|
|
تاريخ النشر 2015-08-19 الساعة 15:00:00
وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله
الشيخ أحمد سامر القباني
|
وبعد أيها الإخوة المؤمنون: ما زلنا وإياكم نتحدث في سلسلة خطب عن التغيير، كيف يستطيع الإنسان المؤمن أن يغير نفسه؟ كيف يمكن له أن يرتقي بحاله؟ كيف يمكن أن تحسن صلته بالله سبحانه وتعالى؟ كيف يتمكن من تحسين العلاقة والمعاملة بينه وبين أخيه المؤمن؟ كل ذلك إنما ينعكس سلوكاً على جوارحنا وواقعنا، إذا سبقه تفكير سليم، وإذا سبقته عقيدةٌ صحيحة ينطلق الإنسان من خلالها، لأن الفعل وردة الفعل هما عِبارةٌ عن فكر يسبق هذا الفعل، فيجب أن نعلم أننا في هذه الحياة مُستهدفون، وأن عدوّنا الأوّل -قبل أن نتكلم عن المؤامرات الخارجية لأعداء الإسلام، وقبل أن نتكلم عن ما يحيط بنا من فتنٍ ومشاكل- عدونا الأول هو الشيطان، وللأسف نعلم قصته جميعاً بأنه أبى السجود لأبينا آدم عندما أمره الله، وبعد ذلك توعّد أن يغوينا أجمعين إلا عباد الله المخلصين، وقلنا في الخطبة الماضية: إنه نجح في هذه المهمة، لأن الله تعالى قال: ((وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِين))، وأمرنا الله أن نتخذه عدواً، فاتخذه كثير من المؤمنين صديقاً، يُوسوس وينجح في وسوسته، يُملي لابن آدم ويمنّيه وينجح في إملائه وتمنيته، فترى الإنسان يَغفل عن الله تعالى ويتبع في كثير من مفاصل حياته أهواءه الشخصية ونفسه الأمارة بالسوء بإيعازٍ وتمنيةٍ -كما جاء اللفظ القرآني- ووعدٍ من الشيطان...
|
|
تحميل ملفات
فيديو مصور
| |
خطب الجامع الأموي 
الدكتور مازن مبارك
