كلمة الأسبوع

فــضــائـــل شـهـــر رجــــب

الشيخ مأمون المغربي


فــضــائـــل شـهـــر رجــــب

قال تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)} [التوبة: 36]

قال العلماء الأشهر الأربعة الحرم هي (( رجب وذو العقدة وذو الحجة والمحرم ))

وسميت هذه الأشهر بالأشهر الحُرم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحترمونها ويعظمونها ويمتنعون فيها عن الحرب والقتال .

وقد أقر الله تعالى حرمتها وطلب تعظيمها واحترامها لما فيها من تعظيم حرمة الدماء والأرواح .

فشهر رجب من هذه الأشهر الحُرم ، قال الرازي في مختار الصحاح :  ((رجِبَهُ : هابه وعظّمه ومنه سمّي رجب لأنهم كانوا يعظمونه في الجاهلية بترك القتال فيه )) أ.ه

وروى البيهقي عن انس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل رجب (( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )) وفيه دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان اللاحقة لإدراك الأعمال الفاضلة الصالحة في الأشهر الفاضلة خاصة رمضان وذلك ليدخل الإنسان في عموم قوله صلى الله عليه وسلم خيركم – وفي رواية – خير الناس – من طال عمره وحسن عمله ))

ثم إن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبارك الله تعالى لنا فيه رجب يُشعر بفضيلة الإكثار من الأعمال الصالحة فيه والتي فيها كثرة النوافل من صلاة وصيام وصدقة وذكر واستغفار وتلاوة للقرآن الكريم فإنها عدة المسلم وزاده للآخرة ودخوله في رحمة الله تعالى ورضوانه وجناته .

وفي رجب وقعت حوادث جليلة منها :

1-             أنه صلى الله عليه وسلم حملت به أمه السيدة آمنة في هذا الشهر

2-              أن الإسراء والمعراج كان في رجب وهي المعجزة الباهرة العظيمة التي فرضت خلالها فريضة الصلاة على المسلمين .

3-             فيه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة .

4-             وفيه كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة سنة خمس من النبوة وكان فيمن هاجر فيها سيدنا عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

5-             وفيه كانت غزوة تبوك وتسمى غزوة (( العُسرة )) سنة تسع من الهجرة ، والتي جهز جيشها سيدنا عثمان بن عفان  فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ما يبالي ما عمل بعدها ))

6-             وقد انتصر المسلمون على هرقل وجيوشه وأتباعه في هذه الغزوة دون قتال . حيث نزل هرقل وأتباعه على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

7-             وفيه كانت موقعة اليرموك في سنة خمس عشرة من الهجرة .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا في شهر رجب للخيرات إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين

أهم المراجع :

كتاب المواعظ الوفية لفضيلة الشيخ محمد بن أبي اليسر عابدين عليه رحمات الله تعالى .

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=33&id=2207