الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم

الشيخ مأمون رحمة


النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم

بتاريخ: 28 من صفر 1439 هـ - 17 من تشرين الثاني 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.  

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم مُلاقوه وبشر المؤمنين.  

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]. 

معاشر السادة: أحياناً يقترف الناس في جنب الله سيئات يَظهر فيها جهلهم به واجتراؤهم عليه، وينكشف فيها ما فاتهم مِن خشوع وأدب، فيكون تعليق القرآن الكريم على هذا النوع أو العِوج المذكور: ﴿مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 74]، أو ما أشبه ذلك من التعليقات التي تُبرز بعد الشقة بينما يجب لله وما يقع من الناس، والنَّقائض في أفعال البشر كثيرة، ولعل أخسها بعد الإساءة إلى الله ما يَلقاه النَّبي العربي الكريم محمد مِن جماهير العرب في هذا العصر الأنكد، إنهم ما أحسنوا إلى شريعته، ولا عرفوا قدره، بل وُجِد فيهم مَن يريد العيش بعيداً عن رسالته زاهداً في دعوته.

إننا نسأل أنفسنا بإلحاحٍ في هذه الأيام العِجاف: هل يشعر العرب بأنَّ محمداً مُرسل للعالمين، وأن هذه العالمية في دعوته تفرض عليهم بعد إذ عرفوه أن يُعرفوا الناس به، وهم عندما يُعرفون الناس به لن يَصفوا لهم ملامحه الشخصية، وإنما يشرحون لهم رسالته الإلهية؟.

لكن عرب اليوم لا يَعرفون قدر محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يخلفونه بأمانة في مبادئه وتعاليمه، ولا يحسون قبح الشبهات التي أثارها خصومه ضده، بل هُم عِلماً وعملاً مصدر متاع بني الإسلام ونبيه الكريم، وشاهد زور يجعل الحكم عليه لا له، قد يقول قائل: "حسبك حسبك, إنَّ الناس بخير، ومحبتهم لرسولهم فوق التُّهم، فلا تُطلق هذه الصَّيحات السَّاخطة، فما تُحب الجماهير أحداً كما يُحب أتباع محمد محمداً".

وإنَّنا نقول: "سوف نُغمض العين عن ألوفٍ مِن المتعلمين، ضَلَّلَ الغزو الثقافي سعيهم، وشوه بصائرهم وأذواقهم، مع أن وزنهم ثقيل في قيادة الأمة العربية، فما قِيمة الحب الرخيص الذي تُكنه جماهير الدهماء، إنَّه حُبٌ غايته صَلوات تفلت مِن الشفتين مصحوبة بعواطف حارة أو باردة، وقَلَّما تتحول إلى عمل كبير وجهاد خطير، والترجمة عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب في وقت تُنهب وتُغتال فيه شريعته أمرٌ مَرفوض إن لم يكن ضَرباً من النِّفاق".

قال أحد علماء مصر رحمه الله: ]أذكر أني ذَهبت يوماً إلى أحد التُّجار كي أُصلح شيئاً لي، فاحتفى بي وقَدَّم بعض الأشربة، وأفهمني أنَّه تم ما أريد، بعد أن وَفَّيتُهُ ما أراد، ثم شعرتُ أن عمله كان ناقصاً، ولا أقول مَغشوشاً، فقلت: ليته ما حَيَّا ولا رَحَّب وأدى ما عليه بصدق، ماذا أَستفيد مِن تَحِيَّاتٍ لا جِدَّ معها ولا إخلاص؟[.

والشَّأن كذلك مع أقوام قد تموج أحفال المولد النَّبوي بهم، أو قد يصرخون بالصَّلاة على رسول الله في أعقاب الأذان، أو قد يُألفون صَلواتٍ مِن عند أنفسهم يَحَارُ المرء في تَراكيبها لإغراقها في الخيال، وقد يَكون حُبُّهُم تمسكاً شديداً ببعض النَّوافل، وهَرُوباً تاماً مِن بعض الفرائض، أو حناناً لا نَدى معه ولا عطاء، كهذا الذي قال الشاعر له:

لا ألفينك بعد الموت تندبني ** وفي حياتي ما زودتني زاداً

أيُّ حُبٍّ هذا! إنَّ العرب لا يُدركون قيمة الشَّرف الذي كُتب لجنسهم ولغتهم وأمسهم وغدهم، عندما ابتعث الله منهم محمداً، وأنَّ التَّقدير الحق لهذا الشَّرف لا يكون بالسَّلوك المستغرب الذي يوقعونه الآن، إنما يكون بالاتباع الحقِّ والسير على نهجه المستقيم، فقد ورد أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)).

لما أراد رب العزة جل جلاله أن يُعلن بركته النَّامية ورحمته الهامية، اختار في كتابه العزيز عِبارتين مُبينتين: الأولى: تتحدث عن هذه البركة في مَظهر القُدرة التي تجمع أزمة الكون في يده، فيستحيل أن يغلب يوماً على أمره، أو يشركه أحد في ملكه، وفي هذا المعنى يقول جل شأنه: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك: 1].

والثانية: تتحدث عن هذه البركة في صورة الرجل الذي حمل الرسالة الأخيرة إلى الخلق أجمعين، وتفجرت ينابيع الحكمة مِن بيانه وسيرته، فكان القرآن الذي يَتلوه مَصدر شُعاع لا ينطفئ، يَهتدي على سناه أهل القارات الخمس ما بقي الليل والنهار، وفي هذا المعنى يقول جل شأنه: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1].

إنَّ النبي العربي محمداً صلى الله عليه وسلم استطاع أن يَجعل مِن العرب أمة تحمل الخير والعدل للناس، واستطاعت هذه الأمة أن تُأَدِّب جَبابرة الأرض الذين عاثوا في أرجائها فساداً، وظنوا أن كبرياءهم لن يَخدشه أحد.

إنَّ الرِّجال الذين رَبَّاهم محمد صلوات الله وسلامه عليه أذلوا جانب المعتدين وأعزوا جانب المستضعفين، وكم تحتاج الدُّنيا في هذا العصر إلى هذا الطِّراز مِن الرِّجال، لينصروا الحق الذليل ويُنقذوا التَّوحيد المهان، ويُقروا الأخوة الإنسانية المنكورة، ويُنزلوا البيض إلى منزلة السود، أو يَرفعوا السود إلى منزلة البيض، لكن السقطة الرهيبة للعرب المعاصرين أنَّهم ذاهلون عن المكانة التي مَنحهم النبي العربي محمد إياها، هابطون عن المستوى الذي شَدَّهم إليه.

قال أحد علماء مصر رحمه الله: ]جاءني نفر مِن العامة يَنتازعون على إدارة المسجد، بعضهم يُريد أن يقول في الأذان: أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، والآخر يريد الاكتفاء بالوارد فلا يذكر لفظ "سيدنا" لأنه مُبتدع، ونظرت إلى أعراض المرض الذي يَفتك بالأمة المعتلة، وقلت لهم: إن مُحترفي الإفك مِن المستشرقين مَلَؤُوا أقطار العالم بالافتراء على محمد وشخصه ودينه، ورسموا له صورة مُشوهة في أذهان الكثيرين، وأنتم هنا لا تَزالون في هذا الغباء؟ ما أشقى دِيناً أنتم أتباعه! إنَّ المسلمين بينما وَرثوا مِن جهل وما نَضَح عليهم مِن ضلال العصر لا يَزالون يَهرفون بما لا يَعرفون[.

يا سادة: إنَّ حُبَّ محمد صلى الله عليه وسلم يوم يَكون لَقَباً يُضيفه عليه الكُسالى الواهنون فهو حُبٌّ لا وزن له ولا أثر، ويوم يكون أحفالاً رسمية وشعبية بيوم مِيلاده فهو حُبٌّ لا وزن له ولا أثر، ويوم يكون ادعاء تُستر به الشَّهوات الكامنة والطِّباع الغِلاظ فهو حُبٌّ لا وزن له ولا أثر، لأنَّ مُحمداً هو الرَّسول الذي رسم للبشر طريق التَّسامي الحقيقي، ورسم للأفراد والجماعات طريق التَّلاقي على الحقائق والفضائل، فَدِينه عقل يأبى الخُرافة وقلب يعلو على الأهواء، ماذا استفاد المسلمون عندما حَوَّلُوا الدِّين مِن جَوهر إلى شَكل، ماذا استفاد العرب عندما شَقُّوا طريقهم إلى المستقبل، وهم يطوون اسم محمد وشريعته مِن نشاطهم السياسي والفكري.

إنَّ أسمى عمل جليل قام به النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم أنَّه وَحَّدَ القبائل العربية بعد أن كانت مُتفرقة، وألف بين قلوبهم بعد أن كانت مليئة بالضغائن والحقد والعداوة، وجمعهم كلهم تحت راية واحدة عندما كانت تُفرقهم رايات شتى.

قالت "ساروجني ندو" شاعرة الهند: ]يُعتبر الإسلام أول الأديان منادياً ومطبقاً للديمقراطية، وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد، عندما ينادى للصلاة ويَسجد القروي والملك جنباً لجنب اعترافاً بأن الله أكبر، ما أدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم، والتي جعلت مِن كل رجل يُشكل تلقائياً أخاً للآخر[.

معاشر السادة: المولد النبوي الكريم والشريف يُطِلُّ علينا بعد أيام قليلة، نَبي العرب نبي الإسلام نبي الإنسانية جمعاء جاءنا بالرحمة، وقد وصفه الله بقوله جل جلاله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].

ما أحوج الأمة اليوم العربية والإسلامية، وما أحوج الأسرة الإنسانية جمعاء، أن تتمثل بقيم وتعاليم هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن تَقتدي بأخلاقه وشمائله الكريمة، وأن تسير على نهجه الكريم والقويم، الذي خطه ورسمه لها ذاك النبي العظيم، ما أحوج الأمة اليوم إلى أن تعود إلى ذاك النَّهج، لكي تستعيد كرامتها، لكي تستعيد مجدها، لكي تستعيد قدسيتها بين الأمم، ما أحوج العرب والمسلمين اليوم أن يتوحدوا.

كيف تفرقنا -يا سادة- بعد أن جمعنا النبي الكريم محمد؟ كيف نتقاتل مع بعضنا البعض بعد أن ألف الله جل جلاله بين قلوبنا مِن خلال نبيه العظيم؟ كيف تربي قلوبنا ذاك الحقد وتلك العداوة على بعضنا البعض ونهانا النبي عليه الصلاة والسلام أن نكون متباغضين متنافرين متحاسدين متعادين؟ كيف نفعل ذلك في الوقت الذي نَدَّعِي فيه جميعاً أننا نُحب رسول الله وأننا نسير على نهجه الكريم؟.

العرب اليوم هُم كالشَّاة التي أفلتت مِن القطيع، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ((إنما يأكل الذئب من القطيع الشاة القاصية))، التي تَشُذُّ عن القطيع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، واليوم عندما تفرق العرب وتركوا منهج النبي عليه الصلاة والسلام، بدل أن يضعوا أيديهم بأيدي الرحمن يضعون أيديهم مع الأسف بيد الشيطان، بدل أن يكونوا كلهم جميعاً يداً واحدة ضد الكيان الصهيوني الغاشم تجد النظام السعودي يُحرض على محاربة إيران، يضع يده في يد الكيان الصهيوني ويحث العالم بأسره على محاربة الشرفاء في الأمة العربية والإسلامية، وسمعنا منذ يومين تصريحات النذل "عادل الجبير" عندما قال: يجب أن يكون حزب الله حزباً سياسياً، إنهم يريدون إفراغ المقاومة من روحها الحقيقي، وهو روح النضال والمقاومة والكرامة والعزة والإباء، لا يريدون قوة ضاربة في الشرق الأوسط تكون شوكة في حلق الكيان الصهيوني، إنهم يريدون أن يكونوا أذناباً وأذلاء، لكننا نقول مِن على هذا المنبر مِن قلب دمشق، مِن دمشق قلب العروبة والإسلام: خَسِئتم أيها الخونة، خسئتم أيها الجبناء، خسئتم أيها الرجعيون، إن المقاومة اللبنانية هي في قلب كل عربي شريف، وهي في قلب كل عربي وأجنبي شريف في هذه القارات الخمس، ولن تستطيعوا أبداً أن تكسروا شوكة المقاومة لا أنتم ولا أسيادكم ولا أذنابكم، لأن المقاومة على حق تسير على حق تسير، على المنهج الذي يرضاه الله جل جلاله، وهو محاربة العدو الصهيوني، محاربة اليهود الصهاينة الذين حرفوا القرآن الكريم، وشوهوا صورة النبي صلى الله عليه وسلم في أذهان الكثيرين، واحتلوا الأرض واغتصبوا العرض، ودنسوا التاريخ والحضارات، وفعلوا ما فعلوا، ستبقى المقاومة اللبنانية، وسيبقى الجيش العربي السوري، وسيبقى الجيش الجزائري والشعب الجزائري العريق، وسيبقى الشعب اللبناني الأبي والقيادة اللبنانية، وسيبقى كل عربي شريف شوكة في حلوق اليهود الصهاينة، وسيبقون يَحتضنون المقاومة تحت رمش عيونهم وفي قلوبهم.

ومنذ يومين شخص طبيب العيون القائد الملهم بشار الأشد حفظه الله تعالى ورعاه في المؤتمر العربي أو في الملتقى العربي الذي عقده سيادته، وبَيَّن للحاضرين أن هذه الأمة تُعاني مِن أمراض كثيرة، وقد غزاها غزو ثقافي خطير وهي تُحارب أيضاً في لغتها، أعطوني زعيماً عربياً واحداً يَغار على اللغة العربية ومبادئها كما يَغار قائدنا بشار الأسد، في كل خطاب وفي كل لِقاء يُؤكد على اللغة العربية، لأنَّه يُدرك سيادته أن اللغة العربية هي قوة لنا، قوة لحضارتنا، قوة لتاريخنا، قوة لجيشنا، قوة لشهدائنا، قوة لهذا الوطن الكبير، وبَيَّن لهم سيادته أنَّه يَجب على العرب والمسلمين اليوم أن يُدركوا الأمراض والعلل التي تفتك بهم، لكي يتخذوا الدواء العاجل لهم، وإلا فهم يسيرون نحو الدمار والهلاك والهاوية، لكي تسود بعدها إسرائيل، وتكون حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل.

أيها النبي العربي: أهلاً وسهلاً بك بيوم مولدك.

أيها النبي العربي: لو ترى عينك ما يَفعل النظام السعودي مِن تجويع الملايين مِن أبناء الشعب اليمني الأعزل، هذا الذي يَدَّعي أنَّه خادم للحرمين، إنما هو خائن للحرمين.

لو ترى عينك -أيها النبي العربي- كيف تَقتل الأمة اليوم بعضها البعض.

لو ترى عينك -أيها النبي العربي- كيف مَلأ الحقدُ قُلوبنا على بعضنا البعض.

لو ترى عينك -أيها النبي العربي- كم بَعُدنا عن منهجك الكريم وعن منهجك القويم، في الوقت الذي نَدَّعي أننا نسير على نهجك وأننا نحبك.

اعذرنا يا رسول الله إذا كنا نَكذب في ذلك، فنحن كاذبون، لَو كُنَّا حقاً نسير على نهجك لما مات واحد مِن الجوع في يمننا الحبيب، ولا ما مات واحد مِن الجوع في هذا الوطن بسبب حصار الإرهابيين الغاشم، الذي دعمهم النظام السعودي والقطري وأردوغان بقيادة أمريكية بريطانية صهيونية، لو كُنَّا نَسير على نهجك يا رسول الله لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.

عذراً يا نبي الإسلام، عذراً يا نبي العرب.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.  

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة: 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً إلى يوم الدين, اللهم لا تُؤاخذنا بسوء فعلنا ولا بما فعل السفهاء مِنَّا, إن هي إلا فتنتك وبإرادتك ومشيئتك يا رب العالمين، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنَّا نَسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=4667