قدم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مدير أوقاف دمشق الشيخ أحمد سامر القباني مرحباً بالحضور والسادة العلماء والوفود من الدول العربية الشقيقة من فلسطين ولبنان وبالممثلين عن جمهورية روسيا الاتحادية والجمهورية الإيرانية الإسلامية والطوائف المسيحية في سورية ..
وكان فضيلة الشيخ د. حسام الدين فرفور أول المتحدثين بكلمة المجمع الفتح الإسلامي قال فيها:
نحن أمام قامة من قامات العلم وأمام قامة من قامات الفكر الإسلامي ، لقد كان العلامة الشيخ الراحل من أحد الرجال الأفذاذ الذين نذروا حياتهم لله ، كان أمة في رجل ، يعمل في صمت ويبني في هدوء ويشارك في صنع التاريخ دون صخبٍ . مستمسكاً بالحق الذي أمره الله به، شديد الاهتمام بتحصين الفكر وتبيين المفاهيم ، يجمع بين الأصالة والمعاصرة ، لا يتعصب لقديم ولا يعجب أو يتنكر لقديم ، ورائد المصلحة العامة ، يأخذ من القديم والجديد، وكانت مقومات شخصيته بما فيها من روحانية وربانية ، جعل روحه تنطق بالحكمة قبل لسانه، إذ كان لا يرى لنفسه وجوداً مع وجود الله ولا إرادة مع إرادة الله ، ومن راجع عناوين كتبه عرفه تماماً .
ثم ألقى مدير أوقاف دمشق كلمة عن الشيخ الأكبر في روسيا طلعت صفا نظام الدين نقل من خلالها تحياته وسلامه للحضور وتحدث عن استشهاد العلامة البوطي والأثر الكبير الذي تركه في نفوس محبيه وغيرهم في آن واحد.
وفي كلمة المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو تحدث د. محمد شريف الصواف عن رسائل صاحب الذكرى وأنه كان لا يرى لذاته ولا لحظ نفسه شيئاً و كان إرثاً موسوعياً كبيراً ، وتابع د. الصواف بأننا بحاجة إلى فهم ، فكر وعقل شيخنا الراحل دائماً لنورثه للأجيال .
وأضاف بأن هذه ومضات ورسائل وفاء وعهود نجددها مع الشيخ الإمام في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده .
سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد حسن تبرئيان نائب الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب- إيران ، بدأ كلمته بشكر القائمين على المؤتمر و السادة الحضور وعلى رأسهم وزير الأوقاف ووزير التعليم العالي وقال بأن الشيخ الراحل وقف بصلابة أمام الاستنفار العالمي والعصابات التكفيرية المجرمة بما ارتكبته ظلماً وعدواناً بحق شعبنا ، وأن الأمة خسرت بموته داعيةً ومخلصاً كبيراً ومقصداً للباحثين وملاذاً للعاملين في مجال الدعوة فما هو إلا نفحةٌ وفاء متواضعة لهذا الشيخ الجليل ، استند إلى العقل والنقل وشدد على ضرورة العمل للالتحام بين طوائف المسلمين ، وأنه درّس ودرس الفقه المقارن ووازن بين النتيجة والدليل فحاز بذلك لقب أنه عَلمٌ من أعلام التقريب والإصلاح .
وألقى بعدها كلمة فلسطين الحبيبة الشيخ محمد نمر زغموط بأننا معتبراً الشهيد السعيد شهيد الأقصى والعرب والعروبة والإسلام والمسلمين فالشهيد السعيد ليس شهيد سورية فحسب بل هو شهيد الأمة العربية بأسرها .
رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشقيق حسان عبد الله ألقى كلمة التجمع مبيناً أن من اغتال جسد الشهيد : لن يستطيع أن يواجه فكر العلامة الراحل، وبأن الشهيد عمل من أجل تصحيح الإسلام الذي شُوِّه هذه الأيام أيما تشويه . وتابع قوله بأن سورية ليست في خطر أو أي بلد عربي في خطر بل الإسلام بأسره في خطر ولقد اتخذك الله يا شيخنا شهيداً لأن الله أحبك ومن أحبه الله استدعاه سريعاً . ومن ثم وجه تحيات ومباركات السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة لجميع الحضور وعلى رأسهم السيد الوزير.
كلمة الطوائف المسيحية في سوريا ألقاها فضيلة الربّان موريس مخاطباً الشهيد الراحل : نم قرير العين لأن في السماء مكانك ، لقد انتقلت من الموت إلى الحياة فأنت شفيعنا عند رب السماء .