الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

مفهوم الحرية

الشيخ مأمون رحمة


مفهوم الحرية

بتاريخ: 28 من جمادى الآخرة 1439 هـ - 16 من آذار 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ( [البلد: 11-16].

معاشر السادة: يجب إحكام الرقابة على الطرائق التي نؤثر بها فكرة عن فكرة أو اتجاهاً على اتجاه، فإن الغِش في المقاييس العقلية أكثر شيوعاً مِن الغِش في موازين التجار الخونة، والغريب أن الإنسان قد يَضيق إذا بُخس حقه في سلعة دفع ثمنها كاملاً، ويشعر بسوءة الختل وسوء المعاملة، بيد أنَّ هَذا الإنسان نفسه لا يَشعر بِكَبير حرج عندما يُصدر حُكماً خاطئاً على أمر مِن الأمور، أو عندما يقتنع بصدق أسطورة مبتوتة الصلة بالواقع.

وقد حَرَّك القرآن الكريم جُمهور الوثنيين كي يستبينوا طَبيعة ما لَديهم مِن عقائد ومذاهب، وأهَابَ أن يُعيدوا النَّظر في تقويمها، وأن يكشفوا الغِش الذي زين لهم قبولها، وسألهم: أين الدليل على ما ذهبوا إليه، حيث قال سبحانه: )أَمِ اتَّخَذوا مِن دونِهِ آلِهَةً قُل هاتوا بُرهانَكُم هـذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَذِكرُ مَن قَبلي بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمونَ الحَقَّ فَهُم مُعرِضونَ ([الأنبياء: 24]، وقال سبحانه: )أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ( [النمل: 64]، والمطالبة بالبرهان في كِلتا الآيتين لَيست أكثر مِن عَرضٍ لإعادة النَّظر في المواريث الفِكرية السَّائدة حتى ينبذ منها ما لا دليل عليه، وحتى يتخلص الإنسان مِن قيود الوهم التي تَشل قدرته وتُضلل غايته.

ولسنا هنا في مقام التَّنديد بقوم ألغوا عُقولهم واتبعوا ما انتقل إليهم عن آبائهم، فإذا بدا لهم خطؤه أصروا عليه لِبلادة غَلَّفت عقولهم بالتعصب، وجعلتهم يردون هاديهم إلى الحق بهذا الجحود، )قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ( [الزخرف: 24]، فإن هذا النوع مِن الدَّهماء مهدر الكرامة بين الرذيلة، إنما حديثنا هنا عن كثير مِن أولي العقل الذكي والفكر النَّير، ممن يحترمون المنطق وينحنون للدليل، ولكنهم لأمر ما سمحوا لأفكار شتى أن تتسرب إلى نفوسهم، وأن تؤثر في سلوكهم دون وعي كامل ونقد حصيف.

تأمل في هذه الآيات التي تجمع الرذائل الفكرية والنفسية لأي رأي، وتحذر من اقترافها حيث قال سبحانه: )قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ( [الذاريات: 10-12]، التَّخرص والانغماس في الغفلة والسهو عن الواقع، هذه آفات لا تنتج حقيقة أبداً، فكم مِن حاضر الجسم غائب اللُّب، أترى ذلك يَعِي ما أمامه؟!.

لقد رأينا بعد إمعان النظر واستقراء الأحداث أنَّ الباطل لا يَسير في الأَرض بِقواه الذاتية، وإنما تُسيره عوامل الرغبة والرهبة، وتسانده الرشى والسيوف، وعندما تتخلى عنه يتهاوى مِن تلقاء نفسه، أما الحق فإن تجاوبه مع فطرة الله في النفوس يجعله مقبولاً مستحباً، ويقدره على تخطي العقبات واجتياز السدود، أي أن الحق لا يَخشى الحرية أبداً، إنما يخشى الحرية العوج والجهل والبغي في الأرض بغير الحق، ومِن ثم فنحن مع توفير الحرية التامة في أرجاء المجتمع، نعتقد أن هذه الحرية بما فيها مِن حرارة ستنضج السنابل النافعة وتقتل الحشرات الضارة، سيأخذ الحق منها جواز مروره إلى الأعقاب على اختلاف الليل والنهار، وسينكمش الباطل في جوها، فإما صعق لِفوره وإما تحرك قليلاً ريثما يلقى حتفه، وكم مِن عِوج في الدنيا ما يمسك بقاءه إلا استخفاء هذه الحرية العزيزة، ولو هبت رياحها يوماً لخلع جذوره.

وبديهي أنَّ الحرية التي نَعشق تلك التي تحد من جهاتها الأربع بما لا يَضر الآخرين، إنها الجو الذي يَعيش على تمحيص الحقيقة ويُساعد على قبولها دون قسر أو ختل، أما أن يَستمكن بعض المنحرفين مِن آذان العامة ويَصبوا فيها ألوان الإغراء ومَنازع الشر فهذا هدم لا بناء وخطره على المجتمع شديد، إذ هو سيزلزل القيم التي يتحرك بها، ويُوهِي الأواصر التي تشد بعضه إلى بعض.

يا سادة: لقد سمعنا مِن إحدى المظاهرات التي خرجت في الغوطة الشرقية تقول -وهي تُندد بالإرهاب والإجرام-: "لا نريد حرية نريد، أن نأكل لقمة طرية"، مَن قال لكم أن الحرية هي الجوع، هي الذل، هي الخطف، هي القتل، هي الحصار، هي الاسترقاق، هي الاستعباد، هي البكاء، هي الدموع، هي الآلام؟ مَن قال لكم؟!.

إنَّ الفلاسفة والمفكرين والعباقرة بَيَّنوا للشعوب معنى الحرية الصحيحة وأهدافها، وحذروهم مِن الانخداع بعناوين بَرَّاقة تحمل في طَيَّاتها اسم الحرية.

قال الكاتب السويسري "جان جاك روسو": ]إنني أضحك مِن تلك الشعوب التي تجرؤ على التَّحدث عن الحرية، وهي تجهل ما تَعنيه وتتصور أنه لِكي يتحرر الإنسان يَكفي أن يكون ثائراً مُتمرداً، أيتها الحرية المقدسة السَّامية لَيت هؤلاء يَتعلمون أي ثمن يُبذل للظفر بك ولصيانتك، وليت في الإمكان تعليمهم أن قَوانينك أشدّ صَرامة مِن نِير الطغاة[.

وقال الأديب الفرنسي "جان بابتيست ساي": ]الحرية مِن غير قانون لَيست سوى سَيلٌ مُدمر[.

وقال الشاعر "ميخائيل نعيمة": ]لَيس مِن المنطق في شيء أن تَتباهى بالحرية وأنت مُكبل بقيود المنطق[.

وقال الأديب الفرنسي "فيكتور هوكو": ]الحرية هي الحياة، ولكن لا حرية بلا فضيلة[.

وقال الفيلسوف الأمريكي "إيريك هوفر": ]الغُرور والطموح صنعا الثورة، أما الحرية فكانت التَّبرير[.

وقال نيلسن "مانديلا": ]أنا لَست حراً حقاً إذا أخذت حُرية شخص آخر، المظلوم والظالم على حد سواء قد جردوا مِن إنسانيتهم[.

وقال "مانديلا" أيضاً: ]الرجل الذي يَحرم رجلاً آخر مِن حُريته هو سَجين الكراهية والتحيز وضيق الأفق[.

وقد صاح الفاروق "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه في وجه عمرو بن العاص حَاكم مصر قائلاً: (مَتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).

يا سادة: إنَّ أهالي الغوطة الشرقية رَحَّبوا برجال الله رجال الجيش العربي السوري، لأنهم شعروا بالأمان والاطمئنان في كنفه الطَّاهر، وأدركوا أن قُيود الذل والهوان التي قيدتهم سنين طويلة لن يَكسرها إلا هذه الجيش المؤتمن على الأرض والعرض، وأدركوا أنَّ الظَّلام الدَّامس الذي خَيَّم على أرجاء الغوطة الشرقية سِنين طويلة لن يُزيحه إلا هذا الجيش الذي أشرق صدره بنور الحب والتسامح والإخاء، وأدركوا أن كَرامتهم وعِزتهم لا تُصان تحت الرَّايات السوداء، وإنما تُصان تحت الراية التي نَسجوها بدماء "يوسف العظمة" و "إبراهيم هنانو" و "سلطان باشا الأطرش" و "الشيخ صالح العلي"، وأدركوا أنَّ الوطن لا يُمكن أن يَسود إلا بقائد مُقاوم مِغوار، إنَّه القائد بشار.

نقول لأهلنا في الغوطة الشرقية الذين استطاعوا الخروج بِظروف صعبة وقاهرة، تحت سطوة السلاح، تحت سطوة قذائف الحقد والغدر والجبن، نقول لهم: حمداً لله على سلامتكم، حمداً لله على سلامتكم يا أهلنا في الغوطة الشرقية، حمداً لله على سلامتكم يا أهل الغوطة الشرقية، الذين تاجر بدمائكم الوقح "سلمان بن عبد العزيز"، والذي تاجر بدمائكم القذر "أردوغان"، والذي تاجر بدمائكم مجلس الأمن وعلى رأس ذاك المجلس الموهوم والواهم السياسة الأمريكية.

أهلنا في الغوطة الشرقية تحملوا ما تحملوا مِن أعباء الذل والهوان والجوع والحصار، وها هُم يُحدثون انقلاباً سريعاً على الإرهابيين في الغوطة الشرقية، وقالوا لهم: إنَّ بَنَادِقَكُم الجبانة والمتصهينة لن تُخيفنا أبداً، إنَّ غدركم وحِقدكم ومَكركم لن يَكسر مِن عزيمتنا ولا مِن صلابتنا، سنخرج إلى أهلنا، إلى جيشنا العقائدي، سيستقبلنا هذا الجيش، هذا الجيش هو أخونا، وهو ابننا، وهم أهلنا.

وحدث ذلك في معبر "الباز"، وقد كُنَّا هُناك، ورأينا أخلاق الجيش العربي السوري، كيف حَمَلُوا الأطفال، ودموعهم تذرف حزناً على ما يرون، رأينا أخلاق رجال الله رجال الجيش العربي السوري وهم يصونون الأعراض.

قالت إحدى النساء -وهذا الكلام سمعته قبل أن آتي إلى هذا المسجد المبارك، اليوم في الصباح الباكر، كنت أتابع ما يجري على الممر هناك- قالت: أنا تجرأت عندما رأيت الناس قد خرجوا واستقبلهم الجيش بكل حب ومكرمة وعطاء، فسألها المذيع الإعلامي المقاوم قال لها: لم؟ قالت: إنهم يقولون لا تخرجوا، إنهم يقتلونكم، وإنهم ينتهكون الأعراض.

كذب عجيب، تزييف خطير، لكن هذا الكذب الذي اعتمدوا عليه مُنذ البداية يقتلون الإنسان ويسيرون في جنازته، ويبكون عليه بدموع التماسيح، هذه الدموع هذه المواقف الكاذبة والفاجرة كشفتهم وعرتهم بخروج أهلنا من الغوطة الشرقية، وخروج أهالي الغوطة الشرقية هو رسالة لمجلس الأمن أنكم -أيها الكذبة- الداعمون لهؤلاء المتصهينين ولهؤلاء المتعفنين، أنكم الداعمون لهؤلاء، استطعنا أن نَكسر القيود التي ضُربت علينا سنين طويلة.

رجال الله رجال الجيش العربي السوري يُحققون الانتصارات يوماً بعد يوم، وما نَراه في الغوطة الشرقية مِن انتصارات سريعة على وتيرة فَظيعة، تُبين لنا وتؤكد لنا أن الله جل جلاله يُمدهم بملائكة مِن عنده، ويمدهم بمدد من عنده.

وها هم أهلكم يا أهل دمشق، ها هم أهلكم وإخوتكم في الغوطة الشرقية قد خرجوا، فأمدوا لهم يد العون والمساعدة، لا يَكفي فقط أن نَضع الحِمل الثقيل كما يُقال على كاهل الحكومة والدولة، أمر معبئ على الرغم مِن أن حكومتنا قوية، اقتصادنا قوي، معنوياتنا عالية، صمودنا قاهر، لكن لا بُدَّ مِن تعاون، لأن التَّعاون يُذلل العقبات ويذلل الصعوبات.

تعالوا لِنَعطف على بعضنا البعض، لكي يسجل التاريخ أن السوريين كانوا رحماء فيما بينهم، أن السوريين كانوا عطفاء على بعضهم البعض، أن السوريين كانوا يداً واحدة، يشعرون بآلام بعضهم البعض وبأحزان بعضهم البعض.

تعالوا يا دمشقيون لِنكون كما كان قوم أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، حيث أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه وعلى قومه بقوله: ((إنَّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عِيالهم في المدينة جمعوا ما كان عندهم في إناء واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية، فهم مني وأنا منهم)).

بَكَينا البارحة عندما رأينا جندياً مِن جنود الله من رجال الله رجال الجيش العربي السوري يُعطي ربطة من الخبز لحافلة تمر مِن أمامه، ويأخذ ربطة الخبز طفل صَغير يمزقها بسرعة، إنَّه مُشتاق إلى رغيف الخبز، حاله يقول: أنا مُشتاق إليك، أمعائي معدتي خاوية، سنين وأنا جائع، يأخذ رغيف الخبز يضع واحداً تحت إبطه ويأخذ بالآخر لِيأكل، إنه الجوع، إنه الحصار، إنها المعاناة.

وفي الموقف الآخر أو الجانب الآخر رأيت طفلاً قد رسم علم الوطن علم الجمهورية العربية السورية على ورقة مُتواضعة، وجعله على عصا مُتواضعة، ويَخرج مِن بلدة "حمورية" الكريمة والأبية وهو يَرفع الراية، ليقول لرجال الله: أنا ابنكم، أنا أخوكم، أنا جائع، أنا عريان، أنا خائف، ويَضمه رجال الله رجال الجيش العربي السوري، يضمونه إلى صدورهم، وتذرف العيون بالدموع.

إنَّه مَوقف -أيها السوريون- يُبين للعالم أجمع أن مجلس الأمن ومنظمة حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة والأعراب الخليجيين مملكة الرمال ومَن يدور في فلكهم يَدُلُّ ذلك كم تاجروا بنا وبلقمتنا وبأمننا وباستقرارنا، ولكننا نقول للعالم أجمع: أيام قليلة سيرتفع علم الجمهورية العربية السورية فوق سماء الغوطة الشرقية، وسنرى شَوارع مدينة دمشق الحبيبة مَليئة بصور الشهداء الذين قَدَّمُوا أرواحهم هناك.

إنَّني أُخاطب الجهات المعنية مِن على هذا المنبر الطاهر المبارك، أن يضعوا صُور الشهداء في شوارع دمشق، زَيِّنوا شوارع دمشق بأولئك الرجال الذين فعلوا المعجزات، والذين عَلَّموا العالم بأسره أننا أسود، لا نركع ولا نخضع ولا نستكين إلا للذي خلقنا جل جلاله، نُريد أن نَرى صُور الشهداء الذين قَدَّمُوا أرواحهم دفاعاً عن الغوطة الشرقية، ومِن أجل تحرير الغوطة الشرقية مِن دنس الإرهاب وإجرامهم في شوارع مدينة دمشق، لكي نَقرأ اسم الشهيد ونَعرف مَن هذا الشهيد، حتى ننحني له إجلالاً ونخلع العمائم له إكراماً، لِنَقول له: أيها الشهيد أيها العظيم في الدنيا والآخرة، لولا دماؤك الطاهرة ولولا مواقفك الصلبة لما عرفنا الكرامة، ولما عرفنا أن نسير في شوارع مدينة دمشق، ولما حُفظت لنا أموالنا ولا حُفظت لنا كرامتنا.

أمَّا الجرحى: كل الحب والإجلال والإكرام لكم، وندعو مِن قلوبنا ومن أعماق قلوبنا ندعو لكم بالشفاء العاجل، والبارحة رأيت جَريحاً قد بُترت يده اليمنى مِن الكتف وينزف، قلت: ليتني أستطيع أن أصل إلى تلك الدماء الطاهرة لكي أَمسح بها وجهي، فإنها نور لوجوهنا ونور لصدورنا، ولكي نَعرف قيمة الشهادة والشهداء، ولكي نشعر بذاك الدم الذي يَخرج مِنه الطيب، والذي يجعله الله عز وجل نوراً لصاحبه يتلألأ بين يديه إلى يوم القيامة.

إننا هنا في دمشق قلب العروبة والإسلام، قلب المقاومة والمقاومين، هُنا أسود في دمشق، أسود في ريف دمشق، أسود في حلب، أسود في حماة، أسود في عفرين، أسود في كل مكان مِن أراضي هذا الوطن، لأننا أصحاب حق، ولن نستكين ولن نستكين ولن نستكين، حتى نُطهر آخر شبر مِن أراضي هذا الوطن مِن رجز بني سعود الأقذار، ومِن رجز النظام القطري القذر، ومِن رجز أردوغان الوقح، ومِن رجز الأمريكي المتهور، هنا نحن في دمشق سوريون، نحن أصحاب حق، أصحاب قضية، مُنذ البداية كان هدفنا واضحاً، ننتصر أو ننتصر.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.

قفوا -أيها الإخوة- إجلالاً للجرحى الذين فقدوا أطرافهم، إجلالاً لهؤلاء وإجلالاً لشهدائنا الأبرار.

اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر سيد المقاومة حسن نصر الله، اللهم إنا نسألك أن تنصر سيد المقاومة حسن نصر الله، وأن تأخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وأن تجعله باباً لعزة وكرامة هذه الأمة، اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=5209