الخطابة الدينية » منابر دمشق

الإسراء والمعراج

الشيخ بلال سلمان


الإسراء والمعراج
مَوضُوعُنَا فِي هَذَا اليَومِ قَدِيمٌ فِي حُدُوثِه ، وَلَكِنَّهُ وَاضِحُ التَّأثِيرِ فِي وَاقِعِنَا وَتَارِيخِنَا ، إِنَّهَا حَادِثَةُ الإِسرَاءِ وَالْمِعرَاج ، التِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قُرآنِهِ إِسرَاءً بِالنَّصِ فِي سُورَةٍ سُمِّيَت بِهَذَا الاسم ، وَأَمَّا الْمِعرَاجُ فَأَلْمَحَ القُرآنُ الكَرِيمُ إِلَيهِ فِي سُورَةِ النَّجم . وَمَا أَشبَهَ وَاقِعنَا اليَومَ بِالظُّرُوفِ التِي كَانَتْ تُحِيطُ بِتِلكَ الحَادِثَة ، فَقَد كَانَت هَذِهِ الحَادِثَةُ تَكرِيمَاً لِلحَبِيبِ r ، نَتِيجَةً لِمُعَانَاةٍ شَدِيدَة ، ذَاقَ فِيهَا مِن قَومِهِ قُريشٌ مَعَ صَحَابَتِهِ الكِرَامِ الْمُخلِصِين ، ذَاقُوا أَلوَانَ الأَذَى وَصُنُوفَ العَذَاب ، ثُمَّ تَلمَّسَ النُّصرَةَ فِي الطَّائِفِ مِن قَبِيلَةِ ثَقيف ، فَكَانُوا أَسْوَءَ رَدَّاً مِن قُريش ، وَلَكِنَّ صَاحِبَ الهَدَفِ لا يَقِفُ عَن مُتابَعَةِ أَهدَافِه ، وَصَاحِبَ الهِمَّةِ العَالِيَةِ لا يُمكِنُ أَن يُصَدَّ عَن أَهدَافِهِ بِمَا يُؤذِيهِ أَو يُصِيبُه ، إِنَّهُ صَاحِبُ الرِّسَالَةِ وَصَاحِبُ القَضِيَّة ، التِي يَنبَغِي أَن يَسِيرَ فِي سَبِيلِ تَحقِيقِهَا مُعتَمِدَاً عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَل .
Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=94&id=1782