بتاريخ: 5 من رجب 1439 هـ - 23 من آذار 2018 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
معاشر السادة: نظرتنا في هذه الجمعة إلى سورة القتال أو إلى سورة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بَيَّنت هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو نبي المرحمة ونبي الملحمة، وأنه يَقتص مِن الظالم للمظلوم، وأنه لا يَدع البَغي يمشي في الأرض مُتكبراً، بل يُرغم أنفه ويُقلم أظافره، وماذا تنتظر أن يقول القرآن الكريم للمغلوب المستباح إذا لَقي خصمه في الميدان؟ إنَّه يقول له: )فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا( [محمد: 4].
إنَّ الحرب دواء مُرٌّ، ولكنها لمرض أَمَرٍّ، كما قال شوقي:
الحرب في حق لديك شريعة *** ومِن السموم الناقعات دواء
إن المحور الذي تَدور عليه هذه السورة هو وَصف أهل الحق وأهل الباطل، وما يَدور بينهما مِن نزاع حار أو بارد، وبدأت السورة تَذكر الفريقين مِن أول آية فيها، فتذكر أن الرضا الأعلى واليمنى والفأل الحسن مِن نصيب أهل اليقين والإيمان، وأنَّ الغَضب الإلهي وشؤم العاجلة مِن نصيب الذين آمنوا بالجبت والطاغوت وكفروا بالله الواحد الأحد وتجهموا للرسالة وصاحبها، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ( [محمد: 1-3].
لكن هُناك فُجاراً يُريدون أن يَنقلوا الظُّلمة التي في قلوبهم إلى قلوب الآخرين والخرافة التي في رؤوسهم إلى رؤوس الآخرين، مُهمة هؤلاء أنهم إذا اعوجت الطرق بهم لم يَكتفوا بِضلالهم بل قَرَّروا أن يَعترضوا السائرين على الطريق المستقيم، فهم يَضعون الألغام في هذا الطريق، أو يُعرقلون مَسيرة السائرين على أي نحو، وهؤلاء هم الذين سماهم القرآن في سوره كلها بالصَّادِّين عن سبيل الله، ومعنى الصَّدِّ عن سبيل الله أن تَضع يدك في فَمٍ يَقول الحق حتى لا يقول الحق، أو تَعترض بسلطانك سائراً على الصراط المستقيم حتى تلوي عنقه وتضلل سعيه وتجعله ينتكس بأي أسلوب، هذا هو الصَّدُّ عن سبيل الله، وهذا هو الكفر المزدوج أو الضلال المضاعف، أو تحول الكفر مِن حيوان عاتك إلى حيوان فاتك، هذا هو الكفر المزدوج المقرون بالصَّدِّ عن سبيل الله، هو ما شكى المؤمنون منه قديماً وحديثاً، هو ما أعلن القرآن عليه حرباً شعواء، حيث قال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا( [النساء: 167]، وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا( [النساء: 168-169].
لقد أكدت سورة محمد صلى الله عليه وسلم على إخلاص النية لله في العمل، بمعنى أنَّ القتال يَنبغي أن يتمحض لله وحده، وهذا شَيءٌ صعب في الحقيقة، فإن خُلوص النية لله ليس عملاً سهلاً، إنه عمل كبير وشاق، شتان بين قِتَالٍ يَدور مِن أجل شهوة أو من أجل امرأة أو مِن أجل حورية أو مِن أجل مال أو جاه، وبَين قِتَالٍ يَدور مِن أجل رَدِّع الظالمين وكَفِّ شرورهم وحماية الأبرياء المستضعفين.
لقد قرأنا في كُتب الأدب أن الشاعر عمرو بن معدي كرب اندفع في الجاهلية إلى القتال مِن أجل امرأة أحبها حيث قال:
كل امرئ يجري إلى *** يوم الهياج بما استعدا
لما رأيت نساءنا *** يَفحصن بالمعزاء شـدا
وبدت لميس كأنها *** بــدر السماء إذا تبدّى
وبدت محاسنها التي *** تخفـى وكان الأمر جدا
ونازلتُ كبشهم ولم *** أرَ مِن نزال الكبش بُـدا
هل هذا قتال لله؟ لا، هل لله في هذه الكلمات شيء؟ لا، إنَّه قاتل مِن أجل امرأة أحبها، وقد كان مِن عادة العرب قديماً أنَّ النِّساء يَخرجن وراء الجيش المقاتل، حتى في معركة أُحُد خَرَجَت نساء قريش وراء جَيشها، وهي تُحرض الكفار على القتال، وتَقول لهم:
نحن بَنات طارق *** نمشي على النمارق
إن تُقبلوا نعانق *** ونفرش النمارق
أو تُدبروا نفارق *** فِراق غير وامق
هل هذا قتال لله؟ لا، هل لله في هذه الكلمات شيء؟ لا، لَيس لله فيها شيء.
وذَكرت كُتب الأدب أيضاً أنَّ الشاعر عنترة بن شداد العبسي كان رجلاً غَريب الأطوار، فقد ولد أسود الجلد، ومِن سفاهة بعض الناس أنهم يَضيقون بالسود، ما دخل الجلد الأسود في عظمة القلوب وقيم النفوس؟! لا دخل بداهة في هذا، لكن أباه كان أحمقاً ضاق بابنه وجعله عبداً يشتغل بجلب الماء مِن الآبار، أو بِحَلب الشياه وما إلى ذلك، فلما هُوجمت القبيلة انهزمت، وكان عنترة رجلاً معروفاً بشجاعته وإقدامه، فقال له أبوه: قاتل يا عنترة، قاتل يا عنترة، فقال له: لا، إنما أنا عبد، والعبد لا يُحسِنُ الكَرَّ، إنما يُحسن الحلاب والصَّر، فقال: كُرَّ وأنت حُرّ، فَكَرَّ وقاتل وهزم الأعداء، لكي يُثبت مَكانته ولكي يُثبت جدارته بالحرية، هذا القتال هل لله فيه نَصيب؟ لا، إنما القتال للهِ يَكون كما جاء في الحديث الصحيح، عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))، لَكن هذه النِّية تَحتاج إلى تهذيب نفس، ما يحصل الإنسان عليها إلا بعد أن يُهذب نفسه كثيراً، حتى يكون عمله لله وحده، وهذا هو معنى الآية هنا: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ( [محمد: 7].
لقد جاءت سورة القتال تَضم هذه المعاني، ويحسب المفكرون أن تَسميتها بسورة محمد صلى الله عليه وسلم فيه إشارة إلى أن المعارك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم كانت تَجسيداً لمقاومة الحق في هذه الدنيا أمام باطل استأسد وظن أن أحداً لَن يُقاومه، حتى جاء النبي العربي محمد صلوات الله وسلامه عليه، فقلم أظافر الباطل وكسر أنيابه، وعَرَّف العالم أجمع أن لِلحق رجالاً يَحيون مِن أجله ويموتون في سبيله.
يا سادة: إنَّ أعداء هذا الوطن يموتون كَمَداً وتَغلي صُدورهم غيظاً مِن الانتصارات التي تحققت في الغوطة الشرقية، تلك الغوطة التي رَاهَن عليها شيوخ الفتنة، وعلى رأسهم الصهيوني "عدنان العَرعور" الذي كان يقول: [إن الغوطة الشرقية يَستحيل أن يدخلها الجيش العربي السوري]، وكان المسلحون المجرمون خُدام الصهيونية العالمية مِن جبهة النصرة وأخواتها مِن الفصائل المعتوهة يقولون: [إن الغوطة الشرقية ستكون مقبرة الشبيحة]، أما مَا يُسمى بالجيش الحُرّ فَكانوا يقولون وهم يكذبون على أنفسهم وعلى أصحاب العقول الخفيفة: [كلما حاصرنا الموت احترفنا الحياة]، واستماتت أمريكا وفرنسا وبريطانيا في الدفاع عن الإرهابيين في الغوطة الشرقية، لكي تبقى الغوطة الخنجر المسموم في خاصرة مدينة دمشق.
يا سادة: إنَّ رِجال الله رجال الجيش العربي السوري قد فعلوا المعجزات في الغوطة الشرقية وفي غيرها مِن أماكن هذا الوطن الحبيب، تأييد من الله عز وجل، نصر من الله عز وجل وفتح قريب.
خِلال عَشر أيام مِن بدء الحرب على الغوطة الشرقية استعاد الجيش ما يزيد عن نصف الغوطة الشرقية، في الوقت الذي كان يتبجح فيه أعداء هذا الوطن أن الجيش يَستحيل أن يدخل، أن الجيش يخاف أن يدخل، أن الجيش يخاف أن يقتحم، وعندما أراد الجيش أن يدخل وعَزَم العزيمة على الدخول؛ زَلزل كيانهم وزلزل أركانهم، وزلزل عروش داعميهم ومموليهم وأسيادهم، هذا الانتصار يَدلك على أن الله جل جلاله نصر الحق وأهله بَعد سنين طالت، وهي تحمل مِن الآلام وتحمل مِن القهر والجوع والإذلال ما تحمل، لكن هذا الجيش هو مُؤيد مِن رب العالمين، هو مُسدد مِن رب العالمين، ونحن نُؤمن أن الله عز وجل يَنصر الحق وأهله ولو بعد حين، مهما تكالب الأعداء، ومهما كَثُرَ الأعداء ومَهما خَيَّم واشتد الظلام.
إنَّ القائد المقاوم الجندي بشار حافظ الأسد حفظه الله تعالى ورعاه ذهب إلى الغوطة الشرقية بِسيارته المتواضعة، ذهب إلى الغوطة الشرقية ليقول لهم: أيها الأقزام، كنتم تقولون: ارحل ارحل، ها أنتم رَحلتم وأنا أتيت، أين أنتم، أين أنتم، رَحَلَ الباطل وبقي الحق، رحل المنافق وبقي المؤمن، رحل الكاذب وبقي الصادق، أين أنتم أيها الأقزام، أين ممولوكم، أين الذين دَعموكم، أين الذين غَرَّروا بكم، أين قوتكم، أين أسلحتكم التي بلغت بآلاف الأطنان أُدخلت إلى الغوطة الشرقية، أين هي أسلحتكم، ما استطعتم أن تفعلوا شيئاً إلا أن تَقتلوا المدنيين الأبرياء ما استطعتم.
أيها الصهاينة: يا أصحاب العقول المتعفنة، يا مَن بِعتم كرامتكم وضميركم للسعودي وللتركي وللأمريكي وللفرنسي وللبريطاني، أين أنتم، ها هو الجيش، ها هم رجال الله رجال الله على الأرض يُحققون الانتصارات العجيبة والمذهلة، وها هي الغوطة الشرقية بعد أيام قليلة بإذن الله سَتَرفع فوق سمائها الطاهرة علم الجمهورية العربية السورية، ما استطاع المسلحون المجرمون إلا أن يُلقوا بالقذائف، قذائف الحق والغدر على المواطنين الأبرياء في مدينة دمشق، وإن أكثر مَكان قد تألم مِن هذه القذائف هي ضاحية الأسد المقاومة والصامدة، ضَاحية حرستا، ومدينة جرمانا أيضاً، يا أهل جرمانا، يا أهل جرمانا الأوفياء، يا أهل جرمانا الكرماء، يا مَن حَضنتم المهجرين مِن الغوطة الشرقية، أنتم حَضنتم المهجرين مِن الغوطة الشرقية، والمسلحون المجرمون لاحقوهم بقذائف الحقد والغدر والهوان، أنتم يا أهل جرمانا وقفتم موقفاً مُشرفاً، صبرتم، صمدتم، تحملتم، دموعنا بَكت مع دموعكم، آلامكم شعرنا بها، تألمنا على جرحاكم وعلى شهدائكم أكثر مما تألمتم، ما حدث في حي الكشكول في ذَاك السوق المزدحم في مدينة جرمانا مِن قذيفة صاروخية حاقدة مجرمة أودت بحياة خمسين شهيداً مُنذ يومين، هذا ما حدث، أين مجلس الأمن؟ أين منظمة حقوق الإنسان؟ أين هيئة الأمم المتحدة؟ ما رأيناهم اجتمعوا مِن أجل هؤلاء الشهداء الخمسين، رأيناهم اجتمعوا مِن أجل كِذبة هم أَلَّفوها ولَفقوها وخَططوها بأصابعهم النَّذلة، موضوع الكيماوي، لَكنهم لم يَنجحوا، ومع ذلك أخذوا أصحاب الخوذ البيضاء، هؤلاء المنافقين المجرمين المتصهينين والمتعفنين، أخذوهم مِن الغوطة الشرقية وذهبوا بهم إلى واشنطن، لِكي يُجندوهم لِعمل آخر في بلد عربي قادم.
نعم هذا مَا يجري وهذا ما يحدث، ولكننا نحن اليوم بفضل الله جل جلاله، بِصمود قائدنا القائد المقاوم بشار حافظ الأسد، بِدماء شهدائنا الأبرار، بِدماء شهداء دوير بعبدة، بِدماء شهدائنا الأبرار في دريكيش، بِدماء شهدائنا الأبرار في جبلة الحبيبة، بِدماء شهدائنا الأبرار في مدينة طرطوس مدينة الشهداء، بِدماء شهدائنا الأبرار في مدينة دمشق، بدماء شهدائنا الأبرار في ريف دمشق، بِدماء شهدائنا الأبرار في بانياس الساحل، بِدماء شهدائنا الأبرار في دير الزور، في حلب الشهباء، في كل مكان من أراضي هذا الوطن، نُسَطِّر الانتصارات المذهلة يوماً بعد يوم.
وأنت أيها السوري مَا عليك إلا بَعد أن تنتصر الغوطة الشرقية أن تَنضَمَّ إلى ركب رجال الله رجال الجيش العربي السوري، لِكي تَذهب معهم إلى عفرين، لِتُطهر تراب وَطنك مِن نجس أردوغان الذي يقتل ويَسفك ويُدمر في عفرين الحبيبة، آلامنا وآلامكم واحدة يا أهلنا في عفرين الأبية، نتألم على آلامكم، نأسى على جراحكم، نشعر بكل ما تشعرون به، واعلموا أن رجال الله رجال الجيش العربي السوري هم أبناؤكم وهم إخوانكم، وأنتن يا نساء عفرين، مَن وَلَدَ هذا الجيش؟ وأنتن يا نساء عفرين، مَن ربى هذا الجيش؟ أنتم ستكونون عوناً لهذا الجيش في دحر الإرهاب عن مدينة عفرين، يَظُنُّ السلطان العثماني الجديد أردوغان هذا المتهور الأحمق حقيقة هو أحمق، نعم إنه أحمق، يَظُنُّ أنه يُريد مِن خلال العبور على دماء الأبرياء مِن خلال العبور على دماء الأطفال والشيوخ، يُريد أن يُعيد أمجاد آبائه وأجداده، يُريد أن يُعيد أمجاد السلاطنة العثمانيين الأتراك، الذين كانت حياتهم قتلاً وغدراً ومكراً بالإسلام والمسلمين وبالعروبة والعرب، لَكنه خَسِئَ، إنَّ قُوتك المزيفة -هو يزعم أن جيشه هو الجيش الثاني في حِلف الناتو يفتخر بقوته- أين قوتك يا أردوغان، ها هم القوات الشعبية يُذيقونك ألوان العذاب أنت وجيشك، ها هم القوات الشعبية بالتعاون مع أهلنا في عفرين الحبيبة يتعاونون يداً في يد لِدحر إرهابك وإجرامك.
أيها السوري أيها العربي أيها الدمشقي: سوريا إلى انتصار، والانتصار أصبح قاب قوسين أو أدنى، وإننا بِفضل الله جل جلاله نَعتز بإيماننا بربنا جل جلاله، ونعتز بقائدنا الصامد والمقاوم بشار حافظ الأسد، ونَعتز بهذا الجيش العقائدي الذي قَدَّم الرَّخيص والنَّفيس لكي تَبقى راية وكرامة الأمة العربية والإسلامية مرفوعة إلى يوم القيامة.
أما أهلنا في فلسطين الحبيبة فإننا نقول لهم: إنَّ مِحور المقاومة سيمتد كما كان ممتداً، وسيبقى ممتداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، سيمتد إلى الأقصى الشريف إلى القدس الحبيبة، هُبُّوا يا رجال الانتفاضة في فلسطين، هُبُّوا يا رجال الله، هُبُّوا يا كتائب المقاومة يا كتائب الفصائل الفلسطينية، هُبُّوا في وجه العدوان الصهيوني، دمشق انتصرت، دمشق انتصرت وستزحف إليكم لكي تآزركم ولكي تشد على أيديكم، قضية فلسطين هي القضية الأساسية والمحورية للأمة العربية والإسلامية، ولن يتخلى عنها زعيم العرب والقائد الشريف والمقاوم بشار حافظ الأسد مَهما تعرض لِضغوط ومهما تعرض لحروب، فنحن أيها القائد خلفك، نفديك بأرواحنا، نفديك بأطفالنا، نفديك بنسائنا، لأنك قائد مقاوم، سِرْ نحن خلفك، فوالله لو لم تَكن على حَقٍّ لَمَا انتصرت ولما استطعت أن تصبر، فأنت صَمَدت وصبرت لأنك تؤمن أنك على حق، وأنَّ تِلك الأكاذيب والإشاعات التي أُشيعت على شَخصك الكريم هي باطلة، جَعلتها تحت حذائك ونعلك الطاهر، وقلت لهم: أنا أسد أيها الجرذان، انتظروا وسوف تعلمون أن الظالمين أي منقلب ينقلبون، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً.
اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم أمدهم بمدد من عندك، اللهم أمدهم بملائكة من عندك، اللهم أمدهم بمدد من عندك، اللهم أمدهم بملائكة من عندك، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.