السبت 18 شوال 1445 - 27 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2015-12-28 الساعة 12:00:00
النــبــي القـــدوة
الشيخ أحمد سامر القباني

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله  عليه الصلاة والسلام، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.

 اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر.

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: فأعظم قدوة على الإطلاق هو سيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام ، خاتم الأنبياء والمرسلين، وقائدنا يوم القيامة، إنه قائد الغرِّ المحجّلين، قائد المسلمين المؤمنين الذين يتوضؤون في اليوم خمس مرات، فيأتون يوم القيامة قد ابيضت أعضاء الوضوء منهم وابيضت نواصيهم، فيعرفون بهذا البياض، وهذا معنى أنه  عليه الصلاة والسلام قائد الغرِّ المحجّلين، )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر( [الأحزاب: 21]، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ( [الأنفال: 24]، )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم( [آل عمران: 31].

بدانا بالحديث عن شمائل الحبيب المصطفى  عليه الصلاة والسلام وأخلاقه، في وقت اشتبهت فيه القدوة على كثير من الناس من البشر، ولكن إذا اشتبهت القدوة في يوم من الأيام على واحد منا؛ فإنه يلجأ إلى المعصوم الذي لا يخطئ، والذي يكون قدوة حقيقية له في حياته، إنه سيدنا رسول الله  عليه الصلاة والسلام ، بدانا من أخلاقه وشمائله بخلق العفو، الذي جَسَّدَ قَولَ الله سبحانه وتعالى: )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين( [الأعراف: 199]، فقال سيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام لسيدنا جبريل: ((يا جبريل، ما خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين؟)) فقال سيدنا جبريل: (لا أدري حتى أسألك العالم سبحانه وتعالى) ثم رجع جبريل فقال: (يا محمد -يفسر هذه الآية- يا محمد إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وأن تصل من قطعك، هذا خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين).

تكلمنا عن حلم النبي  عليه الصلاة والسلام في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحلم، في الأسرة الواحدة التي أضحى كل بيت يَسكنه أكثر من أسرة، وتقاربت أقطاب الأسرة الواحدة، بسبب ما نَعيشه في هذه الأزمة، وأصبحوا في بيت واحد وفي منزل واحد، وإذا بالإنسان الحليم يفقد حلمه، وإذا بالإنسان الغَضوب يَزداد غضبه، وإذا بالأسرة التي يَنبغي أن تتقارب في الأزمات وفي المصائب إذا بها تتفكك، عَبر أيمان الطلاق التي تُحلف يومياً في كثير من البيوتات، وعبر الخلافات التي ليس تحتها طائل ولا فوقها طائل، سفاسف الأمور وترّهاتها تدعو الواحد منا إلى أن يُصبح غضوباً جسوراً، وكأن الدنيا قامت ولم تقعد.

نحن أحوج ما نكون في هذه الأوقات إلى الحلم، وإلى أن يَعفو بعضنا عن بعض، أن يعفو البعض عن زلات البعض، أن تُسامح أخاك المؤمن إذا اقترف في حقك خطأً، فأنت إن فعلت ذلك كانت قدوتك سيد الخلق محمداً  عليه الصلاة والسلام ، ألم يَكن رسول الله ونَحن عندما نتكلم الآن عن هذه الحادثة، لا نقارن أنفسنا بهذا النبي العظيم، لأنه لا مقارنة، الرسول  عليه الصلاة والسلام في مكة ثلاث عشرة سنة، يدعو الناس إلى: لا إله إلا الله محمد رسول الله، كَرَّس النبي  عليه الصلاة والسلام في الحقبة المكية دعوته كلها للعقيدة، أن يثني الناس عن عبادة الأصنام والأوثان، وأن يبين لهم أنها لا تضر ولا تنفع، وأما الطور المدني في المدينة العَشر سنوات المتبقية من عمر الرسالة فكانت في الأمور التشريعية، ثلاث عشرة سنة يدعوهم إلى التوحيد وإلى الإيمان برسالته  عليه الصلاة والسلام ، فكانت النتيجة:

حُوصر في شعاب مكة ثلاث سنوات، هو وبنو هاشم، حتى أكلوا أوراق الشجر، وأكلوا لحاء الشجر.

قتل أصحابه تحت التعذيب، فمات سيدنا ياسر والد سيدنا عمار بن ياسر، وماتت أمه سمية، وعذّب بلال الحبشي، توضع الصخرة العظيمة على بطنه على الرمال الحارة في حر الرمضاء، وهو صابر يقول: أحدٌ أحد.

جاء المشركون فوضعوا فرث الجَذور -أمعاء الجذور ومعدة الجَذور- بما فيها من أوساخ وضعوها على رسول الله  عليه الصلاة والسلام وهو ساجد يصلي أمام الكعبة.

وجاء أحد المشركين فأخذ رسول الله من رقبته وكاد أن يقتله، حتى جاء مَن يدافع عنه من صحابته  عليه الصلاة والسلام .

تآمروا على قتله عدة مرات، ذاق أصحابه الويل، فهاجروا إلى الحبشة الهجرة الأولى، ثم الهجرة الثانية، ثم بعد ذلك بدأوا يهاجرون إلى يثرب المدينة المنورة.

كل هذه الآلام التي عانى منها رسول الله لا تقف عند هذا الحد، بل نالوا من شخصه الكريم العظيم، فقالوا عنه: ساحر، بعد أن كان مُلَقَّباً بعد الرسالة بالأمين  عليه الصلاة والسلام ، وكان إذا حدث أي إشكال لا يَحله إلا محمد  عليه الصلاة والسلام الأمين، عندما أعادوا بناء الكعبة، واختلفوا مَن يضع الحجر الأسود والأسعد في مكانه، حَلَّ هذا الخلاف رسولُ الله، وضعه في قطعة قماش، وأمسكت كل قبيلة بطرف، ثم وضعوه في مكانه، القوي الأمين، الصادق المصدوق، يُنعت ويُوصف بأنه ساحر وبأنه مجنون، كل هذا عانى منه رسول الله في مكة، ثم خرج إلى الطائف بعد أن ماتت زوجته السيدة خديجة السند الاقتصادي، وبعد أن مات عمه أبو طالب السند السياسي، يخرج إلى الطائف إلى بني ثقيف، مع مولاه سيدنا زيد بن حارثة، ليدعو ثقيفاً إلى الله، وتكون النتيجة أنهم أَغروا صبيانهم وسفهاهم ليلحقوا به وهو خارج من ناديهم ومجلسهم، يَضربونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين، يدعوهم إلى التوحيد وإلى نبذ عبادة الأصنام، ويقول لهم -بكل حكمة وموعظة حسنة-: (إن رأيتم ما قلته حسناً فهلمّوا إليه، وإن وجدتم غير ذلك فعمّوا عني الخبار ولا تخبروا قريشاً أنني جئت إليكم)، لأن قريشاً حينئذٍ ستنظر إلى رسول الله على أنه خرج يُؤَلِّب عليها القبائل، كانت النتيجة أن أغروا صبيانهم وسفائهم بسيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام يضربونه بالحجارة المجانين الصغار السفهاء، من الذي يضرب؟ إنه سيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام ، تُضرب قدماه الشريفتان بالحجارة، وينزل الدم الشريف منه، يَستهدفون ظهره وهو مُعرض عن مجلسهم خارج عنهم، ويقف سيدنا زيد بن حارثة يتلقى الحجارة في ظهره، ولذلك هؤلاء الصحابة الذين تَلَقَّوا الحجارة في ظهورهم عن رسول الله  عليه الصلاة والسلام ، لَيس كثيراً عليهم الوصف الذي وُصوفوا به في كتاب الله وفي الإنجيل وفي التوراة، عندما قال ربُّ العزة والجلال في كتابه: )مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ -من الذين معه؟ الصحابة-  أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا( [الفتح: 29]، يتلقى الحجارة بظهره، ويقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله  عليه الصلاة والسلام ، حتى ألجأه الحر إلى جدار لبني عتبة وشيبة بن ربيعة، الجدار في اللغة هو البستان، الحائط هو البستان، فنزل رسول الله  عليه الصلاة والسلام ، بعد أن أخبرته ثقيف أنه ستخبر قريشاً أنه جاء إليها، إلى أين يعود؟ هذا كان في السنة الحادية عشرة للبعثة، إلى أين يعود؟ إلى مكة؟ علمت مكة أن محمداً  عليه الصلاة والسلام خرج لثقيف يطلب الدعم منهم، إذاً هو يطلب المدد من أجل أن يعود إلى قريش ويقاتل قريشاً، إلى أين يذهب، ضاقت به الدينا، ذهبت زوجته، ذهب عمه، قتل أصحابه، عُذِّب أصحابه، هاجر أصحابه من مكة، انظر إلى هذه الأحداث المتلاحقة العظيمة، يَرفع يديه إلى السماء، ودائماً في الأزمات -أيها الإخوة- تُرفع الأيدي إلى رب الأزمات، الذي لا يَستجيب الدعاء سواه، والذي لا يكشف الضر سواه، ولكن ليست العبرة بجهاز التلقي، العبرة بجهاز الإرسال، المشكلة بجهاز الإرسال الذي نُرسله، حيث قال حبيبنا المصطفى  عليه الصلاة والسلام : ((أطب مطعمك تستجب دعوتك))، المشكلة في جهاز الإرسال المعطل عند كثير من الناس، عندما يقول رسول الله  عليه الصلاة والسلام : ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))، ولكننا ندعو ونحن نشك أنه هل يستجاب أو لا يستجاب؟ المشكلة في جهاز الإرسال المليء والممتلئ بالمعاصي والآثام، ومع ذلك لا تمنع المعاصي والآثام الدعاء أن يُستجاب، إذا تاب صاحبها إلى الله توبة نصوحاً، ولكن المشكلة في استمرار الذنب، وفي استمرار المعصية، وفي رفع الأكف، ونرجو أن يستجاب لنا، أما جهاز الاستقبال والتلقي فهو حاضر جاهز، )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون( [البقرة: 186]، ولكن جهاز الإرسال على أصفى صوت ونقاء، وعلى كل الموجات يَعمل عند سيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام ، رَفَعَ يَديه الشريفتين ودعا بهذا الدعاء، وقال: ((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، يا رب المستضعفين، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي)) المهم رضاك يا رب، رغم كل ما حل بي، يكمل رسول الله  عليه الصلاة والسلام دعاءه: ((أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي سخطك، أو تحل علي غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)) فيأتي الجواب فوراً، لأن جهاز الاستقبال يعمل على جهاز الإرسال، يأتي جبريل ومعه ملك الجبال، يُسلم ملك الجبال على سيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام ، ويقول له: (يا محمد، مرني -أعطني الأوامر- إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين)، أطبقت على أهل مكة الجبلين، ومكة في الوادي، فلا يخرج أحد منهم حياً، فيقول رسول الله  عليه الصلاة والسلام : ((لا، أرجو أن يَخرج من أصلابهم من يقول: لا إله إلا الله)) وفي رواية: ((من يعبد الله ويوحده)).

هكذا تكون النتيجة، وهكذا يكون الحلم، وهكذا يكون العفو، ما الذي حدث معنا مما حدث مع رسول الله  عليه الصلاة والسلام ، للأمر التافه تجد أن الأسرة فيما بينهم يقتتلون، يقتتل بعضهم مع بعض، ربما تجد الأخ لا يتكلم مع أخيه المؤمن، وتجد الشريك يختلف مع شريكه، وتجد الأخت لا تكلم أخاها، والأب غير راض عن أولاده، وهكذا، الأمر الذي دفع إلى كثير من المشكلات الاجتماعية في حياتنا اليومية، ولو أن واحداً مِنَّا قَرَأَ سِيرة رسول الله  عليه الصلاة والسلام وشمائله، ورأى ما كان عليه من الحلم والعفو؛ لَعَفَى وَلَحَلُم، ولكننا بعيدون كل البعد -في بعض الأحيان وليس في كثير من الأحيان عند بعض الناس وليس عند كل الناس- بَعيدون عن هذه الأخلاق والشمائل، كل هذا الذي حل بسيد الخلق محمد  عليه الصلاة والسلام من أهل قريش ومن أهل مكة عندما دخل مكة فاتحاً يقول راوي الحديث: دخلها مُطَأطِئاً رأسه، حتى كاد أن يلصق جبينه الشريف بقتب دابته، تواضعاً لله وشكراً لله، ثم نزل من فوق دابته، وطاف بالبيت، والصحابة يَكسرون الأوثان، ويقول: (()وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا( [الإسراء: 81]، يا أهل مكة، ما تظنون أني فاعل بكم؟)) قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))، وفي رواية أخرى عند مسلم وعند النسائي: ((لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء)).

هكذا كان رسول الله  عليه الصلاة والسلام في حياته، وفي شمائله وأخلاقه، فهل نتخذه قدوة لنا في حياتنا، نَسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1376
تحميل ملفات
فيديو مصور