الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة

الشيخ مأمون رحمة


كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة، ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ * اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُون( [التوبة: 8-10].

معاشر السادة: لقد نشبت أربع معارك متتابعة بين اليهود والمسلمين في صدر الإسلام، بدأت مع بني قينقاع، ثم مع بني النضير، ثم بني قريظة، ثم المعركة الأخيرة في خَيبر، أربع معارك متتابعة مع قبائل اليهود المسلحة المحصنة المستعدة المعبأة انتهت جميعاً بهزيمتهم وانتصار المسلمين عليهم.

إن الإسلام ما كان عليه من بأس أن يبقى اليهود إلى جواره يَعيشون بدينهم أبداً دون أن يُرهبوا ودون أن يُخرجوا لو أنهم لزموا حدود الشرف والوفاء، ولكنهم لما تبجحوا بقواهم العسكرية، وظنوا أنهم بهذه القوى يَستطيعون سحق الإسلام؛ اشتبك الإسلام معهم في حروب على النحو الذي مَرَّ، فلما قلم أظافرهم وانتزع أنيابهم وجردهم من الأسلحة التي استعملوها في الغدر والخيانة قَبِل أن يبقوا في جزيرة العرب مواطنين يهوداً يتبعون دينهم ويُعاملهم المسلمون مُعاملة حسنة.

روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه ذُبحت له شاة، فجعل يقول لغلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه)).

إن الإسلام يَكره الغش والخديعة والتآمر، ولعل التاريخ لا يعرف إنساناً مخالفاً في الدين يَعيش في بلد كَثرته مُسلمة سلطته مسلمة حكومته مسلمة، ثم يَقول لرئيس الدولة وقد جَاء يَشتري منه متاعاً لا أُعطيك إلا بالثمن أو برهن، يَهودي في المدينة قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدة بسيطة، جاء الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه بضاعة، والرسول صلى الله عليه وسلم يومئذٍ سيد الجزيرة العربية، وكانت جيوش الإسلام قد هزمت الرومان وخوفت الفرس، وكسرت العسكرية اليهودية ومرغتها في الوحل، وكسرت الوثنية وكسرت ظهر الوثنية وجعلتها تلقي السلم، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي يملك كل هذه السطوة وكل هذه القوة يُعطي لمخالفيه في الدين الحق في كل شيء، فيشعر اليهودي في المدينة المنورة أنه آمن على نفسه وعلى عرضه، وعلى دمه وعلى حرياته، وعلى كل شيء، وأنه يجد من نفسه الجرأة ليقول لمحمد نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: (لا أعطيك حتى تأتي برهن) فيُعطيه درعه رهناً، لقد تعلم اليهودي من هذا الموقف أن الإسلام يَرعى حقوق الآخرين ويَحفظها، ولكن بشرط: ألا تجحد المعروف، وألا تبيت الشر، وألا تكون عميلاً لأعداء الإسلام، وقنطرة لانتقال العدوان إليه.

إن الإسلام دين شرف، يحب الشرف، ودين حر يَمنح الحرية، وقد دلل اليهود في أرضه الواسعة حتى بَطرت معيشتها، إذاً لم تكن الحرب التي خَاضها اليهود مع المسلمين حَرب إكراه لليهود على دخول الإسلام، فإن الإسلام لم يُكره أحداً على الدخول فيه، لكن الحرب كانت لمنع الذئاب من أن تتخذ من أنيابها الحادة وسيلة لعض الآمنين، وترويع الذين يُريدون أن يعيشوا هنا وهناك بدينهم وضمائرهم وأفكارهم دون حرج، لكن اليهود ظلوا على خلالهم السيئة، لقد استبقاهم الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر على جزء من زراعتها، وذهب إليهم الجابي كي يأخذ حق المسلمين من الأرض، فإذا هم يُحاولون رشوته ويريدون أن يشتروا ذمته، وينظر الرجل المسلم إليهم ويقول لهم: (يا معشر اليهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إليّ، وما ذاك يحملني أن أحيف عليكم) أي أن أجور عليكم، فلما رأى اليهود أمانة الرجل، قالوا له: (هذا هو العدل، به قامت السماوات والأرض).

وهنا سؤال يطرح نفسه: إذا كان العدل به قامت السماوات والأرض، فلماذا تخلى عنه اليهود بشكل خاص والغرب بشكل عام؟.

يا سادة: إن محنة الحرب العالمية الأولى عَلَّمت الأجيال والأمم أن الغرب لم يُغير من سياسته، ولكنه يُطور هذه السياسة ويُبدل من أساليبها حسبما تقتضي الظروف والأحوال، ونتيجة لهذه السياسة يُعتبر الغرب وحده هو المسؤول عن كراهية العرب له، لأنه لم يُحاول إزالة آثار سياسته الخاطئة التي التزمها ضد العرب والمسلمين قُرابة ألف عام، حيث اعتمد الغرب على ترديد شعارات السلام الزائفة من حين لآخر، دون أن يُدرك أن السلام الحقيقي إنما هو عمل مادي قبل أن يكون شعارات يتغنى بها مدعوها وتصريحات تذاع من الأفواه ثم تتلاشى في الهواء، وفاتهم أن السلام لا يتحقق إلا بزوال الاحتلال وسيطرة العدوانية التي فُرضت على الشعوب وداست حقوقهم.

إن الغرب لم يُدرك أن اليوم الذي تختفي فيه غيوم الشكوك والريب في سياستهم إزاء الشرق وتَحل فيه الصداقة المتكافئة مَحل السيطرة والتسلط والاستغلال هو اليوم الذي يَشهد فيه العالم حتماً فجراً جديداً لعلاقة الغرب بالشرق.

في الثامن مِن يناير سنة ألف وتسعمائة وسبعة عشر، ألقى الرئيس الأمريكي "ويلسون" خطاباً في الكونغرس الأمريكي، أعلن فيه برنامجه لتحقيق السلام في العالم، وضمّنه أربعة عشرة مبدأً أساسياً، ففي النقطة السابعة نص صراحة على تقييد السيادة العثمانية في حدود المناطق التركية البحتة، وقرر الحكم الذاتي لسائر الجنسيات الأخرى التي كانت خاضعة للدولة العثمانية.

لقد حرص "ويلسون" في جميع خطبه على أن يوضح هدفه من هذا البرنامج فقال: إنه برنامج أعد لمواجهة الأخطار التي تهدد الحرية السياسية والاستقلال الوطني لجميع شعوب العالم، وأكد في خطابه أن الولايات المتحدة لم تَشترك في القتال ضد ألمانية إلا من أجل أن تقضي على ذاك الخطر الذي يُهدد البشرية بالسيطرة السياسية والتسلط العنصري في العالم كله.

وفي الثلاثين من ديسمبر سنة ألف وتسعمائة وستة عشر، صَرَّح رئيس الوزراء الفرنسي "أريستدرد بريان" قائلاً: إن السلام لن يسود العالم إلا إذا سلم العالم وسلمت الدول العظمى بحق الشعوب في التمتع بالحرية والاستقلال، وقد سجل "بريان" في مذكرته حرص الحلفاء على إعادة تنظيم العالم على أساس تقرير المصير واحترام رغبات الشعوب، وقد تمسك "بريان" في مذكرته بتحرير الشعوب العربية الخاضعة لتسلط الأتراك الدامي ومنحها الحرية والاستقلال، وقد دعا باسم الحلفاء إلى ضرورة طرد الأتراك، وقال عنهم: إنهم غرباء عن الحضارة الغربية، ولكن هل التزم الغرب بتلك المبادئ التي أقروها ووضعوها؟.

يا سادة: لقد حلف العرب بشرفه سبعين مرة وحَنَث سبعين مرة، وأَصبح من الواضح للعربي أن السياسة الأوربية هي صاحبة مَبدأ: الويل للمغلوب، ومبدأ: المعاهدات قصاصات ورق، بيد أن الأمر في نظر شعوب العالم قد وصل إلى حد مخزي، قد تخون المرأة شرفها وتقترف إثمها في تستر وخفاء، فتكون في تسترها واستخفائها مُعترفة بأن للفضيلة منزلة تَجب رعايتها ولو من الناحية الشكلية، أما إذا فَتحت محلاً للدعارة واشتغلت به مُومساً فمعنى ذلك أنها قد باعت نفسها للشيطان. والدول الأوربية التي لوثت تاريخ العالم بغدرها وخيانتها فقد مَضت في طريق شائنة، ولا عجب في ذلك، فالسياسة الأوربية مُتخصصة في الكذب، وقد سقطت همتها الخلقية، فبدل من أن تجاهد هواها، اعتبرت الهوى شريعة، وسارت بإيعاز من وساوسه إلى ما تشتهي، وهي تريد أن تسير الدنيا كلها معها في هذا الإطار الملوث.

فلنهجر -اسمع أيها العربي، أيها السوري- فلنهجر تلك السياسات الكاذبة، ولنكثر جهودنا لإصلاح أحوالنا في بلادنا وتحويلها إلى ميادين ضد الاحتلال الداخلي والخارجي جميعاً، فهذا وحده طريق الكادحين والناجحين، أما السمسرة الدبلوماسية في بُورصة مجلس الأمن فعمل باطل، ابتدعه اليهود ليلعبوا بالفضائل ويُقامروا بمستقبل الشعوب.

معاشر السادة: إن روسيا الاتحادية، هذه الدولة العظيمة، في فكرها السياسي، في نظرتها الواسعة والعميقة، في عدلها وإنصافها الدولي والاجتماعي، وبدعوة من القيادة السورية، نَزلت على الميدان لتشارك الجيش العربي السوري، الذي صمد وضحى، وقدم الكثير الكثير من الغالي والرخيص دفاعاً عن أرضه وشعبه ودينه وحريته، هذا الشعب وهذا الجيش اللذين قدما كل ما يستطيعون، حتى يبقى هذا الوطن شامخاً بقيادته المتمثلة بالقائد المؤمن والفذ بشار حافظ الأسد، هذا الجيش المعطاء الذي عمل آل سعود على تفتيته ودماره بحرب باردة، بعد أن دمروا البنى التحتية في الجمهورية العربية السورية، لأن آل سعود يُخططون لأمرين اثنين: لإسقاط الدولة السورية، ولإحراق الجمهورية العربية السورية، وهذين الأمرين هما: ضرب البنى التحتية، والقضاء على الجيش العربي السوري.

لكن الروس والقيادة الروسية أدركوا هذا المخطط الخطير، لأنه إذا حدث ستنفجر المنطقة برمتها، حتى عروش آل سعود تنهار فوق رؤوسهم، أدرك الروس أن الجيش العربي السوري قاتل عن العالم أجمع، حارب عن العالم أجمع، حارب الإرهاب الغاشم الغادر القاتل، فقرر بعقل وحكمة، وبموقف فيه إنصاف وعدل وفيه نزاهة، وبدعوة من القيادة في الجمهورية العربية السورية، فتدخله مشروع.

ونحن كسوريين، أنا أقول شخصياً للقائد الفذ "بوتين"، أيها القائد العملاق، أيها القائد المحبوب، أيها القائد الذي حطمت اسطورة الأمريكيين في السطوة والعلو والجبروت، عهداً منا أمام الله وأمام التاريخ أنه إذا تعرضت روسيا الاتحادية إلى حرب من الإرهاب والإجرام عهداً أمام الله سنحمل البندقية ونقف إلى جانبكم، أنتم من دعا إلى الحوار، أنتم أيها الروس، أنتم أيها الحلف السوري، مَن دعا إلى العقلانية، إلى حقن الدم، إلى تقرير مصير الشعوب، على حسب رغبات الشعوب وقياداتها، نحو مستقبلها وحاضرها، أنتم أيها الروس وقفتم وقفة حق، وقفتم وقفة رجولة، وقفتم وقفة شرف وعزة وكبرياء، نحن كسوريين نُؤيد دخولكم، بل نعتز ونتشرف بهذا الدخول، ونحن نتمنى دائماً أن تكون هذه العلاقة وثيقة على مر التاريخ والأيام.

والأمس ترحمت من قلبي ومن أعماق قلبي -كما هي عادتي- على القائد الخالد حافظ الأسد، وقلت: لمن كنت أجالس، إن الثمار التي نأكلها اليوم هي التي زرعها القائد الملهم حافظ الأسد رحمه الله، القائد الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه وجعل مصيره الجنة كان يُدرك أن الروس أصحاب صدق ووفاء، أن الروس أصحاب عقل وسياسة حاذقة، أن الروس أصحاب فكر قوي، يتصرفون عن علم، يتصرفون عن حقائق وعن وقائع، لا ينقادون إلى العواطف، ولا يحبون سفك الدماء، إنما يسعون دائماً إلى إرساء السلام في العالم.

ماذا فعلت يا "أوباما"؟ ماذا فعل حزبك الكاذب وأنت تدعي أنك تُحارب "داعش" في سوريا، ما يزيد عن عام وأنت على أساس أنك تحارب "داعش" كأمثالك في سوريا، لم يتغير شيء، وقد صرح في ذلك القائد بشار الأسد عندما قال لهم، قال للأمريكيين: إن هذه العمليات هي بمثابة عمليات تجميلية، إن هذه الضربات هي بمثابة عمليات تجميلية، وعندما زأر الروسي إلى جانب زئير الجيش العربي السوري قَلِقَت أمريكا، وقَلِقَ الخليجيون، وقلق آل سعود على أذنابهم في المنطقة، على أذنابهم في سوريا، وراحوا يَصيحون هنا وهناك أنهم الروس يَقتلون المدنيين، اسكتوا يا كذبة، يا خونة، أقنعتكم مكشوفة، منهاجكم واضح، تزييفكم للحقائق واضح، عقولنا أكبر من كذبكم، وعينا أعظم من كذبكم، نحن هنا في دمشق تَربينا على الوعي والحكمة والفهم، والقدرة في كل شيء.

بالأمس قام مفتون من النظام السعودي مِن شيوخ النظام السعودي اجتمعوا، ويسمون أنفسهم بالشيوخ والعلماء مع الأسف، شيوخ الفتنة، علماء السوء، اجتمعوا وأصدروا بياناً بمحاربة روسيا، والجهاد ضد روسيا في سوريا، وفي كل مكان، لكن علماء اتحاد بلاد الشام قالوا كلمة الحق من قبل ومن بعد، فقد أصدر اتحاد علماء الشام في دمشق -في سورية الأبية- بياناً يستنكر فيه تعالى في تلك الشيوخ المزيفة، يستنكر فيه فتاوى في تلك العلماء المزيفين، ويقول للسوريين بشكل خاص، وللعروبة بشكل عام، وللعالم بأسره: إنما يقوله شيوخ النظام في المملكة السعودية هو كذب وباطل، فنحن مع روسيا الاتحادية، مع روسيا العظمى، سنقاوم الإرهاب حتى نُطهر أرض سوريا من آخر إرهابي غاشم، وكل مَن حمل السلاح -اسمعوا أيها العرب، أيها السوريون- كل من حمل السلاح وقتل أبناء وطنه، باسم العوايني، باسم هذا أنه موظف عند الدولة، باسم هذا شيعي، وهذا علوي، وأحرق الجمهورية العربية السورية، سيُقتل في عقر داره، كل من حمل السلاح، وقتل وأجرم سيقتل في عقر داره، الجولة لنا، اليوم الجولة لنا، والحق لنا، والموقف لنا، والكلمة لنا، خمس سنوات مضت، والجيش والدولة يقولون: تعالوا إلى الحوار، تعالوا لنحقن الدماء، لكن الذين رفضوا انتهت جولتهم الباطلة، وجاءت جولتنا، فلا تخف من أحد أيها السوري، ارفع رأسك، ارفع علم وطنك، في بيتك، في حارتك، في حيك، في شارعك، في مدينتك، في قريتك، وارفع رايات هذا الوطن شامخاً، فأنت منتصر من قبل ومن بعد، لأن الله لا ينصر الباطل وأهله مهما طال، وها هم يتخبط الإرهابيون والإجراميون بما بينهم على المسروقات وعلى القتل وعلى الإجرام.

سوريا هنيئاً لك دخول روسيا، دخول الحلف إلى أراضيك، سوريا هنيئاً لك الانتصار القادم بإذن الله تعالى، رغماً عن أنوف آل سعود الأقزام، الانتصار قادم، الفرج قادم، النصر قريب، وقد آن لنا -يا سادة- أن نزداد عزيمة أكثر مما نحن عليه، وأن نزداد قوة أكثر مما نحن عليه، فنحن أصحاب الأرض، ونحن أصحاب الحق، ما ركعنا من قبل حتى نركع اليوم، فنحن إلى قوة وفي قوة، ومن كان على الحق فهو صاحب القوة والمبدأ في كل زمان ومكان، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

الخطبة الثانــــــــــ2ــية:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، اللهم إنا نسألك أن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=3562