من أسر العلم والتصوف الشهيرة بالفضل في مدينة دمشق.

هاجر جدهم ملا علي الداغستاني من أذربيجان إلى تركيا ثم إلى حلب ثم إلى المدينة المنورة، ثم استقر به المقام في دمشق سنة (1150هـ/1737م)، وتوفي فيها سنة (1196هـ/1781م) وكان مدرساً في مسجد بني أمية.

كان فقيهاً حنفياً، محدثاً، صوفياً نقشبندياً، سكن في حي العقيبة، وتوارثت ذريته إمامة مسجد التوبة، ومشيخة الطرق الشاذلية، والنقشبندية. 

وممن نبغ واشتهر في دمشق من أبناء الأسرة:

الشيخ محمد بن علي البرهاني: فقيه حنفي، محدث، أمين الفتوى، ومدرس قبة النسر، قرأ على علماء دمشق منهم والده، والشيخ محمد الكزبري الذي حرر له إجازة عامة، وبرع في الفقه الحنفي، وكتب حاشية على ( الدر المختار) ^([1]).

وولده: الشيخ مصطفى البرهاني (-1260هـ/1844م): خطيب جامع التوبة.

والشيخ سعيد بن مصطفى البرهاني (-1302هـ/1884م): فقيه حنفي، صوفي  نقشبندي، مفتي لواء في الجيش العثماني، قرأ على والده، وعلى الشيخ عبد الغني الغُنيمي، والشيخ عبد الرحمن الكزبري، وغيرهم، تولى الخطابة والتدريس في جامع التوبة، وانتفع به كثيرون منهم الشيخ سليم المسوتي، والشيخ سليم البخاري^([2]).

وولده: الشيخ عبد الرحمن البرهاني (-1351هـ/1932م): فقيه حنفي، صوفي نقشبدي، خطيب جامع التوبة وإمامه، قرأ على والده، وعلى الشيخ بكري العطار، والشيخ محمد المنيني، وغيرهم، تخرج به تلاميذ نبهوا فيما بعد منهم الشيخ محمد أبو الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ مصطفى الطنطاوي، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت  ^([3]).

وولده: الشيخ محمد سعيد البرهاني (1310-1386هـ/1892-1967م): فقيه حنفي، أصولي، صوفي مربٍ، مصنف، شيخ الشاذلية، كان يلقب: شعراني زمانه، قرأ على والده، وعلى الشيخ محمد جمال الدين القاسمي، والشيخ محمد بدر الدين الحسني، والشيخ عطا الله الكسم، والشيخ محمد أبي الخير الميداني، وعنه أخذ الطريقة النقشبندية، والشيخ محمد الهاشمي وعنه أخذ الطريقة الشاذلية، وحضـر مجالس الشيخ محمد الشـريف اليعقوبي وأخذ عنه، وانتفع بأحواله.

درَّس في العديد من مدارس دمشق وريفها، ودرَّس في الجامع الأموي، وكان عضواً مؤسساً في رابطة العلماء، وساهم مع الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت في تأسيس جمعية (العقيبة الخيرية) سنة (1956م).

انتفع به خلق كثير من أشهرهم: الشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ أحمد الشامي (الدوماني)، والشيخ أحمد عادل خورشيد (أبو النور)، والشيخ عدنان المجد، وولداه: الشيخ هشام البرهاني، والشيخ جهاد البرهاني، من مؤلفاته: (شرح الهدية العلائية)، (الوصية الموجزة)، وعدد من الرسائل لم تطبع ^([4]).

وولداه: الشيخ محمد جهاد البرهاني، (1344-1425هـ/1925-2004م): خطيب جامع التوبة، وعضو مجلس الأمة زمن الوحدة، ورئيس دائرة المعارض في وزارة الاقتصاد، ومن مؤسسي اتحاد الجمعيات الخيرية،  تخرج في كلية الحقوق، وفي كلية الشريعة⁽[5]⁾.

والشيخ هشام البرهاني، ولد سنة (1351هـ/1932م): داعية، فقيه مربٍ، شيخ الطريقة الشاذلية، نشأ في رعاية والده، ولازم مجالسه فأدرك طبقة عالية من الشيوخ، وأخذ عن والده وعن عدد من العلماء من أشهرهم: الشيخ محمد أبي الخير الميداني، والشيخ عبدالوهاب دبس وزيت، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ محمود ياسين، تخرج في دار المعلمين (1952م)، ثم عُين أمين مخبر في دار المعلمين إلى أن أوفد إلى كلية الشريعة بدمشق فتخرَّج فيها سنة (1959م)، ثم درّس في عدد من المعاهد، ونقل معيداً في كلية الشريعة (1959-1960م) فشارك في أعمال موسوعة الفقه الإسلامي، وإخراج الفهرس الأبجدي لمسائل كتاب المحلّى في الفقه الظاهري، وفي سنة (1961م) أُوفد إلى كلية دار العلوم في القاهرة حيث نال الماجستير في الشريعة الإسلامية بدرجة ممتاز، وكان موضوع رسالته: (سد الذرائع في الشريعة الإسلامية)، عاد في سنة (1968م) إلى دمشق مدرساً للفقه وأصوله في كلية الشريعة، ومدرساً في كلية التربية، ثم أعير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خبيراً للبحوث في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وكبيراً لوعاظها سنة (1973م)، واستمر في العمل هناك (18) عاماً، درَّس خلالها في جامعة العين الفقه والفكر الإسلامي، وأخيراً عاد إلى دمشق محاضراً في كلية الشريعة (1993- 2004م).

ومن أبناء الأسرة الدكتور محمد هشام بن محمد أديب بن عبد الله البرهاني، ولد سنة (1351هـ/1932م): طبيب أسنان، مدير الصحة المدرسية سابقاً، محاضر لمادة التشريح الفني في كلية الفنون بدمشق، له عدد من المصنفات منها: (أسنانك بين الصحة والمرض)، (التدخين وجسم الإنسان)، (من الألف إلى الياء في صحة الطفل) ⁽[6]⁾.

للتوسع في أخبار وسير أعلام أسرة البرهاني راجع موسوعة الأسر والأعلام الدمشقية.