الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

دور العلماء في إحقاق الحق

الشيخ مأمون رحمة


دور العلماء في إحقاق الحق

بتاريخ: 22 من شعبان 1438 هـ - 19 من أيار 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرونَ( [التوبة: 122].

معاشر السادة: إن تكوين الدُّعاة يعني تكوين الأمة، فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةً حسنةً لنفر من الرجال الموهوبين، وأثر العالِم فيمن حوله كأثر المطر في الأرض الموات، وأثر الشعاع في المكان المتألق، لذلك نجد لقمان الحكيم عليه السلام يُوصي ولده قائلاً: [يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن القلوب تحيا بالحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر[.

إنَّ الداعي الكبير يخلق العجائب في النفوس، ويَستطيع أن يجمع المتفرق ويُعلِّم الجهول ويُقرب البعيد، ويلمس بجهده الساحر ما حوله، فإذا هو يَسوقه صوب ما يُريد، ولا عجب، فهل تاريخ العالم إلا صحائف لنفر مِن الناس لمعت أسماؤهم في شتى الآفاق، بينما استخفت ألوف مؤلفة من أسماء الدهماء!.

إن بعض الغربيين يُمارون في هذه الحقيقة، ويزعمون أن الأفراد مَهما عظموا لا وزن لهم، وأن الفضل كله للجماهير, وهنا نسأل: مَا يَصنع الرعاع وحدهم في هذه الدنيا؟ إنهم يَظلون في أماكنهم حيارى حتى يجيء السّواق الممتاز فيصرفهم هنا وهناك، ومِن هنا نرى أن سبيل النهضة الناجحة لا يتمهد إلا إذا استطعنا على عَجل بناء جماعات مِن الدعاة المدربين البواسل، يَنطلقون في أقطار العالم الإسلامي ليرأبوا صدعه ويجمعوا شمله، ويمسّكوه ويبصّروه لغايته، ويتعهدوا مسيره ويقوّموا عوجه، ويذودوا عنه كيد الخصوم ومكر الأعداء وعبث الجهال وسفاه المفتونين.

الإسلام أحوج الأديان الآن إلى الدعاة الذين يَغسلون عنه ما التصق به من خرافات، ويقصون من طريقه الحواجز التي شعبت أهله وقسمتهم طوائف ومذاهب، )كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ( [المؤمنون: 53]، الإسلام فقير إلى رُجالات مُتجردة، تهب لله حياتها وتجعل مماتها فيه، متأسية بالإمام الأعظم الذي نزل على قلبه: )قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ * لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ( [الأنعام: 162-163]، سيكون هؤلاء الدعاة طلائع النور في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم، وأمل العالم في عصر أجدبت فيه الدنيا من رسل الرحمة واليقين، وامتلأت بزبانية الأثرة والفساد.

لذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحض الدعاة على تعلم العلم الصحيح، الذي يُورث الفكر الصحيح، عندما قال في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني: ((مَا اكتسب مُكتسب مثل فضل العلم، يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن رَدى, وما استقام دينه حتى يستقيم عمله))، وفي رواية ثانية: ((وما استقام دينه حتى يستقيم عقله)).

إن الجماهير الغفيرة أحوج إلى مَن يُعرفهم الحق، حتى إذا انشرحت به صُدورهم تطلعوا إلى ما يَستبقيه فيهم، وإلى ما يُثبتهم عليه، وإلى ما يُورثه ذراريهم بعد انقضائهم، فالحق أساس والجهاد حارس، هَب أنك زرعت حَديقة يانعة الثمار مُهدلة الأغصان، ثم أنشأت حولها سياجاً يَقيها السطو والاختلاس، ما تظن قيمة هذا السياج إذا انقطع عن الحديقة الماء، فذوى باسقها وجف مخضلها؟ أو ما قيمة هذا السِّياج إذا أصابها إعصار فيه فاحترقت؟ إن السياج عندئذ سيكون مَضروباً حَول صحراء لا خير فيها.

وكذلك العلماء عندما يَكتبون ويخطبون، وعندما يربون ويتعهدون، وعندما يحلون أو يرتحلون، وعندما يدافعون ويجادلون، إنما يَغرسون في النفوس حقائق الوحي وهدايات السماء، ويخلفون أنبياء الله على رعاية الخلق وإحسان قيادتهم، وكفالة حاضرهم ومستقبلهم، وقد راعنا معشر الدعاة أن مواطن الإسلام في هذه الأيام تتعرض لعبث هائل في قوامها الروحي والفكري، وأن أسراباً من الحشرات الفتاكة انطلقت مع زحف العدوان الأخير، وشرعت تجتاح الأخضر واليابس في ميادين العقائد والأخلاق، وأن آمال الزبانية تركزت بكل ما واتاها مِن قوى باطلة لختل الإسلام وجعله أثراً بعد عين، فالإسلام في هذا العصر يُعاني هجوماً ماكراً منظماً، رُسم في أناة ودقة سياسة بعيدة المدى وطويلة الأجل، تنتهي حتماً بالقضاء عليه وعلى أمته الكبرى، ما لم تقف في وجهها مقاومة مستميتة صادقة، وما لم تحتشد لرد السياسية العدوانية وما لم تحتشد لردها كل الوسائل الصحيحة والقوى المتفوقة، أو على القليل القوى المتكافئة التي يجمعها أنصار هذا الدين والآخذون به.

ونحن نمد الطرفة يمنة ويسرة، نبحث عن العلماء الدعاة، ليذودوا هذا البلاء ويتلافَوا تلك المحنة, وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يستطيع العلماء الذين يحملون العصا أن يواجهوا تلك القوى الغاشمة، كما تعجز العصا مهما اشتد الساعد في حملها عن مواجهة دبابة زاحفة أو طائرة منقضة تعجز الوسائل التافهة عن تحقيق أي كسب، في ميدان الأدب والثقافة، وميدان العلم والصناعة، وميدان السلم والحرب، إنها لا تعجز فحسب، وبل ترتد وبالاً على أصحابها، ومثاراً للسخرية منهم، أمام خصوم أتقنوا وسائل الغَلَبة، واستكملوا أسباب النجاح.

قال أحد العلماء المفكرين في مصر رحمه الله: [لن أسأم من التنبيه إلى أن الرجال الذي التصقوا بالإسلام ونصبوا أنفسهم لحمايته ما زالوا يحملون العصا القديمة في ملاقاة أحدث الأسلحة، بل أستطيع الذهاب في اتهامهم إلى أبعد من ذلك، إنهم قبعوا في أماكنهم يتحدثون ويتحمسون، ولم تحدثهم أنفسهم أو يُوحي إليهم حماسهم أن يدعوا أماكنهم العتيدة، ويبرزوا إلى عمل رائع، كأن الدعوة إلى الإسلام قطار يسير على شريط مِن القضبان الممتدة الممهدة، فليس يخشى عثاراً أو اعتراضاً، وهذا جهل بالإسلام كبير وبالحياة أكبر].

فما بال الذين نصبوا أنفسهم حُراساً على الإيمان، ما بالهم يبنون خططهم على كل شيء، إلا التعرض للحتوف والاستهداف للنوائب، كيف يقوم دين بهذه الخطة، وكيف تنكسر شوكة الماكرين به وبين جوانحهم روح الهجوم وبين جوانحنا روح التوجس والمحاذرة.

ثم يقول الشيخ: [وفي نفسي سخط كبير على أولئك الخطباء السحرة، الذين لم يغضبوا لله يوماً، ولا ناصبوا الأعداء يوماً، ولا ملكاً غاشماً، ولا محتلاً غاشماً، ولا تموت وجوههم لإثم شقي به الناس وسخطه رب الناس، ولا عناهم البحث عن أجدى الطرق لإنقاذ ديننا وبلادنا وأنفسنا من النكبة التي حلت بنا، ذلك أن الخطباء لهم أسلوب انفردوا به في التحدث عن الإسلام، جعل العوام وأنصاف المتعلمين وأشباه المتقين يلتفون حولهم، ويهتزون لكلامهم اهتزاز المخدَّر المخبول، ومن البديهي أن الإسلام يتأخر بهؤلاء ولا يتقدم، وأن قضاياه المعقدة لن تزيد في أيديهم إلا خبالاً، وأن الجمهور الساذج الحائر لن يهتدي إلى الحق إلا عندما يسير العلماء على منهج الحق وتصدح حناجرهم بقول كلمة الحق].

فيا دعاة الإسلام في المشارق والمغارب: انقلوا حقيقة الإسلام إلى الأجيال اللاحقة، كما انتقل إليكم عن الأجيال السابقة، خُذوا حِذركم من أعداء الحقيقة من الذين قاتلوا الأنبياء في العصور الأولى، )وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا( [البقرة: 217]، أَعيدوا الحياة الصحيحة إلى الأفئدة الفارغة والرؤوس الخربة، ليتحاب الناس بروح الله ويتعارفوا على هداه.

أيها المسلم, أيها العربي: كَثُرَ الكلام اليوم عن الإسلام السياسي، عن الإسلام الأمريكي، مع أنه لا يوجد أبداً ما يسمى بإسلام سياسي أو إسلام أمريكي، هذا الإسلام السياسي وهذا الإسلام الأمريكي الذي يَظهر بوضوح وعلناً وبقوة على الساحة الدَّولية هو نفسه الفكر الوهابي الذي أسسته بريطانيا ودعمته الوهابية السعودية في المملكة العبرية السعودية، وهذا الإسلام اليوم الإسلام السياسي أو الإسلام الأمريكي، يُحاول أن يُنشئ تحالفاً عربياً يُسميه الناتو العربي، والمسميات تختلف ولكن الهدف هو إبادة الدين الذي أنزله الله عز وجل، وإبادة الشعوب المتمسكة به، شعوب الأمة العربية والإسلامية.

وإننا نهيب بالعلماء في كل مكان أن يقفوا وقفة حق في وجه هذه الهجمة الشرسة والعدوانية، على إسلامنا الحنيف، وعلى ديننا وعلى عقيدتنا، وإنني أُخاطب خطباء الحرمين الشريفين، أقول لهم: أولاً اتقوا الله عز وجل في الإسلام الذي تتمسكون به، وتدعون أنكم تنتمون إليه، اتقوا الله عز وجل في هذه الأمة التي عملتم على تمزيقها وتفتيتها وتقسيمها، لم نسمع منكم أبداً في يوم من الأيام يا خطباء الحرمين الشريفين، لم نسمع منكم في يوم من الأيام أنكم قلتم لملككم الغاشم سلمان بن عبد العزيز أبو جهل، لم تقولوا له في يوم من الأيام: لماذا تقتل الشعب اليمني؟ لماذا تبيد الشعب الأعزل؟ ما هي الفائدة، وما هي الغاية من الحرب؟ أتخافون؟ بِئس العالِم الجبان, أتجبنون وأنتم في أشرف الأماكن المقدسة، تُراوغون، تنافقون، تكذبون؟ من أجل ماذا؟ مِن أجل مَصالحكم، مِن أجل دراهمكم ودنانيركم؟ لماذا؟ لم نجد -يا سادة- علماء وقفوا بجبهة واحدة في وجه العلماء في وجه شيوخ الفتنة بالأحرى، إنهم ليسوا بعلماء، إنهم شيوخ فتنة، لم نراهم يَقفوا وقفة حق في وجه الفكر الوهابي التكفيري، يُنددون بنَفَس بارد، يُدافعون عن الإسلام بنفس بارد، يُدافعون عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية بنفس بارد، إن دافعوا، لماذا هذا السكوت؟ لماذا هذا الخوف يا علماء؟ لماذا هذا الجبن؟.

لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام كما ورد في سيرته الطاهرة أنَّه مِن أشجع الناس، وقد قال عنه الإمام علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (كُنَّا إذا حمي الوطيس اتقينا برسول الله)، فقد كان في المقدمة، نبيكم كان في المقدمة، نبيكم علمنا أن نقول كلمة الحق ولا نخشى في الله لومة لائم، وكيف لا، وقد قال أبو ذر رضي الله عنه: (أوصاني خليلي أن أقول الحق ولو كان مُراً)، وإننا نقول لشيوخ الفتنة للذين حَرَّضوا الشباب وحرضوا المرتزقة إلى الجهاد في الجمهورية العربية السورية، وإلى الجهاد في عراقنا الحبيب، وإلى الجهاد في ليبيا الحبيبة، حَرَّضوهم إلى الجهاد في هذه البلاد المقدسة والمباركة، ولم يُحرضوهم على الجهاد في فلسطين، لم يحرضوهم على الجهاد لتحرير أسرانا الفلسطينيين، أسرانا الشرفاء الأبطال العظماء، الذين يَقفون ضد وجه الكيان الصهيوني، يُدافعون ويقاتلون بسلاح معركة الأمعاء الخاوية، لم نرَ هؤلاء شيوخ الفتنة في يوم من الأيام حرضوا على الجهاد إلى فلسطين لتحريرها مِن براثن الكيان الصهيوني، لم نرَ خُطباء الحرمين الشريفين في يوم من الأيام يدعون إلى تحرير الأقصى الشريف، لأن سياسة بلادهم تعتمد على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، فلا يجرؤن أبداً أن يتكلموا من أجل القضية الفلسطينية، ولا من أجل القضية العربية، وكم مع الأسف حرض علينا شيوخ الخليج بشكل عام، حرضوا على قتلنا، على دمارنا وعلى إبادتنا، تحت عنوان: حماية أهل السنة، نعم قمتم بحمايتنا، هجرتمونا من الغوطة الشرقية، خمس سنوات ونحن نعاني الأمرين، هجرتمونا من ريف حمص، هجرتمونا من ريف حماة، وبالأمس يا شيوخ الفتنة، بالأمس، بأموالكم، بفتاويكم الباطلة، بلحاكم القذرة، قامت داعش بمجزة مُروعة في بلدة عقارب بريف حماة في السلمية، مع كل هذه الأباطيل التي فعلتموها، ومع كل هذه الدعاوى الكاذبة التي قلتموها، عملتم جاهدين يا شيوخ الفتنة ويا دعاة القتل والخراب والدمار، عملتم جاهدين على أن تَحرقوا علم الجمهورية العربية السورية، لكن هذا العلم يدخل عامه السابع، ليقول للعالم أجمع: أنا اليوم أقوى مما كُنت سابقاً، أنا اليوم أجمع أبناء الجمهورية العربية السورية تحت هذه الألوان الزاهية التي اجتمع فيها دماء كل شهدائنا الأبرار، والتي اجتمع فيها سواد كل عيون المحبين والمخلصين لهذا العلم، هذا العلم يَا شيوخ الفتنة، يا شيوخ التضليل، هذا كلام وخطاب عام لكل شيخ فتنة مِن داخل هذا الوطن ومن خارج هذا الوطن، هذا العلم سيبقى مرفوعاً فوق سماء الجمهورية العربية السورية، رغم لِحَاكم القذرة سيبقى مرفوعاً فوق سماء الجمهورية العربية السورية، رغم أنكم أذناب لبني سعود وأذناب للخليجيين الماكرين، وأذناب لما يُسمى بالملك الأردني عبد الله الثاني، وأذناب لأمريكا، نحن هنا أقوياء بعَلَمنا بقيادتنا، بقائدنا المقاوم بشار الأسد، بجيشنا العظيم والعملاق الجيش العربي السوري، وأقوياء برجال الله رجال المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، نحن هنا في دمشق نقولها للعالم أجمع: ماضون إلى انتصارات كبرى، ها هي القابون، وها هي برزة، تدك تحت نعال رجال الله رجال الجيش العربي السوري، ها هي أنفاقها تُصبح في قبضة رجال الله رجال الجيش العربي السوري، ونرى المسلحين المجرمين الماكرين في الغوطة الشرقية لاسيما مَن أتانا من الخارج، يتهاوون صرعى بين شهواتهم وبين مآربهم وبين الجبن والخوف، لا يدرون ماذا يفعلون.

اعلموا أيها المسلحون المجرمون المارقون في الغوطة الشرقية وفي كل مكان على امتداد أرض هذا الوطن الحبيب، سيأتيكم الجيش، سيأتوكم رجال الله، سيأتوكم أسود الله، ويدكون معاقلكم، ويعيدون الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع هذا الوطن الحبيب، وستعلمون بعد قريب أنكم كُنتم ضحايا فكر وهابي، وكنتم ضحايا شيوخ فتانين، ساقوكم إلى الذل، ساقوكم إلى الهوان، أخذوا بأيديكم إلى الخزي والعار في الدنيا والآخرة، أما الشيوخ الشرفاء، ومَن والاهم ومن وراءهم، يقولون: نحن هنا أسود على الأرض، أصحاب الأرض، نحن أسود الله، أسود الجمهورية العربية السورية.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تُبلغنا شهر رمضان, وأن تُعيننا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان, وأن تَجعلنا فيه من عتقائك من النيران, اللهم إنا نَسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=4322