الأحد 19 شوال 1445 - 28 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب مدير الأوقاف

تاريخ النشر 2015-08-27 الساعة 14:00:00
فضل صلاة الفجر وأثرها في التغيير
الشيخ أحمد سامر القباني

سلسلة خطب التغيير 10

فضل صلاة الفجر وأثرها في التغيير

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، حمداً لك ربي على نعمائك، وشكراً لك على آلائك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أن محمداً ورسوله،  صفيه من بين خلقه وحبيبه، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون.

وبعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم وإياي على طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي رسول الله r، وأن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد( [الحج: 1-2].

اللهم اعف عنا يا عفو، واغفر لنا يا غفار، وقنا عذاب النار.اللهم إني أعوذ بك من التكلف لما أعلم، كما أعوذ بك من العجب بما أعلم، وأعوذ بك اللهم من السلاطة والهذر، كما أعوذ بك من العِيِّ والحَصَر، أعذني ربي من حَصَر وعيٍّ، ومن نفسٍ أعالجها علاجاً.

وبعد أيها الإخوة المؤمنون: ما زلنا وإياكم نتحدث عن التغيير الذي يجب أن يُحدثه كل واحد فينا في نفسه ومن ثمَّ ينطلق إلى من حوله، فيحاول قدر المستطاع وفي المساحة المتاحة له أن يُحصِّن من حوله، وقبل ذلك أن يُحصن نفسه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وإذا كنت قد عرفت عدوك الأول بغضِّ النظر عن أعداء الإسلام وهذه الأمة، إذا عرفت عدوك الأول وهو الشيطان فَحَرِيٌّ بك أن تتخذ الخطوات اللازمة من أجل مجابهته، ومن جعله الله عز وجل في كتابه لك عدواً فاتخذه عدواً، واحذر من وسوسته، واحذر من كلامه النفسي الذي يحدثك به، لينقلك من النور إلى الظلمات، ومن الطاعة إلى المعصية، ومن الصلة بالله والقرب من الله إلى البعد عن الله وقطع الصلة بالله، ولنعلم أن الله عز وجل لم يَقل عن عبث: )إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا( [فاطر: 6] لأن الله سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي علم أن هناك من سيتخذ الشيطان صديقاً أو ولياً ولن يتخذه عدواً، نحن لا نتكلم عن المعتقد، فإذا سألت كل واحد فينا: ما هو اعتقادك؟ قال لك: إن الشيطان عدو، ولكن نتكلم عن السلوك والأفعال، إذا نظرت في سلوكك وحاسبت نفسك وقمت بتقييم لأعمالك، هل أنت مع الله أو مع الشيطان؟ يجب أن تخرج بنتيجة جيدة، أن تكون معظم أعمالك وسلوكك ما يُرضي الله تعالى وفي طاعة الله، وأن تكون بعيداً قدر الإمكان عن الشيطان، ورأينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال -في الحديث الذي رواه الترمذي-: ((إن العبد لا يُحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل)) ولا يجوز أن يكون الذكر قليلاً، فهو من صفات المؤمنين، فالله أمر المؤمنين بقوله: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا( [الأحزاب: 41-43] وقال سبحانه في صفات المنافقين الذين اتخذوا الشيطان صديقاً لهم: )إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى( فاحذر أن تقوم إلى الصلاة وأنت مُتكاسل، )يُرَاءُونَ النَّاس( احذر مِن مراءاة الناس، أن تصلي لأجل الناس، أو أن تُطِيلَ الصلاة لأجل الناس، أو أن تتقن الصلاة لأجل الناس،

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1856
1  2  3  
تحميل ملفات
فيديو مصور