كلمة الأسبوع

وانــتصــف رمــضـــان

الشيخ بلال سلمان


وانــتصــف رمــضـــان

 

أَيُّهَا الإِخوَةُ الْمُسلِمُون: إِنَّ شَهرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَك شَهرٌ لا يُشبِهُهُ شَهر ، عَظِيمُ الأَمرِ جَلِيلُ القَدر ، هُوَ مِن أَشرَفِ أَوقَاتِ الدَّهر ، فَضَائِلُهُ لا تُحصَى وَمَحَامِدُهُ لا تُستَقصَى ، مَوسِمٌ وَافِرُ الأَربَاحِ لِمَن اتَّجَر ، مُهلِكٌ لِأَروَاحِ مَن طَغَى فِيهِ وَفَجَر . لَقَد مَضَى مِن رَمَضَانَ صَدرُه ، وَانقَضَى مِنهُ شَطرُه ، وَاكتَمَلَ مِنهُ بَدرُه ، فَاغتَنِمُوا فُرصَةً تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاب ، وَلُجُّوا قَبلَ أَن يُغلَقَ البَاب ، وَبَادِرُوا أَوقَاتَهُ مَا أَمكَنَكُم ، وَاشكُرُوا اللهَ عَلَى أَن أَخَّرَكُم إِلَيهِ وَمَكَّنَكُم ، وَاجتَهِدُوا فِي الطَّاعَةِ قَبلَ انقِضَائِه ، وَأَسرِعُوا بِالْمَتَابِ قَبلَ انتِهَائِه ، فَسَاعَاتُهُ تَذهَبُ وَأَوقَاتُهُ تُنهَب ، يُوشِكُ الضَّيفُ أَن يَرتَحِل ، وَشَهرُ الصَّومِ أَن يَنتَقِل ، فَأَحسِنُوا فِيمَا بَقِيَ مِنهُ يُغفَر لَكُم مَا مَضَى ، فَإِن أَسَأتُم فِيمَا بَقِيَ أُخِذتُم بِمَا مَضَى وَبِمَا بَقِي . فَقَدَ تَنَصَّفَ الشَّهرُ وَانهَدَم ، وَفَازَ مَن بِحَبلِ اللهِ اعتَصَم ، وَخَافَ مِن زَلَّةِ القَدَم ، وَاغتَنَمَ شَهرَ رَمَضَانَ خَيرَ مُغتَنَم ، وَشَقِيَ الغَافِلُ العَاصِي بَينَ الذُّلِّ وَالنَّدَم ، وَيَا وَيلَهُ يَومَ تَحِلُّ عَلَى أَهلِ الْمُخَالَفَةِ الآفَات ، يَومَ تَنقَطِعُ أَفئِدَةُ أَهلِ التَّفرِيطِ بِالزَّفَرَات ، يَومَ يُحشَرُ أَهلُ الذُّنُوبِ وَالدُّمُوعُ عَلَى الوَجَنَات ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي الحَدِيثِ القُدسِي: (يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعمَالُكُم أُحصِيهَا لَكُم ثُمَّ أُوَفِّيكُم إِيَّاهَا ، فَمَن وَجَدَ خَيرَاً فَليَحمَدِ الله ، وَمَن وَجَدَ غَيرَ ذَلِكَ فَلا يَلَوُمَنَّ إِلا نَفسَه) [أخرجه مسلم].

أَينَ مَن كَانُوا مَعَنَا فِي رَمَضَانَ الْمَاضِي ؟ أَمَا أَدَارَت عَلَيهِمُ الْمَنُونُ رَحَاهَا ، وَحَكَّ وُجُوهَهُمُ الثَّرَى فَمَحَاهَا ؟ ثُمَّ أَينَ مَن صَامُوا مَعَنَا فِي أَوَّلِ الشَّهر ، وَقَامُوا أَوَّلَهُ يَبتَغُونَ الأَجر ؟ أَتَاهُم هَادِمُ اللَّذَاتِ وَقَاطِعُ الشَّهَوَاتِ وَمُفَرِّقُ الجَمَاعَات ، فَنُقِلُوا مِنَ القُصُورِ الْمُنِيفَةِ إِلَى بُطُونِ الحُفَر ، وَمِنَ الفُرُشِ الوَثِيرَةِ إِلَى خُشُونَةِ الْمَدَر ، وَنَحنُ يَا عِبَادَ اللهِ عَلَى الأَثَر ، فَتَأَهَّبُوا لِمِثلِ مَا حَلَّ بِهِم مِنَ الغِيَر ، وَتَذَكَّرُوا مَرَارَةَ الْمَوتِ الذِي لا يَسلَمُ مِنهُ بَشَر ، وَلَو سَلِمَ مِنهُ أَحَدٌ لَسَلِمَ سَيِّدُ البَشَر.

إِنَّ أَيَّامَ رَمَضَانَ تَاجٌ عَلَى رَأسِ الزَّمَان ، مَن رُحِمَ فِيهَا فَهُوَ الْمَرحُوم ، وَمَن حُرِمَ خَيرَهَا فَهُوَ الْمَحرُوم ، وَمَن لَم يَتَزَوَّد مِن عَامِهِ فِيهَا فَهُوَ الظَّلُومُ الْمَلُوم ، فَلَقَد صَعِدَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام الْمِنبَرَ فَقَال: (آمين) ، فَسُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: (أَتَانِي جِبرِيلُ فَقَال: يَا مُحَمَّدُ مَن أَدرَكَ رَمَضَانَ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ الله ، فَقُلتُ: آمِين) [أخرجه ابن حبان].

فَيَا مَن فَرَّطتُم فِي شَهرِ رَمَضَانَ القَائِم ، هَل أَنتُم عَلَى يَقِينٍ مِنَ العَيشِ إِلَى رَمَضَانَ قَادِم ؟ فَقُومُوا بِحَقِّ شَهركِمُ ، وَاتَّقُوا اللهَ فِي سِرِّكُمْ وَجَهرِكُم ، وَاعلَمُوا أَنَّ عَلَيكُم مَلَكَينِ يَصحَبَانِكُم طُولَ دَهرِكُم ، وَيَكتُبَانِ عَلَيكُم كُلَّ أَعمَالِكُم ، فَلا تَهتِكُوا أَستَارَكُم عِندَ مَن لا تَخفَى عَلَيهِ أَسرَارُكُم.

إِنَّ أَيَّامَ رَمَضَانَ يَجِبُ أَن تُعَظَّمَ وَتُصَان ، وَتُكَرَّمَ وَلا تُهَان ، فَهَل حَبَستُم أَنفُسَكُم فِيهَا عَن فُضُولِ الكَلَامِ وَالنَّظَر ؟ وَكَفَفتُم جَوَارِحَكُم عَن اللَّهوِ وَالأَشَر ؟ وَهَيَّأتُم مِنَ الزَّادِ مَا يَصلُحُ لِلسَّفَر ؟ أَم أَنتُم مِمَّن تَعَرَّضَ فِي هَذَا الشَّهْرِ لِلمَسَاخِط ، وَقَارَفَ الْمَظَالِمَ وَالْمَسَاقِط ، وَتَاهَ بِالدُّنْيَا وَكَأَنَّهُ خُلِقَ فِيهَا لَهَا ، وَسَلَكَ بِنَفسِهِ طَرِيقَ الهَوَى فَأَهلَكَهَا ، ولْتُحرَسْ مِنكُم فِي هَذَا الشَّهْرِ العَينَان ، وَلْيُحفَظْ فِيهِ اللِّسَان ، وَلْتُمنَعْ مِنَ الخُطَا في الخَطَأ القَدَمَان ، وَذَلِكَ وَاجِبٌ فِي كُلِّ زَمَان ، وَلَكِن يَتَعَاظَمُ فِي رَمَضَان ، فَيَقُولُ سَيِّدُ الأَنَام عليه الصلاة والسلام: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّوْرِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَه) [أخرجه الترمذي] وَيَقُوْلُ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِن صِيَامِهِ الجُوْعُ وَالعَطَش ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِن قِيَامِهِ السَّهَر) [أخرجه ابن خزيمة] وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: (إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنْ الكَذِبِ وَالْمَحَارِم ، وَدَعْ أَذَى الخَادِم ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِيْنَةٌ يَومَ صَومِك ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ صَوْمِكَ وَيَوْمَ فِطْرِكَ سَوَاء) [أخرجه البيهقي].

يَا عَبدَ الله: جَدَّ القَومُ وَأَنتَ قَاعِد ، وَقَرُبُوا وَأَنتَ مُتَبَاعِد ، وَقَامُوا وَأَنتَ رَاقِد ، وَتَذَكَّرُوا وَأَنتَ شَارِد ، إِن قَامَ العُبَّادُ لَم تُرَ بَينَهُم ، وَإِن عُدَّ الصَّالِحُونَ فَلَستَ مَعَهُم ، تَرجُو النَّجَاةَ بِبِضَاعَةٍ مُزجَاة ، فَلا صَلَاةَ وَلا مُنَاجَاة ، وَلَا تَوبَةَ وَلا مُصَافَاة .

 لَقَد بَاشَرَ الصَّالِحُونَ لَيَالِيَ رَمَضَانَ ، بِصَفَاءِ وُجُوهِهِم وَقِيَامِ أَبدَانِهِم ، خَالَفَ خَوفُ اللهِ بَينَهُم وَبَينَ السُّهَاد ، وَأَطَارَ مِن أَعيُنِهِمُ الرُّقَاد ، عُيُونُهُم مِن رَهبَةِ اللهِ تَدمَع ، وَقُلُوبُهُم مِنْ خَوفِهِ تَلِينُ وَتَخشَع ، يَعبُدُونَهُ فِي ظُلمَةِ اللَّيْلِ وَالنَّاسُ ضُجَّع ، قَومٌ أَبرَارٌ لَيسُوا بِآثِمِينَ وَلا فُجَّار ، فَيَا مَن قَضَيتَ لَيلَكَ فِي مَعصِيَةِ الخَالِق ، وَأَضَعتَ لَيَالِي رَمَضَانَ الشَّرِيفَةَ فِي الْمُحَرَّمَاتِ وَالبَوَائِق ، يَا لَهَا مِن خَسَارَةٍ لا تُشبِهُهَا خَسَارَة ، أَن تَرَى أَهلَ الإِيمَانِ وَاليَقِين ، وَرَكَائِبَ التَّائِبِينَ وَقَوَافِلَ الْمُستَغْفِرِين ، قَد حَظُوا فِي سَاعَاتِ اللَّيلِ بِالقُربِ وَالزُّلفَى وَالرِّضْوَان ، وَقَدْ رُمِيتَ أَنتَ بِالطَّردِ وَالإِبعَادِ وَالحِرمَان ، استَدرِك مِن رَمَضَانَ ذَاهِبَاً ، وَدَع اللَّهوَ جَانِبَاً ، وَلْحَق مَعَ الْمُؤمِنِينَ بِالقَافِلَة ، وَتَقَلَّب فِي مَنَازِلِ العُبُودِيَّةِ بَينَ فَرضٍ وَنَافِلَة ، وَاجعَلِ الحَيَاةَ بِطَاعَةِ رَبِّكَ حَافِلَة ، وَحَافِظ عَلَى التَّرَاوِيحِ وَالقِيَامِ ، فِيمَا تَبَقَّى مِنَ الأَيَّام ، فَقَد قَالَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه) [أخرجه النسائي] وقال النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه) [أخرجه البيهقي] وَقَالَ الْمُصْطَفَى عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيلَة) [أخرجه أبو داود].

أَيُّهَا الإِخوَة: شَهرُ رَمَضَانَ شَهرُ تِلاوَةِ القُرآن ، وَتَدَبُّرُ آيِ الفُرقَان ، شَرَّفَنَا اللهُ تَعَالَى بِهَذا الكِتَابِ الْمُبَارَك ، فَتَدَبَّرُوا آيَاتِهِ ، وَتَفَكَّرُوا فِي بَيِّنَاتِه ، وَقِفُوا عِندَ عِظَاتِه ، فَلَقَد كَانَ السَّلَفُ الكِرَامُ رضي الله عنهم ، يُكثِرُونَ مِن خَتمِ القُرآن ، فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ ازدَادُوا مِن ذَلِكَ لِشَرَفِ الزَّمَان ، وَكَانَ جِبرِيلُ عليه الصلاة والسلام يَلقَى رَسَولَ اللهِ  فِي كُلِّ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ فَيُدَارِسَهُ القُرآن . وَفِي آخِرِ عَامٍ مِن حَيَاتِهِ عليه الصلاة والسلام عَارَضَ جِبرِيلُ القُرْآنَ مَرَّتَيْن مَعَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام.

يَا عِبَادَ الله: هَذَا كِتَابُ اللهِ يُتلَى بَينَ أَظهُرِكُم وَيُسمَع ، وَلَو أُنزِلَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خَاشِعَاً يَتَصَدَّع ، فَهَل سِرنَا عَلَى مِنهَاجِهِ الْمُطَهَّر ؟ وَهَل طَبَّقنَاهُ فِي كُلِّ أَمرٍ وَنَهيٍ وَخَبَر ؟ وَهَل حَكَّمنَاهُ فِيمَا بَطَنَ مِن أُمُورِنَا وَظَهَر ؟ فَإِنَّ كُلَّ شَأنٍ كَبِيرٍ أَو صَغِير ، وَكُلَّ إِحدَاثٍ أَوْ تَغيِير يَتَنَاقَضُ مَعَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِه ، وَحَسرَةٌ عَلَى جَالِبِه ، وَشَرٌّ عَلَى طَالِبِه ، وَلَقَد شَاهَدنَا فِي مَن لَم يُحَكِّم القُرآنَ وَالسُّنَّة ، شَاهَدنَا فِيهِم مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ مُزدَجَر ، وَسَمِعنَا فِيهِم مِنَ العُقُوبَاتِ وَالحَوَادِثِ مَا فِيهِ مُعتَبَر ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ بِقُوَّةٍ وَاعتِزَاز ، وَلا تَشغَلَنَّكُمُ الدُّنيَا عَن أَدَاءِ الْمَفرُوض ، فَإِنَّهَا لا تُسَاوِي عِندَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوض.

شَهرُ رَمَضَانَ شَهرُ العِتقِ مِنَ النِّيرَان ، شَهرُ فِكَاكِ الرِّقَابِ مِن دَارِ الشَّقَاءِ وَالخُذلَانِ وَالهَوَان ، فَلَقَد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ للهِ عِندَ كُلِّ فِطرٍ عُتَقَاء ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَة) [أخرجه ابن ماجه] فَاجتَهِدُوا مَا استَطَعتُم فِي إِعتَاقِ رِقَابِكُم وَفِكَاكِ أَبدَانِكُم وَشِرَاءِ أَنفُسِكُم ، فَهَذَا أَوَانُ التَّوبَةِ وَالاستِغفَارِ وَالانكِسَار ، وَالتَّضَرُّعِ وَالرُّجُوعِ وَالافتِقَار ، وَهَذَا زَمَانُ إِقَالَةِ العِثَار ، وَغُفرَانِ الذُّنُوبِ وَالأَوزَار ، وَهَذَا شَهرُ الإِنَابَة ، هَذَا رَمَضَانُ فِيهِ الإِجَابَةُ مِنَ الكَرِيمِ لِمَن طَرَقَ بَابَه ، (يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً) [سورة التحريم (8)] اقصُدُوا بَابَ التَّوبَةِ تَجِدُوهُ مَفتُوحَاً ، وَابذُلُوا ثَمَنَ الجَنَّةِ بَدَنَاً وَرُوحَاً ، وَأَقبِلُوا عَلَى اللهِ مَا دَامَ الأَجَلُ مَفسُوحَاً.

يَا عَبدَ الله: لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ كَثرَةً عَنَانَ السَّمَاء ، وَمَا انتَهَى إِلَيهِ البَصَرُ مِنَ الفَضَاء ، حَتَّى فَاقَتِ العَدَّ وَالإِحصَاء ، لَو بَلَغَت ذَلِكَ تُب وَلا تَتَرَدَّد ، فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَى التَّائِب ، وَيَغفِرُ زَلَّةَ الآيِب ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام فِي الحَدِيثِ القُدسِي: (قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَم ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِيْ وَرَجَوْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَم ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَم ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِيْ بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيْتَنِيْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئَاً لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة) [أخرجه الترمذي] وَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: (إِنَّ اللهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوْبَ مُسِيْءُ النَّهَار ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوْبَ مُسِيْءُ اللَّيل ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) [أخرجه مسلم].

اللهم اختم لنا شهر رمضان بالمغفرة والرحمة والرضوان ، وأكرمنا بالعتق من النيران ، وَمُنَّ علينا بالقبول والإحسان ، وتقبل منا أعمالنا يا حنان ويا منان .

 

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=33&id=1841