الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

بنو إسرائيل

الشيخ مأمون رحمة


بنو إسرائيل

بتاريخ: 10 من رجب 1438 هـ - 7 من نيسان 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل:) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ([المائدة: 44].

معاشر السادة: كان بنو إسرائيل أول أمرهم ممثلين لعقيدة التوحيد وسط شعوب قلّما تعرف حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر، والانفراد بعقيدة صحيحة بين أُمم ضالة يتطلب كثيراً مِن العناء والمصابرة، فقد يَسأم الإنسان تَكاليف الغُربة الروحية، وقد يُبتلى بمن يَضيق به وبعقيدته ويحاول فتنته عنها، ومِن هنا رأينا يعقوب عليه السلام يَجمع أبناءه قُبيل موته، ويُريد أن يَطمئن على مسيرتهم بعد أن يُغادر الحياة، تُرى هل سيظلُّون على الإيمان الذي شَرُفوا به أم يتبعون غيرهم على الوثنية والفساد؟ حيث قال سبحانه:) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ([البقرة: 133].

وكلمة الإسلام هي العنوان الفَذُّ للدِّين الأثير عند الله، بما يتضمنه هذا الدِّين من توحيد للخالق واستقامة على أمره وإنفاذ لوصاياه وإقامة لأحكامه، وقد رأينا يُوسف الصِّديق عليه السلام، وقد كان يوسف الصديق عليه السلام أشرف رجال هذه الأسرة، وأصلح أولاد يعقوب وأرعاهم لتعاليم أبيه في حياته وبعد مماته، وكان يُقدر نعمة الاختيار الإلهي لبيت يعقوب، كي يحرس التوحيد ويرفع لواءه، ولذلك رأيناه في السِّجن ينتهز الفُرص، فيدعو المسجونين إلى الله وينفرهم من الوثنية، ويشرح لهم معالم الإيمان الحق، وكان السجناء قد لحظوا قُدرته على استنباط الغيوب مِن خلال تعبير الرُّؤيا، فقال لهم يوسف عليه السلام: )... ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ * وَاتَّبَعتُ مِلَّةَ آبائي إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ ما كانَ لَنا أَن نُشرِكَ بِاللَّـهِ مِن شَيءٍ ذلِكَ مِن فَضلِ اللَّـهِ عَلَينا وَعَلَى النّاسِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرونَ( [يوسف: 37-38]، ويوسف عليه السلام بهذه الكلمات يَنُوء بمكانة أسرته ووظيفتها الرفيعة في قيادة الإنسانية إلى الله الواحد ونبذ الوثنية السائدة على عهده، ولذلك يتابع نُصحه لرفقاء السجن قائلاً:) يا صاحِبَيِ السِّجنِ أَأَربابٌ مُتَفَرِّقونَ خَيرٌ أَمِ اللَّـهُ الواحِدُ القَهّارُ * ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ([يوسف: 39-40]، ومن الإنصاف أن نقول أن أبناء يعقوب في تاريخهم المتقدم، وفوا بعهدهم لأبيهم وقاوموا أمواج الوثنية التي حاولت أن تجرفهم، ولعلهم تحملوا في ذلك آلاماً رهيبة، وأي آلام أبشع من تذبيح الأبناء واستحياء النساء، لكنهم مع تلك المحن لم يفقدوا شخصيتهم، ولم يَذوبوا في غيرهم، ولم ينسوا أصل رسالتهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل عنهم في القرآن الكريم:) وَلَقَدِ  اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُّبِينٌ ( [الدخان: 32-33].

لكن بني إسرائيل مع سير الزمان واختلاف الليل والنهار أخذوا يبددون أمجادهم ويغاضبون ربهم ويتنكرون لمواريثهم ويتنكرون لمواريثهم، ولم يَنشأ هذا الانحراف من غلبة عدو عليهم وتأثيره فيهم، بل نشأ من اغترارهم بالله وجرأتهم عليه وابتذالهم لنعمه، فأضحوا كالولد المدلَّل لا ينتظر منه أدب ولا تثمر في تقويمه موعظة، وتطرق هذا العوج إلى المبادئ التي اخْتِيرُوا لإعلاء منارها وتمهيد سبلها، فإذا هم يَخلطون التَّوحيد بالشرك، ويذهلون ذهولاً مُطلقاً عن الله واليوم الآخر، ويَرتكبون المعاصي دُون حذر، وينسون قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويَنطلقون على ظهر الأرض ما تُسيرهم إلا غَرائزهم الدَّنيئة مُقترنة بدعاوى عَريضة ومَزاعم مكذوبة، فكانوا بهذا المسلك الجديد شَرَّاً مِن الأمم التي كلفوا قديماً بتعليمها وتأديبها، وفُضلوا عليها تفضيلاً.

وبسبب هذا العوج نَحَّى الله أبناء إسرائيل عن المنصب الذي لم يقدروه حق قدره، واستقدم العرب ليقودوا الإنسانية ويأخذوا بزمامها، لعل العرب يُحسنون الوصاية على رسالته والسيرَ بها، فقد كان من المنتظر مِن بني إسرائيل أن يستغلوا تمكين الله لهم في نُصرة دينه وإسعاد عباده، إلا أنهم سُرعان ما فتكت بهم جراثيم السطوة والثروة، فلم يُفلتوا من العقاب المعد لأمثالهم، حيث قال سبحانه:) سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ([البقرة: 211].

وقد بين الله عز وجل للمسلمين مَراحل هذا التبديل لنعمة الله، وأوضح مظاهره في أخلاق القوم ومسالكهم، ومَا فَعل ذلك جل جلاله إلا لِيَتجنب المسلمون المزالق التي هَوت بغيرهم، فإن الأمم لا تُنكب جُزافاً، ولا تُساق إليها المصائب خط عشواء، ولكنها قوانين الله التي يَخضع لها الأولون والآخرون، ولا تُقبل فيها شفاعة ولا يَقف حكمها استثناء.

والغريب أن التَّوجيه الذي قيل لهؤلاء قيل لأولئك على تباعد الزمان بين الفريقين، فَبَعد أن مَرَّت عصور طويلة جيء بالأمة الإسلامية، وبعد أن أُقصي بنو إسرائيل الذين أساؤوا وظلموا، فماذا قال الله للأمة الجديدة؟ قال: )وَلَقَد أَهلَكنَا القُرونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَموا وَجاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ وَما كانوا لِيُؤمِنوا كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ *  ثُمَّ جَعَلناكُم خَلائِفَ فِي الأَرضِ مِن بَعدِهِم لِنَنظُرَ كَيفَ تَعمَلونَ( [يونس: 13-14]، إنه القول ذاته الذي قيل لبني إسرائيل منذ قرون سحيقة، فَلنُقارن بين تاريخ وتاريخ، وعِوج وعِوج، لنعرف ما لنا وما علينا، وهل وَفَّينا أم غدرنا، وهل ما أصابنا كان من جور الليالي علينا أم هو من صنع أيدينا وحصاد ما غرسنا.

إذا كلف الله أمة برسالة ما فيجب أن تكون أحوالها الظاهرة والباطنة ومعاملاتها الداخلية والخارجية صورة دقيقة لهذه الرسالة، صورةً تجذب الآخرين لها وتغريهم باعتناقها، أما أن يُنفر المسلمون غيرهم مِن الإسلام فتلك خِيانة كبرى، وبهذا فسر العلماء قول المؤمنين: )رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمينَ( [يونس: 85قال المفسرون: تُصيبهم هزائم بسبب تقصيرهم وتفريطهم، فينظر الكفار إلى هذه الهزائم فيقولون: لو كانوا على حق ما مَسَّتهم تلك المصائب، ولن تَنكب أمة رسالتها بأسوأ من صرف الناس عنها بهذه الطريقة الخسيسة.

ومِن المؤسف أن بعض المسلمين أثاروا في أفق الدعوة ضباباً لا آخر له بقولهم وعملهم على سواء، فتخلفهم العلمي مُزعج، وهبوطهم الخلقي شديد، وهذا وذاك صُدود عن سبيل الله وفتنة كبرى، فإذا كانت تَعاليم الإسلام في الأَوج، وكانت حال المسلمين في الحضيض، فإن هذا التَّقارن وإن هذه المقارنة ستظل دائماً مسار ارتداد عن الإسلام أو اتهام له.

في سورة آل عمران -يا سادة- وصفنا الله بقوله: )كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ( [110]، لماذا؟ أهو امتياز عنصري أم تفضيل جغرافي؟ لا هذا ولا ذاك، إنما هو لخصائص فكرية وخُلقية تنفع الإنسانية جمعاء بعدما تنفع أصحابها أولاً، هذه الخصائص هي قوله سبحانه: )تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ( [آل عمران: 110]، وهذه الخصائص هي التي فقدها أصحاب الرسالة السابقة، فعُزلوا عن منصب القيادة الروحية، ولذلك قال مباشرة: )وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ( [آل عمران: 110].

والأمم تآخذ بما يسود كثرتها الكبرى مِن عوج ورذيلة، فوجود قلة صالحة لا يُغني عنها شيئاً، ولا يُجنبها المصير المحتوم، وواضح مِن تعبير القرآن الكريم أن مَصير الأمة مُرتبط بمدى إيمانها، وأن سبقها لغيرها وترجيحها عليها مَنوطان بحرصها على فَضائلها، وإلا فَسوف يُصيبها ما أصاب غيرها، ولعل الأمة العربية والإسلامية اليَوم قد أُصيبت بِشَرٍّ أخطر مِن الشر الذي أصاب الأمم مِن قبلها، وأي شر أعظم من أن تقتتل الأمة مع بعضها البعض.

لقد حذر النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم أمته مِن أن تسلك هذا المسلك الخسيس، عندما قال: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)).

ها هو التحالف العربي -يا سادة- يَشُنُّ حرب إبادة على الشعب اليمني الأعزل، ويصف حربه بأنها نصر للدين وللأمة، وها هي الإمارات العربية المتحدة تشترك مع إسرائيل بمناورات جوية، أما المملكة السعودية العِبرية فَهَمُّها الوحيد هو إفناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نستطيع أن نقول مِن خلال هذه المواقف الخسيسة أن عَدُوَّ العرب والمسلمين هم العرب والمسلمون، وأن الصراعَ الدائر الآن هو صراع بين أبناء الدم الواحد والرسالة الواحدة، فنحن المسلمون ظلمنا مرتين: ظُلمنا عندما حرف اليهود التوراة لكي يذبحونا، وظُلمنا عندما انحرفنا عن القرآن وتعاليم وأخلاق القرآن الكريم.

فواجب اليوم على الأمة العربية والإسلامية ابتداءً مِن علمائها لأنهم يُمثلون الدِّين، ولأن الناس يقتنعون بالدين، ولأن الناس يعتقدون أن الدِّين هو كلام الله جل جلاله، واجب على العلماء في العالم العربي والإسلامي وحتى الغربي، أن يقفوا وقفة حق من أجل أن يَنصروا هذا الإسلام، والإسلام لا يحتاج إلى مَن ينصره بالمعنى الذي نفهمه، الإسلام يُريد اليوم مِن المسلمين أن يُعطوا صورة حقيقية عنه.

رحم الله إمام الدعاة الشيخ متولي الشعراوي عندما قال: ]نحن لا نخشى على الإسلام مِن أعدائه، إنما نخشى على الإسلام من أبنائه[.

أين أنتم يا عرب، أين أنتم يا أصحاب القمة العربية، أيها الأموات، الذين عقدتم القمة أو قمتكم عند البحر الميت، أين أنتم، إسرائيل تَعتدي وتتمادى في طغيانها وجبروتها يوماً بعد يوم، إسرائيل تتوسع في استيطانها، إسرائيل تقتل، إسرائيل تغتال الأرض والبشر والحجر، أين أنتم، عميان؟ أم أنكم أصم؟ أم أنكم لا تنطقون؟.

وها هي الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تعتدي بشكل سافر ومُريع على أرض هذا الوطن، على جيش هذا الوطن، تُوجه ضَربة عسكرية مِن خلال البحر، من خلال بارجتين أمريكيتين، لتستهدف مطار الشُّعيرات، لكننا نقول إن أهلنا في الشعيرات ننحني أمامهم إجلالاً وحُبَّاً وتقديراً، لأنهم وقفوا موقفاً مُشرفاً، لما رأوا صواريخ القوات الأمريكية تنهال على المطار، خَرج أهل القرية هناك برجالها ونسائها وشبابها، حاملين بندقيتهم لكي لا يَدعوا تنظيم داعش أن يدخل عليهم، هذا هو الشعب السوري، وهذه هي صورة مُصغرة عن الشعب السوري، وإننا نقول لـ "ترامب" هذا الأحمق المتهور والمتدهور، نقول له: إن أسيادك من قبل ومن بعد وأنتم كسياسة أمريكية معروفون بكذبكم بتضليلكم بدموع التماسيح، معروفون بذلك، لكننا نقول لك: كما قال القائد "عمر المختار" رحمه الله تعالى، عندما اشتد عليه وطأة الطليان قال: (إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك)، إن ضرباتك يا "ترامب" زادتنا قوة، زادتنا صلابة، زادتنا عزيمة، والدليل ست سنوات مَرَّت حليفتكم القزم إسرائيل تدخلت مرات عديدة بضرب مواقع عسكرية في أرض هذا الوطن، مع كل مَا أصابنا ومع كل ما نتعرض له، تجد هذا الجيش قائماً، تجد الجيش صامداً، تجد الشعب العربي السوري واقفاً، خلف القيادة أولاً، خلف الجيش ثانياً، خلف قضيته وحقه ثالثاً.

وإننا لنقول للعالم أجمع: هذه السيناريوهات التي نراها اليوم تدل على حِقدٍ دَفين، ونحن لا نأسف ولا نحزن لما فعل "ترامب"، لا يعنينا هذا الأمر، هو في النهاية عدو، إسرائيل عدو، نحن نحزن من الذين يقولون أنهم سوريون، وما زالوا يحملون البندقية في وجه هذا الوطن، أنت لست بسوري أنت تلمودي، كل من خان الوطن هو تلمودي، كل مَن يؤيد عمل الولايات المتحدة هو تلمودي، كل مَن يقتل ويُجرم ويعربد على أرض هذا الوطن باسم الخير والإصلاح لهذا الشعب هو تلمودي، رأينا حريتكم أيها الغربيون في العراق، رأينا حريتكم أيها الأمريكيون في العراق، قتلتم "صدام"، أين العراق اليوم؟ ماذا حدث بعد صدام؟ أيها الفرنسيون قتلتم معمر القذافي، أين ليبيا اليوم؟ أيها العرب الخونة، سلمان بن عبد العزيز القاتل السفاح المجرم المستخدم للقنابل العنقودية المحرمة دولياً في بلاد اليمن، قتلت في اليمن، أين حريتكم وديمقراطيتكم التي تدعونها والتي تريدونها للشعوب، نحن نعرف أكاذيبكم، نعرف أنكم خونة، نعرف أنكم مجرمون، من أراد أن يتهم الجيش العربي السوري فعليه أولاً أن يتوضأ بغبار نعل رجال الله رجال الجيش العربي السوري أولاً، ثم بعدها يتكلم ما يحلو له، هذا الجيش الذي وقف بحق لِيَحمينا وليصون كرامتنا، ولكي تبقى راية الوطن مرفوعة على مر التاريخ والزمان.

ونحن اليوم أيها العرب أيها المسلمون، وعندما أقول أيها العرب إنما أقصد الشرفاء، أما الحكام الخونة الذين أنهوا مؤتمر القمة، ثم ذهبوا إلى واشنطن ليتمسحوا بنعل "ترامب" هؤلاء لا يعنونا، لا من كثير ولا من قليل، ولا من قبل ولا من بعد.

أيها العرب, أيها الشرفاء في العالم, أيها الحلف الذي يقف بحق إلى جانب الجمهورية العربية السورية: سنبقى رافعين لهذا العلم، بدمائنا، بأرواحنا، بأجسادنا، وسنتكلم قول كلمة الحق، وكل من ما زال يكتم فمه عن قول كلمة الحق هو تلمودي، الوطن لم يعد يحتمل، الرَّمادية لا مكان بيننا يا سادة، التخاذل أبداً أبداً لا مكان له بيننا، هذا وطنك، هذه هي أرضك، هذا علمك، واجبك أن تقاوم، واجبك أن تكافح، واجبك أن تقول للعالم: أنا هنا، أنا عربي، أنا سوري، ليبقى هذا العلم شامخاً ومرفرفاً فوق سماء الجمهورية العربية السورية، بقيادة القائد الفذ والشريف والمؤمن بشار حافظ الأسد، وبقيادة ونصر رجال الله رجال الجيش العربي السوري، ورجال المقاومة اللبنانية المتمثلين بحزب الله، الويل لكم يا صهاينة، الويل لكم مِن ضربات حزب الله، الويل لكم يا ثعاليب، أنتم وأذنابكم هنا ستصعقون قريباً، وستسحقون تحت نعال رجال الله رجال الجيش العربي السوري، والحمدلله رب العالمين.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

أيها الإخوة: بعد فريضة الجمعة سنُصلي صلاة الغائب على أرواح شهدائنا الأبرار الأطهار والعظماء والشرفاء، بعد صلاة الجمعة مباشرة إن شاء الله.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم عليك بالأمريكيين ومن والاهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم عليك باليهود الصهاينة ومن والاهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم منزل الكتاب ومُجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم.

قوموا -أيها الإخوة- لندعو لرجال الله احتراما ًوتقديساً لهؤلاء القديسين.

اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, نسألك يا الله  أن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم أمدهم بمدد من عندك, اللهم أمدهم بملائكة من عندك, اللهم انظر إليهم بعين العطف والرحمة والنصر, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, وأن تجعلهم شوكة دائماً في حلوق بني سعود، وفي حلوق الصهاينة المعتدين، وفي حلق كل متخاذل صهيوني ومتصهين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول والشريف بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=4261