دراسة واعداد السيد الدكتور محمد معتز سبيني السيد المهندس زكريا كبريت السيد المهندس جمال كبريت تقع تربة الدوباجية في مدينة دمشق خارج أسوارها ، على سفح جبل قاسيون في منطقة أبو جرش (الصالحية) ، في زقاق المسكي المتعامد على شارع البراء بن مالك ، شرقي الجامع المظفري (الحنابلة) وغربي مسجد بظنة وشمالي المدرسة العمرية. وهي مشيّدة مملوكية ، تُعرف أيضاً بالتربة الدوباجية الجيلانية نسبةً إلى سلطان جيلان الملك شمس الدين دوباج بن ملك شاه بن رستم ، الذي أدركته الوفاة بقباقب من ناحية تدمر وهو في طريقه إلى الحج سنة 714ه/1314م ، فحُمل إلى دمشق ودُفن في هذه التربة التي اشتُريت أرضها له ثم بُنيت عليها. وكان للملك شمس الدين دوباج الفضل الأول في إفشال حملة التتار على جيلان عندما رمى قطلوشاه نائب هولاكو بسهمٍ فأرداه قتيلاً فانهزم من تبقّى منهم ونجا الاقليم. والتربة ذات شكل متطاول ومتدرج من الشمال إلى الجنوب ، تبلغ مساحتها 177م2. لها شباك يطل من التربة للجنوب ، وشباك يطل من غرفةٍ إلى الشمال ، وهما مغطّيان بالمشبّكات المعدنية. وأما واجهتها الرئيسية فهي غربية ومبنية من مداميك الحجر المشهّر (الطحيني والسماقي) ومشطوفة زاويتها الجنوبية والشمالية , ينتهي أعلاها بإفريز حجري بارزٍ من صف واحدٍ من المقرنصات. وهي تتضمّن شباكين مستطيلين متماثلين مغطّيين بالمشبّكات المعدنية في جزئها الجنوبي ، وثلاثة شبابيك متماثلة في جزئها الشمالي. جميع الشبابيك ذات ساكف مستقيم تنصّف أعلى كل واحدٍ منها قطعة حجرية سوداء مزررة والتي يعلوها بالتالي شريط مزرر ، من اللونين الأسود والسماقي يمتد على طول الواجهة ، والتي ينصّفها مدخل التربة المرتفع عن مستوى الواجهة ، وهو تجويف يحوي مكسلتين (جلستين) حجريتين عن يمين ويسار ، يتوسطها باب التربة المستطيل ذو الساكف المستقيم الذي يعلوه شريط مزرر ، ثم قطعة حجرية مزررة فشريط الواجهة المزرر ، ثم حشوة دائرية زخرفية مزررة فعدّة صفوف من المقرنصات الحجرية المتراكبة البديعة ، والتي تنتهي بصدفة زخرفية شعاعية يؤطّرها الإفريز العام للواجهة كلها.
وأما باب التربة فهو خشبي ذو مصراعين يفتح على دهليز يؤدي إلى صحن التربة ذي المسقط المستطيل ، قد غُطّي نصفه الجنوبي بسقف خشبي مستحدث. وإن واجهات الصحن الداخلية قد طُليت بالدهان الأبيض ، غير أن النصف الجنوبي منها قد بُنيت من مداميك الحجر المزّي الصقيل ، يظهر منها ثمانية مداميك من ارتفاع منتصف المحراب النصف دائري وما يعلوه ، حيث تنصّف قطعة حجرية مزررة أعلى المحراب ، يعلوه مدماك حجري مزّي ثم شريط حجري مزرر تنصّف أعلاه حشوة دائرية مزررة. واما الأجزاء الباقية السفلية منها والعلوية فقد طُليت بالدهان الأبيض. ويؤدي باب مفتوح في واجهة الصحن الشمالية إلى قاعة واسعة شبه مربعة تطلّ على الخارج عبر شباكين غربييّن وعلى الصحن عبر شباك جنوبي , ويفضي باب فُتح في زاويتها الشمالية الغربية إلى غرفة شمالية شبه مستطيلةّ ذات شباك شمالي وشباك غربي. ويًفترض أن القاعة الواسعة هي قاعة التربة بحسب حجمها موقعها وطراز الترب المملوكية , غير أن القبر قد نُقل إلى غرفة جنوبية صغيرة غربي الصحن , وهي ذات شباكين جنوبي وغربي يطلّان على الزقاق ، وباب شرقي يفتح على الصحن. ويحدّ هذه الغرفة الصغيرة شمالاً غرفة شبيهة بها ذات باب شمالي يفتح عليها من الدهليز وشباك غربي يطلّ للخارج. وأما الواجهة الشرقية للصحن فهي تحوي قاعة بشكل شبه منحرف تطلّ على الصحن عبر شباكين متماثلين ومتناظرين ومغطييّن بالمشبكات المعدنية , ينصّفها وجود باب ذو مصراعين يفتح على هذه القاعة الشرقية. ويوجد في الزاوية الشرقية الشمالية باب يؤدي إلى غرفة صغيرة حوّلت إلى مرافق (حمام وبيت خلاء) , وقد استُحدثت فوقها غرفة يُصعد إليها عبر درج ملاصق لجدار القاعة الشرقية. ويُستخدم مبنى التربة حالياً كمقر لجمعية سكنية مما أساء إلى قيمتها الأثرية , فهي بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل لترجع إلى الألق المعهود في الترب المملوكية.
مراجع للإستزادة: - عبد القادر النعيمي , الدارس في تاريخ المدارس – جـ1، تحقيق صلاح الدين المنجد ، دار الكتاب الجديد ، بيروت 1981م. - ابن طولون , القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية – جـ1 ، مطبوعات مجمع اللغة العربية , دمشق 1980م. - عبد القادر بدران , منادمة الأطلال ومسامرة الخيال , منشورات المكتب الاسلامي , دمشق 1960م. قتيبة الشهابي , مآذن دمشق , وزارة الثقافة , دمشق 1993م . |
||||||||
|