في كتاب الله تعالى نَهَى سبحانه نَهيَاً شَدِيدَاً عَن أَذِيَّةِ أَيِّ مُؤمِن ، وَلَو كَانَ بَعِيدَاً عَنكَ لَمْ تَعرِفه ، لا هُوَ جَارُكَ وَلا قَرِيبُك ، وَلَو لَم تُخَالِطه ، سَوَاءٌ كَانَ مِن بَلَدِكَ أَو مِن غَيرِ بَلَدِك ، يَتَكَلَّمُ بِلُغَتِكَ أَو بِغَيرِ لُغَتِك ، مَا دَامَ يَحمِلُ وَصفَ الْمُؤمِن ، فَلا يَحِلُّ لَكَ أَن تُؤذِيَه .كَم يَستَهِينُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بِأَذِيَّةِ الضَّعَفَةِ وَالْمَسَاكِين ، وَخَاصَّةً الخَدَمَ فِي البُيُوت ، وَالعُمَّالَ وَنَحوَهُم ، وَيَستَحِلُّ شَتمَهُم ، بَل وَيَسخَرُ مِنهُم ، وَيَجعَلُهُم تَسلِيَةً هُوَ وَرِفَاقُه ، حَتَّى يُلحِقَ الأَذَى بِهِم ، لَعَلَّهُ مَا سَمِعَ قَولَ اللهَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب :58].