الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

الشَّفاعة العُظمى

الشيخ مأمون رحمة


الشَّفاعة العُظمى

بتاريخ: 27 من ربيع الأول 1439 هـ - 15 من كانون الأول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم مُلاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35].

روى البخاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال حين يسمع النداء: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته" حَلَّت له شفاعتي يوم القيامة)).

معاشر السادة: قال أحد علماء مصر رحمه الله: قال لي أحد الصالحين: إننا نُحيي ربنا جل شأنه ونحن جلوس في صلواتنا، أليس كذلك؟ قلت: بلى، قال: ثم نتوجه إلى النَّبي بالسَّلام بصيغة المخاطب الحاضر نقول: السَّلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وكأنَّ الكلام لِشَخص قريب مِنَّا، قلت: أجل كذلك نفعل على بُعد المكان والزمان بيننا وبين النبي الكريم، قال: إنَّ السَّلام أفرغ في تلك الصِّيغة قَصداً، لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم يَجب أن يَبقى حَيَّاً في ضمير كل مؤمن، ويجب أن ينتصب له مثال مَرموق في وعي المسلم اليَقِظ، تتحقق فيه ملامح الصُّورة الذَّاهبة، وهل تُؤخذ الأسوة الواجبة إلا مِن هذا الاستحضار الدائم؟! لَقد مَرَّت عُصور على مَوت النَّبي صلى الله عليه وسلم، لَكن القِيم الرَّفيعة التي تجسدت فيه، ونماذج العبودية لله، والجهاد في سبيله، والحنو على خلقه، وصور الكمال البشري في العفاف والعدل والإيثار والرحمة، تلك كلها معان لم تمت، وإنما خلدت في كيان هذا النبي صلوات الله وسلامه عليه، والمسلم عندما يقول في صلواته: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؛ إنَّما يَقترب مِن إمامه الأعظم الذي أمره الله أن يتأسى به وأن يسعى في ركابه، حيث قال سبحانه ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]، واسترسل الرجل الصالح في عاطفته المهتاجة، وأخذ يشرح لي ما يَعني حيث قال: إنَّ الشَّمس في رابعة النَّهار لا تُعتبر غائبة عن بصير، وتستطيع كل مرآة مجلوة الصَّفحة أن تَعكس صورة لِقرصها أو لهالتها أو لأشعتها، ومحمد صلى الله عليه وسلم في عالم اليَقين والخُلق شمس لا يُنكر لها بريق ولا يَختفي لها ضوء، والمهم أن يكون لك فؤاد مَصقول يستطيع استقبال هذا النُّور والاستهداء به في دروب الحياة.

إن القدوة الطَّيبة تقوم على استحضار المثل الأعلى في الذِّهن، ومحاولة السَّير على غراره، والاسئتناس الدَّائم بهذا المثل الأعلى، هو الذي تَلهج الألسنة بعد تحية الله تَبارك وتعالى بالسلام على رسوله، سلام حضور لا سلام غيبة، ومِن ثم كان كل مُصَلٍّ يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ونَبينا محمد صلى الله عليه وسلم مَعقد الحقائق التي يَصلح بها العالم مِن أزله إلى أبده، والتَّعاليم التي جاء بها لا يَستغني عنها الأولون والآخرون، إلا إذا استغنت الأكوان عن نظام الجاذبية وسائر السنن العامة، واضطراب الحياة إنما يرجع إلى تجاهل الهدايات التي جاء بها النَّبيون، والتي أتمها وأجملها هذا النَّبي الخاتم، وما يثوب الناس إلى رشدهم إلا يَوم يَتمسكون بهذه الرِّسالة وصاحبها، ويعرفون حُكم الله عن طريقه، وكان حقاً على العالم كله أن يُصدق بهذه البِعثة العامة، ولَكن العالم تَنَكَّر لها وتطاول على صاحبها الكبير.

يا سادة: يَرى العلماء أنَّ الشَّفاعة العُظمى التي جاءت السُّنَنُ بِثبوتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَعدو أن تكون لَوناً مِن تأديب البشر كافة على موقفهم السَّابق مِن بني الإسلام، فإن رسول أيِّ عَظيم يَستحق مِن التَّوقير والإعزاز بِقَدر مَا لِمُرسله مِن مَكانة، والرجل الذي أرسله الله رب العالمين كان يَجب أن يَلقى مِن التَّكرمة ما يرفع ذكره ويُعلي شأنه، غير أنَّ أكثر النَّاس تَواصوا بالصَّدِّ عنه، وجحدوا دعوته ورَغبوا عن الحَقِّ الذي معه وبَخسوا قيمته، ثم تتابعت الأجيال والخلف في أغلب بقاع الأرض يتوارثون عن سلفهم هذا التَّكذيب الشَّنيع، ولو نظرتَ إلى الجماهير الغَفيرة مِن الخلائق لوجدتها تعمل مِن غير مَلل لِصَرف النَّاس عن الإسلام، ونِسبة أقبح النُّعوت إلى نبيه المبرأ الشَّريف، وكأن الله جل جلاله يُريد أن يُعرف هذه الأمم مَدى ما كانت فيه مِن غباوة، وأن يُذيقها شيئاً مِن مَرارة الجريمة التي ارتكبتها، فهو في ساحة العرض الشَّامل لأصناف الخلائق يُحشر سكان القارات الخمس مُنذ بدء الخليقة إلى قيام السَّاعة في صعيد واحد، ثم يُكشف الغطاء عن عيونهم فإذا هم يتبينون فداحة جهلهم بالله الكبير المتعال، ويتبينون شناعة خِصَامِهم لإمام رسله، وهنا يموج بعضهم في بعض، ويضطربون في حيرة مُفزعة لا يرجى منها نجاة وخلاص، وتتحرك جموعهم إلى كل نَبي سمعوا باسمه في العالم الذي انتهى، يُناشدونه أن يسأل الله لهم الرحمة، ولكن النَّبيين كلهم يَرفضون التَّصدي لهذا المطلب، ويَعود أهل القارات الخمس مُتراكضين إلى الرَّجل الذي طالما قيل لهم: إنَّه كَذَّاب، إِنَّهُم يَشعرون الآن عن يقين أنهم أخطؤوا في حقه، وأنَّهُم يوم صَدُّوا عنه وأعرضوا كانوا يَخسرون أنفسهم وأهليهم.

يا سادة: الشَّفاعة العُظمى في نظر العلماء المفكرين مَوقف يُحاكم فيه التاريخ البشري كله، ليعترف بأن انصرافه عن الإسلام كان مشاقة لله وعداء لمحمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وما أعجب أن تجد الإنسانية نفسها في حَرَجٍ يُوشك أن يقضي عليها، ثم تعلم فجأة أنَّ التَّنفيس عن كُرباتها ربما تم باللُّجوء إلى الرَّجل الذي عاشت دُهوراً طويلة وهي تُنسب إليه الأكاذيب والأساطير والأباطيل، والتجاء أهل الأرض إلى محمد صلى الله عليه وسلم في تلك السَّاعة العَصيبة، ولجوؤه إلى الله يَطلب مغفرته للعبيد الأغرار، ذلك في ظن العلماء المفكرين هو المقام المحمود.

هُناك كثير مِن الأحاديث تَنُصُّ على أنَّ كثيراً مِن أبناء هذه الأمة يُذادون عن الحَوض، لأنهم انحرفوا عن المسار الذي رَسمه لهم نبي الإسلام، وابتعدوا عن نهجه القويم، وزوروا حقائق رسالته، فقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي فَرَطُكُم على الحوض، إنِّي فَرَطكم على الحوض، مَن مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لم يَظمأ أبداً، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مِنِّي، فَيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقاً سُحقاً لمن غير بعدي)).

وهُنا سؤال يطرح نفسه: كيف يَضع ممن يَدَّعون الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم أيديهم بأيدي اليهود التي لا تزال تقطر مِن دماء الأنبياء؟!.

إنَّ تاريخ اليهود مَلِيءٌ بِالقتل والغدر والخيانة والاغتصاب، وجَدير بِنَا أن نَتدارسه ونستفيد منه، فَنَحن العرب أمَّة القرآن، كُلِّفنا أن نعمل به، وأن ندعو غيرنا إليه، أو بتعبير آخر كُلِّفنا أن نَصوغ أنفسنا في قالبه صياغة جميلة معجبة، وأن نُغري الآخرين بإتباعنا واقتفاء آثارنا والنسج على منوالنا، وقد نجح آباؤنا الأوائل في ذلك المضمار، فكانوا في العالم الذي لما تنقضي ذكرياته طليعة حضارية رائعة، ثم تسللت إلينا عِلل الأمم البائدة، فطوت راياتنا بعدما ازدان بها الأفق دهراً طويلاً، وانسحبنا مِن الميدان بشكل عشوائي وخيم على العالم العربي والإسلام سكون البلى والجوع والحرمان والضياع، رحم الله الشاعر أحمد شوقي عندما خَاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

شُعوبك في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كَهف في عميق سبات

بأيمانهم نوران ذكر وسنة *** فما بالهم في حالك الظُّلمات

أيُّ بَصمة عار على جَبين الأمة العربية والإسلامية أن يَعترف "ترامب" ذاك اليهودي الأمريكي والصهيوني أن يَعترف "ترامب" بالقدس عاصمة لليهود الصهاينة في شهر المولد، في شهر المولد، أين أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين أحباب محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين أنصار محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين الذين يتبعون محمداً صلى الله عليه وسلم بحق؟ أين هذه الأمة الإسلامية اليوم؟ الأمة الإسلامية كانت نائمة كما قال شوقي رحمه الله، أمَّا الأمة اليوم هي أمة مُتقاتلة، استيقظت مِن نومها العميق بعد دهر طويل لكي تتقاتل، بدل أن تستيقظ لِتُحسن مِن أخلاقها، مِن سيرتها، مِن قيمها، مِن علمها، مِن فِكرها، مِن نَشاطها إلى الأفضل، استيقظت لكل تتقاتل مع بعضها البعض.

وأنَا أُريد أن أسأل خائن الحرمين الشريفين، إذا كُنت تَدَّعي بأنَّك خَائن للحرمين الشريفين، وأنَّك مسلم، هل هذا العمل الذي تفعله تجاه الأطفال في يَمننا الحبيب الذي دَعا له النَّبي صلى الله عليه وسلم باليمن والبركة، هل هذا العمل يَشفع لك يوم القيامة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإنَّني أُريد أن أسأل ما يُسمى بالتَّحالف العربي: هل تَشفع لكم طائراتكم التي تُحلق فوق سماء اليمن في كل سَاعة لكي تقصف الأطفال والنِّساء والرجال العزل؟ هل يَشفع لكم هذا الإجرام يوم القيامة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم تسألوا أنفسكم -أيها الخونة- أن عملكم هذا هو خدمة للكيان الصهيوني، خدمة للصهيونية والماسونية العالمية، أين العرب؟ أين المسلمون؟ أهلنا في فلسطين الحبيبة، فلسطين العربية، فلسطين المقاومة، فلسطين الأبية، فلسطين الجليلة، فلسطين الشَّامخة، برجالها، بعظمائها، بنسائها، بأطفالها، بأيدي أبنائها الذين يحملون الحجارة لِيُقاوموا اليهود الصهاينة، أين أنتم مِن دعم هؤلاء الفلسطينيين؟ ألا ترون هؤلاء الفلسطينيين المجاهدين يَقفون في وجه اليهود بحجارة، بحجارة بسيطة، هل يَستوي الحجر مع الدَّبَّابة أو مع المدفع أو مع الطائرة؟! أين أنتم يا عرب؟ أين أنتم يا عرب؟ واللهِ عَيب أن تقولوا على أنفسكم أنكم عرب، أنتم بعر والله، عيب أن تَدَّعوا بأنَّكم مسلمون وبأنكم مؤمنون وبأنكم تحبون محمداً عليه الصلاة والسلام، والجريمة الكبرى في ذلك أنَّك تجد إمام المسجد الحرام كيف صَرَّح بأنَّ القدس ليست هي قضية مُهمة، يَكذب في أشرف مكان هو المسجد الحرام، يَكذب ويُنافق مِن أجل دولارات، من أجل حفنة مِن الريالات، إلى هذا المستوى وصل علماء الأمة، والله نَخجل أن نَقتدي بهم بعد هذه التَّصريحات، نخجل أن نَذهب إلى الحرمين الشريفين ونصلي خلف هؤلاء المنافقين، مَن الذي يُنصف هذه الأمة يا سادة، إذا كان علماؤها منافقون، إذا كان علماؤها مُراوغون، إذا كان علماؤها يتبعون سياسة ذي الوجهين، مَن يُنصف هذه الأمة؟ مَن يُنصف هذه الأمة؟ مَن يَصون أقصانا الشريف وفلسطين الحبيبة؟.

نحن اليوم لا ينبغي علينا أن نُدافع فقط عن الأقصى وعن القدس وعن كنيسة بيت لحم، لا أبداً، لا ينبغي علينا ذلك، يَنبغي علينا أن نُدافع عن أرض فلسطين كلها، يَنبغي علينا أن نَنتفض، إذا كنا مسلمين حقيقيين، إذا كنا عرباً حقيقيين، إذا كنا مؤمنين حقيقيين، أن ننتفض بحق في وجه اليهود الصهاينة، وأن نجعل طائراتنا تُحلق فوق سماء تل أبيب، بدل أن تُحلق فوق سماء صنعاء، وأن نَجعل بندقياتنا إذا كنا نَدَّعِي الجهاد أن نجعل بُندقياتنا في صُدور اليهود الصهاينة لا في صدور بعضنا البعض.

سَبع سنوات عجاف مَرَّت على هذا الوطن الحبيب والأغبياء والبلهاء ما زالوا حتى الآن لا يَعرفون الحق مِن الباطل، لا يعرفون أن هذه البندقية لا يَنبغي أن تُوجه إلى صدر أخيه السوري، أن هذه البندقية لا ينبغي أن تَقتل وأن تَغتال اقتصاد هذا الوطن، عقولنا عجيبة، قرآننا قرآن الوعي، أين وعينا؟ أين وعينا يا عرب؟ أين وَعينا يا مسلمون؟ نَبِيُّنا حذرنا مِن الغباء والجهل والجبن والكسل، أين نحن مِن هذا التَّحذير؟ لماذا أصبحنا اليوم نَرضى أن نَسير في طريق الشيطان ونَكره أن نَسير في طريق الرَّحمن؟ مَا هُو السِّرّ؟ ما الذي أصاب عُقولنا؟ ما الذي أصاب أحوالنا؟ ما الذي أعمى أبصارنا وبصائرنا؟ يا سادة ما هو الذي أعمانا حتى نُحب الأمريكي ونكره العربي؟ ما الذي أعمى قلوبنا حتى نُحب العملاء والخونة والقتلة والمجرمين ونكره الشّرفاء والمقاومين؟ ما الذي أصابنا؟ ما الذي أدهى عقولنا؟ أسأل حتى أنت تجيب.

معاشر السادة: هذا شهر المولد، ينبغي علينا أن نُجسد هذه المناسبة الجليلة والعظيمة على قلوبنا جميعاً بموقف حَقٍّ، بِعقيدة حَقَّة، بموقف صلب، نقف جميعاً في صف واحد، نُدافع عن تراب هذا الوطن، نُدافع عن عراقنا الحبيب، نُدافع عن يمننا الجليل، نُدافع عن قضيتنا الأساسية والمركزية والمقدسة قضية فلسطين، يَجب نعم يجب أن نعلم الدروس الكثيرة لليهود الصهاينة، أننا نحن محمديون حقيقيون، أننا نحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بحق، نَدوس الظلم والعدوان مهما كان الثمن ومهما تكلفنا مِن أرواح.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا مِن لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تَسقينا الغيث بدماء شهدائنا الأبرار، اللهم إنا نسألك بدماء شهدائنا الأبرار وطهارتها ونورها أن تُغيثنا، أن تُغيثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً إلى يوم الدين، اللهم لا تُؤاخذنا بسوء فعلنا ولا بما فعل السفهاء مِنَّا، اللهم لا تُؤاخذنا بسوء فعلنا ولا بما فعل السفهاء مِنَّا، إنْ هي إلا فتنتك تُضل بها مَن تشاء وتهدي بها مَن تشاء، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=4735