الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

شهداء الحق

الشيخ مأمون رحمة


شهداء الحق

بتاريخ: 16 من المحرم 1439 هـ - 6 من تشرين الأول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ([البروج: 4-9].

روى البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: ()قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون)).

معاشر السادة: شهداء الحق كثيرون في تاريخ البشرية، وقساوة الظَّلمة ليس لها حدود، وكم من أفراد وجماعات قُتلوا مِن أجل الدفاع عن عقائدهم ومبادئهم وحقوقهم.

إنَّ النُّفوس الأبية تَرفض الضَّيم والذُّل والهوان، ويَصعب عليها أن تَعيش بلا كرامة ولا ضمير، لِذلك فهي تختار أن تموت كريمة لا أن تموت ذليلة، لأنَّ هذه النُّفوس تُدرك تماماً أنَّ جَلَّادُها يُذيقها أشد العذاب لكي يُثنيها عن كرامتها، ويجعلها خاضعة لِكبره وجبروته.

في كل زمان ومكان يُوجد جنود للباطل، يغتالون الإيمان وأهله، ويُطاردون الحق وأتباعه، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ( [البروج: 17-20].

إننا نحسب أن تاريخ البشرية لا يُعرف في سجله الطويل أسوأ مِن مَدَنية الغرب في معاملة الآخرين، وتجاهل مصالحهم ومصادرة حقوقهم، بل إنَّه لا يعرف أسوأ مِن هذه المدنية في إراقة الدِّماء بغزارة، والتهام الحرمات بنهم، وتجسيم الأثرة الباغية تجسيماً يحجب كل ما وراءه مِن خير وعدل، بل إنَّ هذه المدنية تتميز ببراعتها الفائقة في فَرض إثمها على أنَّه شَرف، وإبراز شهواتها وكأنها قوانين نزيهة.

نحن نعلم أنَّ الرُّومان كانوا يَرمون خُصومهم للوحوش الجائعة، تنهش لحومهم وتهشم عظامهم، ولكن مِن الخطأ أن نظن أن أعداء العرب والمسلمين اليوم أقل سَفالة مِن قُدماء الرومان، ربما لم تستجلب سباع مِن الغابات لالتهام المعذبين المحكوم عليهم بالموت، لا لشيء إلا لأنَّ آلات التعذيب المستحدثة ربما تَسُدُّ مَسدها، وبخاصة إذا أشرف على إدارتها رِجال غاضت مِن قلوبهم معاني الرحمة، فَهُم ذِئاب مَسعورة في صورة بشر، والعدوان الغربي يَستبد به جنون القتل كلما كان العرب والمسلمون هم ضحاياه، وكلما كانت بلادهم هي هدفه.

إنَّه في هذه الأحوال يَستمرئ العدوان وينتشي بالدَّم المسفوك، لذلك أدرك المستضعفون في العالم أنَّ حَضارة الغرب لا ضَمير لها ولا قلب، إنَّها حَضارة قِطعان استغلت تَفوقها العسكري لِتَملأ الأرض فساداً ونذالة.

ينظر العالم العربي والإسلامي اليوم إلى مسلمي "الرُّوهينجا" بعين الحزن والأسى، ويَستغرب مُتسائلاً: هل فَقدت الإنسانية إنسانيتها؟ أم هل أصبح دم الإنسان وكرامته أرخص شيء في هذه الحياة؟!.

إنَّ المتحدث الإعلامي باسم مُسلمي "الروهينجا" قال: إنَّ سُلطات "بورما" قَتَلت حتى الآن حوالي مليون مُسلم، كما عملت على هدم المساجد والبيوت والمقابر الإسلامية، كما هَجَّرت الآلاف منهم، ومات المئات منهم غرقاً في البِحار، قتل للشيوخ وحرق للأطفال واغتصاب للنساء، يحدث كل هذا على مرأى العالم أجمع، وكأن البشرية لا ترى ولا تسمع.

وهل هذه المذبحة التي تُرتكب بحق البشرية هي الأولى؟ لا، في عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، وقعت مذبحة "كمباشا" في قرية صغيرة، حيث وُجد جُندي أمهري قتيلاً في القرية، فبعثت حكومة الإمبراطور "هيلاس لاسي" كتيبة مُؤلفة مِن مائة رجل بكامل أسلحتهم إلى القرية ليلاً، وقتلوا منها أكثر مِن ثمانين شخصاً، منهم الطفل والشيخ والمرأة، وأحرقوا الأكواخ كلها، ونهبوا المواشي، وزَجُّوا بالعشرات في السُّجون، وبعد مُضِيِّ سَنتين تبين أنَّ القاتل كان زَميلاً للقتيل مِن القرية نفسها، اتهمه بأنَّه على علاقة بزوجته.

وفي عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين، أمر وزير الحربية "آيبة آرقاي" بحرق قرية "جورشوم" إحدى مقاطعات "هرر"، حيث قام الجنود البرابرة باغتصاب النساء وحرق الأطفال والشيوخ في أكواخهم، فكان عدد الضَّحايا ما يزيد عن خمسمائة مِن الأنفس البريئة.

إنَّ العرب والمسلمين اليوم -مع الأسف- يُقتلون بأيديهم وبأيدي أعدائهم، وإنَّك لا تدري أَتُنَدِّد بالجرائم التي يرتكبها البوذيون بحق المسلمين، أم تُنَدِّد بالجرائم التي يرتكبها خَائن الحرمين الشريفين بحق الشَّعب اليمني الأعزل؟!.

إنَّ للقوة البَاغية مَنطقاً تحار فيه الألباب، لأنَّه يَسخر مِن أولي الألباب، ويُقصيهم عن طريقه، ويسير بدوافعه الخاصة غير مُكترث بشيء.

لقد هجمت عِصابات اليهود على فلسطين العربية، بإيعاز وإمداد مِن الدول الكبرى، فاجتاحت أرضها وشردت أهلها، وتركتهم يركضون على الثرى وبيوتهم يسكنها أعداؤهم، ويتكففون الناس وأموالهم، يبعثرها اليهود كيف يشاؤون، واستمر هذا البغي سنين طويلة، وكان صُراخ الضحايا يتردد في آفاق العالمين، ويَصل صداه إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم، ولكنَّ الهوى كان قد طمس على الآذان ونسج غشاوته على الأعين، فإذا السَّاسة الكبار والصغار يطبقون أفواههم دون أن يتكلموا بكلمة، على الرغم من تلك المآسي التي كانوا يَرونها، بل إنَّ الأمين العام للأمم المتحدة قال: [إنَّ إسرائيل وُلِدَت لِتَحيا]، وتدخل الإنكليز مُشفقين مُصلحين، يَعرضون على الفريقين المتنازعين أو على الشَّريكين المتشاكسين أن يَتقاسما فلسطين، لصاحب البيت حِصَّة وللمُغِير الفاتك حصة أخرى، ويَعترض اليهود على هذه القسمة قائلين: لا، لن نتنازل عن شبر أرض مِن بلادنا، ويدور العرب وبأعينهم في كل مكان فلا يجدون إلا ذئاباً كَشَّرت عن أنيابها وتواطأت على افتراس الضعفاء، وقد بَيَّن لنا ربنا جل جلاله أنَّ اليهود على مر التاريخ كانوا يُشعلون الحروب تَعَطُّشَاً لِسفك الدماء، ويستبيحون الأعراض ويغتصبون الحقوق ويسعون في الأرض فساداً، حيث قال سبحانه: )وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ( [المائدة: 64].

وإنك لتسأل: كيف يُعالج هذا العدوان وكيف تُكسر شوكته؟ إنَّه السَّيف وحَدُّه الذي يجتز هذه النَّواصي الكاذبة الخاطئة، إنَّ أولئك المغالطين المكابرين لا يَردهم إلى الصَّواب شيء إلا ما يَفري الأعناق ويُرغم على الإقرار بالحق.

إنَّ الأديان السماوية تَكره إشعال نيران الحروب ظلماً وعدواناً، ولكنها تدعو إليها عندما تُستباح الأعراض والحقوق، وقد تماشا مع مَوقف الأديان بعض الفلاسفة والقادة والمفكرين في العالم، قال الفيلسوف الألماني "فريد ريش فونشيلر": تَكون الحرب عادلة عندما تَكون ضرورية.

وقال الرئيس الأمريكي "جوين كيندي": على البشرية أن تَضع حَدَّاً للحروب، أو الحروب سوف تضع حداً للبشرية.

وقال الشاعر والكاتب الفرنسي "فرانسوا فيلن": كلُّ الحروب هي حروب أهلية، لأن جميع البشرية إخوة.

وقال السيناتور الأمريكي "تشارلز سمنر": أعطوني المال الذي تم إنفاقه في كلِّ الحروب وسوف أكسو كل طفل في العالم بملابس الملوك التي تفتخرون بها.

أجل يا سادة، هكذا نظر العقلاء في العالم إلى أنَّ الحروب لا ينبغي أن تكون، لكن اليهود الصهاينة لا يَفقهون إلا بلغة القوة، ولكن اليهود الصهاينة لا يَردعهم إلا القوة والحرب، اليهود الصهاينة يُشعلون الحروب يوماً بعد يوم في العالم العربي وفي العالم الغربي، وهم يظنون أنهم شعب الله المختار، ويَعتقدون أن جيشهم هو الجيش الذي لا يقهر.

في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين قال "موشي ديان" يائساً: لا أنا ولا أي جنرال إسرائيلي قادر على هزيمة الفلسطينيين. الذي سيهزمهم هو الجنرال يأس، لكن الفلسطينيين لا ييأسوا، ولن ولن ولن ييأسوا أبداً، لأنهم أصحاب حق وأصحاب قضية، وعندما تمادى اليهود الصهاينة وبعد نكسة حزيران عام سبعة وستين، تفرعن اليهود الصهاينة، وأصبحوا يمشون في الأرض خيلاء، وفكروا بعدها أن يضربوا سوريا بضربة مِن حديد تقسم ظهرها إلى يوم القيامة، لكن الأسد القائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله تعالى كان لهم بالمرصاد، أراد أن يُشعل حرباً ضد اليهود الصهاينة، يُريهم بأنهم صعاليك، يريهم بأنهم أقزام، أقزام أمام الأسود، أقزام أمام أصحاب الحقوق، وكانت حَربُ تشرين التحريرية في مثل هذا اليوم، في السادس من تشرين الأول، في مثل هذا اليوم المبارك وجه الأسد رحمه الله تعالى الزعيم العربي الشريف القائد المقاوم الجليل حافظ الأسد ضَربة صَعقت اليهود في بيوتهم وفي أماكنهم.

وكل الحب للقائد الخالد، هذا القائد الذي أعاد لنا كرامتنا، الذي أشعرنا بعروبيتنا وبإسلامنا وبمسيحيتنا، والذي عَلَّمنا ألا ننبطح، ألا نخاف، ألا نساوم، ألا نُفاوض، لأننا أصحاب حق، وصاحب الحق دائماً هو الذي ينتصر ولو بعد حين.

وكل الحب والإجلال لجيشنا العقائدي، الذي سطر أروع دروس الانتصارات، وقد علمنا وأنتم تعلمون والكبار مِنكم وأنتم كبار في القدر والفضل والكبار منكم يعرفون تماماً ما هي الأحداث التي كانت تجري في حرب تشرين التحريرية، كيف وقف جيشنا العقائدي بسلاحه الجوي، إنَّ السلاح الجوي كان وما زال وسيبقى شَوكة في عيون اليهود الصهاينة، كيف أسقط سلاحنا الجوي طائرات اليهود الصهاينة المعادية، أسقطها بالعشرات، ذُهل اليهود الصهاينة من سياسة القائد الخالد حافظ الأسد، واعتكفوا يدرسون ويتساءلون: كيف يملك الأسد هذه القوة الجوية الهائلة؟! كيف يملك الأسد هذا الجيش العملاق الهائل؟! هذا الجيش العرمرم الذي يؤمن بالله ويؤمن بوطنه ويؤمن بدينه؟ أصبحوا يتساءلون؟.

وتدور الأيام -يا سادة- وتدور الأيام يا عرب يا سوريون، لنسمع منذ يومين وزير الأمن الإسرائيلي "ليبرمان" عندما قال: الأسد انتصر في الحرب، وأرى طابوراً دولياً طويلاً يُريد أن يتودد له، انتصار تشرين يتقارن ويتلاصق ويتلاحم مع انتصار تشرين هذا اليوم، إنها الانتصارات يا سادة، كما أعلنا انتصارنا في الماضي أعلناها اليوم، وأعداؤنا يعترفون بها، أعداؤنا يعترفون بأنهم انهزموا على أقدام وتحت أقدام الأسد بشار حافظ الأسد، وانهزموا تحت أقدام ونعال رجال الله رجال الجيش العربي السوري، إنَّه الانتصار، إنَّه الانتصار، إنَّه الحب، إنَّه الإجلال، إنَّه التعظيم الذي يُقدمه لنا جيشنا، والذي ينبغي علينا أن نُقدمه نحن لهذا الجيش العملاق والعقائدي، وأن نقدمه لهذا القائد المقاوم.

ألا تُدرك -أيها السوري- أنَّك لولا الجندي لما كان لك وجود، لولا الجندي السوري لما كان لك وجود، لما كان لك أمان، لما كانت لك كرامة، ألا تُدرك ذلك؟ هؤلاء القديسين، هؤلاء الشهداء، شهداء الجيش العربي السوري، الذين نَفتخر بهم، نَعتز بدمائهم، نَعتز بغبار نعالهم، هؤلاء عندما نُوَدِّع شَهيداً وراء قافلة الشُّهداء نُدرك تماماً أنَّ وُجودنا مُرتبط بدمائهم، فدماؤهم هي التي ثبتتنا، دماؤهم هي التي أعادت لنا كرامتنا، دماؤهم هي التي علمتنا أن نموت أعزاء لا أن نموت أذلاء، إنَّها مَدرسة حافظ الأسد، التي عَلَّم فيها هؤلاء الرجال الأبطال، علم الضباط، علم الجنود، علم الشعب أن يكون شعباً مقاوماً، وعلمنا أن قضية فلسطين هي قضية سوريا، وأن قضية فلسطين هي قضية العرب بأسرها، وأنَّ قَضية الأقصى الشريف هي قضية المسلمين أجمعين، هكذا تعلمنا في مدرسة القائد المقاوم الخالد حافظ الأسد رحمه الله، مَهما أثنينا عليك يا أيها القائد الجليل وأنت تَنام في ضريحك العظيم والجليل، مَهما أثنينا عليك يَنتهي الزمان ولا ينتهي الثناء.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.

قفوا -أيها الإخوة- في هذا اليوم المبارك احتراماً لدماء شهدائنا الأبرار.

اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً، وأن تُهيئ لهم ملائكة ومَدداً مِن عندك برحمتك وجودك يا أكرم الأكرمين, اللهم إنَّا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=4597