الجامع الأموي » خطب الجامع الأموي

سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً

الشيخ مأمون رحمة


سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً

يقول المولى جل جلاله في القرآن الكريم: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير( [الإسراء: 1].

معاشر الإخوة: لقد مر رسول الله بظروف صعبة وقاسية، شعر من خلالها بضيق شديد، لا سيما بعد وفاة عمه أبي طالب، الذي كان ينصره ويؤيده، كما أنه فقد زوجته الوفية خديجة في نفس العام، وسمي ذاك العام بعام الحزن، وفي مسيرة دعوته واجه صعاباً كثيرة من قريش، فقرر الذهاب إلى الطائف، عَلَّهُ يَجد هناك آذاناً صاغية وقلوباً واعية، ولكنه وجد في الطائف أشد مما وجد في مكة، فأرسلوا سفهائهم وعبيدهم، فشتموه ورموه بالحجارة، حتى دميت قدماه، وظل صابراً على آذاهم، حتى لجأ إلى بستان لعتبة بن ربيعة، فعمد إلى ظل شجرة وقد أنهكه التعب والجراح، والتجأ إلى الله داعياً: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، أنت ربي ورب المستضعفين، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنزل في غضبك، أو تُحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك .

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=336&id=2248