الجامع الأموي » المعالم التراثية

الساعات

إدارة التحرير


الساعات
1-     الساعات :
 
زود الجامع منذ القديم بساعات اختلفت أشكالها وأنواعها باختلاف العصر ونذكر فيما يلي شيئاً عنها :
 
أ_ ساعة باب الزيادة
 
وهي أقدم الساعات , وصفها ابن عساكر فقال :
 
إنما سمّي الباب القبلي باب الساعات لأنه عمل هناك ساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار عليها عصافير وحية وغراب فإذا تمت الساعة خرجت الحية وصفرت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة في الطست .
 
وأضاف بيتين من الشعر في وصفها:
 
وببابه حركات سـاعـات إذا               فتحت لها باباً تراجع مقفلا
ويريك بازيها وكل قد رمى             من فيه بندقة تصيب سجنجلا
 
 
ذكر المؤرخون أعلاماً نسبت إليهم صنع هذه الساعة والإشراف على تشغيلها .
 
قال ابن أبي أصيبعة في ترجمة للطبيب الدمشقي فخر الدين بن الساعاتي أن مولده في دمشق وكان أبوه من خراسان أقام بدمشق فكان أوحد في معرفة الساعات وعلم النجوم وهو الذي عمل اساعات التي عند باب الجامع أيام الملك العادل نور الدين (القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي) .
 
وألف ابنه فخر الدين المذكور كتاباً أسماه (علم الساعات والعمل بها )ذكر فيه كيف أخطأ من تولى إدارتها بعد والده وعجز عن إصلاحها فكلف بتسلمها فجددها عندئذ وأعادها إلى ما كانت عليه ، ووصف هذه الساعة وصفاً علمياً ورد فيه أن فيها جامات (طاقات ) عددها اثني عشر عليها نسف دائرة تغطيها تدور فتكشف عن الجامات شعرة شعرة الواحدة بعد الأخرى .
 
وأضاف الصفدي اسم عالم يدعى محمد بن عبد الكريم الدمشقي المتوفى عام 599هـ/1202م برع في الطب والعلم الرياضي وصنع الساعات على باب الجامع وهناك عالم آخر ذكره بدران يدعى محمد بن نصر المعروف بابن القيسراني نسبة لقيسارية سكن دمشق وتولى إدارة الساعات على باب الجامع في دولة تاج الملوك ولد عام 478هـ / 1085م وتوفي في حلب سنة 548هـ/1153م .
ب_ ساعة باب النوفرة
 
وصف ابن جبير بالتفصيل ساعة شبيهة بتلك التي وصفها ابن عساكر .
 
وكانت عند باب النوفرة على يمين الخارج منه (غرفة لها طاق ((قوس)) كبير مستدير فيه طيقان صفر (نحاس) قد فتحت أبواباً صغاراً على عدد ساعات النهار ، فعند انقضاء ساعة تسقط صنجتان من صفر من فمي بازين من صفر قائمين على طاستين من صفر تحت كل واحد منها أحدهما تحت أول باب والثاني تحت آخرها والطاستان مثقوبتان بعند وقوع البندقتين فيهما تعودان داخل الجدار إلى الغرفة.
 
والبازان يمدان أعناقهما بالبندقتين إلى الطاستين ويقذفانها بسرعة بتدبير عجيب تتخيله الأذهان سحراً وعند وقوع البندقتين يسمع لهما دوي وينغلق الباب الذي هو لتلك الساعة ، ولا يزال الأمر كذلك عند انقضاء كل ساعة من النهار حتى تنغلق الأبواب كلها ثم تعود إلى حالها الأول .
 
ولها بالليل تدبير آخر وذلك أن في القوس المنعطف على تلك الطيقان اثني عشرة دائرة من النحاس مخزمة تعترض كلاً منها زجاجة من داخل الجدران .
 
وخلف الزجاجة مصباح يدور به الماء على ترتيب مقدار الساعة فإذا انقضت عمّ الزجاجة ضوء المصباح وفاض على الدائرة أمامها شعاع فلاحت للأبصار دائرة محمرة ثم انتقل ذلك إلى الآخر حتى تنقضي ساعات الليل وتحمر الدوائر كلها وقد وكل بها في الغرفة متفقد لحالها يعيد فتح الأبواب وصرف الصنج إلى موضعها ) .
 
إن هذا الوصف الدقيق يجعل من الرحالة ابن جبير عالماً متخصصاً فقد عُثر على صورة تمثل هذه الساعة كما وصفها ، وضعها عالم عربي اسمه الجزري في كتابه المسمى (كتاب الميكانيك) وهو مخطوط محفوظ بمتحف الفنون بمدينة بوسطون الأميركية .
ج_ ساعة مئذنة العروس
 
يطلق عليها اسم (البسيط)صنعت عام 773هـ/1371م من قبل عالم فلكي يدعى ابن الشاطر الدمشقي رئيس المؤذنين في الجامع وبقيت هذه الساعة حتى عام 1290هـ/1873م كما يقول المؤرخ النعيمي حيث تعطلت وتكسرت وكانت من الرخام فصنع بدلاً منها بعد ثلاثة أعوام فلكي آخر يدعى محمد الطنطاوي لكنها لم تكن بدقة الساعة السابقة وهي ما تزال موجودة حتى اليوم في وسط جدار المئذنة الجنوبي .
 
ومن غريب الصدف أن عثر على ساعة ابن الشاطر سنة 1378هـ/1958م خلال عملية إصلاح أقنية الماء في الصحن وكانت ثلاثة قطع من الرخام استخدمت في أرضية القناة القديمة فجرى تجبير القطع ودراستها ثم حفظت في المتحف الوطني .
 
نقش على اللوح الرخامي أربعة أسطر تنسب الساعة إلى ابن الشاطر الدمشقي وتاريخه صنعها واسم السلطان المملوكي ونائب السلطنة في الشام اللذين صنعت في عهدهما .
 
وتتحدث كتب التراجم عن ابن الشاطر واختصاصاته وعن ساعته التي يقول عنها القلقشندي في صبح الأعشى بأنها ساعة فلكية عرفت في زماننا وهي نادرة ويقول ابن العماد في الشذرات يقال إن دمشق زيّنت عند وضع البسيط على منارة العروس .
 
هذا وتتعدد الموجودات التراثية في الجامع الأموي حالياً من مصاحف ومخطوطات يجري العمل على ترميمها وقناديل وساعات ومصنوعات خشبية وبلاطات من القيشاني من العهد العثماني ، وقماش كان يُجلّل مقام النبي يحيى مطرّز بخيوط الذهب ، وعديد من السجاد العثماني وغير ذلك سوف يتم عرض قسم منها في مشهد
عمر بن الخطاب الذي انتهت أعمال ترميمه وتأهيله ليتمّ توظيفه كمتحف خاص لمقتنيات الجامع الأموي الأثرية .
وأما العربة الخشبية الفريدة التي استُعملت لجلب ونقل الكتل الحجرية والأعمدة الخشبية الضخمة أثناء ترميم الجامع الأموي عقب الحريق الأخير سنة 1311هـ / 1893م ، فهي معروضة للمشاهدة في الرواق الشمالي لصحن الجامع .
المراجع :جامع دمشق الأموي , د.عبد القادر الريحاوي , دمشق 1996م
Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=149&id=193