تربة ابن المقدم
أولاً- الموقع العام:
تقع تربة ابن المقدم في دمشق القديمة خارج السور، في المنطقة العقارية عمارة برانية، منطقة ساروجة، حي مسجد أقصاب، جنوبي تربة ابن منكورس، شرقي تربة الدحداح، شارع الأموي، على زاوية جادة سليمان نيازي.
ثانياً- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
أنشأها الأمير فخر الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الملك فخر الدين بن المقدم في العهد الأيوبي، توفي بدمشق ودُفِنَ فيها سنة 597ه/1201م، وفيها دُفِن حفيده الملك الحافظ غياث الدين شاهنشاه المتوفى في العهد المملوكي سنة 693ه/1293م. كان شجاعاً عاقلاً، وُلّي قلعة ماردين وعدة حصون، وله بها نواب. ويذكر سوفاجيه أنه كان أميراً لحلب.
تُعرف التربة عند العامة بقبر سيدي طلحة أو مسجد طلحة.
ثالثاً- الوصف المعماري:
من مشيّدات العهد الأيّوبي البديعة، مسقطها مربّع، بمساحة 47.33م2، ضلعها 6.88م. جدرانها مبنيّة من الحجر الكلسيّ الضارب إلى الصفرة، تتراوح ارتفاعات مداميكها من 40 إلى 50 سم.
واجهاتها الأربعة متناظرة، وينصّف كلّ واجهة فتحة مرتفعة معقودة بعقد نصف دائري مدبب يبلغ مجازها 2.30م، أُغلقت الفتحتين الشمالية والشرقية حديثاً بشبابيك زجاجية وقواطع مختلفة.
تحمل جدران التربة الحجرية قبّة نصف كروية محزّزة باثني عشر حزّاً، تستند على رقبتين مبنيّتين من الحجر ومؤلّفتين من اثني عشر ضلعاً، كلّ ضلع ذي حِنية بشكل محراب معقود مدبب ومنحوت بزخارف جصّية نباتية مختلفة (أوراق وزهور متشابكة)، ترتفع الرقبة العلوية حوالي 70سم، وتستند على الرقبة السفلية بارتفاع حوالي 110 سم، وهي تستند بدورها على مثلثات كروية حجرية تستند على زوايا الجدران الأربعة. القبة ورقبتيها مدهونتان بالكلسة البيضاء.
وأمّا القبّة من الخارج فهي مدهونة باللون القرميدي يعلوها هلال نحاسي ذي تفاحتين وهلال يرتفع قرناه للسماء. وأمّا رقبتاها فهما مدهونتين باللون الأبيض، تنتهي الأولى بإفريز حجري، وتنتهي الثانية بجلسات حجرية، ينصّف أضلاعها الأساسية المتعامدة على بعضها أربع فتحات صمّاء ذات عقود مدببة.
أرضية التربة مرصوفة ببلاط إسمنتي حديث.
أُحيطت التربة بمسجد حديث من جهاتها الشمالية والجنوبية والغربية في سنة 1414ه/1993م، ملتصق سقفه بجدران التربة الخارجية بدون استناد إنشائي، وبُني له مئذنة في الزاوية الشمالية الغربية، وعُمل له رواق على كامل واجهته الغربية الرئيسية مسقوف بأربعة أنصاف قباب كروية ذات أهلّة، ومحمولة على عقود مدبّبة، وقد دُعي بمسجد طلحة بن عبيد الله.
رابعاً- الترميمات التي جرت:
أجرت مصلحة الآثار أعمالاً مختلفة فيها، فكشفت التراب عن قواعدها، وبَلّطت أرضها، وابتدأت الأعمال سنة 1365ه/1945م وظلّت حتى سنة 1368ه/1948م.
وقد تمَّ ترميمها مؤخراً عند بناء المسجد الحديث سنة 1414ه/1993م، من ترميم أحجار وإملاء فواصل وكحلة، وكلسة ودهان أبيض، بالإضافة إلى إزالة الأوساخ والتشويه، ثم تمَّ تأهيلها لتنضمّ للمسجد الحديث لتصبح قاعة صلاة مفتوحة عليه.
مراجع للاستزادة:
- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس جزء 1، تحقيق جعفر الحسني، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، مطبعة الترقي 1367هـ/1948م.
- صلاح الدين المنجد، خطط دمشق، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1369ه/1949م.
- عبد القادر الريحاوي، العمارة العربية الإسلامية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1400ه/1979م.
- جان سوفاجيه، الآثار التاريخية في دمشق، تعريب أكرم العلبي، دار الطباع، دمشق 1412هـ/1991م.
- قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1416هـ/1995م.
خطب الجامع الأموي 
الدكتور مازن مبارك
