تربة ابن النجدة
أولاً- الموقع العام:
تقع تربة ابن نجدة في دمشق، منطقة الصالحية، حي أبو جرش، شمالي جامع الحنابلة والتربة الكنجية، شرقي تربة الأمير غورلو، في أعلى زقاق الشيخ يوسف المتعامد والمتفرّع من شارع البراء بن مالك بدءاً من زاوية مسجد بظنا وانتهاءً بجادة بهجت الحلبي (طريق الشيخ إبراهيم).
ثانياً- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
أنشأها في العهد الأيوبي عبد الرحمن بن نجدة المتوفى سنة 601ه/1204م والمدفون فيها. كان نقيباً في قلعة دمشق.
ثالثاً- الوصف المعماري:
مُشيّدة أيوبيّة مبنيّة جدرانها من مداميك الأحجار الكلسيّة الضخمة بارتفاع معدّله 45 سم، مسقطها مربع بمساحة 36م2، ضلعها 6م.
تعلو التربة قبّة نصف كروية ملساء مبنيّة من الطوب القرميدي، تستند على رقبة مثمّنة ذات ستة مداميك حجريّة، تحتوي أضلاعها الرئيسية المتعامدة على أربع نوافذ محاطة بإطار حجري يعلوها عقد مدبّب.
أُغلقت النوافذ الشمالية والشرقية والغربية بجدران مستحدثة، وبقيت النافذة الجنوبية مفتوحة. وأما أضلاع الرقبة الباقية فتحتوي على أربع حنيات محرابيّة حجريّة ملساء تُشكّل زوايا جدران الرقبة من الداخل.
واجهات التربة الأربع المتناظرة مبنيّة من خمسة مداميك حجريّة ثم مدماك السواكف ثم مدماك العقود الوتريّة ثم مدماك حجري ينتهي بإفريز مشطوف بارز للخارج. يبلغ سماكة جدرانها متر واحد وينصّفها فتحات متماثلة. الواجهة الشرقيّة الرئيسيّة تحوّل باب المدخل فيها إلى شباك وأُغلق بجدار البيت الشرقي، والواجهة الشماليّة اختفت فتحتها وبُني مكانها أحجار مختلفة، وكذلك الواجهة الغربيّة أُغلقت فتحتها بجدار البيت الغربي، وأما الواجهة الجنوبيّة فقد تحوّلت فتحتها إلى باب الدخول الحالي والذي يعلوها ساكف حجري منقوش عليه خمسة أسطر تبدأ بالبسملة ثم بآية "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر..." ثم اسم صاحب التربة ورتبته... وتنتهي بتأريخ الوفاة.... جميع هذه الفتحات الأربع مستطيلة بعرض 105 سم يعلوها عقد مدبّب.
أرضيّة قاعدة الضريح مغطّاة بطبقة إسمنتية، يتوسّطها قبر صاحب التربة، وهو مبني من الحجر الكلسيّ يعلوه هرم حجري على امتداد طول القبر ذي الأبعاد 193×100سم.
رابعاً- الترميمات التي جرت:
إن وقوع تربة ابن نجدة حالياً ضمن دار سكنيّة واستغلالها كمستودع لمواد مختلفة قد أساء إليها وشوّه معالمها، فقد أصابها حريق من الداخل بسبب عطل كهربائي، أدّى إلى تشوّه داخلي كبير لجدرانها وقبّتها وتساقط أجزاء منها، فاسودّت أحجار الجدران، وتشققت الطينة وسقط جزء كبير منها مع الكلسة. وجاء الترميم العشوائي ليكمل الجزء المتساقط من القبّة بحجر وتراب مُغاير للطوب القرميدي المبنيّة منه، وما زالت هناك فجوة ظاهرة في القبّة لتاريخه.
وعموماً فإن مبنى التربة بحاجة ماسّة لترميم أثري فني عاجل يحميها من التأثّر بالعوامل الجوية وينقذها من السقوط، وهي بحاجة أيضاً لتحريرها من الدور السكنيّة الملاصقة بها تمهيداً لإتمام ترميمها وإعادة تأهيلها كما كانت.
مراجع للاستزادة:
- عبد القادر الريحاوي، العمارة العربية الإسلامية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1400ه/1979م.
- بشير زهدي، دمشق وأهميتها المعمارية والعمرانية عبر العصور التاريخية.
خطب الجامع الأموي 
الدكتور مازن مبارك
