الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

الجد والإرادة في حماية الأوطان والعقائد

الشيخ مأمون رحمة


الجد والإرادة في حماية الأوطان والعقائد

بتاريخ: 26 من رجب 1439 هـ - 13 من نيسان 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل: )وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ([الشورى: 39-42].

معاشر السادة: العقائد والأوطان تحتاج في نُصرتها وحِمايتها إلى الجِدِّ والصِّدق، ولا يَصلح في مُساندتها أهل الكلام والدَّعوة، ولا الجبناء الذين إذا كُلِّفُوا بالقتال تَدور أعينهم كالذي يُغشى عليه مِن الموت.

إنَّ المبطلين وأصحاب الأهواء لَديهم جُرأة في خِدمة ما يَعتنقون، ولن يَستطيع قهرهم إلا مُؤمنون شِداد، يَستميتون في دَعم الحق، ويَرخصون في سبيله النَّفس والمال، ويَتراصُّون في مُواجهة العدو، كلما استشهد بَطل حَلَّ مَكانه آخر، أمَّا الكلام المرسل والصِّياح العالي فَلا يُجديان في بُلوغ غاية، ولذلك عُوتب المؤمنون الذين لا يَرتفعون عن هذا المستوى، حيث قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَكَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2-3].

إنَّ الفُرس والرُّوم كانوا امبراطوريات باغية، كانت تلك الامبراطوريات تحتل أراضي لَيست لها، وتستذل جماهير مَغلوبة على أمرها، ومِن ثَمَّ أَعلن الإسلام الحرب عليهما، فَدَارت الحروب مَعَهُمَا على تحرير الأراضي والشُّعوب، ومنع العدوان والاستغلال والاستذلال.

إنَّ المسلمين لم يَعتدوا ولم يُفكروا في عدوان، ولم يَرتضوا لأنفسهم هذا الوصف، ولكن ماذا يَفعلون إذا استأذب أعداؤهم وعَمِلوا على سَحق جماجمهم، أيتركونهم؟ لا، إِنَّ الله يَأمرهم بمقاومة المعتدين وتأديب الغادرين، حيث خاطبهم بقوله سبحانه: ﴿فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهونَ﴾ [التوبة: 12], بل إِنَّ الإسلام زاد التَّحريض على تأديب الظالمين والمعتدين، واستنهض الهمم لِقتال المتكبرين المتجبرين النَّاقِضين للوعود والعهود، حيث قال سبحانه: ﴿أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَءوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخشَونَهُم فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ * قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّـهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ * وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم وَيَتوبُ اللَّـهُ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: 13-15].

لَقد حَدَّثنا التاريخ عن رِجال كُثُر عُرِفُوا بالعِزَّة والشَّجاعة والإباء، ووقفوا مُقاومين في وَجه العدوان والاحتلال، ولم يَهتزوا أمام حِقد أعدائهم ومَكرهم، لأنَّهم كانوا يَمتلكون سِلاحاً واحداً لا يُقهر ولا يَنكسر، إنَّه سِلاح الإرادة والإيمان.

ها هو "عمر المختار" الأشيب الشُّجاع، يَركض بخيله في الصَّحراء المترامية مُقاتلاً الإيطاليين، ومنزلاً بهم ما استطاع مِن خَسائر، ولكن مَاذا تَفعل الخيل المسومة مع الدَّبابات والطَّائرات.

إنَّ الشاعر "أحمد شوقي" أشاد بمقاومة "عمر المختار" حين واجه العُدوان الزَّاحف إلى بلاده بِخَيل وبُندقية متواضعة، فقال:

بطل البداوة لم يَكن يغزو على *** تنك ولم يكن يركب الأجواء

لكن أخو خيل حمى صَهواتها *** وأدار مِن أعرافها الهيجاء

إنَّ المقاومين الشُّرفاء قادوا حَركات التَّحرير التي تُطارد الاحتلال وتجعل بَقاءه مُنكراً والتعاون معه جُرماً والرضا به كُفراً، فَهُم مُوقدو حُروب المقاومة التي أَقَضَّت مَضاجع الغزاة، وجعلت بقاءهم في ديارهم فادح الغرم.

لقد رَفَعَ هَؤلاء المقاومون عقائرهم بالنَّذير، وكَرَّسُوا أنفسهم وأموالهم للكفاح، وتَقَدَّمُوا شُعوبهم في ساحات الفِداء، وبلاؤهم الحَسَن ما زَالت تُشرق به صَحائف التَّاريخ.

وقد حَدَّثنا التاريخ عن مقاومة الشَّعب الجزائري العريق للاحتلال الفرنسي، حيث وَقَفَ كَثيرٌ مِن الكُتَّاب الجزائريين على أَطلال القرى الخَرِبة بعدما عُطِّلَت مَغَانِيها وَيبِسَ دَمُ الشُّهداء في أرجائها، وَشُرِّدَ النَّاجُون مِن أبنائها بين مَفجوع يَطلب الثَّأر أو مَهزوم يَطلب المأوى، وقف أولئك الكُتَّاب على تِلك الأطلال لِيَسألوا السَّاكنين في ناطحات السَّحاب: أهذا ما أوعزتم بِه ورَضِيتم عنه؟ أهذه الهمجية المجنونة هي وصايا حَضارتكم في معاملتنا نحن العرب والمسلمين؟ إنَّكم إذا بَطشتم بَطشتم جَبَّارين؟ إنكم تَأكلون لحومنا في ضَراوة مُفزِعَة، لكن مَا جَدوى التَّساؤل المفجوع هُنا والبُكاء الضَّارع هُناك؟ ما مَوضع العِتاب بَين قَطيعٍ أَعزَلٍ وَقَافِلَةِ الذِّئاب.

وقد حَدَّثنا التَّاريخ أيضاً عن مُقاومة الشَّعب السُّوري العريق للاحتلال الفرنسي، حيث استَمَاتَ هذا الشَّعب في مُقاومة الغُزاة استماتة تُثير الدَّهشة والعَجب، وأجمع كل أبناء هذا الوطن على أنَّ الاستشهاد في سبيل الله شَرَفٌ، ومُعاونة الدُّخلاء خِيانة وَرِدَّة، وانتفضت دِمشق في وجه الاحتلال الفرنسي بِقيادة وزير الحربية "يَوسف العظمة"، وانتفضت الجبهة الشَّرقية بقيادة "رمضان شلال"، وانتفضت الجبهة الجنوبية بقيادة "سلطان باشا الأطرش"، وانتفض السَّاحل الأخضر بقيادة الشَّيخ "صالح العلي"، وانتفض جبل الزاوية بقيادة "إبراهيم هنانو"، وراح الغَرب يَتَّهِمُ المدافعين عن أرضهم وعِرضهم بالعُنف، ولكن لماذا يَتَّهِم هؤلاء بالعنف ويُنسبون إلى خُلُقٍ يَكرهونه؟ هل شِدَّةُ السُّخط على العدوان ورَفِع العَقِيرة في استنكاره يُعَدَّان عُنفاً؟ لا، نَظُنُّ ذَلِكَ حَقَّاً.

إنَّ المستقيم مع طَبائع الأشياء أنَّ تَغضَب إذا وَجدت حَقَّاً يُنهَب أو حَقِيقة تُغَيَّر، والمستقيم مع طَبائع الأشياء أن يَشتد غَضَبك إذا وَجدت النَّاهِبِين والـمُغَيِّرِين يَمضون في طريق الحياة وكأنهم لم يَصنعوا شيئاً يُؤاخذون به، فإذا بَلَغَ الجَور على الحقوق وبَلغ التَّحريف للحقائق مَرحلةً أَنكى وأحرج فَمَاذا تَصنع؟.

إنَّ القتلة المجرمين لا يُستكثر عليهم الكَذب، واللُّصوص لا يُستبعد منهم الافتراء والتَّزوير، والمعتدين الغاصبين لا يُستغرب منهم أن يُجادلوا بالباطل لِيُدحضوا به الحقّ، يَجب على العرب والمسلمين أن يُدرِكُوا أنَّهم أمام حَربٍ تُرِيد طَحنَ أَرواحهم وأجسامهم، تُريد مَحْقَ دُنياهم وأُخراهم، تُريد استلال الإيمان مِن قلوبهم واستلال العافية مِن أبدانهم، تُريد فَرض جاهلية حَديثة في أغلب أقطار العالم، إنَّ تعاون أوروبا وأمريكا على استغلالنا واستذلالنا ليس إلا عَوداً على بَدءٍ وإلا استئنافاً للضَّيم القَديم.

إنَّ الغَرب -يا سادة- دَائِب على تَخريج أجيال دَاعشية، وهو يُغَذِّي في إِلحاح كُلَّ عَمَلٍ يَطرُدُ الإيمان مِن القُلوب، ويُغَذِّي العُقول بسفك الدماء.

إنَّنا مُنذ سبع سنوات نُحارب تيارات الفِكر المظلم، الذي انحدر إلينا مِن عاصمة مملكة الرِّمال، ونُكفكف في جُهدٍ مُضنٍ مَوجات الحقد التي تَلطم بلادنا بإصرار، والتي تتحسس السُّدود الضَّعيفة لِتَنساب منها كي تُفسد علينا ديننا وتاريخنا وأمننا وحياتنا، ونحن السُّوريين لن نَتَحَوَّل قَيد أنملة عن قَواعدنا الدِّينية وثوابتنا الوطنية، ولن نَستَسِيغ البَتَّة أي لَون مِن ألوان الاحتلال والعدوان.

معاشر السادة: إنَّنا في هذه الأيام المباركة نَحتفل بِنَصرين جليلين، نحتفل بمناسبتين جليلتين نُجِلُّهُما، نُجِلُّ دماء الشُّهداء الذين صَنعوهما، إِنَّها مُناسبة الجلاء، حيث تَمَّ جَلاء آخر مُحتل فرنسي عن أرض هذا الوطن، والمناسبة الثانية هي جلاء الإرهابيين المجرمين المارقين مِن مدينة دوما الحبيبة ومِن أراضي الغوطة الشرقية، هذا هو مَصير المعتدين الظالمين المارقين، الذين يَمكرون بهذا الوطن، مَصيرهم إلى الذُّل والخسران والهوان.

نحن في هذا الوطن دائماً نَنتصر بحقنا، دائماً ننتصر بِصِدقنا، دائماً نَنتصر بإيماننا وبعقيدتنا، دائماً ننتصر بإرادتنا، دائماً ننتصر بوحدة صفنا، ولن يَستطيع أعداء هذا الوطن مَهما حاولوا لَن يَستطيع أعداء هذا الوطن على مَرِّ التَّاريخ والعصور والأزمان أن يَنالوا رُكناً مِن أركان هذا الوطن، أو يُدَنِّسُوا ذَرَّة حَبَّة مِن تُراب هذا الوطن.

ونحن في هذه الأيام المباركة إذ نَحتفل بذكرى الانتصارات التي تحققت في الغوطة الشرقية، هذه الانتصارات التي صَفَعَت اليهود الصهاينة وصفعت "ترامب" والفرنسيين والبريطانيين والسعوديين بالحذاء على وجوههم، نَعم صَفعتهم بالحذاء على وجوههم، لم يَكونوا يتوقعوا أنَّ هذا الوطن وأنَّ هذا الجيش سَيَسحق الإرهابيين المجرمين، سَيَسحق تِلك الرَّايات التي صَنعتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وأدارتها ووجهتها الصهيونية العالمية مِن أجل ذلك، رأينا مُباشرة كيف تَدخلت إسرائيل بِعدوان مَاكر على مطار "التيفور"، عندما وجدوا الإرهابيين أو عندما وَجدوا أدواتهم في مدينة "دوما" يَتَهَاوَون تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، وبعد ساعات رأينا مَجلس الأمن كيف اجتمع مِن أجل أن يَتباكى بالذين سماهم أنهم ماتوا أو عُذِّبُوا بِضَربة كيماوية وُجِّهَت مِن الجيش العربي السُّوري، إِنَّهم يَكذبون، إنَّهم مُنافقون، إِنَّهم يُراوغون، وعندما وقف "بوتين" هذا القائد المقاوم القائد الفَذّ لِيَقول لهم: تعالوا لِنُرسل جميعاً خُبراء بإشراف دولي تَهَرَّبُوا وصُعِقُوا، وحَاولوا أن يَلُفُّوا ويَدُوروا كما يُقال، لكنهم لم يَجدوا أمامهم إلا الذُّل والخِزيَ والهوان. انتصار الغوطة الشَّرقية ماذا يعني؟ هو انتصار للعاصمة، انتصار العاصمة ماذا يعني؟ قوة الدولة وقوة الوطن، قوة الوطن ماذا يعني؟ يعني أن المشروع السّعودي الوهابي والمشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني قد تَحَطَّم تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري.

ونحن بِفضل الله جَلَّ جلاله نُحقق الانتصارات ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم، بِدماء شُهدائنا الأبرار، بِرجال الله رجال الجيش العربي السوري، بِصُمود قائد هذا الوطن القائد المقاوم والفَذّ والعظيم بشار حافظ الأسد، نحن اليوم نَسير نحو الأمام بِخُطىً واثقة بخطى ثابتة، لا نلتفت إلى تهديد أمريكي ولا فرنسي ولا بريطاني، أعداؤنا مَعروفون منذ القِدم، أعداؤنا مَنهجهم واضح وتاريخهم أسود، والوطن العربي يَحكي بِكُل دِقَّة وتفصيل ما صَنع الغرب به مِن قتل وغدر ومَكر واحتلال وإجرام.

إنَّنا في هذه الأيام نَقول لِشهداء الجيش العربي السوري: يا شهداء هذا الوطن، يا أصحاب الدِّماء الطَّاهرة، لَولا دِماؤكم لما رُفع هذا العلم فوق سماء دوما، أين أنت يا "زعران علوش" أين أنت يا "زعران علوش"، أيها المتعفن في قبرك، أيها اللص، أين أنتم يا قياديي مَغاوير الغوطة، أين أنتم يا قياديي فَيلق الرحمن، أين أنتم يا قياديي الفصائل المسلحة المجرمة، أين أنتم يا خُدام نتنياهو، أين أنتم؟ ها هو العلم كما وَعدناكم سَيَرتفع فوق سماء الغوطة الشرقية وارتفع، أين راياتكم؟ أين راياتكم يا جَبهة الشَّيطان؟ يا جبهة النُّصرة أين راياتك السَّوداء التي تُشبه سواد قلبك وسَواد وجوهك؟ أين راياتك السَّوداء؟ سُحقت محقت تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، أين أنتم؟ أين أنتم يا مَن كُنتم تقولون يَستحيل أن يَدخل الجيش العربي السوري إلى الغوطة الشَّرقية، أين أنتم اليوم؟ أين أنتم أيها الأقزام المسلحون في مدينة جوبر، يا مَن كُنتم تشنعون بجيشنا، يا مَن كُنتم تَنسبون إليه الأكاذيب والأباطيل أنَّه يَفِرُّ أمام ضَرباتكم، أين أنتم اليوم؟ أين أنتم؟ لماذا لا تُجيبون، أنتم تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، أين شُيوخ الفتنة؟ أين الذين كانوا يَقولون إنَّ الجيش يَستحيل أن يدخل الغوطة الشَّرقية، أين يوسف القرضاوي، هذا الماسوني، هذا الصعلوك، هذا القزم الصغير، أين يوسف القرضاوي الذي جمع بعض الحثالة مِن العمائم العَفِنة حوله وسماهم بمجلس اتحاد العلماء المسلمين، وحَرَّضُوا على هذا الوطن، حَرَّضُوا على أمننا، حَرَّضُوا على استقرارنا، حَرَّضُوا على حياتنا، أمطروا مدينة دمشق بقذائف حِقدهم وغدرهم، قَتَلُوا الأطفال وَشَوَّهُوا النِّساء، فَعَلُوا ما فَعَلُوا، أين أنتم اليوم يا شُيوخ الفتنة؟ لَعنكم الله، والله تَستحقون اللَّعنة، لَعنكم الله، لأنَّكم خَدمتم إسرائيل، لأنكم خَدَمتم الصُّهيونية العالمية، لأنَّكم خَدمتم "أوباما" ومِن بَعده "ترامب"، أين أنتم يا أصحاب العَمائم العَفِنة مما يحدث في يمننا الحبيب، ما سمعنا عن اتحاد العلماء المسلمين الذي يَقوده يوسف القرضاوي الماسوني هذا الحاخام ما سَمِعناهم اجتمعوا في يَوم أو في ساعة مِن السَّاعات مِن أجل نُصرة أهلنا في يمننا الحبيب، أو في ليبيا الحبيبة، أو في عراقنا الحبيب، أو حتى في وطننا الحبيبة سوريا هذه الأم الحنونة، ما رأيناهم اجتمعوا، مَا سمعنا أصواتهم، أين أنتم؟ نحن مُنتصرون، بحقنا، بقضيتنا، برايتنا الطَّاهرة، مُنتصرون بقائدنا المؤمن بشار حافظ الأسد صاحب الحق صاحب الإيمان، مُنتصرون بإرادتنا، لن يُخيفنا على الإطلاق أي تهديد أمريكي أو فرنسي أو بريطاني، لا يُحرك ذلك شيئاً مِن أجسادنا ولا مِن كياننا، نحن على مَرِّ التَّاريخ أُسود هذا الوطن وعندنا أَسَد وعَرِينه دمشق، ودمشق سيبقى سَيفها الذي يَمتَشِق في ساحة الأمويين في دمشق، سيبقى مُمتَشِقَاً مِن غمده لِيَقول للعالم: أنا هُنا، أنا السَّيف الدِّمشقي، إذا وَقَعَت شَعرة عَلَيَّ تُقطع، هذه هي صِفات السَّيف الدِّمشقي، إذا وقعت شَعرة عليه تُقطع، والسَّيف الدِّمشقي الآن قَطَعَ رُؤوس الإرهابيين المجرمين، قطع رُؤوس الذين خَدَموا "نتنياهو"، قطع رُؤوس الذين خَدموا "أوباما"، قطع رُؤوس الذين خَدموا المخابرات الأمريكية، قَطع رُؤوس الذين خَدموا المخابرات التركية، قطع رُؤوس الذين خَدموا المخابرات السَّعودية.

نعم هذه هي دمشق، رَفرفي يا راية الطُّهر، يا راية العزة والإجلال، رَفرفي فوق سماء هذا الوطن، أنت راية العفاف، أنت راية الطُّهر، أنت راية العِزِّ والمجد والكرامة، ومَن أراد أن يَنظر إلى العز والمجد والكرامة مِن سُكان هذه القارات الخمس فلينظر إلى هذه الرَّاية، عندها يُدرك أنَّ العِزة في دَمشق، أنَّ الكَرامة في دِمشق، أنَّ الإباء في دِمشق، أنَّ الرُّجولة في دمشق.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم إنا نسألك أن تَنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم وَفِّق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=5245