: من أكبر الأخطاء التاريخية في تاريخ أوربا وأمريكا فتح باب الهجرة من الدول الإسلامية، وكان العَدد الأكبر مِن هذه الهجرات التي فتحت الهجرات الهجرة الإسلامية، أنهم فتحوا باب الهجرة، فكان أكبر الهجرات من دول عربية وإسلامية، وهذا بالنسبة لهم لو لم يَفتحوا باب الهجرة الآن لكانت أوربا انقرضت، يعني انتهت، لا انتهت علمياً انتهت سكانياً، وبالتالي هو العمل كله للسكان، قال: مما أعاد التوازن إلى الحضارة الأوروبية ومنعها من الانقراض خلال 20 عاماً فقط من عام 1990 إلى عام 2010، لو لم يكن هناك هجرة لكانت أوربا انتهت، لو لم يُعوضوا، قال: وكان هناك خطر داهم من هذه الهجرة، حيث إن الزيادة الطبيعية في فرنسا لغير المسلمين: 1,8، والزيادة للمسلمين الموجودين في فرنسا: 8,1، سبحان الله، 8,1 الزيادة وليس 1,8 للمسلمين.

يقول التقرير: في جنوب فرنسا المعروفة بكثرة كنائسها أصبح عدد المساجد أكثر من 1000 مسجد، كان معظمها كنائس، اشتراها المسلمون وحولوها إلى مساجد.

يقول: عدد الأطفال بين سن العشرين فأقل معظمهم مسلمون في ثلاث مدن: نِيس، مارسي، باريس, عدد الأطفال المسلمين في هذه المدن الثلاثة 45%، أطفال دون العشرين، عشرين فما دون، مما يعني أن في عَام 2027، أي بعد 13 سنة, في عام 2027 من كل خمسة فرنسيين سيكون واحد فرنسي مسلم، 20% من العدد السكاني في فرنسا عام 2027، قال: وخلال 39 سنة ستكون فرنسا جمهورية إسلامية، 39 سنة، نحن الآن 2014م، خلال تسعة وثلاثين سنة ستكون فرنسا جمهورية إسلامية.

يقول التقرير: خلال 30 سنة الماضية ببريطانيا ارتفع عدد المسلمين من 82 ألف مسلم إلى مليونين ونصف مسلم، عام 2008، ببريطانيا في مليونين ونصف مسلم الآن، أي 30 ضعفاً.

في هولندا 50% من المواليد مسلمون، لأن عدد سكان هولندا صغير، فـ 50% من المواليد في هولندا مسلمون، خلال 15 سنة سيكون نصف سكان هولندا مسلمين.

في روسيا 23 مليون مسلم بسبب الجمهوريات الإسلامية، طبعاً العدد أكبر لكن هناك جمهوريات انفصلت، أي بنسبة 20%.

يقول التقرير: 25% من سكان بلجيكا الآن في عام 2008، وإحصائيات حكومة بلجيكا تقول: طفل واحد من كل ثلاثة أطفال سيكون مسلماً في عام 2025، أي بعد 11 سنة سيكون 35 % من عدد سكان بلجيكا مسلمين.

وكان أول مَن صرح بذلك وبهذه الدراسة الخطيرة: ألمانيا, حَيث صرحت بأنه لا يمكن وقف النقص في التعداد السكاني في ألمانيا، وخَرج الأمر عن السيطرة، وستَكون ألمانيا دولة إسلامية في عام 2050، أي بعد 36 سنة ستكون ألمانيا دولة إسلامية.

يقول التقرير: الآن 52 مليون مسلم في أوربا الآن، صَرَّحت ألمانيا أن هذا العدد سيصل إلى الضعف، يعني 104 مليون مسلم خلال 20 عاماً فقط، في أوربا الآن 52 مليون مسلم في أوربا، 104 مليون بعد 20 سنة، هذا الكلام عام 2008، ونحن الآن 2014، مضى منها 8 سنوات.

في كندا الزيادة الطبيعية 1,6، أيضاً زيادة التعداد السكاني خطيرة، لأنه اتفقنا أنه لبقاء الحضارة بأقل مقوماتها نسبة الزيادة تكون2,11، والإسلام أسرع الأديان انتشاراً في كندا، حيث إنه ما بين عام 2001 و 2006 زاد عدد المسلمين مليون و600 ألف مسلم، بـ 5 سنوات، بسبب الهجرة لكندا، الهجرة مفتوحة كثيراً لأنها قارة كبيرة، يأخذوا من كل دول العالم، مليون و600 ألف مسلم معظمهم من الهجرات الإسلامية.

في أمريكا معدل النمو 1,6، كان عدد سكان المسلمين في أمريكا عام 1970م 100 ألف مسلم، في عام 2008م 9 ملايين مسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، لم نتكلم لا عن أمريكا اللاتينية ولا عن كندا، الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2008 عدد المسلمين 9 مليون مسلم، عوضت أمريكا بفتح باب الهجرة من الدول اللاتينية، اجتمع الكونغرس اجتماعات بلجانه السرية، وأوعز إلى هوليود بضرورة إنتاج أفلام تتكلم عن الأسرة، وتُجمل صورة الأسرة، أب وأم وأولاد وحياة حلوة، لأن الناس عزفوا عن الزواج في أوربا وفي أمريكا، وبالتالي الحضارة مهددة بالانقراض، مِئات مِليارات الدولارات خُصصت لإنتاج الأفلام في هوليود تتكلم عن الأسرة لتجذب الأمريكيين إلى الزواج، ونحن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ((الزواج سنتي، فمن رغب عن ستني فليس مني)) ويقول: ((تناكحوا تكثروا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة)).

يقول التقرير: لقد تغير العالم، كاتب التقرير هو إنسان غير مسلم، مركز أبحاث وليس شخص، لقد تغير العالم، ونحن بحاجة إلى أن نستيقظ، خلال 30 سنة سَيكون هناك 50 مليون مسلم في أمريكا، حيث صرحت الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا أن عدد المسلمين تجاوز الحد، وخلال 50 عاماً ستكون أمريكا دولة إسلامية.

الآن يمكن أن تفسر في ذهنك ما يحصل في العالم العربي والإسلامي، لماذا يشوهون الإسلام؟ نَحن نتكلم كنا عن الهجرة والتعداد السكاني، بتقرير غربي من أهم مراكز الأبحاث، ما تكلمنا عن دخول غير المسلمين في دين الإسلام، دخول الفرنسيين في دين الإسلام غير المسلمين، لم نتكلم عن دخول الإنجليز والفرنسيين والأمريكان في الإسلام، وخصوصاً بعد أحداث الـحادي عشر من سبتمبر، كيف بدؤوا يبحثون عن الإسلام لماذا حصل، أرادوها أن تكون ضد الإسلام فانقلبت عليهم مشكلة كبيرة في بلادهم حيث بدأ الناس يبحثون عن الإسلام، فكانت هذه ما اعتبروه مصيبة وأرادوا من خلاله أن يَكون كارثة على المسلمين، كان نعمة، فتعرف الغرب على الإسلام، فتصور الهجرة، تكاثر المسلمين 8,1 في مقابل 1,8، وإذا دخل غير المسلمين في دين الإسلام فما الذي سيحصل؟ هل تتصورون إذا أصبحت فرنسا بمقوماتها وبريطانيا وأمريكا والدول الغربية بمقوماتها العلمية والتقنية والعسكرية والسياسية دُولاً إسلامية، هل تتصورون هذا البعد؟ الموضوع بالنسبة لهم خطير جداً، يُريدون أن يتكاثروا بأي شكل حتى يوقفوا الانقراض، وإلا سيكون كل شيء بيد المسلمين خلال 50 سنة، سيفتعلون الأزمات في العالم العربي والإسلامي لإنقاص عدد المسلمين، والأهم من ذلك تشويه صورة الإسلام، والأهم من ذلك أن هناك تجار أسلحة في العالم، والأهم مِن ذلك أن هناك مراكز أبحاث متخصصة للقضاء على دين الإسلام على ديننا، ونحن ما زلنا في سبات عميق، هذه الحقيقة عَن ظهور الإسلام في أمريكا وأوربا، رحم الله الدكتور شوقي أبو خليل، ألف كتاباً في ذلك سماه: (الإسلام نهر يبحث عن مجرى) قال فيه -بعد أن ذكر كثير من هذه الإحصائيات، وكيف ينتشر الإسلام في أوربا وأمريكا انتشاراً كبيراً- قال: إن لم يَصحُ المسلمون ويعودوا إلى دينهم فلن ينتظرهم الإسلام، سوف يخرج الإسلام من أوربا ومن أمريكا، وهذا ما يحصل، وأنا أنصح كل إنسان بقراءة هذا الكتيب، كتيب صغير في 100 صحيفة، (الإسلام نهر يبحث عن مجرى)، فهل صحى المسلمون لذلك؟.

أيها الأخوة: عندما تسمع هذه الإحصائيات، هذه الأشياء ترعبهم، الغرب يَسخر كل إمكاناته عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً من أجل إيجاد الحلول ومنع تقدم الإسلام إلى القارة الأوربية والأمريكية، وفهمكم كفاية، ما الذي سيحوكونه ضد إسلامنا وديننا.

أقول هذا القول، وأستفغر الله العظيم لي ولكم، استغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 781
تحميل ملفات
فيديو مصور