كلمة الأسبوع

الهدي النبوي في التعامل مع الفتن

الشيخ بلال سلمان


الهدي النبوي في التعامل مع الفتن

الحمد لله رب العالمين ، مبتلي بالفتن والمحن المؤمنين ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، من دلنا على هذا الدين ، وحذرنا من الوقوع في ضلالات المفسدين ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .

وبعد: فإن ما هو قائمٌ بين الناس مما يقتضي التنازع والتخاصم والتسابُب والتشاتم إنما هو فتنٌ كقطع الليل المظلم ، وإن هذه الدعوات التي تدعو إلى الاقتتال ، كلُّ من أجابها وقع في ذاك التنازع الْمَقيت ، الذي ليس له من عاقبةٍ إلا الفشل وذهاب النصر ، كما في صريح قول الله تعالى: )وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط(.
الهدي النبوي في التعامل مع الفتن:

إن المرحلة التي نمر بها من جملة المراحل التي تحمل أنواعاً من الفِتن الصماء العمياء الدهماء ، ومع ذلك ففيها كما كان فيما قبلها ، ويكون فيما بعدها نورٌ مُضيءٌ لمن أراد أن يستضيء ، مَن استضاء به عَلِمَ كيف يُعامِلُ ربَّه في الشؤون ؛ وفي هذا النور المضيء أسرارُ نَصرِ الله للنبي ، وفيه حصادٌ لكثير من رؤوس الشر والفتنة ، وفيها مع ذلك حِكَمٌ لله تعالى ، وأن المستضيء بهذا النور يَعبر عمرُه على حال حَسَنٍ صالح وعمل مبرور وسعي عند الله مشكور ، فهو رابح وفائز وظافر ، فقد قال رسول الله : (إن بين يدي الساعة فتناً كقطعِ الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي: فكسِّروا قسيِّكم وقطِّعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دُخل على أحد منكم بيته فليكن كخير ابني آدم) وزاد أحمد وأبو داود: (قالوا: فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاسَ بُيوتِكم) أَنَجِدُ نبياً أنصح منه ؟ أم نَجِد بياناً أفصح منه ؟ يُبين هذا البيان ويقول: ابتعدوا عن استعمال الأسلحة ، فليس الوقتُ وقتَها ولا المجال مجالها ، وليست مؤديةً إلى خير ، فكسروا قِسيِّكم ، وقطِّعوا أوتاركم ، واضربوا بسيوفكم الحجارة .

هذه دعوته وهذا بلاغه ، تبينه أحاديث متعددة ، منها قوله عند ذِكرِ الفِرَقِ والافتراق والتباعد بين الناس: (تكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، هُم مِن جِلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال: (الزم إمامَ المسلمين وجماعتَهم ، فإن لم يكن إمام ولا جماعة ؟ فاعتزل تلك الفرق كلَّها) [رواه البخاري ومسلم وغيرهما] وتتابعت الأحاديث في بيان الواجب في تلك الأحوال ، فيقول للصحابي سهل بن سعد: (كيف بك إذا بقيتَ في حُثالة من الناس قد مرجَت عهودُهم وأماناتُهم ، واختلفوا فصاروا هكذا -وشبك بين أصابعه-؟ قال: الله ورسوله أعلم ، قال: اعمل بما تعرف ودَع ما تُنكر ، وإياك والتلوُّن في دين الله ، وعليك بخاصَّة نفسك ودَع عوامَّهم) [رواه الطبراني] .

ومصيبةُ الأمة أن يطلبوا حقيقةَ الدين مِن عند غير النبي محمد  ، من أهوائهم ومن عصبيَّاتهم ، ممن اتخذوهم في دين الله مشايخَ على غير بصيرة ، والعياذ بالله تبارك وتعالى ، بل نصَّ أنه في تلك الفتن تُعمر المساجد وهي خاليةٌ من النور والهدى ، ويكون علماء فيها قادة الفتنة وسببها ، وإن كان الدين النصيحة فهو أكرمُ ناصحٍ ينصح أمتَه ، وعلينا أن ننتصح بنُصحِه ، وأن نَخرج عن هذه الوَرَطات التي نجد فيها الاستنادَ واللياذَ بقوى الكفر ، فأين الاعتماد على الله ؟

أيها المؤمنون: ليس الذي يدعو إلى حقيقة ما يُحبه الله من ادعى أنه المخلِّص ، ولا من ادعى أنه المنقِذ ، ولا من ادعى أنه الفاهم ، ولا من ادعى أنه الواعي ، ولكن مَن يمتلئ القلبُ برؤيته وسماعه خشيةً من الله ، وإنابةً إلى الله واستشعاراً لقُرب الأجل والموت والحساب العظيم عند الله ، مَن تورَّع عن الدماء وعن الأعراض وعن الأموال ، وخاف من الله مخافةً ظهرت آثارُها على تعاملِه ، هم الذين يَدلُّون وهم الذين يُرشدون ، هم الذين يَصدقون مع الله ويَصدقون مع خلقِ الله ، جعلنا الله في الصادقين ، وألحَقنا بالصادقين ، وجعلنا في الهداة المهتدين.

ضرورة الابتعاد عن أطراف الفتنة:

إن الجهاد في سبيل الله على أوضح مجالاته وحالاته لو قام فدخل في النية ذرّةٌ من قصدِ غير الله لضاع صاحبُه ، قال رسول الله: (من غزا وهو ينوي عقالاً فله ما نوى) [رواه أحمد والنسائي والطبراني والحاكم] فكيف إذا كان الأمر ليس بواضح القيام فيه على حقيقةٍ من الدين ولا حقيقةٍ من النور ولا حقيقة من الجهاد في سبيل الله ، إلا ما يدَّعيه أصحاب كلُّ طائفة أنهم مجاهدون ضد طائفة أخرى . إنها الفتن العمياء الصماء ، إنها الفتن المظلمة ، لا تكن فيها طرفاً من الأطراف ، يقضي به الكافر والفاجر غرضَه ، أو يتَّخذه جسراً لينال شيئاً من مُراده ، ولا بلَّغ الله أعداءه مُراداً فينا ولا في المسلمين ، ولا في أحد من أهل القِبلة . فيجب أن يتألم قلبُك أن أصبح المسلمون عُرضةً لأن يُسَيَّروا ويُدبَّروا من قبل قُوى الكفر ليُضعِفوا بعضَهم البعض ، ويقتلوا بعضَهم البعض ، مَن أباح لهم ذلك ؟ مَن زيَّن لهم ذلك ؟ على أي أساس يقيمون بذلك ؟

أهمية القيام المؤمن بخاصَّة نفسه:

أيها المؤمنون: خاصَّتكم التي دعاكم إليها صاحبُ الرسالة أقيموها ، وفيها جهادٌ واضح بيِّن لا غبارَ عليه ، بهديِ تربية الأولاد وتربية الأسرة ، والمحافظة عليهم من هذه البرامج المفسدة للعقول والأخلاق ، المفسدة للحال مع الله ، قال رسول الله: (فعليك بخاصَّة نفسك) وشبَّك بين أصابعه ليبين ما يحصل بين الناس ، وفي رواية: (كيف بكم بزمانٍ يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة ، ويبقى حُثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم واختلفوا وكانوا هكذا) قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك ؟ قال: (تأخذون بما تعرفون ، وتدعون ما تُنكرون ، وتُقبلون على أمرِ خاصَّتكم وتذرون أمرَ عامتكم) [أخرجه الحاكم] تذرون أمرَ عامتِكم من تلك التحزُّبات ، من تلك الأغراض التي تعرِّض الناسَ لسفكِ الدماء وانتهاك الأعراض والحرمات ، والعياذ بالله تبارك وتعالى .

كل مَن قال أنه بحركته يريد دفعَ الظلم ، ويا ما أحسنَ دفع الظُّلم ؛ إنا نجد ظُلماً نارُه تشب ، انتهاكات لم تكن قبل أن يتحرك هذا ، وفساد لم يكن قبل أن يتحرك هذا ، ودماءٌ بلا عَدد تُسفَكُ لا كقبل أن يتحرك هذا ، فما هو الدفع للظلم أيها المؤمن ؟ بل ربما صرح من يُصرح ، "ولو يُقتل منا الأعداد الكبيرة" على حساب من ؟ وفي مصلحة من ؟ وعلى أي كتاب ؟ وعلى أي سُنة ؟ وعلى أي منهاج ؟ وبرأي مَن ؟ وهل الآراء حاكمةٌ على النصوص ؟ حاكمة على المسالك التي سلكها الصحابة والتابعون ، وتابعوا التابعين وتابعوهم بإحسان رضي الله عنهم ؟ لقد صلى جماعةٌ من خِيارِ الصحابة خلف الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يَسفك الدماء ظلماً ، أفي دينهم خلل ؟ أفي اعتقادهم باطل ؟ أفي شجاعتهم نقص ؟ هم أشجع الأمة وخيار الأمة وأفاضل الأمة ، ولم يَكونوا ليشتروا بدين الله ثمناً قليلاً . ألا تقبل نصحَ رسولك ؟ من يُغريك أن اشتغالَك بأمر العامة في هذه الفتن هو الشجاعة وهو الدين ، وهو اليقظة وهو التقدم ، وهو الإعداد وهو الاستعداد ، مَن قال لك ذلك ؟ رسول الله r قال غير ذلك ! فَتُصَدِّق مَن ؟ وتمشي وراء مَن ؟.

أيها المؤمنون: أمانة في الأعناق يجب أن تُؤدَّى ، يُرثى حالُ الأمة التي اجتمع عليها عدوُّها كما تجتمع الأكلةُ على قصعتهم من الطعام ، و يتناوشونهم و يتهاوشونهم ويفرِّقون بينهم ، وكل واحد يقول عنهم ما يريد ، كأن الأمرَ تحت دولتهم وفي محلِّ حُكمهم ، شؤون المسلمين كأنها تحت حكمهم وفي أمرهم ، يَتشاورون هُم فِيها ، بل يَصَرِّحُون تصريحاً واضحاً بيِّناً ، ويقول قادتهم: "إنا سنتصرف في الحادثة الفلانية والبلدة الفلانية حسب ما تقتضيه المصلحة العليا لنا" قادتهم يقولون هكذا ، ويبرزونه للناس ، حسب مصالحهم نكون نحن جسوراً لإنفاذهم ، لوصول مصالحهم التي فيها ما يُناقض أمرَ الدين من أصله ، أو يهدف إلى إيذاء المسلمين وضعفهم ، وهم يُصرحون بهذا ونحن نقول لهم أغيثونا ؟ وتفضلوا إلى بلداننا وإلى إخواننا ؟ وقَطِّعُوا الرباط واضربوا البنيان ؟ وهدّموا وسط ديارنا وبلداننا ؟ ما أعظمها مِن فتن ؟ أزال اللهُ عنا هذه المحن ورفعَ الشر عن المسلمين .

تعامل المؤمن في هذه المرحلة:

يتعامل المؤمن في زمن الفتن بالعمل بالذكر والشكر والتعاون على البر والتقوى ، وأما إذا كان أمامه ما تُنكره القلوب وما ليس بواضح ولا بَيّن فيبتعد عنه ، ومهما كان من العلماء من يقول كذا ومن يقول كذا ، فإنه على يد منسوبين إلى العلم تَكثُر الفتن بإخبار النبي  ، بل يَكونوا هُم الأساس فيها والعياذ بالله تبارك وتعالى . وندعوك مع ذلك أن لا تسيء الظنَّ لا بذا ولا بذاك ، وتطوي باطنَك على حُسن ظَنٍّ بعباد الله ، ولكن لا تَزُجَّ بِنَفسِكَ فِيمَا قال ذا ولا فيما قال ذاك ، واعتزل تلك الفرق كلَّها بأمرِ صاحب الرسالة ، اعتزل تلك الفرق المتنازعة المتشابكة المتناحرة المتقاتلة ، فاعتزل تلك الفرق كلها ، عملاً بقول رسول الله (خير لأحدكم أن يصيبه ما يصيبه ولا أن يتبع أحداً من تلك الفرق) فلنتقِ الله ولنهتدِ بهدي المصطفى  ، ونسأل الله الهداية لعلمائنا ولأمرائنا ولأغنيائنا ولفقرائنا ولحكوماتنا ولشعوبنا وللأمة في المشرق والمغرب.

 

أثر الدعوة المحمدية في جمع الشمل:

إن دعواتِ التنازع دعواتُ الفشل ودعواتُ الهزيمة ، ولكن دعوة محمد دعوة النجاح ودعوة النصر ، وإنه بالقلوب التي تُصغي لهدي محمد ولندائه في هذه الأمة تستمر نزولُ الرحمات واللطف من الله في الشدائد والملمَّات ، وتأخذ الفتن من تأخذ ، ويأتي بعدها فرجٌ لا ريب فيه ولا شك من الله العلي العظيم القوي ، لقومٍ لا يستندون إلى شرق ولا إلى غرب ، ولا إلى حكومات ولا إلى غيرها ، بل إلى الله يستندون وعليه يعتمدون ، لا تحملهم لذلك عصبية ولا رأي ولا حزبية ولا إرادة سلطة ولا إرادة مال ولا غير ذلك .

إن سُنة الله تعالى قد مضت في عباده ، وينصر الله من يشاء ويؤيد من يشاء ، وإن العاقبةَ للمتقين وحدهم ، لا نصيبَ لسواهم فيها مهما خططوا ومهما دبروا ، لكن انتزع من كثير من القلوب الإيمان بالله تعالى ورسوله ، وما قال الله سبحانه ورسوله، إلى الإيمان بالخطط والإيمان بالمخططين وكأنهم الفعَّالون ، وإن الفعَّال لما يريد واحد ، هو يُبدئ ويعيد )وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد( فلنجتمع على الرأفة والرحمة بمَن وقع في الشدائد ووقع في النكبات ، ونأخذ ما نعرف من إنقاذٍ نستطيعه ، من إمدادٍ نستطيعه ، من دعاءٍ نستطيعه ، من دعوةٍ نستطيعها ، من مساعدةٍ بيِّنة واضحة ، ليست طرفاً في النزاع ولا سبباً لتوسيع نطاقه بين العباد والأتباع ، مُستعينين بالله تعالى مُسترحمين له في إخواننا الذين وقعوا في فخِّ تسليطِ الأعداء وتسييرهم لهم في أمورهم ، واتخاذهم جُسوراً يُعبرون عليها .

نقول يا رب أنقذ أمةَ محمد ، وإن فيهم من ينطوي عليه الأمر وتنطوي عليه الحيلة ، وإنهم لا شك على نياتهم سوف يُحشرون ، ويكون مآلُهم على حسب النيات ، إلا أنه لا معنى للتمادي بعد ظهور الآيات ، ووضوح الدلائل من خاتم الرسل  ، ومع ذلك كله فمن انطوى عليه الأمر فالحال كما قال رسول الله  في مَن يُخسَف بأولهم وآخرهم ويُحشرون على نياتهم ، إلا أن طالب الحق لا يَجد شحاً في موارد البيان من القرآن والسنة ، وقد قال (يحمل هذا العلمَ مِن كلِّ خلفٍ عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالِين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) [رواه البيهقي] يصير صافياً نقيّاً كما بلَّغ النبي

 

وسائل لتحقيق النصر:

استنصروا اللهَ بأدبكم مع الله ، وصدقِكم مع الله ، وقيامكم بفرائض الله ، وأدائكم للمندوبات بما استطعم ، وتعاوُنكم على ما يرضي الله في محيط الفرد والأسرة والمجتمعات ، وانتظروا فرجَ الله تعالى للأمة ، ولا تكونوا أطرافاً في هذه النزاعات ، ولا سبباً تجري به خططُ أعداء الله ، واطلبوا الفرج بضراعة واستغاثة بالله جل جلاله ولجوء إليه ، ولا ترتجوا الفرجَ من غيره ، فليست على ظهر الأرض شعوب ولا دول صغُرت أو كبرت قلَّت أو كثُرت مُنقذةً لكم دونَ الله ، فانظروا على من تعتمدون وإلى من تستندون ، واعملوا بما يحب منكم ، خذوا ما تعرفون معرفة واضحة ، ودعوا ما تنكره القلوب ، من كل تَحامُل ومن كل غَيظ ومن كل أذى ، ومن كل انتهاك للحرمات ومن كل سباب وشتم ، اصدقوا مع الله ، وارجوا الله أن يجمع الأمة بعد شتاتها ، وأن يؤلف ذات بينها ، وأن يدفع عنا الشر والزيغ والضلال.

اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ، ومُنَّ علينا بما مننتَ به على رعيلنا الأول ، حيث خاطبتَهم بقولك: )وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم( .

 

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=33&id=1990