العهد السادس
إذا انفتلت من صلاتك وانتهيت من أورادها ، فلا تتحول عن مكانك حتى تبسط يديك إلى الله عز وجل في دعاء واجف نابع من الأعماق ، مقرون بالذل والضراعة تسأله فيه كل حاجاتك ، و تستدفعه كل مخاوفك ، وتستغفره من سيئات أعمالك ،فلا خير في صلاة بتراء لا يختمها العبد بذل الاستجداء من مولاه.
العهد السابع
إذا استشعرت سخط الناس عليك ، فاجهد أن يكون لك من مرضاة الله عنك خير عزاء يشغلك عن الالتفات إلى سخطهم ، ولتعلم أن ذلك خير لك من أن يرضى الناس عنك بسخط الله .
العهد الثامن
إذا نازعتك نفسك الخوض في غيبة أخ مسلم لك ، فاذكر أن فيك من العيوب ما لو كشف الله ستره عنك لجعل منك ومنها حديث الناس في مجالسهم و أسمارهم . فإذا ذكرت ذلك فسيحملك الحياء من الله إن كانت لديك منه بقية ـعلى التحول عن الخوض المحرم في إعراض الناس ، والاشتغال بشكر الله على ما مدَّ من رواق ستره عليك.
العهد التاسع
اجهد أن تجعل رأس مالك الذي تقد مه غداً بين يدي الله ، قلباً نقياً طاهراً من درن الحقد والأضغان . فقليل من الطاعات قد يكفي مع قلب طاهر سليم . ولكن كثيراً من الطاعات لا يغني مع قلب حاقد سليم.
العهد العاشر
إذا راودتك نفسك على اقتراف شيء من المحرمات أو جاذبتك عن تنفيذ شيء من بنود هذا العهد ، فاذكر (إذا كنت مؤمناً بالله) ضجعة الموت ، فإنه ما ذكر في كثير من المعاصي إلا قللها ، وما ذكر في قليل من الطاعات إلا كثرها .