الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارضَ اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستنّ بسنّتهم إلى يوم الدين. من اعتمد على علمه ضلّ, ومن اعتمد على عقله اختلّ, ومن اعتمد على سلطانه ذلّ, ومن اعتمد على ماله قلّ, ومن اعتمد على الناس ملّ، ومن اعتمد على الله، فلا ضلَّ ولا قلَّ ولا ملَّ ولا ذلَّ ولا اختلَّ, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عزَّ وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين. يقول المولى جل جلاله في القرآن الكريم: )أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب( [الرعد: 19]. ورد في الحديث الذي رواه الطبراني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اكتسب مكتسب مثل فضل علمٍ يَهدي صاحبه إلى هدى أو يَرُدُّه عن ردى، وما استقام دينه حتى يستقيم عمله)). معاشر السادة: يظن نفر من الناس في هذا العصر أن الدين أمسى من المخلفات البالية، وأن الأجيال الصاعدة يَجب أن تكسر قيوده وتتجاوز حدوده، وتسير وحدها دون رعاية لأحكامه أو تهيب لجزاء منتظر، ويتعلق أولئك الواهمون بأن العلم فض مَغاليق الكون واكتشف أسراره، وأرصد لكل مشكلة علاجاً من عنده لم تبق للدين موضعاً ولا لقضاياه مكاناً، وهذا الكلام إفكٌ كله، ومهما نقبت فيه فلن تجد إلا ظلمات الادعاء والغرور ونضج الجهالة والشرود. إن الدين كان وما زال وسيظل ملتقى العقول السليمة والفطر القويمة، ما أخطئ مَنهجه فكر ثاقب ولا ضَل صراطه طبع نظيف، وإن العلم مهما اتسعت آماده وامتدت أبعاده وترادفت كشوفه فلن يجيء إلا بما يُصدق الوحي ويدعم الإيمان ويمكن لهداية الرحمن، وإلا بما يزيد الأتقياء بصراً بجلال الله وقياماً بحقه وثِقة بلقائه الموعود، ثم إن التُّهمة التي تُوَجَّه إلى الدين الآن ليست جديدة، والقول أن الإيمان لون من خرافات الأقدمين سبق أن قاله الأقدمون مِن عبدة الأصنام، )وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا( [الفرقان: 5] والذي يزعم بأن الدين شيء من خرافات الأولين ضرب من الجرأة التي يتسم بها فقهاء كل عصر ويمرون بها المرسلين، فإن اتباع الدين والانقياد لتعاليمه يقتضي تفتحاً ذهنياً يتجاوب مع آيات الله في كونه، كما يقتضي عزيمةً قوية لفطام النفس عن المظالم والآثام، وهذا الجهاد يجعل كفة المؤمنين في أية موازنة أرجح، ويجعلهم أحق بالاحترام في الدنيا والآخرة، فيا عجباً، كيف يزعم زاعم أن الإسلام ضد العلم، أو أن الإسلام ذهب أوانه لأن العلم قد توطدت أركانه، إن هذا ارتكاسٌ في الفهم والتماس في البصائر، وإلى أولئك أشار القرآن الكريم بقوله سبحانه: )أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُون( [الجاثية: 23]. ثم انظر، أي كمال تبلغه الإنسانية بعيداً عن منطق الإيمان وإيحاء الدين، إن دسائس النفس لبلوغ مآربها لا حصر لها، ما لم يحكمها ضمير موصول بالله فإنه يَستحيل أن تُخلص للخير أو أن تتجرد من الشر، وقد حصل الغرب في هذا العصر على أرصدةٍ ضَخمة من العلم النظري والتفوق المادي، فماذا صَنعوا وماذا استفادت الدنيا منه؟ ملكوا القوى فكانت في يد الفاتح سلاحاً للنهض والغصب، وأداة للجبروت والكبرياء، ووسيلةً لقهر الأمم وتكبيل عقولها وضمائرها بالأغلال. إن الحياة التي يَستهدفها العنف لسكان هذا الكوكب المرهق حَياة لا صواب فيها ولا رحمة، إن الحياة التي تكون بعيدة عن فضائل الدين وشعائره فهي حياة حيوانيةٌ مَحضة، ولا يَجوز أن ينخدع العقلاء بمظاهر الارتقاء التي تَلوح أحياناً بين أقوام متحللين من شعب الإيمان وتعاليم الدين، فإن أزمات العالم التي تتهدّده بالويل والعذاب الأليم إنما نمت أو نشأت مِن غرائز السوء التي نمت في ظلال القوة والجبروت، وانطلقت من عقالها انطلاق السباع من غاباتها، ولن ترجع إلى الأرض الرحمة والبركة إلا إذا عاد النَّاس إلى ربهم مُنيبين راشدين. ومن هنا نقول: إن كل تدين يُجافي العلم ويُخاصم الفكر ويَرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تديّن فقد كل صلاحية للبقاء، فالتدين الحقيقي إيمان بالله العظيم، وشعور بالخلافة عنه في الأرض، وانطلاق إلى السيادة التي اقتضتها هذه الخلافة، نعني بذلك السيادة على عناصر الكون وقواه، ولا تتاح هذه السيادة بداهة إلا لعقل ذكي جَوَّاب في الآفاق، متطلع إلى اقتحام المجاهل، راغب في تطويعها لمشيئته.
عظمة الإيمان -يا سادة- إنما تتألق وسط حياة يقوم بها المجتمع المؤمن ويَستطيع الانغماس في فتنتها، ومع ذلك فهو يَستطيع أن يحكم نفسه ويحكها باسم الله. عظمة الإيمان تعتمد ابتاعاً على فقه في آيات الكون، يقف المرء على أسرار الإبداع الأعلى، ويشعر بما يستحقه الخالق الكبير من مجد وحمد. عظمة الإيمان تقوم على نشاط عقلي لا حدود له، يواكبه نشاط روحي لا يقل عنه كفاءةً بل يزيد عليه. أما إهزال الفكر الإنساني وإضعاف ثماره حتى يَستطيع التَّدين المعلول أن يملك زمامه فذاك ما نرفضه رفضاً قاطعاً. إن الأعصار الأخيرة نتجت نتاجاً عقلياً رائعاً، نقل العالم من حال إلى حال، ونريد أن نصور دون تردد أن جهاد العقل الإنساني ومكاسبه التي ظَفرت بها موضع احترامنا، وإذا كان هذا الجهاد قد مَضى في طريقه منفرداً لم يَستَصحب الدِّين معه فليس هو الملوم في ذلك، فإن كثيراً من أهل الدين أساؤوا إلى أنفسهم وإلى ربهم، يوم بَخَّسُوا العقل قيمته وافتعلوا العراقيل أمام حركته، وإذا كانوا اليوم يبكون لمتاعب العالم الروحية فليس الاستماع إليهم تسليماً بوجهة نظرهم في حياة يتصورون قيامها. معاشر السادة: نُريد من التقدم العلمي أن يَزداد مَقدرة على خدمة البشرية، وغاية ما نُريد أن يصحبه على الطريق وحي الله وثنا توجيهه حتى لا يضل ولا يزيغ. قال أحد علماء مصر رحمه الله: أعرف رجلاً كان كثير التباكي على مستوى خطباء المساجد، مما جعله يَترك الجمع والجماعات، ويعلن أن ترك الصلاة لا يخدش قيمة ولا يَحط من كرامة، وأن الخُلق المجرد أولى بالتقدير وأجدر بالدعاية والرعاية، ومرت الأيام على صاحب التنويه بالخلق المجرد والكمال المطلق، فإذا هو ذئب مُتربصٌ بأعراض الفقيرات المستحقات للمساعدة، يَستَغِلُّ حاجتهنّ لإشباع نهمته. إن الضمير الفردي والعالمي لما ابتعدا عن الدين ومكارم الأخلاق ارتكبا من الجرائم ما تقشعر له الجلود، ولن يعود إلى العالم حظ معقول من السلام والاستقرار إلا إذا تمسك بدينه وأخلاقه وقيمه. ما أزكى المجتمعات الموصولة بالسماء المستكينة بالله النازلة على أمره المتحرية لرضاه، ما أروع المجتمعات التي يسودها إجلال للفضائل وإعزاز للمكارم وتواص بالرحمة والبر. وإن العالم اليوم -يا سادة- يتلوى من الفراغ الروحي الرهيب، الذي أسعر في جنباته الأثرة والجشع والتظالم، وهو أفقر ما يكون إلى منقذين من الطراز الذي وصف الله رجاله أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله. إن أعظم ثمرة من ثمار العلم أنه يعصم من الفتن، ويحفظ الأفراد والجماعات من السقوط في الردى، ويُبين للناس الحق من الباطل والضلال من الرشد، ولذلك أشاد القرآن بدور العلم والعلماء في مواجهة الفتن وتحدي الضعاف ونصح الآخرين، حيث قال سبحانه: )فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُون( [القصص: 97-80]. فالجهل -يا سادة- لَيس خراباً قلبياً فقط، وليس ظلاماً فكراً، بل هو إلى جانب هذا وذاك دمار اجتماعي يقوض أسس المجتمع، ويردم منابع الحب والخير. إننا لا نستطيع فُرادى أن نحقق شيئاً طائلاً، فالجماعة من شعائر الإسلام، والجماعة رحمة والفرقة عذاب. وفي الميدان الدولي نجح أعداؤنا في الغرب بتمزيق أوصال الأمة، وتصبيغها ثقافياً وفكرياً بألوان أخرى غير صبغة الله، والمطلوب مِن الدعاة والعلماء الرَّاشدين ورجال الدين أن يُدرِكوا الأمة من الداخل، ويُقفوا حركة التمزيق الفكري والروحي الوافدة من الخارج. يا سادة: إن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بقوله: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( تأمل أيها المسلم هذه الآية، تأمل أيها العربي في هذه المعنى الرباني، في هذا الكلام الإلهي الجليل، )وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( [الأنفال: 24-25].
إن وعي أهلنا في محافظة السويداء وتمسكم بالمبادئ الوطنية عَزَّزَ مِن صمود الوطن، ما حدث في محافظة السويداء الأبية الحبيبة، العظيمة برجالها وشيوخها ونسائها، والطيبة بأرضها وسمائها، ما حدث في الأسبوع الماضي نَستنكره تماماً ونرفضه جملة وتفصيلاً، وإن أَهلنا في السويداء أعطوا درساً لأهل الفتنة على مر التاريخ، أن بني مَعروف كانوا أوفياء للوطن، ووقفوا مدافعين عن الوطن منذ أن دخلت فرنسا الغاشمة واحتلت سوريا، وقف بنو معروف يدافعون عن تراب هذا الوطن، فهم مُتحصنون لأنهم يقفون في خندق واحد، مع الجيش العربي السوري، مع القيادة الحكيمة في الجمهورية العربية السورية، المتمثلة بالقائد المؤمن الغيور بشار حافظ الأسد، هذا الموقف -يا سادة- يُعلمنا -وقلناها سابقاً، من أراد أن يَتعلم الوطنية وحب الوطن والدفاع عن الوطن فليذهب إلى محافظة السويداء- وقف أهلنا في السويداء جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، لكي يدافعوا عن هذا الوطن، ولكي يبينوا للعالم بأسره أن السويداء بشكل خاص وسورية بشكل عام، والسويداء هي جزء من هذا الوطن، هي جزء من سورية، أعطوا درساً للعالم أن السويداء عَصية على أعدائها، عصية على الفتن، لماذا؟ ما هو السر في ذلك؟ إنهم يتمتعون بالوعي، إنهم يتمتعون ويتحلون بالأخلاق الفاضلة، أدركوا تماماً -وهم يدركون من قبل ومن بعد- أن المستهدف أولاً وأخيراً هم السوريون، كل سوري شريف هو مستهدف من آل سعود القذرين، كل سوري شريف هو مستهدف من أردوغان الأحمق، كل سوري شريف هو مستهدف من القيادة القطرية الصغيرة في فعلها وفي سياستها وفي تصرفاتها. فالعلم -يا سادة- يدعونا إلى الوعي، يدعونا إلى الفهم، يدعونا إلى الإدراك، فلا يتحصن شعب ولا تتحصن أمة ولا تقوى أمة إلا بالعلم وسلاح العلم، فالعلم يُورث الوعي والفهم والإدراك، والعلم هو السلاح الفتاك الذي يواجه به الظلمة والمتكبرون على مر العصور والأزمان. يا سوريون، يا عرب، ترون ما يحل بنا، وترون الغرب الذي دَمرنا وقتلنا، وهتك أعراضنا، ودمر آثارنا، وذبح تاريخنا، ترون الغرب اليوم وأذناب الغرب ومن يتعامل معهم من العربان كيف يتآمرون على كل سوري شريف، كيف يتآمرون على السوريين، حتى ألجؤوهم إلى الهجرة من هذا الوطن، وإنك لتستغرب عندما تجد أحد المحللين السياسيين مِن الكويت يقول: إن السوريين يهربون بسبب البراميل المتفجرة، قبحكم الله يا كذبة، قبحكم الله يا من تكذبون على الله والتاريخ والإنسانية، نحن نهرب من أموالكم القذرة التي تقتلونا بها، نحن نهرب من أموالكم ومن غدركم ومن سياستكم الرعناء التي لا تصلح إلا لقيادة بعير وهذا كثير عليها، نحن نستغرب كيف يبكون علينا وهم الذين قتلونا، كيف يتآمرون علينا وهم يبكون علينا، كيف يبكون علينا وهم تآمروا علينا، واجب عليك يا سوري أن لا تهرب، أن تقف هنا صامداً في دمشق في سورية، لتقول لهؤلاء الكذبة والخونة والمجرمين والمنافقين والمدلسين بأنك سوري لا تركع إلى لله، الخليجيون كلنا يعلم ذلك يكرهوننا من قبل، لماذا؟ يقولون: إن سورية صاحبة نفس أبية، نعم نحن أصحاب نفس أبة، لا نركع إلا لله جل جلاله، فهم يُريدون -هؤلاء العكل، أصحاب العكل، مع احترامي للعكال الذي يُوضع على رؤوس الشرفاء من هذه الأمة- هُم يريدون قتلنا، وهم يريدون تمزيقنا أكثر من هذا التمزيق الذين أصاب الأمة، ونقول لهؤلاء العربان، نقول لدول الخليج، نقول لقطر التي أرسلت ألف مقاتل من مرتزقها إلى اليمن لإبادة الشعب اليمني عن بكرة أبيه، ونقول للإمارات التي أرسلت جنودها لإبادة الشعب اليمني، نقول لهم: كفوا عن رعوناتكم، كفوا عن سياستكم الحمقاء، كفوا عن تحريضكم لقتل العرب والمسلمين، والجؤوا أولاً إلى الله جل جلاله، وحسنوا علاقتكم معه، ولا تلعبوا مع السوريين أبداً، فنحن هنا باقون في سورية، نحن هنا باقون في دمشق الأسد، في دمشق العروبة والإسلام، نحن لن نتخلى أبداً عن قيادة الفريق بشار الأسد، لأنه قائد عربي شريف مقاوم، نحن لن نتخلى عن سورية أبداً، سنأكل التراب ونبقى هنا، نموت هنا نحيى هنا، ندافع هنا عن أرضنا، لن نركع لكم، قلناها من قبل ونقولها اليوم، ونقولها بعد الموت، لن نركع لكم، حتى نحرر تراب سورية من غدركم ومكركم، يا خونة يا كذبة، يا قتلة يا مجرمون، أي عروبة تدعون؟ وأي إسلام تدعون؟ إنكم خونة والإسلام والعروبة بريئة منكم، أو بريؤون أو برآءُ منكم، فنحن هنا سوريون، لن نرحل، لن نستسلم، لن نساوم، لن نفاوض، هذا وطننا فافعلوا ما شئتم، نحن لا نخشى أحداً إلا الله، نموت بآجالنا، ونحيا بآجالنا، وإذا متنا كرماء شرفاء أفضل من أن نموت بنار غدركم أذلاء خانعين، هكذا علمنا الإسلام، وهكذا علمنا الفاتحون العظماء من هذه الأمة، وهكذا علمنا مِن بعدهم يوسف العظمة قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الخطبة الثانـــــــ2ــية: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى اله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، اللهم إنا نسألك أن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية، وأن تكون لهم معيناً وناصراً، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. |
||||||||
|