يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي القُرآنِ الكَرِيم: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيد} [سورة ق (19)].
حَدِيثُنَا لَيسَ عَن الْمَوت ، فَالْمَوتُ حَقّ ، وَيُؤمِنُ بِهِ كُلُّ الخَلق ، إِنَّمَا حَدِيثُنَا عَن لَحَظَاتٍ تَسبِقُ الْمَوت ، رُبَّمَا يُسَمِّيهَا البَعضُ بِسَكَرَاتِ الْمَوت ، وَرُبَّمَا يُسَمِّيهَا البَعضُ الآخَرُ بِالأَنفَاسِ الأَخِيرَة ، التِي يُعِيدُ فِيهَا الإِنسَانُ حِسَابَاتِه ، وَيُرَاجِعُ نَفسَهُ وَيَتَذَكَّرُ مَا قَدَّم ، وَيَندَمُ عَلَى مَا فَرَّط ، وَيَتَحَسَّرُ عَلَى مَا فَات ، وَلَكِن هَيهَاتَ هَيهَاتَ أَن يَنفَعَ النَّدَم ، وَيَتَمَنَّى فِي مِثلِ تِلكَ اللَّحَظَاتِ أَن يَطُولَ بِهِ العُمُر ، لِيَتَصَدَّقَ وَلِيُصَلِّي ، وَلِيُقَدِّمَ مِنَ العَمَلِ الصَّالِح ؛ مَا يَجعَلُ عَرضَهُ عَلَى اللهِ تَعَالَى عَرضَاً صَالِحَاً .