الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

المــؤمــنـون والمـــؤمنـــات بعـضهـم أولــيـاء بـــعــض

الشيخ مأمون رحمة


المــؤمــنـون والمـــؤمنـــات بعـضهـم أولــيـاء بـــعــض

يقول تعالى: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم( [التوبة:71] هذه رابطة ولاية ووفاق بين الجنسين على مُناصرة الحق ومخاصمة الباطل، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وطاعة الله رابطة ولاية يتحول بها المجتمع كله إلى خلية ناشطة لها منهج وغاية، وقد ثبت تاريخياً أن المرأة في ظل الإسلام وصلت إلى أسمى دجات العلم والثقافة، ونالت أكبر قسط من التربية والتعليم في العصور الإسلامية الأولى، فكان من النساء المسلمات الكاتبة والشاعرة، كأمثال عُلَيَّة بنت المهدي، وولادة بنت الخليفة المستهدي بالله، وكان منهن الطبيبة، كأمثال زينب طبيبة بني أوس التي عُرفت بعلاج أمراض العيون، وأم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجاني، وقد كانت طبيبة بارزةً في علم الطب، وكان منهنّ المحدثات، كأمثال كريمة النروجية، والسيدة نفيسة بنت محمد، وقد ذكر الحافظ ابن عساكر أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء كان بِضعاً وثمانين أستاذة، وبلغت كثيرات مِنهن مَنزلة علمية رفيعة، فكان منهن الأستاذات والمدرسات للإمام الشافعي والبخاري وابن خلكان وابن حيان، وجميعهم من الفقهاء والعلماء والأدباء المشهورين، وهذا أكبر دليل على ما تَمتاز به المرأة مِن العناية بالعلم والنبوغ الفكري والثقافة الإسلامية المتنوعة.

 

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=2513