من الأسر القديمة الشهيرة بالعلم والفضل في حي الميدان، قدم جدهم الشيخ أحمد ابن البيطار المالكي من مدينة (بليدة) في الجزائر سنة (944هـ/1537م)، ونزل الميدان في زاوية الشيخ أبي بكر الموصلي([1])، وخرج من رجال هذا البيت جماعة من أجلَّة العلماء والشعراء([2]).

وممن نبغ واشتهر منهم:

الشيخ إبراهيم بن حسن البيطار (- 1228هـ/1813م): عالم، تاجر، وجيه، من خاصة تلاميذ الشيخ محمد ابن عبد الرحمن الكزبري، صادر ثروته الوالي أحمد باشا الجزار([3]).

وولده: الشيخ حسن البيطار (-1272هـ/1855م): علامة، محدث، صوفي خلوتي، شيخ الميدان، ومرجع تجاره ووجهائه، أخذ عن علماء عصـره ومنهم الشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ خالد البغدادي النقشبندي ، والشيخ محمد أمين عابدين، والشيخ محمد سعيد الحلبي، وأخذ عنه عدد كبير من مشاهير العلماء من أشهرهم الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، من آثاره: (إرشاد العباد في فضل الجهاد)، (نبذة في بناء دمشق الشام وجامعها الأعظم ذي القدر والاحترام)، (كشف اللثام عن هداية الأنام شرح كتاب خلاصة أحكام الإسلام) ([4]).

وأولاده:

الشيخ محمد البيطار (-1312هـ/1895م): فقيه، أصولي، أمين الفتوى ([5]).

والشيخ عبد الغني البيطار (-1315هـ/1897م): قارئ، جامع، صوفي، تلقى القراءات عن الشيخ أحمد الحلواني، وأخذ عن علماء عصـره كالشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ سعيد الحلبي، والشيخ عبد الغني الميداني ([6]).

والشيخ محمود البيطار (-1316هـ/1898م): من العلماء، أمين الفتوى، قرأ على جده، وعلى الشيخ محمد الطنطاوي، والشيخ محمد الخاني ([7]).

والشيخ عبد الرزاق البيطار (-1325هـ/1916م): مدرس جامع كريم الدين، (الدقاق) في الميدان، علامة، مؤرخ، شاعر، موسيقي، مصلح، لازم الشيخ محمد الطنطاوي، والأمير عبد القادر الجزائري، لحن عدداً من أشعار كبار الشعراء العرب، درس في مسجد الدقاق في الميدان، وكان مقصد العلماء والأعيان والأدباء، من أشهر كتابه: (حلية البشر في تاريخ وتراجم علماء القرن 13هـ) ([8]).

والشيخ أمين بن عبد الغني بن حسن البيطار (-1326هـ/1908م): فقيه حنفي، معمر، أخذ عن أعلام عصره أمثال الشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ سعيد الحلبي، أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ محمد الخاني ، والطريقة الرشيدية في مكة المكرمة عن الشيخ إبراهيم الرشيد، كان إمام جامع السنانية ومدرسه([9]).

وأخوه: الشيخ بهاء الدين البيطار (- 1328هـ/1910م): صوفي أديب، لازم علماء الشام أمثال الشيخ محمد الطنطاوي، وعمه الشيخ عبد الرزاق البيطار، وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد الفاسي، وأخذ عن الأمير عبد القادر الجزائري، تولى خطابة مسجد (القاعة) في الميدان، من مؤلفاته: (النفحات الأقدسية في شرح الصلوات الأحمدية الإدريسية)، (الواردات الإلهية)، ثلاثة مجلدات، وله رسائل كثيرة في التصوف([10]).

وولده: الشيخ محمد بهجت البيطار (-1396هـ/1976م): علامة لغوي، بحاثة محقق، مدرس الحرم المكي، تلقى علومه من والده وجده لأمه الشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ محمد بدر الدين الحسني، والشيخ محمد جمال الدين القاسمي، وكان من المقربين إليه، ومن خلفائه في منهجه السلفي المعتدل، خطب في مسجد القاعة خلفاً لوالده، ثم درَّس وخطب في جامع (الدقاق) كريم الدين في الميدان خلفاً لخاله، التف حوله عدد من الشباب المثقف في الميدان، وكان عضواً في المجمع العلمي العربي ثم في مجمع اللغة العربية، درَّس في المدارس السورية (1921 – 1954م)، وفي الجامعة السورية، ودار المعلمين، أعجب به الملك عبد العزيز آل سعود وعينه مديراً للمعهد العلمي السعودي في مكة، ثم ولاه القضاء، وولاه وظائف تعليمية، وعُين مدرساً في الحرم، وعضواً في مجلس المعارف، ثم قام بتأسيس (دار التوحيد) في الطائف، ثم عاد إلى دمشق سنة (1931م)، ثم عاد مدرساً في تجهيز البنات، وفي الكلية الشرعية، له أكثر من عشرين أثر بين كتاب ورسالة وتحقيق ([11]).

وولداه: الأستاذ يسار بيطار: حقوقي، إداري، تخرج في معهد الحقوق العربي، ثم حصل على الإجازة في العلوم الإقتصادية من جامعة (لوفان)، ثم درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها، شغل عدداً من الوظائف منها:  مدرس في وزارة المعارف، وأمين سر التعليم الثانوي، وموفد لوزارة المعارف السعودية، ورئيس شعبة الدراسات المالية، والمدير العام لمكتب القطع([12]).

والأستاذ عاصم البيطار (- 1426هـ/ 2005م): باحث، عالم لغوي، محقق، أخذ عن والده وعدد من أعلام عصره وتأثر بالأستاذ محمد سعيد الأفغاني، خلف والده في الخطابة في مسجد القاعة بالميدان، والتحق به في الطائف ودرَّس في (دار التوحيد) فيها خلال الأعوام (1944-1946م)، وهو مايزال في سن (17)، ثم عاد إلى دمشق وتخرج في كلية الآداب فيها، ونال دبلوم التأهيل التربوي، وأهلية التعليم الثانوي، درَّس في عدد من ثانويات دمشق، وكلية الآداب بجامعة دمشق، وتنقل في أكثر من عاصمة عربية مفتشاً وأستاذًا، في دولة قطر، والرياض، ثم عُين مستشاراً في مركز مجلة الفيصل في الرياض حتى سنة (2003م)، وعضواً مجمع اللغة العربية بدمشق([13]).

ومنهم: الشيخ سليم البيطار (-1341هـ/1922م): عالم، مدرس جامع الدقاق ([14]).

وولداه: جميل: مدرس جامع الدقاق.

وحسني: المحاسب المركزي لمالية دمشق([15]).

وولده: منير بن حسني، ولد سنة (1339هـ/1920م): دكتور في الطب اختصاصي في فن الغرائز والفزيولوجيا من ألمانيا الاتحادية، مدرس في كلية الطب([16]).

وصلاح الدين بن محمد خير  بن سليم البيطار (-1401هـ/1980م): من كبار السياسيين، صحفي، رئيس الوزراء، ومن صناع الوحدة السورية المصـرية، مؤسس حزب البعث مع ميشيل عفلق ، وجريدة البعث سنة (1943م)، أمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي ، نائب في البرلمان، وزير الخارجية (1956م)، وزير الثقافة، ثم رئيساً للوزارة (1963، 1964، 1966م)، تخرج في كلية العلوم، وعمل مدرساً في عدد من ثانويات دمشق (1925-1943م) ([17]).