الجمعة 10 شوال 1445 - 19 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2018-01-14 الساعة 09:02:40
من أهداف الرسالات السماوية "علاج خلل السلوك الإنساني"
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 25 من ربيع الآخر 1439 هـ - 12 من كانون الثاني 2018 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا( [الشمس: 7-10].

روى الإمام أحمد وغيره، عن أسامة بن شريك، أنَّ النَّبي صلى الله عليه سلم سُئل: ما أفضل مَا أُعطي المرء المسلم؟ قال: ((خُلُقٌ حَسَن))، قالوا: فما شَرُّ ما أعطي؟ قال: ((قَلب سوء في صورة حسنة، فإذا نظر إلى نفسه أعجبته)).

معاشر السادة: مُنذ أن نشط العمران البشري على وجه الأرض والنَّاس تستهويهم مآرب شتى وتتوزعهم طرائق مختلفة، والمحزن أنَّ كَثرتهم يغلبها الجهل وتنحرف عن سواء السبيل، شرف الإنسان عقله، ولكن ما قِيمة العقل إذا عجز عن إصلاح النفس وعن قيادة الأفراد والجماعات؟! وجمال الإنسان صفاء فطرته واستقامة سجيته، ولكن ما قيمة الفِطرة الصافية والسجية المستقيمة إذا احتجبت وراء هواشم مِن الأثرة والظلم والهوى؟!.

وكما تفتك الدِّيدان وأسراب الجراد وأنواع الآفات بأشجار القطن والفاكهة فتكت كذلك علل خَطيرة بالجنس الإنساني، فعوجت سيره وشوهت فكره ومسخت ما براه الله عليه من فطرة وما زانه به من عقل، ومِن هنا كان جهد النَّبيين الأول هو علاج هذا الخلل في السُّلوك الإنساني ومُداواة تلك العلل التي تفتك بالكرامة، وتنذر بسوء المنقلب في العاجلة والآجلة.

هُناك أمم كثيرة تَطرق المرض النفسي إلى قلبها ولبها، وذَهِلت مِن قبل ومن بعد عن معرفة ربها، فكان كل رسول يبذل قُصارى جُهده في سوق الشِّفاء لها ومُحاولة النجاة بها مِن عَواقب الانحراف والفسوق والعصيان، وإنك لتسمع القرآن الكريم يجمل تواريخ هذه الأمم وعمل المصلحين الكبار في إرشادها إلى الحق وقيادتها إلى الله، فتراه يلزم هذا النَّسق وهو يَقص مَصارع خمسٍ مِن الأمم، حيث قال سبحانه: )كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ( [الشعراء: 123-127]، إن هذا النَّسق اضطرد في التاريخ لقوم نوح وهود وصالح وشعيب، تشابهت الرسالات وتشابهت الإجابات وتشابهت المصائر التي طَوَت الكل، وذاك ما يدعو إلى الاستغراب والعجب، فكأن الأمم كلها قد تَواصَت في الإعراض عن سماع صوت المصلحين، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون( [الذاريات: 52-53]، هؤلاء الأنبياء المصطفون عمدوا إلى محاربة الخرافة الأولى في تفكير الإنسان، وهي تقديس الأصنام والأزلام، وعمدوا إلى فتح البصائر المغلقة حتى تعرف رباها، فإذا عرفته حَرِصَت على إرضائه وبعدت عن مساخطه واستعدت للقائه، ومِن ثم أمكن فطامها عن الرذائل التي هَوت فيها، وتيسر شفاؤها مِن العلل الغليظة التي رانت عليها.

إنَّ الأمراض الاجتماعية شَديدة الفتك بعيدة الأثر، وكما يَصنع مَرض الزهري مثلاً بالأجنة في بطون الأمهات مِن تلفٍ في الأجهزة وعَطبٍ في الحواس، تَصنع الخرافة والأوهام والأكاذيب والإشاعات والشهوات بالأفئدة والعقول.

إنَّ الفِطرة الإنسانية قد تَحكمها بيئات مظلمة، فإذا هي صريعة جهالة طامسة وأهواء طافحة وعوج شنيع، بل إنَّ هذه الفِطرة قد يُصيبها مِن الخراب والدمار ما يُصيب الحقول الغَنَّاء إذا هَجمت عليها قوافل الجراء، ولم يعرف العالم في تاريخه الطويل أزكى ولا أرقى مِن رسل الله في الذياد عن هذه الفطرة، وقد قرأنا في كتاب الله كيف بَرز كل طبيب منهم يعالج النفوس مِن سِقامها ويَهديها إلى سواء الصراط، وفي دَعوات الأنبياء الأولين نَلحظ بَساطة العرض وسُهولة الفكرة ورِقة الإخلاص وجَلاء الغاية وتَدفق الرحمة وصدق النصيحة، وقوة التوجيه إلى الله والاستعداد للقائه بيد كل واحد منهم كان محدود الطاقة في عِلاج مَا يَلقى من أمراض، إذ كان جُهده محلياً وغايته تلافي ما يقع واستنقاذ مَن يستجيبون، أما هذه الرسالة الخاتمة فلم تَكن مَشروعاً صغيراً لإصلاح قرية موبوءة، بل كانت برنامجاً واسع الدائرة رحيب الأكناف، يستهدف وضع خُطط لوقاية العالم كله، ورسم سياسات كثيرة للإصلاح والاستشفاء، وحشدٍ قوي جبار لتطهير الأرض مِن جراثيم الفساد.

إنَّ هذه الرِّسالة تتميز في دعوتها بأنها جهد إنشائي مُتكامل لخلق عالم أفضل يتعاون فيه الفرد والمجتمع على نشدان الكمال وإقرار الفضيلة على أساسٍ مِن معرفة الله جل وعلا، ومحور الرسالة الخاتمة يدور على ترقية العقل وتزكية النفس وذاك محور الإصلاح الإلهي للعالم كله.

إنَّ أقوى شَيء في هذا العصر قد يَكون التفجير الذري، وربما كان في القرن السَّابق الطاقة الكهربائية، وهذا العصر مَشحون بقوى هائلة عُرف منها ما عُرف وخَفي منها ما خَفي، ويبدو أنَّ أعظم قُوة في هذا العالم وأبرز الكُشوف فيه لَيست تلك الطاقات المادية، بل إنَّها الطاقات الإنسانية، هذا الإنسان الذي يسير بقدميه الصغيرتين على الأرض ويتبختر بقامته الضئيلة، هذا الإنسان هو أخطر شيء في الكون، وصدق الإمام علي عندما قال:

وتحسب أنَّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

لكن هذا الإنسان العظيم بما رشح له وما مكن فيه قد تَعرِضُ له أوهام تمسخه، فإذا هو ساجد لحجر أو تائه وراء شهوة هابطة، ومِن هنا تدافعت وصايا الرسالات السماوية لِتُبصر الإنسان بقدره، وتصونه مِن الدَّنايا، وتحفظ عليه خصائصه المادية، إنَّه كبير بقلبه، فكيف يدع قلبه نهباً للغش والظلم والهوى؟! إنَّه كبير بعقله، فكيف يَدع عقله فريسة للجهل والخرافة والإشاعات؟!.

إنَّ الإرادة العليا -يا سادة- إن الإرادة العليا قَضت بأن الذين يستجيبون لدواعي الضلال ولا يَسيرون وفق معالم الرَّشاد لا بُدَّ مِن تضليل مسعاهم وتركهم يتخبطون في مواطن الغفلة التي رموا بأنفسهم فيها، حيث قال سبحانه: )سَأَصرِفُ عَن آياتِيَ الَّذينَ يَتَكَبَّرونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَإِن يَرَوا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤمِنوا بِها وَإِن يَرَوا سَبيلَ الرُّشدِ لا يَتَّخِذوهُ سَبيلًا وَإِن يَرَوا سَبيلَ الغَيِّ يَتَّخِذوهُ سَبيلًا ذلِكَ بِأَنَّهُم كَذَّبوا بِآياتِنا وَكانوا عَنها غافِلينَ( [الأعراف: 146]، وكأن الآية تقول لنا: الإنسان الحق عميق النظر فقيه السمع راشد القول.

إنَّ الإسلام حاسم في أنَّه يُريد إنساناً مفتوح البصر والبصيرة، لأنه يُريد إيماناً عميق الجذور وثيق الضمانات، أمَّا حيث يغلب الجهل ويرين الهوى وتستحكم الغفلة فإن الإنسان يَهبط من درجة الإنسانية إلى درجة الحيوانية، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ([الفرقان: 43-44].

إنَّ أعداءنا -يا سادة- يُريدون مِنَّا أن نَهبط إلى درجة الحيوانية في تفكيرنا وتصرفاتنا وفي ميولنا واتجاهاتنا، لماذا نرى العقل العربي والعقل المسلم يَستجيب لنداء المخربين مِن ساسة الغرب؟! هل استطاعت أصابع الغرب أن تجعل عُقولنا طيعة لينة تُحركها متى تشاء وتوقفها متى تشاء؟! وهل أصبحت نفوسنا وعقولنا تربة خصبة لغرس بذار الغرب فيها؟!.

ألا تعجب -أيها المسلم، أيها العربي- أنَّ المسلمين اليوم في مَشارق الأرض ومغاربها وأنَّ العرب اليوم كَذلك في مشارق الأرض ومغاربها عندما يسمعون نَعيق البوم يُسارعون إلى الاستجابة لندائه، مِن غير تفكير، من غير عقلانية، من غير تبصر في عواقب الأمور؟!.

ونحن كعرب وكمسلمين إذا أردنا أن ننفخ بأبواق الخراب والدمار في المجتمع الغربي -مع أن صفتنا ليست كذلك، وإسلامنا ليس كذلك، ومسيحيتنا ليست كذلك- هل يَستجيب لنا شعوب الغرب؟! أبداً، إنهم عقلانيون، إنهم يفكرون، إنهم يعرفون الحق من الباطل، إنهم يُميزون بين نداء الحق ونداء الضلال، أما العرب والمسلمون اليوم مع الأسف فإنَّك تَجد عُقولهم قد أصبحت بين أصابعهم يُقلبونها كيف يَشاؤون ويُوجهونها كيف يَشاؤون.

العقل العربي اليوم ونَقصد بهم المجرمين وداعميهم تَحَجَّرَ، أصابه العفن، تُناديه إلى الإصلاح لا يستجيب، تدعوه إلى جمع الصف ووحدة الكلمة لا يستجيب، لا يتعاون لا يلبيك، تحاول معه بكل الوسائل أن تأخذ بيده وبناصيته إلى ما يُسعده في دنياه وفي أخراه وإلى ما يعزه في دنياه وفي أخراه لا يستجيب، لذلك لما رأى جيشنا العقائدي أنَّ العَفن قد أخذ مِن عُقول الإرهابيين المجرمين مَأخذه قَرَّرَ سَحقهم بالبندقية، نعم قَرَّرَ سَحقهم بالبندقية.

إنَّ العَقل العَفِنَ يَستحيل أن تتعامل معه بالصَّورة التي رسمها الله له، إنَّ العقل المعوج، إن العقل المتصهين يَصعب على مداويه أن يُقيم مِن عوجه وأن يُصلح من عفنه، فلذلك قام رجال الله رجال الجيش العربي السوري إلى جانب الدعوة بالحكمة والموعظة مِن العلماء والفقهاء في كل زمان ومكان، قاموا بِسَحقِ تِلك العقول العفنة والنَّتنة التي لا تَفهم إلا لُغة السَّحق تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، وها نَحن اليوم بفضل الله جل جلاله، نرى جيشنا نرى رجال الله، نرى أسود الله على الأرض، يُحققون الانتصار تلو الانتصار، انتصارات مذهلة، انتصارات تتوسع دائرتها كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله، وهذا تأييد من الله، ونصر من الله جل جلاله، وفتح قريب بإذن الله، وما حدث في مدينة حرستا مِن هجوم للإرهابيين الغاشمين الحاقدين الماكرين خُدام الصهيونية العالمية، ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية كان أمراً فيه العجب وفيه الاستغراب، حِقد عجيب، دعوة إلى الجهاد، تكبير، أي جهاد؟ وهل مَكان التَّكبير هنا؟! لكن رجال الله بتأييد مِن الله جل جلاله نَصرهم الله عز وجل وسحقوهم، هكذا سُحق الإرهابيون تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري في مدينة حرستا، وقالوا لهم: أيها الخونة، أيها الجبناء، أيها المارقون، هذا العَلم مَوطنه في حرستا، هذا العلم جمع الأمة كلها في مدينة حرستا، مُنذ أن أُسس هذا العلم ومنذ أن اتخذه جميع أبناء هذا الوطن راية لهم رَاية شرف وعز ونصر وكرامة.

كُلُّ الحب والإجلال لِكل ضابط شريف يَقف في تلك الساحات، وقلوبنا معكم أيها الضباط الشرفاء، ونترحم على كل ضابط وَدَّعنَاه مع قافلة الشهداء، استشهادكم أيها الضباط هو شرف لنا، هو عز لنا، هو نصر لنا، لولا دماؤكم لما ارتفع هذا العلم، لولا دماء الجنود البواسل رجال الله الذين لم يعرفوا الخوف ولم يعرفوا الجبن والخوف والخيانة أبداً، بدمائكم بصمودكم بتضحياتكم ارتفع هذا العلم، وها هو جيشنا رجال الله يتقدمون في كل ساعة في حرستا وفي غيرها.

ونقول للإرهابيين المجرمين في الغوطة الشرقية: اسمعوا أيها الخونة، أنتم تقولون منذ البداية، منذ سبع سنوات، منذ بداية ثورتكم الملعونة، ثورتكم الرذيلة، ثورتكم التي قامت على السَّرقة وانتهاك العرض، تقولون: الجيش لا يستطيع أن يتقدم في الغوطة أو أن يدخلها، ونحن نقول: في الأيام القادمة سَتُسحقون تحت أقدام رجال الله رجال الجيش العربي السوري، والجيش قد ألقى إليكم بمنشورات دعاكم فيها إلى حَقن الدم، دعاكم فيها إلى العقلانية، دعاكم فيها إلى سماع صوت الحق، وطَلب منكم ألا تستمعوا إلى صوت الهوى، لكنكم تأبون وما زِلتم تأبون، فعندما تقع الكارثة عليكم وتحل لَعنة رجال الله عليكم لا تَلوموا إلا أنفسكم، أبداً لا تلوموا إلا أنفسكم.

وها هي إسرائيل تَدخلت، لكي تَنصركم، لكي تآزركم، لكي ترفع من معنوياتكم الخسيسة والدنيئة، عندما اعتدت على مدينة القطيفة، ولكننا نقول: أنتم واليهود الصهاينة وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل مَن يقف وراءكم مِن الخليجيين الصهاينة وعلى رأسهم الملعون سلمان بن عبد العزيز لن ولن تستطيعوا أبداً أن تَسحقوا هذه الراية، هي راية حق، راية شرف، راية عز، راية كرامة، عزنا وكرامتنا فيها.

وها هم رجال الله في ريف إدلب، إدلب الخضراء، يَتقدمون بفضل الله، ويأخذون قرى هائلة ومساحات هائلة، في كل يوم وفي كل ساعة، ونقول لرجال الله في ريف إدلب في ريف حلب في ريف حماة في ريف دمشق، في كل مكان من أرض هذا الوطن نقول لهم: قلوبنا معكم، ندعو لكم، نُجلكم، نُحبكم، نَحترمكم، أنتم أيها الجيش العقائدي أنتم درع الوطن، أنتم الحصن الحصين لنا، لا نلتفت لا نحن ولا أنتم أبداً إلى ما يُشاع عنكم يا رجال الله، مَن أراد أن يَتطاول عليكم فلينظر إلى تاريخه، فلينظر إلى مصيره، فلينظر مع أي الفريقين يَقف، مع فريق المؤمنين أم مع فريق الطاغين المتجبرين، لا نلتفت إلى ما يقال في كل مكان، وإلى ما يُشاع عن رجال الله رجال الجيش العربي السوري، إنك أيها الجيش العقائدي أيها الجيش العظيم قد أحرقت قلوبهم، أحرقت قلوب أعداء هذا الوطن، انتصاراتك مذهلة، تَقَدُّمك مذهل وعجيب، إنهم نَسوا أو تَناسوا أن الله جَلَّ جَلاله يَنصر الحق وأهله ولو بعد حين.

وكل الحب والإجلال لرجال الله رجال الدفاع الوطني، هؤلاء الذين قدموا الشهداء، في درعا الحبيبة، في ريف دمشق، في ريف حماة، في كل مكان من أرض هذا الوطن، هكذا تتعامل القوات الرديفة مع جيشنا، وهكذا تقف جنباً إلى جنب معه في محنه في شدائده.

وكل الحب والإجلال لرجال الله لحزب الله، هذا الحزب المقاوم، هذا الحزب الأبي، هذا الحزب العملاق، هذا الحزب الوفي، نعم نحن معك يا حسن نصر الله، نحن معك يا سيد المقاومة، نحن نحب المقاومة، نجلها، نحتضنها، نُقدم أرواحنا ودماءنا وأولادنا فِداء لها، نَحن مع المقاومة في كل زمان وفي كل مكان، إنهم رجال العز، رِجال الشرف، رجال الإباء والكرامة والفداء، نحن مع المقاومين، نحن مع الشرفاء، نحن مع رجال الله، نقاتل ونحارب ضد مَن يقاتل هؤلاء، وضد من يحارب هؤلاء، لا نلتفت إلى سخرية ولا إلى تسخيف ولا إلى تحقير ينال مِنَّا، فنحن أكبر وأعظم من ذلك، نحن هنا رجال الله، نحن هنا أبناء هذا الوطن، دمشق علمتنا أن نكون رجالاً، دمشق علمتنا أن نكون أسوداً، كيف لا وهي عرين الأسد القائد بشار الأسد القائد المقاوم رمز المقاومة والمقاومين.

أيها العربي، أيها السوري، أيها الدمشقي: ارفع رأسك عالياً، فهذا علمك يرتفع في كل يوم وفي كل ساعة، وها هو جيشك رفع مِن كرامتك، أحاطك بعنايته وحفظه، قام على صون دمك، قام على صون أموالك، كُن مع هذا الجيش، كُن مع هذه الرَّاية، راية الشرف والإباء والكرامة، ولا تَلتفت إلى أذناب اليهود وأذناب الأمريكان، فأنت رأس ولستَ بذنب، وهل يستوي الرأس مع الذنب؟!

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً غدقاً طبقاً مجللاً إلى يوم الدين، اللهم لا تُهلك بلادك بذنوب عبادك، اللهم لا تُهلك بلادك بذنوب عبادك، اللهم لا تُهلك بلادك بذنوب عبادك، اللهم لا تُؤاخذنا بسوء فعلنا ولا بما فعل السفهاء مِنَّا، إن هي إلا فتنتك تضل من تشاء وتهدي من تشاء، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين، اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1007
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *