الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا

الشيخ مأمون رحمة


وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا

بتاريخ: 6 من محرم 1438 هـ - 7 من تشرين الأول 2016 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ( [العنكبوت: 69].

معاشر السادة: ما جدوى الحقيقة إذا استخفت تحت أطباق من الجهل، أو توارت تحت حجب من الهوى فلم يعرفها أحد ولم يظفر بها إنسان؟!.

إن الحقيقة التائهة أو الضائعة كنز مفقود في بيئة يائسة، أو دواء مهمل بين أفراد و جماعات من المرضى والمهازيل، وكثير من الناس يجيء إلى هذه الدنيا ويخرج منها وهو محروم مِن معرفة الحق والاهتداء به، يَقضي جُلَّ عمره صريع أوهام غالبة أو أهواء طامسة، فما يدري عن حقيقة الوجود إلا الشيء التافه القليل، والعصور تنقضي على بعض الأفكار الرجراجة، فإذا الإشاعات تتحول إلى عقائد والخرافات تنقلب إلى تقاليد، يحوطها التعصب ويساندها القانون.

إن الحق منذ نشأت الحضارات على الأرض عانى من الآلام الهائلة من الذين ينتهكون حرمته ويحتقرون حجته، لا لشيء إلا لأن أيديهم حافلة بأسباب البغي، ها هو عيسى عليه السلام أَدَّى رسالته بأمانة، وجرى له ما جرى لغيره من المرسلين عندما ينقلون للناس هدايات الله ويحاولون فطام الجماعات عما ألفت من ظلم وظلام وخرافة وأوهام، ثارت الجاهلية ضِده وشرعت تكيد له، ولم يتزحزح هو عن موقفه، بل ثبت كالطود أمام عبث اليهود وعسف الرومان، وهو لم يُسقط القوة من حسابه في مكافحة مضطهديه ومضطهدي أتباعه، وكيف يُقال أنه أسقطها وقد جاء على لسانه: (ما جئت لألقي على الأرض سلاماً بل سيفاً) إنه السيف يريد أن ينتصر على السيف، وهو إذا حمل السيف فالحق إلى جانبه، وخصومه من اليهود والرومان يوم يحملون السيف في وجهه فهم مبطلون جائرون.

لقد بعث الله محمداً إلى العالم والبشريةُ لا تعرف عن الحق شيئاً، حتى إذا اتصل الملأ الأعلى بقلب النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم؛ أخذت لُمَع من الحق تبدو للبصائر الحائرة والقوافل التائهة لتدلها على الصراط المستقيم، وشرعت آيات القرآن تجلو الغشاوات التي صنعتها الأوهام ونسجتها الغفلات، وتحذر العميان عقب الضلال وتغري المستجيبين بخيرات الهدى، حيث قال سبحانه: )وَبِالحَقِّ أَنزَلناهُ وَبِالحَقِّ نَزَلَ وَما أَرسَلناكَ إِلّا مُبَشِّرًا وَنَذيرًا * وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا * قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا( [الإسراء: 105-107]، إن هذا التخيير عود إلى تحريك العقل وإيقاظه من سباته، فإن بقي على جهله فلا انتظار لإيمان منه، وإن تحرك مع المعرفة الوافدة آمن، ولذلك قال الله: )إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا( [الإسراء: 107].

والحق لا يَصل إليه امرؤ مريض الغرائز شائه السريرة، كما لا يَصل إليه فِكر مُشوه مُتتبع للظنون والشائعات، فلا بد من نظافة القلب واللب معاً، وسلامة الضمير والعقل جميعاً.

لقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وليس للحق ظل يأوي إليه أحد في شؤون العقيدة وأحوال المجتمع وطرائق الحكم، كانت الجاهلية القائمة على الفتنة والخداع والسطو، البعيدة عن اليقين والصواب والهدى، تسود المشارق والمغارب، وتجعل لمسير البشر ألف وجهة، ليس بينها وبين الحق شبه قريب أو بعيد، كان الهدف من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أن يَغرس الحق في النفوس والبيئات، وأن يُقيم له شارات وركائز يَعتز بها ويأوي إليها، والعبء الذي حَمله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يتمثل في أنه كَشف الحق بعد خفاء وعلمه للناس بعد طول جهل، إن ذلك وإن عظم قليل قليل بالنسبة إلى حماية هذا الحق ونفخ الحياة فيه حتى يَقوى على الثبات في عالم يموج بالأباطيل موجاً، وتتوارثه عصبيات قائمة وسلطات جاثمة.

لقد رأينا في تجارب الزمن أن الحق غريب مستوحش، فقد نحسب خِدمة الحق لا تَعدو تقريره وكشف النقاب عنه وهذا خطأ كبير، فإن تَثبيت الحق يَحتاج إلى رعاية ومتابعة وبذل جهود مضنية، وإلا أذابه الباطل وجرفه في تياره أي شعور كان يختلج في فؤاد هذا النبي الكريم، وهو يرمق البشرية تصحو وتغفو على نوع من العيش لا يعرف الله ولا يقيم أمره ولا يفكر في لقائه.

كان النبي الكريم r يُدرك أن نُصرة الحق تحتاج إلى تكوين بيئة خاصة، بيئة تفقهه وتحتضنه وتفتديه، بيئة تفقهه وتحتضنه وتفتديه، بيئة يتعهدها صاحبها كما يَتعهد رب الأرض زرعه حتى يستوي وينضج، وكذلك فعل النبي الكريم، فقد ربى بالوحي جماعة من الناس استنارت بالحق بصائرها وكاثرت به الجماهير وهي قليلة، ولم تخش في البقاء عليه أو الدعوة إليه بطش ذي سلطان أو ظلم ذي عدوان، وإلى هذه الفئة المؤمنة بالحق الصابرة على وحشته ومرارته؛ وُكِلَ إبلاغُ الرسالة إلى العالم كله.

لقد استطاع النبي r أن يُربي أصحابه على القدرة النفسية، على مخالفة الجماعة إذا كانت مخطئة، والقدرة النفسية على المشي مع الحق وإن كان الناس مبطلين، وهذا الأمر لا يستطيعه كل إنسان، فقد تبين لنا من خلال التأمل في مَسالك الخلق أن الناس نوعان: نوع لا يَقبل السير وراء الحثالة والرعاع, ونوع ذَنب لا يُحسن إلا أن يكون مع التيار، وهذا النوع سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالإمعة، فقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)).

هكذا ربى النبي r الجيل الذي تَكوَّن قبل الهجرة، رباه على قدرة مخالفة المواريث السائدة والتقاليد الموطدة والتيارات الغالبة، وفي هذا نقرأ في سورة هود المكية قوله سبحانه: )وَقُل لِلَّذينَ لا يُؤمِنونَ اعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّا عامِلونَ * وَانتَظِروا إِنّا مُنتَظِرونَ ([121-122], ونقرأ في سورة الأنعام المكية قوله سبحانه: )قُل يا قَومِ اعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّي عامِلٌ فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن تَكونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ ([135]، ولكن مخالفة البيئة إذا ضَلَّت قد تُكلف صاحبها تعباً وقد تُجشمه عنتاً، قد تكلف صاحبها عنتاً وقد تجشمه عنتاً، فأحداث الهجرة وما قبلها جعلتنا نرى أن الذين آمنوا وصدقوا في إيمانهم حُوربوا بثلاثة أنواع من الحروب:

النوع الأول: حرب الاضطهاد، وقد وُجهت للضعاف الذين لا عزوة لهم ولا عصبية، والرسول r في أول أمره كان لا يملك شيئاً، وليس لديه ما يقدمه من حماية، إذا رأى أسرة كأسرة عمار بن ياسر إذا رآها تُعذَّب كان يقول لها: ((اصبروا آل ياسر, فإن موعدكم الجنة)).

النوع الثاني: حَرب السخرية، وحرب السخرية كانت حرباً فيها نوع من الإيذاء النفسي ومن الإحراج البالغ، كانت حرباً موجعة، وإلى هذه الحرب أشار القرآن بقوله سبحانه: )وَقالوا يا أَيُّهَا الَّذي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنون( [الحجر:6]، وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـؤُلَاءِ لَضَالُّونَ( [المطففين: 29-32].

النوع الثالث: حرب المقاطعة، وهي حرب مُؤذية، فعندما يكون الإنسان تاجراً ثم تتقرر مقاطعته، أو عندما يكون له بنات وبنون فيتقرر أن لا يتزوج أحد مِن بناته؛ فإن ذلك مؤلماً، هكذا صنع الوثنيون بمحمد r وأتباعه، لَكنهم تحملوا هذا كله، والتاريخ يعيد نفسه، فلما ثبت السوريون على مبادئهم وتمسكوا بالدفاع عن أرضهم وكرامتهم حاربهم "أوباما" أبو لهب، و"سلمان بن عبد العزيز" أبو جهل، و"أردوغان" مسيلمة الكذاب، بهذه الأنواع الثلاثة مِن الحروب الجائرة والحقيقة.

يا سادة: إننا نُواجه في هذه الأيام ضُروباً من الاستفزاز تستثير الحليم، ولن يُفيدنا ذلك إلا ضبطاً لأعصابنا وبصراً بمواطئ أقدامنا، فإذا طاش لُب العدو وانفلت مِن قيوده انفلات الوحوش تَلقيناه بعزم لا ينفني وقوة لا تهن.

إن الفَوضى الدولية تُهدد العالم وتَملئ مُستقبله بالغيوم والرعود، وهي فوضى تقوم على تنازع البلدان فيما بينهم، وهي فوضى ينشرها الأقوياء المغرورون ليجعلوا العلاقات بين الأمم قائمة على نوازع الهوى ودوافع الشهوات، بعيدة عن وحي القانون وضوابط الضمير، وأبعد من ذلك كله عن مرضاة الله وهداية السماء، وهذه الفوضى مالت علينا تبغي اجتياح كل ما حصلنا عليه من تقدم ورقي، إنها عودة للجاهلية الأولى بكل ما شانها من سوءات وعيوب، هذه الفوضى تقوم على الهمجية في وسائلها وتفكيرها، يمدها حقد دفين وغل قديم ضد العروبة، وما تحوي العروبة من صحائف الوحي ومنارات الحق، ألا فلنصحو -يا سادة- فليست المعركة معركة حرية وديمقراطية، ولكنها معركة وجود أو لا وجود.

معاشر السادة: أعداؤنا اليوم المتمثلين بالخليجيين العربان، والمتمثلين بالأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والأتراك، ومن يدور في فلكهم، ومن يعزف على وترهم، كلهم يهدفون اليوم إلى دمار سوريا، إلى دمار هذا الوطن الكبير، الشامخ بقيادته وشعبه وجيشه، ولكن الأمور سارت على غير ما يتوقعون وغير ما يتمنون، هذا الانتصار الذي يُحققه رجال الله رجال الجيش العربي السوري في حلب وحماة وحمص ودمشق وريفها، وغيرها من المناطق؛ قلب الطاولة على رؤوسهم، وجعل "بوتين" يضع "أوباما" تحت نعله، ليقول له: (اخرس أنت وأذنابك السعوديون، اخسؤوا فقد انتهى زمانكم وفات أوانكم، وماتت قوتكم وانهارت عزائمكم، انتهيتم، لا مكان لأصواتكم بعد اليوم، ولا مجال لأن ترفعوا أصواتكم الدنيئة والنجسة بعد اليوم، لأن الحق قد أصبح واضحاً، ولأن الانتصارات تتحقق يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة). ونحن نقول: شكراً لبوتين، هذا القائد الفذ المحبوب المقاوم، شكراً لروسيا الاتحادية الشقيقة، شكراً لجمهورية الصين الشقيقة، شكراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، شكراً لفنزويلا، شكراً للجزائر، شكراً لكل وطن ولكل بلد عربي أو أجنبي وقف بحق إلى جانب الحق في الجمهورية العربية السورية، فالكذابون والدجالون والمنافقون والحاقدون علينا وعلى تاريخنا وحضارتنا وأمجادنا قد أصبحوا في مزبلة التاريخ، ونحن اليوم نحتفل في هذه الأيام المباركة بالذكرى الثالثة والأربعين لحرب تشرين التحريرية، التي قادها القائد الشريف والزعيم العربي الشريف القائد الخالد "حافظ الأسد"، رحمه الله تعالى وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجعل قبره من رياض الجنة، تلك الحرب التي قادها القائد المغوار "حافظ الأسد"، لكي يعطي لليهود على مر التاريخ أنكم خسئتم أيها الرجعيون، خسئتم أيها العربان، أنتم وأذنابكم ومن تمولوهم ومن تدعموهم، خسئتم إذا كنتم تظنون أن سوريا ستنهار في يوم من الأيام، أو أنكم تستطيعون تحطيمها أو تحطيم جيشها المغوار، فقد كانت حرب تشرين التحريرية رسالة إلى العالم أجمع أن الجيش العربي السوري كان وما زال وسيبقى يُحسب له حسابه، وجيشنا اليوم بفضل الله جل جلاله أقوى مما كان في السنين الماضية، أقوى مما كان في السنوات السابقة، لماذا؟ لأنه أيقن أن اليهود والماسونية العالمية جَندت الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية مع الأسف لِتَعمل على تدمير وتَفتيت هذا الجيش العقائدي، لكنهم لم ولن يستطيعوا لأنه جيش عقائدي.

أيها السوريون, أيها العرب: في هذه الأيام تحتفل جمهورية مصر العربية أيضاً بانتصار حرب تشرين التحريرية، ويحتفل أيضاً هذا الوطن وأبناء هذا الوطن، ونحن واجب علينا كسوريين وكعرب أن نقف بحق، كشعوب أن نقف بحق، إلى جانب الجيش العربي المصري، وإلى جانب الجيش العربي السوري، وإلى جانب الجيش العربي العراقي، وإلى جانب الجيش العربي الجزائري، وإلى جانب كل جيش عربي مقاوم، أما جيوش العربان، أما جيوش العربان، أصحاب الاستعراضات الفارغة، أولئك النعاج؛ فوالله هؤلاء لا نقول لهم إلا كلمة واحدة: كنا نسأل أنفسنا يا خونة يا مارقون، كنا نسأل أنفسنا منذ عشر سنوات: إذا كانت السعودية تشتري السلاح الأمريكي المتطور وهي تُطبع العلاقات مع الصهيونية العالمية، لمن تريد أن تُقدم هذا السلاح؟ إذا كانت مملكة الرمال لم تُقدم في يوم من الأيام دعماً ولو برصاصة واحدة لأبناء الانتفاضة في أرض فلسطين الحبيبة، فلمن يأتون بالسلاح، ولصالح مَن يشترون هذا السلاح بمليارات الدولارات؟ ما كنا نَتوقع أن ذاك السلاح كان يُشترى لدمار اليمن وحرقها، ما كنا نتوقع أن ذاك السلاح كان يُشترى لتفتيت وتدمير سوريا، ما كنا نتوقع أن ذاك السلاح كان يُشترى لكي يُلقى في أيدي الدواعش التي صَنعتهم أمريكا وأنشأتهم وربتهم ومولتهم مملكة الرمال، ما كنا نتوقع ذلك، فإذا أردت أن تضحك من أعماق قلبك فَضَع قدماً على قدم وأنت تَجلس أمام شاشة التلفاز وتفرج بعد ذلك على الاستعراض العسكري في جيش مملكة الرمال، فإنك تقول مِن أعماق قلبك: عيب عليكم يا عرب، عيب عليكم يا خونة، اجعلوا جيوشكم لتحرير المسجد الأقصى، اجعلوا جيوشكم لتحرير جولانا الحبيب، اجعلوا جيوشكم لتحرير العراق من الدواعش، اجعلوا جيوشكم لتحرير اليمن من بني سعود القذرين والأقزام، فنحن نَعتز ونَفتخر برجال الله رجال الجيش العربي السوري، كل عام وأنتم بألف خير، يا رجال الله، يا رجال الجيش العربي السوري، وعهداً كشعب نعاهدكم، أن نكون خادمين لنعالكم، أن نكون خادمين لنعالكم، يا رجال الله، والله هذا شرف لنا ومكرمة لنا، لأنكم دافعتم عنا منذ ثلاثة وأربعين عاماً، وتدافعون عنا اليوم، شرف لنا أن نخدم نعالكم، شرف لكم أن نضع نعالكم تاجاً على رؤوسنا، فأنتم رجال الله، وأنتم رجال الحق، والله ينصر الحق وأهله ولو بعد حين, ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تُعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تؤيدهم بمدد وملائكة من عندك, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم, وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=3930