إن الله جعل مواسم للخير ، وجعل نفحات في هذه المواسم ، "ألا إن لله في دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها" وأعظم ما توجد هذه النفحات في شهر رمضان ، حيث جعل هذا الشهر يتذوق الإنسان فيه هذا المعنى ، الذي يصوم يُجيعُ بطنه ، الذي يصوم ويتحمل حر الشمس ، الذي يصوم وهو يستطيع أن يَطعَمَ ويَشرَبَ دون أن يراه أحد ، ويمتنع عن ذلك كله ، ويمتنع عن الماء البارد وهو بأشد الحاجة إليه ، ويمتنع عن الطعام ومعدته تتوق إليه ، تسأله لما لا تأكل خلسة أو خفية دون أن يراك أحد ؟ يقول: إن لم يرني أحد ، فإن الله يراني ، وهذا الذي يمنعني عن هذا الفعل .