الخميس 23 شوال 1445 - 02 مايو 2024 , آخر تحديث : 2024-04-29 12:42:38 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2016-11-22 الساعة 13:57:44
اغتنام رمضان بالطاعة
الشيخ أحمد سامر القباني

بتاريخ: 12 / رمضان / 1437 هـ -  17 / حزيران / 2016 م

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون ولو كره المشركون والملحدون .

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.

اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2] .

إِلهِي إِنْ يَكُن ذَنبِي عَظِيمَاً
فَمِمَّنْ أَرتَجِي مَولايَ عَطفَاً
تَرَكتُ النَّاسَ كُلَّهُمُ وَرَائِي
فَعَامِلنِي بِلُطفِكَ وَاعفُ عَنِّي

 

فَعَفوُكَ يَا إِلَهَ الكَونِ أَعظَمْ
وَفَضلُكَ وَاسِعٌ لِلكُلِّ مَغنَمْ
وَجِئتُ إِلَيكَ كَي أَحظَى وَأَنعَمْ
فَإِنْ تَغضَبْ فَمَنْ يَغفِرُ وَيَرحَمْ


اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة يا الله، وعمنا جميعاً بفضلك الكبير، اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما لا أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

أَعِذْنِي رَبِّي مِن حَصَرٍ وَعِيٍّ

 

وَمِن نَفْسٍ أُعَالِجُهَا عِلَاجَاً

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: فإن تقبل الناس للطاعات على نوعين:

إما أن يكون هذا التقبل شغوفاً بالطاعة محباً للطاعة، ينتظر هذه الطاعة ويتلذذ بالقيام بها لخالقه سبحانه وتعالى، فهذا مؤمن حقيقي.

ونوع آخر من الناس يَغتَمُّ ويَهتم، أي يُصيبه الهم والغم، عندما يقوم بالطاعة، ولا يشعر بأنه يتلذذ وهو يقوم بها، ويخاف من قدومها، فإذا أقبلت وصار فيها ما زال في غم حتى تنتهي، وهذا امرؤ أمره خطير.

ذلكم لأنه قام بعض الناس بعملية استقراء وتتبع، هذه العملية للاستقراء والتتبع عن انتظار الناس لشهر رمضان قبل مجيئه بأيام، عملية استقراء قاموا بها، [الله يعينا والله 16 ساعة ونصف بدنا نصوم والدنيا شوب والدنيا حرق وكذا واحد تاني شو بدنا نساوي بدنا نصبر لأنه متعودين نشرب فنجان قهوة قبل ما نطلع ونفطر قبل ما نطلع وغدانا بوقت معين وعشانا بوقت معين فبده ينتزع النظام تبع حياتنا كله بدنا نصبر هو شهر وبيمضى قسم ثالث قال والله أنا يعني مهموم بس يعني شو بدنا نساوي هاد فرض من الله عز وجل بس موضوع مو سهل انه نصوم 16 ساعة بهذا الحر الشديد]، وهذا ودعك من هذا الاستقراء يا أخي، ما لي ولهذا الاستقراء، أنت كيف شعرت قبل أن يأتي رمضان بعدة أيام؟ هل شعرته ضيفاً ثقيلاً عليك سوف يأتي، أم كنت تنتظره بفارغ الصبر؟ هذا ما يهمني، دعك من الاستقراء، هل تشعر قبل رمضان قبل أن يأتي بأنه سيتغير نموذج حياتك، بمعنى الطعام والشراب أولاً؟ ثانياً سوف تلتزم لأن رمضان يجب أن يحفظ الإنسان فيه سمعه وبصره ولسانه وجوارحه؟ قال سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه: ((إذا صُمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك))، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: ((رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس من قيامه إلا التعب))، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يدع قول الزور والعمل به -ليس شهادة الزور شهادة الزور شيء آخر تلك للمحكمة وفي محاكمات وتفصيلات وقضاء قول الزور، يعني الغيبة زور والنميمة زور والكذب زور- مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه))، فيحتاج إلى الالتزام حتى يتغير نظام طعامه وشرابة في شهر رمضان، وهناك معاصٍ وآثام نوقفها في شهر رمضان، لا نفعلها، أتكلم مع الشباب وهم يفهمون علي وأفهم عليهم، هناك معاصي وآثام ستتوقف في رمضان، لذلك يشعر بضيق في صدره عندما يأتي شهر رمضان، وهم في شهر رمضان بعض الناس يعد الأيام، متى سينتهي شهر رمضان، مَن كان ظنه هذا وشعوره هذا فأمره خطير، لأنه ليس بمؤمن حقيقي، صحيح النفس أمارة بالسوء لا شك، لكن يجب أن تَرفض هذا الشعور بكل ما أوتيت من قوة، يجب أن تكون قريباً من الله سبحانه وتعالى قدر ما تستطيع في هذا الشهر العظيم، ولو كان الشعور النفسي هو هذا.

رب العزة والجلال قسم المؤمنين إلى مؤمنين حقيقيين ومؤمنين غير حقيقيين، ولأبقى معكم مع صفات المؤمنين الحقيقيين، يقول رب العزة والجلال في سورة الأنفال: )إِنَّمَا الْمُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم( [2]. وفيكم أهل عربية ولغة وبيان، إنما: أداة حصر، المؤمنون الحقيقيون فقط )إِنَّمَا الْمُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ * الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ * أُولـئِكَ هُمُ الْمُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ( [الأنفال: 2-4]. لكن المنافقين، إن المنافقين الآية الأخرى يعني )إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ(  [النساء: 142]، هم يظنون أنهم يُخدعون الله، في الحقيقة الله هو الذي يستدرجهم مشاكلة، )إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى ( [النساء: 142].

المؤمن صاحب همة عالية، وليس بكسول، سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كان يَستعيذ بالله عز وجل من هذه الصفات السيئة، فيقول عليه الصلاة والسلام -وهذا الدعاء يجب أن تحفظوه، الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقوله كل صباح وكل مساء-: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال))، الهم والحزن والعجز والكسل، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، يراؤون الناس، همه أن يَراه الناس وهو يصلي، فإذا رآه واحد من أصدقائه أو جاء إلى الجامع أو وقف أمام الشيخ ضبط صلاته، لأنه أمام من يراه من الناس، يَجب أن لا تختلف صلاتك إن صليت وحدك وإن صليت أمام مائة شخصية عالمية، تبقى الصلاة نفسها حتى لا تكون مراءاة، )وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا  (  [النساء: 142]. ما عنده همة المؤمن الحقيقي، صاحب همة ما أقوله لكم -أيها الإخوة- يَصب في حديثين اثنين لا ثالث لهما، حديثان مُخيفان، وفي نفس الوقت هما لا يَعنيان الإنسان المؤمن الحقيقي، مُخيفان للمؤمن غير الحقيقي، والذي يقف على حافة كل منهما تارة إلى هذا وتارة إلى هذا، لكن المؤمن الحقيقي لا يُخيفانه أبداً، لأن هذين الحديثين لا يَعنيانه في شيء، لأنه مَلأ وقته في رمضان بطاعات لله عز وجل، فهو يصلي مع الجماعة، وهو يقرأ القرآن الكريم، وهو يُواظب على صلاة قيام رمضان، قيام رمضان صلاة التراويح، ويُصلي التهجد، ويَذكر الله عز وجل كما أمر رسول الله في رمضان، هل تعلمون أن سيدنا الرسول أمرنا بأذكار معينة في شهر رمضان؟ هناك أذكار معينة بشهر رمضان، حديث سيدنا سلمان الفارسي في صحيح ابن خزيمة، الذي ألف فيه عالم هندي رِسالة كاملة مِن سبعين صحيفة، يُصحح فيها هذا الحديث الذي تكلم البعض فيه بأنه ضعيف أو أنه حسن، سبعين صحيفة يُصحح فيها هذا الحديث، يَقول فيه عليه الصلاة والسلام: ((واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار))، فدائماً في رمضان هناك ورد: اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، وكل ما نَقول نعوذ بك نَقلِبُ أيدينا، سيدنا الرسول هكذا كان يفعل، لما تُذكر أمور الطاعات والجماليات تَرفع يديك، ولما تُذكر أمور الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء نَقلب أيدينا، لماذا؟ حتى لا يَنزل شيء مِن هذه الكلمات في يديك، لأن الرحمات تَنزل في الكفين عند الدعاء، ويَمسح الإنسان بهما وجهه وجسده، هذا ما فعله رسول الله، في البخاري ومسلم يَرفع يديه ويدعو الله، فإذا انتهى مسح بيديه وجهه وجسده، البركات تنزل في الكفين عند الدعاء، فتقول هذه الكلمات وتقلب يديك: (اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار) هذان دعاءان مهمان، ذِكرٌ لرمضان، وِرد علمنا إياه سيدنا الرسول خاص برمضان وخارج رمضان، لكن في رمضان ألزم، قال: ((وأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فلا إله إلا الله وتستغفرونه)) في رمضان نُكثر من لا إله إلا الله، التهليل، والاستغفار: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَّ وأتوب إليه، فكثير من الناس لا يَعنيه ما هذان الحديثان، لا يعنيهما في شيء أبداً، لأنهم تعرضوا لرحمات الله في شهر رمضان، كلُ ما أمر به ربنا في رمضان فعلوه، لذلك هُم عند ظن الله عز وجل، ظنهم بالله ظنٌ جميل.

أما الحديث الأول: فقد أخرجه سيدنا الراوي سيدنا كعب بن عجرة، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم ولم يخرجاه، يقول سيدنا كعب بن عجرة: نادى مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحضروا المنبر، يَقول سيدنا كعب بن عجرة: فحضرنا المنبر، حضر الناس كلهم، قال: فلما رَقِيَ رَسولُ اللهِ الدرجة الأولى قال: آمين، رَقِيَ بمعنى صعد، [يعني منبر سيدنا الرسول 3 درجات وكان يخطب قبله على جذع نخلة يخطب قبله على جذع نخلة لما تركه رسول الله وصنعوا له المنبر صعد المنبر تركه سيدنا الرسول لجذع النخلة اليابس يعني قطعة خشب مقطوعة من فوق جذع نخلة بس ماله جذور مقطوعة يعني قال: يسمع الناس في المسجد أنيناً بكاء وأنين من أين هذا البكاء فاقتربوا فوجدوا الجذع يبكي لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تركه بتتركني يا رسول الله إذا عملولك منبر 3 درجات بتتركني وبتروح؟ الجذع يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلم يقف الأنين حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتنقه، عانقه للجذع، اضحك انت جماد، جماد شو هالفلسفة، هي حديث صحيح، الجماد كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم من قلوب البشر قلوب قاسية، ثم قال له: أنت رفيقي في الجنة، طول بالك هلئ ح نطلع نخطب بهداك المنبر بس انت معي بالجنة، فسكت، رقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبل أحد، فاهتز جبل أحد، وكان معه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله عليه، قال: اُثبت أحد -حديث البخاري- فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان، رسول الله النبي والصديق أبو بكر والشهيدان عمر وعثمان، وقال: ((أُحد جبل يحبنا ونحبه)) الله أكبر، جمادات تحب سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم! ((أُحد جبل يحبنا ونحبه))] رَقِيَ الدرجة الأولى قال: آمين، رقي الدرجة الثانية قال: آمين، رقي الدرجة الثالثة قال: آمين، ثم خطب الناس ونزل، فجاء إليه صَحبُه بعد انتهاء الخطبة، يا رسول الله، ما آمين؟ فقال: لما رَقِيت الدرجة الأولى على المنبر جاءني جبريل قال: يا محمد، بُعداً لما أدرك أبويه أو أحدهما فلم يُدخلاه الجنة، فقلت: آمين، [انت أبوك عايش أمك عايشة كلاهما أو أحدهما حي أو حيان ولم يُدخلاك الجنة ما دخلت عالجنة بسببهن، يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل عاق الجنة)) مفتاح دخولك للجنة أبوك وأمك، بُعداً عن الرحمة، بعداً عن الجنة، لمن أدرك أبويه أو أحدهما، وفي رواية: لمن أدرك أبويه الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، ما احسنت أبوك وأمك يفوتوك عالجنة؟ لك كيف بفوتوني عالجنة، شو معهن المفاتيح، لك والله معهن المفاتيح، لكن مع مين المفاتيح مفكر انت، معهن المفاتيح، رضاهما برهما طاعتهما محبتهما محبة صديقهما، ﴿وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ﴾  [الإسراء: 24]. ربنا ما ذَكر الذل في القرآن إلا لشخصين للمؤمنين: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾  [الشعراء: ٢١٥]، وللوالدين: ﴿وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ﴾ [الإسراء: 24]، ذُل عم تسمعوا يا إخواننا، ذل لو أبوك بيسلخك كل يوم أتلة وكفوف صبح وظهر ومسا بتحط رقبتك بتقله أمرك يا بابا، أنا رهن إشارتك،] (بعداً لمن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت آمين) [مين يلي عم يدعي؟ جبريل يلي عم يقول آمين رسول الله، مسألة خطيرة، لذلك قلتلكم حديثان خطيران] قال: ((فرقيت الدرجة الثانية، فقال جبريل: يا محمد، بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يُغفر له)) هُنا محط الشاهد في الحديث، بُعداً أي عن رحمة الله وعن مغفرته لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، انتبهوا لهذا الحديث، وظني وظنكم بالله خير، ونحن إن شاء الله ليس فينا واحد استقبل رمضان وهو مهموم ومغموم، ولا يَشعر أنه مسجون، ولا يشعر أنه يتمنى أن يزول رمضان، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان)) فكلنا وكلكم على خير إن شاء الله، [بس مشان ننبه غيرنا] ((بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال جبريل: يا محمد، بُعداً لمن ذُكرت عنده فلم يصل عليك)) اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، بُعداً لم ذُكرت عنده يا محمد فلم يصل عليك، فقلت: آمين.

الحديث الثاني: وهو حديث حسن، أخرجه الطبراني في الكبير، عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان بركة -رمضان بركة، الرسول قال: شهر عظيم مبارك، واسمه أيضاً بركة، هو كله بركة رمضان- أتاكم رمضان بركة يغشاكم الله فيه -يعني رحمته ومغفرته وفضله- فيُنزل رحمته، ويَحط الله به الخطايا –يعني يمحو الله به الذنوب والخطايا يَمحوها عن العباد- وينظر الله تعالى إلى تنافسكم في الخير فيه -في رمضان- ويُباهي بكم ملائكته)) [شوفوا بلاد الشام المساجد كلها مليانة، شوفوا الشباب هاد الشاب شو خلاه يترك المعصية بيجي ع الجامع مشان يصلي عشرين ركعة ختمة، شوفوا هالشباب الظراف الحلوين هدول يلي ماسكين ختمة ختمة مع الإمام وختمة بالبيت، شوفوا هالشباب يلي دينهم غالي عليهمن في معاصي كثير وآثام تركوها في سبيل الله، شوفوا يباهي الله بهم ملائكته، يقول رسول الله: ((فأروا الله من أنفسكم خيراً)) قال سيدنا الرسول [عم استناكم أنا ها، بدكم تأرجوا ربي انكم متل ما بقلكن أنا بتشتغلوا ها، هيك معناها، ((فأروا الله من أنفسكم خيراً)) سيدنا الرسول عم يباهي فينا، وربنا عم يباهي فينا، شو ختام الحديث؟] قال: ((فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي مَن حُرم رحمة الله في رمضان)) هذا الحديث الثاني المخيف، ((فإن الشقي من حرم رَحمة الله في رمضان)).

اللهم لا تجعل فينا شقياً ولا محروماً، واجعل جمعنا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده معصوماً.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم.

 

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 822
تحميل ملفات
فيديو مصور