يسترعي الانتباه داخل الحرم بناء صغير أنيق قائم بين أعمدة الرواق الأوسط ، شرقي المحراب ، إنه مشهد النبي يحيى عليه السلام .
وإن الخليفة الوليد عند بنائه للجامع الأموي لم يتخذ عليه قبرا ً ، لأنه لم يثبت عنده أن الرأس ليحيى ، ولأن إقامة القبور في المساجد ،أو بناء المساجد عليها ممنوع في الإسلام ، والرسول صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ، وكان ذلك من آخر ما نطق به قبل وفاته .
ومن الأساطير المزعومة في تاريخ سيدنا يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وهو الذي يسميه النصارى يوحنا المعمدان ، أنه كان على عهد سيدنا المسيح عليه السلام ، وأن الإمبراطور الروماني أمر بقتله ، فهو قد قتل في الأردن ، قبل عمارة الأموي بنحو ستمئة سنة ، فمن أين وصل الرأس إلى هذه المغارة ؟ وكيف قطع هذه المسافة على الأرض ؟وهذه المسافة في الزمان ، ثم استقر سليما ً في هذا السفط ؟
وحول موضوع مشهد النبي يحيى في داخل حرم الجامع ، فقد خلص الدكتور عمران إلى القول في مجلة هنا لندن ،العدد 447 ك 2 – 1986م
وبعد دراسة كافة المصادر الإسلامية والغربية التي تحدثت عن مسجد دمشق يتبين للباحث ان رأس يوحنا المعمدان لم يصل إلى مدينة دمشق ، وأن المسلمين لم يناصفوا المسيحيين كنيسة يوحنا المعمدان ، وأن المشهد القائم الآن بالمسجد الأموي أقيم للتكريم ولا يضم الرأس ولا الجسد .
وقد نفى القرآن الكريم تقطيع جسد النبي يحيى أو قتله بقوله تعالى { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ً } سورة مريم ، الآية 15. .
المراجع : جامع دمشق الأموي : عبد القادر الريحاوي ، دمشق 1996م .
الجامع الأموي في دمشق : علي الطنطاوي 1990 .
دمشق القديمة هل نعرفها : زكريا كبريت ، 2002 .
|
||||||||
|